زينب حمراوي
الحوار المتمدن-العدد: 4780 - 2015 / 4 / 17 - 08:10
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
أتذكره بعينيه الجاحظتين والشرر يتطاير منهما.يمارس ساديته على وجودنا الصغير وقوانا الضعيفة لاستظهار سورة القارعة وهويقرع الطاولة برؤوسنا الصغيرة. ويمسح السبورة بأجسامنا النحيلة. فيرهبنا بصوته الفظ بعذاب القبر ويتوعدنا بالويل والثبور وعظائم الأمور ونارجهنم التي لانكاد نستوعب هول لهيبها فنرتهب لجنون العظمة فيه. ونكاية بنا وإمعانا في احتقارنا. يشيد بأبناء "المحظوظين" من زملائنا فيربث على أكتافهم ويداعب شعرهم تيمنا برضى ذويهم وما يجودون به من حلويات وفواكه وهدايا.فنخالهم طيور جنة لاتتسع لغيرأبناء الميسورين وأصحاب الجاه من" الأعيان ".يثخننا بالفلقة لأتفه الأسباب بحجة" ضربوا ولاد لعبيد باش يترباو ولادالسلطان"في حين ينتحب لأبسط تأنيب من طرف مديرالمدرسة. وينط من النافذة لما يعلم أن المفتش قادم لتفتيش جهله واستفزاز جبنه وحقارته ووضاعته وافتقاره للبعد الانساني وأصول التربية والحلم الحضاري بهذه الكائنات التي يؤتمن عليها.فنتلوى من الضحك خلسة انتقاما للحكرة فينا.فاذا كان هذا شأن أصغر "عون سلطة تربوية" في بنية الدولة تنصب نفسها وصية على الأخلاق والدين فماذا نقول عن كبارالأعوان ممن أؤتمنوا على مصير البلد. أنتم سواسية ياسادة كبيركم استمرار لصغيركم.كلكم مؤتمنون على اعادة انتاج التخلف والارهاب والتفقير والتجويع والخنوع والاتكالية والجبن طمعا في الوهم ورضى الأسياد.
#زينب_حمراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟