أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ديفيد ج. كوج - بين جوبا والخرطوم














المزيد.....

بين جوبا والخرطوم


ديفيد ج. كوج

الحوار المتمدن-العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 16:32
المحور: المجتمع المدني
    


الي من قد يتفاءل من عنوان هذا المقال.. انا افهم حاجتك وامنيتك ان تري بلدك يتطور ويصل شعبك الي مصاف بقية امم الارض (وهذا حق مشروع طبعا) .. ولكن للاسف فالمقال لا يقوم بالمقارنة بين الخرطوم وجوبا عن التنمية (التعليم الصحة والاقتصاد) .. بل اعرض لوجهات الشبه بين نهج الحكم بين العاصمتين (فالمقال اشبه بحصان طروادة) ما ظهرمنه ليس مثل ما بطن.
نبدأ باغنية "الحالم" ايمانويل (مارك) كيمبي"كارتوم ايان" حين يقول "كلي نريجا لي بلد ان شا الله نبدا بي راكوبة وبكرة نجيب توب ني .. نبني قطية صغير.. صغير وقيافا .. بعد بكرة ان شا الله نور بولا في بيت كبير باب بقزازة .. مدرسة كفاية! نو مور غيتو.. نينا تاني مالا قيني في شوال وننومو في زبالة .. اكوانا تانين كلو يوم باكلو قلنقيتا بتاع الله كتلا .. وكمان كارتوم ايان.. ايان ما معروف!"
يتضح من كلمات هذه الاغنية الرائعة ان كيمبي كان حالما لا اكثر.. ولا اعرف الان هل استيقظ ليجد الحلم قد تحول الي كابوس ام ما زال يغط في سبات عميق؟ الم يتضح بعد ان احلام كيمبي كانت ضرب من المستحيل! حيث ما زال شعبنا بعد الاستقلال يسكنون في رواكيب حتي الان.. والمجاعة تحدد حياة قرابة الخمسة ملايين نسمة من السكان .. لا مدارس يستوعب الطلاب الباحثين عن العلم ولا نظام او منهج تربوي واضح.. ان الطلاب الذين اتوا من مناطق النزاع في اعالي النيل الي جوبا يعانون .. لانه لا يوجد امكنة لهم في المدارس .. فعندما تذهب بطفلك الي المدرسة يقول مدير المدرسة "الفصول مليانة" وهذا يتكرر في معظم المدارس!
اما عن امتلاك مواطن لبيت "باب بقزازة" فيتطلب ان يكون المرء جنرالا او يتمرد وعندها يحصل علي مراده.. ولكن ان كنت مواطن مسالم تبحث عن "اكل عيش لاولادك" فمصيرك الرواكيب والبحث عن "الله كتلا الغير موجود في جوبا"
للامانة والتاريخ هذه الاغنية فيها اجحاف ونكران جميل للخرطوم.. نعم نعلم ان الخرطوم كان السبب في معاناة الكثير من الجنوبيين.. ولكن ليس من الذوق ان نكونوا لئيمين يجب ان نقول الحق ونعطي كل ذي حق حقه! حتي او كان علي حساب ضمائرنا .. ان نظرنا الي الحال في الجنوب الان وللناشطين في المجال العام نجد ان قرابة 70% منهم كانوا في الخرطوم او مروا به ولو لفترة قصيرة.
لو نظرنا الي الصحفيين والاعلاميين الناشطين الان نجد ان نصفهم او اكثر درسوا او عاشوا في الخرطوم لفترة وعلي سبيل المثال لا الحصر (ابراهام مليك, ابراهام مرياك, مثيانق شريلو, دينقديت ايوك, انطوني جوزيف, كدين جيمس, فرنسيس مييك, ايمانويل ماريو, دينق قون, شول اني, باسكا شارلس, ديانا ديفيد, وزير مايكل, فانينج وليم, افندي جوزيف, كندي نيمايا, اكويت اراج, وليم جيمس, جوزيف ايزاك, كيم قاي, ياي جوزيف, استيلا قايتانو, لام جون, ابراهام تيلار, عادل فارس.. والقائمة تطول) وحتي في الصحف الانجليزية نجد ان اروب مدوت, ساندي وليم, نيال بول والفريد تعبان قد عملوا في الخرطوم ايضا لفترة ليست بالقصيرة.. حتي ايمانويل كيمبي نفسه الم تكن انطلاقته الاولي مع "فرقة لوانقا موزيكا" في الخرطوم قبل ان يشد الرحال الي بلاد العام سام؟
اما عن السياسيين فحدث ولا حرج (غوردون مورتات, وليم دينق, اقري جادين, جوزيف قرنق, كليمنت امبورو, جوزيف اودوهو, صمويل قاي, ابل اليير, بونا ملوال, جورج كونقور, جوزيف موديستو, لام اكول, ريك مشار, جوزيف اوكيل, كواج مكوي, الدو اجو, عبدالرحمن سولي, رياك قاي, عبدالله دينق) ان فضل الخرطوم علينا اكثر من فضل كمبالا, نيروبي, اديس ابابا وواشنطن او اي عاصمة اخري علينا. وهذا امر طبيعي لان الخرطوم كان عاصمة السودان وقد كنا سودانيين لذا كان من الطبيعي ان نمارس كل شئ هناك سواء اكان سياسة, الفن او الصحافة.. ولكن ان ننسي ذلك ونقول الخرطوم عيان.. لن يجعلنا ذلك سوي ناكري جميل وجبناء!
السبب الذي جعلني اكتب هذا المقال هو اني وجدت تقارب نظام الحكم في جوبا والخرطوم في الكثير من الامور.. فعلي الرغم من ان سلفا ورفاقه كانوا ينادون بالحرية والمساواة بين الناس في فترة من الفترات الا ان طريقة حكمهم الان اصبحت تشابه حكم الانقاذ في العاصمة المثلثة.
مّن منا لم يسمع بالحوش في الخرطوم.. (والمقصود بالحوش هو حوش بانقا مسقط رأس الرئيس السوداني).. وحجر العسل! تماما كما كان القذافي يفعل في ليبيا بما يعرف بباب العزيزية.
يبدو ان "الجماعة" في جوبا طبقوا نفس النظرية.. فالان يكفي ان تكون من واراب حتي يفتح لك الفرص بابها (وينزل عليك النعم من السماء) .. يكفي ان تتخرج من الجامعة – ان كنت من هناك - لتجد الوظيفة في انتظارك هناك في (جي ون) .. واما الذين لم يتلقوا قسطا من التعليم فالامن الخارجي او الـ(سي اي دي) يكون في انتظارهم (مع التفريغ طوالي) بمجرد ان يصلوا من اكون, قوقريال او كواجوك!
اما ان كنت من الخط الموازي (اويل, ابيي ورومبيك) فان مكانك محفوظ في الجيش او الشرطة .. تنال ترقية اولا وقبل زملاءك وتحصل علي فرص الدراسة في الخارج او حضور ورش العمل داخل وخارج البلاد هذا ان كنت من اويل .. وان كنت من رومبيك فلك مقعد في وزارة المالية او الخارجية بالإضافة الي فرص الـ(اسكولارشيب)عبر الحدود.. ويفتح التلفزيون ووزارة الخارجية والشرطة لأبييين (نسبة لأبيي).. والعمل في حقل البترول او انشاء شركة بترولية مسموح لفاريانقيين وغيرها من مناطق سيطريتهم في اعالي النيل!
اذن هكذا تم تقسيم البلاد وصار لنا بدل حوش بانقا وحجر العسل (واراب) ونظام داخلي (اي داخل نظام ناس الحوش) اشبه الي باب العزيزية. الشئ الذي جعل المواطن يترنح بين مطرقة الظروف المعيشية الكاحلة وسندان الحنين الي الماضي..
كيف يمكن لبلد منقسم هكذا ان يتطور.. بلد لا يُعطي فيه الخريجين فرصة للمساهمة في تطوير بلدهم.. بلد اصبح فيه الوظائف والمنح صكوك غفران تقدم بمزاج الحاكم الي من يشاء.. في الحقيقة لقد اصبح جوبا اسوأ من الخرطوم فيما يتعلق بتطبيق نظام باب العزيزية (لانهم عملوها ظاهرة)!



#ديفيد_ج._كوج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف ودوره في المجتمع (3-3)
- المثقف ودوره في المجتمع (2-3)
- المثقف ودوره في المجتمع (1-3)
- ما بعد العلمانية
- السوفسطائيين واثرهم علي الفلسفات اللاحقة الجزء الاخير
- السوفسطائيين واثرهم علي الفلسفات اللاحقة الجزء الثاني
- السوفسطائيين واثرهم علي الفلسفات اللاحقة
- لماذا فشلنا؟؟؟
- الفلسفة السوفسطائية
- علي الرغم من الالم نحتفل
- علي المسلمون ان يكونوا اكثر تسامحاً
- الحركة السوفسطائية
- البحث عن سلام غير مرغوب به في الجنوب
- الداعرة الشريفة! قصة قصيرة
- جنوب السودان.. وجامعة الدول العربية
- ريك والحركة هل سينتصر منطق القوة مرة اخري؟


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ديفيد ج. كوج - بين جوبا والخرطوم