عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)
الحوار المتمدن-العدد: 4780 - 2015 / 4 / 17 - 12:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من يقرأ ويبحث في المعتقدات يجد عجبا ، هذه حقيقة مرة يعلمها من سلك سبيل البحث والمقارنة في الأديان ، وبعد سنوات ليست بالقصيرة تأكدت من أمر مهم وهو أنه في أحيان كثيرة معضلات استيعاب الفهم وإدراك الحقائق تكون مردها شروحات وتفسيرات ورؤى بعض المؤمنين بهذا الدين أو ذاك المعتقد ، فنجد عوضا عن التيسير في الشرح وإيصال فهم الفكرة بإيجاز مركز نجد تخبطا وتناقضات بينة في الشروحات والتفاسير ، ولعل مرد ذلك اختلاف العقول وتفاوتها فهما واستنباطا ومن ثم عرضا وطرحا فإيصالا ، والسبيل الأمثل والحل الناجع والحكم الفصل هو النصوص وليس سواها لمن يبحث عن الحقائق ومتعطش للمعرفة ، الإله الخالق العظيم في القرآن الكريم له أسماء حسنى وصفات عليا ، والقرآن الكريم أظهر الإله بصورة كاملة ومنزهة عن النقائص والنقائض والعجيب أن ما ورد في القرآن الكريم عن الإله الخالق العظيم من صفات وأسماء حسنى موجودة في الكتاب المقدس نصا تسمية وصفة ، فالأسماء الحسنى والتي عددها 99 اسما موجودة كلها في الكتاب المقدس ، والأدهى بذات السياق من المدح والثناء وإظهار عظمة الخالق تعالى ، فالقرآن الكريم تطابق تماما بهذه مع الكتاب المقدس كحال الكتابين اتفاقا في أمور كثيرة ليست مبحثنا الآن ، لكن لا شك عندي أن نقاط الإلتقاء تلك تؤكد وحدة المصدر وهو الوحي الإلهي وهذا مبحث آخر ليس هذا وقته أيضا ، لكن لب المشكلة والاختلاف الجوهري أن القرآن الكريم كان قاطعا وثابتا في الإثبات أو النفي ، وفي التزكية والتطهير للأنبياء الكرام وفي الثناء عليهم ورفع منزلتهم ومكانتهم وإن تحدث عن عتب هنا أو لوم هناك ، ليتعلم أتباعهم ليس إلا ، وإبراز أن مطلق العصمة والعظمة إنما هي للخالق الإله وحده ، أما الكتاب المقدس فجمع المتناقضات كلها بشأن الإله الخالق ، فكما أسلفت آنفا إلتقى مع القرآن الكريم في إظهار عظمة الخالق والثناء عليه وذكر أسمائه الحسنى وصفاته العليا لكنه بمواضع أخرى قدح بالرب ووصفه ونعته بصفات لاتليق وأمعن بتشبيهه بالحيوانات بل وبالحشرات وبكثرة ، والعجيب أن حملة التشويه طالت أيضا أنبياء العهد القديم !! وهنا نطرح سؤالنا : لماذا تناقض الكتاب المقدس في إظهار عظمة الخالق ومن جانب شوه صورته بتشبيهات لاتليق ويتعفف الأسوياء العقلاء عن نعت بعضهم بعضا بمثلها ؟! ولماذا عن سبق تعمد قدح بالأنبياء كلهم ؟!! ، وما دلالة مثل هذا التناقض الواضح ؟! وهل نقاط الالتقاء بين القرآن الكريم والكتاب المقدس في الحسن من الأمور يدل على حقائق تأريخية وعلمية وعقائد حان وقت طرحها على بساط البحث العلمي الموضوعي ؟! وتسليط الضوء عليها بمحاور بعينها ومن زوايا كثيرة وذات دلائل خطيرة ؟!! .
#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)
Abduallh_Mtlq_Alqhtani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟