محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4777 - 2015 / 4 / 14 - 11:08
المحور:
الادب والفن
كان ذلك في زمان مضى.
لا كره ولا بغضاء، والناس بسطاء تماماً، والنساء طيبات، والأطفال على قدر كبير من النباهة، والكلاب لا تنبح إلا على نحو خافت، كي لا توقظ نائماً أو تزعج مريضاً يتقلب في الفراش، والقطط تنام على الأسوار أو تحت معرشات العنب، دون أن يباغتها طفل مشاغب أو كلب شرس، والفئران لا وجود لها، لأن الأمكنة كانت نظيفة.
والأرملة التي في الأربعين، لها ولد واحد، ذهب إلى الجامعة البعيدة، ولها بنتان لا تزالان في المدرسة. تعد لهما الأرملة كل صباح طعام الفطور، ثم تمضي نحو حديقة بيتها، تربت على رقبة الكلب الودود، تترك القط نائماً بكل اطمئنان، وتنهمك بعض الوقت في سكب الماء تحت سيقان الورد والياسمين.
ولا يخرجها من عاداتها اليومية سوى بائع الملابس المتجول، الذي أهداها فستاناً يليق بجسدها المتين، ترددت وقتاً، ولم تجد بداً من الموافقة على قبول الهدية في نهاية المطاف.
كان ذلك في زمان مضى، الناس بسطاء والنساء طيبات.
والأرملة أصبحت شريكة للرجل في تجارته، تبيع الفساتين لنساء الحي، وهو في الحديقة يسكب الماء تحت سيقان الورد والياسمين.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟