أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح5 , الإنسان الأجتماعي














المزيد.....

المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح5 , الإنسان الأجتماعي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 13:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الإنسان الأجتماعي

كون الإنسان عاقلا وواعيا ومكتشفا ومقررا وصانعا وخالقا هل كل هذا يكفي من أن يكون كائن أجتماعي بالطبع التكويني أم بالطبع الضروري التكييفي؟ ,هناك فرق حقيقي بين من يولد وهو كائن أجتماعي بالقوة أصلا وبين من يولد ليكون وبالقوة أيضا أن يتحول لكائن أجتماعي ,الفرق ليس فقط في المؤدى الأساسي ولكن بالقيم اللاحقة والنتائج وما ينشأ بين المقدمة الضرورية واللواحق الأجتماعية من شكل مؤطر لنوع العلاقة والروابط بين الإنسان والأنسان وبين الإنسان والكائن الأخر .
نعود للنص الديني الذي أفتتحنا به الفصل الأول ونضم معه نصا أخر ليكونا معا بابا للدخول لدراسة هذا الموضوع وفق أساسيات من التكوين الخلقي والتكويني للإنسان, النص هو{هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها} معلوم أن الإشارة هنا إلى قضية الخلق من نفس واحدة هي النفس الإبتدائية التي نتكلم عنها بصفة الإنسان ,النفس الأسية التي خلق منها الزوجان الذكر والأنثى دون أن نتطرق هنا لقضية الكيف والكون ولكن نبحث عن النتيجة وغاية الخلق هنا , "ليسكن إليها" .
"ليسكن إليها" هذه العبارة المنفردة وحدها تشكل الباب للدخول لمؤديات النص السابق {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} ,السكن إليها يؤدي للجمع بينهما لتشكيل أول مجتمع وأول ناس في نفس طريق التعارف ,إذا كيفية التكوين جعلت من الطبيعي والمحتم أن يكون الذكر والإنثى على موعد مع السكن والإستكانة والجمع ليؤدي للتعارف , هذا لا يكون ناتج عن ملكة ستتكون مستقبلا بل تقدير لما قبل الخلق وزراعة في الذات الإنسانية فطريا .
البعض يقول أن الإنسان ولد وهو من غير معرفه ,وما سيكتسبه من معارف هو نتيجة ملاحظة وتقليد تنفيذي للأخر المشارك ,يعني هنا مثلا أن الإنسان كان يرى الحيوانات التي سبقته وهي تمارس حياتها الطبيعية الغريزية من أدنى التفاصيل إلى ما يعرف بالتزاوج والتكاثر الجنسي ,ومن تكرار التجربة أمامه في كل مرة وهي تتزاوج وتتكاثر وتكون القطيع فتعلم منها ذات الطريقة ,فتكون معرفته بالجنس وممارسته ملاحظة وتقليد لذا فهو يكتسب المعرفة خارجا وخاصة في هذه القضية الأسية.
لم يثبت بدليل علمي أن الإنسان كان متعلما بهذه الطريقة ومن محيطة ومتوصلا لهذه النتيجة المهمة والمفصلية في حياته الشعورية الفطرية والواعية ,دون أن يتدخل عنه العامل التكويني المكون للوعي بوجوده في ترتيب وتنظيم هذه الممارسة وتبقى هذا الأفتراض النظري مجرد فكرة غير قائمة على برهان وعليه ستبقى مجرد أفتراض.
النقطة الثانية لماذا لم يجرب العملية مع الحيوانات التي كانت تمارس العملية أمامها ليقلدها ,ولماذا أختار الأنثى التي من جنس الإنسان ليجرب معها ؟, هل لأنه يتحسس قيمة الأنتماء؟ أو لأنه مدفوع ذاتيا لذلك على قاعدة أن الدوافع الذاتية السلوكية التي منبعها الغريزية هي دوافع أصلية مثل الجوع والشعور بالألم والنوم منشأها التكوين التكيفي الذاتي؟ .
إذن الإنسان قد تذكره حالة المشهد وتثيره لكنه أصلا يملك ما يدفعه لهذا التجريب ولأنه يعي ما في ذاته ويستجيب للغريزة الأساسية فيه, فهو مثلا يأكل لأنه يشعر بالجوع وليس لأنه يريد أن يقلد الحيوانات المحيطة به ,وإن يريد النوم لأنه مبرمج على أن يطلب النوم ويستجيب في حالة الشعور به , هكذا مع قانون وحقيقة "ليسكن إليها", من هذه النقطة بالذات صار الإنسان "الذكر والإنثى" مجتمع له قوانين ومعطيات وضوابط منذ اللحظة الأولى للوجودهما معا, لأنه يعي قضية أنه غير الحيوان وغير كل الوجود وأنه بحاجة للأخر الإنثى أو الذكر ,هذا الوعي هو أساس فكرة أن الإنسان كائن أجتماعي.
سؤال هل يكفي أن يكون الإنسان واعيا بذاته وما فيها من قوانين ومحركات اجتماعية بمعنى أنها ملكات تقوده للحس الإجتماعي الطبيعي حتى يوصف كائن أجتماعي؟, الشرط في النص الديني الأول ربط بين مفهوم الأنسنه الأجتماعية وبين قضية التعارف بمعنى المعرفة بما يريد والمعرفة بما يفعل والمعرفة بالهدف .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح6 ,الوعي التكويني
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح4 , بناء الوعي
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح3 , الإنسان الخالق وا ...
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح1
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح2 , الإنسان أولا
- الشرطي عريف 16ج1
- الشرطي عريف 16 ج2
- الحكومة القادمة ... حكومة الجيب
- داعش الفكرة وداعش الصورة
- الشخصية الأجتماعية ج1
- الشخصية الأجتماعية ج2
- الشرطي عريف 15 ج1
- الشرطي عريف 15 ج2
- تأريخية المجتمع العراقي (ج1) دراسة في علم الأجتماع النفسي
- تأريخية المجتمع العراقي (ج2) دراسة في علم الأجتماع النفسي
- أمنيات بين الأحياء والأموات
- الشرطي عريف 14 ج1
- الشرطي عريف 14 ج2
- حروف بطعم الإنسان
- تراتيل أعظمية


المزيد.....




- أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق- ...
- لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا ...
- ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب ...
- شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
- لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم ...
- السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما ...
- الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي ...
- ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
- لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح5 , الإنسان الأجتماعي