رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 01:19
المحور:
المجتمع المدني
لست من متبعي الأخبار، فهي تشكل جزءا مما نعاني، وهذا له سلبياته، خاصة تلك الأخبار التي لا تهم الرسمي/المهيمن حتى على ما يقدم لنا من أحداث، من هنا يمر حدث مهم وكبير، لكن لا نجد أحدا يتوقف عنده، وأن توقف يكون توقف عابر لا يثير انتباه الآخرين، هذا ما حدث مع وفاة القائد عربي عواد، فوجدنا الآخرين يغتالونه وهو ميت، لا يريدون له حضورا حتى في موته، فهذا الرجل لا يقل قامة عن أي قائد وطني آخر، حتى أنه يتفوق عليهم بنزاهته، فهو لم يتلوث بالمال ولا بالسلطة، وستمر مخلصا لمبادئه وقناعاته.
لقد علمت بالخبر بطريق الصدفة، وفاة يعقوب زيادين أعلمتني بموت عربي عواد، الأول قرأت بان جنازته كانت تليق بمقامه وما قدمه للوطن ولرفاقه، والثاني مات كنكرة، الكل ـ باستثناء حزبه ـ الحزب الشيوعي الفلسطيني الثوري ـ تعمدوا أن لا يثار رحيله، حزب الشعب الفلسطيني تحدث عنه كرفع عتب ليس أكثر، علما بان الرجل كان يمكن له أن يعود إلى وطنه، وأن يكون له نصيب من مكتسبات الثورة، فهو من الذين أبعدهم الاحتلال في سبعينيات القرن الماضي، وكان له حق الأولوية في العودة، لكنه رفض، ليس مزايدة على احد بقدر قناعته بان ما حدث من اتفاقيات لا يلبي طموح الشعب الفلسطيني.
اعتقد حان الوقت لكي نصارح أنفسنا، ونكون صادقين معها أولا ثم مع من نخاطبهم، ألسنا بهذه العبارة نخاطب الآخرين؟، لكي تعطي كلا ذي حقا حقه، وأن نكون من الذين تابوا وأصلحوا، أو من الذين يدفعوا بالحسنة السيئة، لكي نتقدم خطوة في الطريق الصحيح، أقولها بتجرد: أي شخص/ قائد/ عمل/ تنظيم، فلسطيني/عربي/ عالمي يمكننا التعلم منه، والاستفادة من تجربته، حتى من أعدائنا يمكننا أن نتعلم ونستفيد، هذا إذا أردنا التقدم إلى الأمام، أما أذا ما أردنا أن نكون ممن يجارون الموضة ويخوضوا مع الخائضين فهذا أمرا آخر.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟