عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)
الحوار المتمدن-العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 13:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من الأمور التي استوقفتني كثيرا شخصية الصديقة والقديسة مريم ، ولطالما قمت بمقارنات كثيرة عنها وحولها بين ما ذكر عنها في القرآن الكريم والكتاب المقدس ، محاولا الغوص في أسرار هذه الشخصية الكريمة والعظيمة ، وكنت إلى عهد قريب أجهل السبب ، ومن الأمور الملفتة للنظر والمتعلقة بشكل مباشر وصريح بالصديقة والقديسة مريم أن الكتاب المقدس لم يقدمها بصورة تستحقها وتبلغ ولو قسما ضئيلا من مكانتها العظيمة ومنزلتها الرفيعة ، على غرار ما فعله القرآن الكريم بشأنها حيث بالغ في إظهار براءتها وطهاراتها وعفتها وسمو مكانتها وعلو منزلتها ، فسورة كاملة في القرآن الكريم باسمها ، وثناء عليها لا حد له ، ولطالما تسآئلت مع نفسي : ما السر في ذلك ؟! ، وما علاقة قبيلة قريش ابتداءا بشخصية إمرأة من قوم آخرين ولسان آخر غير العربية ليوليها القرآن الكريم مثل هذا الاهتمام الكبير ويحرص على إظهار طهارتها وعفتها ويرفع من مكانتها ومنزلتها وشأنها ؟! ، ومن اللافت للنظر أن ابنها يسوع بحسب الكتاب المقدس وعلى وجه الخصوص العهد الجديد لم يفتح لسانه ببنت شفة واحدة ليدافع عنها قط وبمواضع ومواقف كان يجب عليه فعل ذلك !! ، فعلى سبيل المثال في إنجيل يوحنا اصحاح 18 وعدد 41 قال له أتباع النبي الكريم موسى : فقالوا له إننا لم نولد من زنا ، والأشد غرابة أن يسوع نفسه وبشهادة الكتاب المقدس من نسل زناة ، ولم يفتح فاه قط بنفي ذلك عن أجداده وجداته كما ورد في العهد القديم فلماذا ؟! ، بل العهد الجديد نفسه ينسب يسوع إلى يوسف النجار صراحة !! وبالقطع الموسوعة الخاصة بأتباع النبي الكريم موسى تذكر أنه كان يلقب بلقبين في حياته : المجهول وأنه ابن غير شرعي !! حقيقة صديقي القارئ الكريم والعزيز اللقب الثاني لم أترجمه ترجمته الحقيقية بل اخترت كلمات أكثر لطفا وأخف وطئة ويمكنك الرجوع للموسوعة إياها بالإنجليزية وتعرف ذاك اللقب الثاني والذي أعف لساني عن ذكره ، كما أنها تنفي أن تكون مريم عذراء وأن ولادة يسوع كانت ولادة عادية بحتة ، وطبعا تحدثت الموسوعة عن الجندي الروماني بانديرا وتغريره لمريم الكتاب المقدس ،
ويبقى السؤال مطروحا وبقوة : ما علاقة قبيلة قريش والتي ظهر فيها نبي الإسلام الكريم محمد ومنها بالصديقة مريم ليظهرها بالصورة المختلفة والمناقضة تماما عن صورة مريم وقصة حياتها في الكتاب المقدس ؟! ، ثم لماذا تصر النصوص الإسلامية على براءتها وإظهار طهارتها وعفتها ؟! بل وتكريمها وإبراز علو مكانتها ورفعة مقامها وأصحاب الشأن لم يفعلوا ذلك ؟!! .
#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)
Abduallh_Mtlq_Alqhtani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟