أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - إيمان العلمانيين بالزرقاوي!















المزيد.....

إيمان العلمانيين بالزرقاوي!


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1328 - 2005 / 9 / 25 - 13:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المؤمنون "يؤمنون" بالله, وهم لايشترطون براهين علمية لذلك, فالايمان شيء والبرهان العلمي شيء اخر كما يقول معظمهم بصراحة. وينكرالملحدون ومعظم العلمانيون وجود الله, ويلومون المؤمنين لأنهم يؤمنون دون الاعتماد على اسس معرفية علمية.

العلمانيون والملحدون واللاادريون حذرين في تفكيرهم ومنطقهم, عندما يتعلق الامربالتصديق بوجود الله, لكنهم لا يطبقون صرامة منطقهم في كل ما يصدقون وجوده, فهم متساهلين تماماً في تصديقهم بالزرقاوي مثلاً. صحيح ان الأمر أقرب الى التصور, وصحيح انهم لايعبدون الزرقاوي ولايقدسونه ولا يدّعون انه قادر على كل شيء, لكن التصديق بوجوده, يتم بطريقة مشابهة لتلك التي يؤمن بها المؤمنون بوجود الله – الاستغناء عن البراهين والفحص العلمي!

تصلني العديد من مصادر الاخبار من متفضلين يقومون بفرز ما يرونه مهماً ليرسلوه للاخرين. غالباً ما اجد تلك الاختيارات اختيارات هامة فعلاً, حتى يأتي خبر عن "الزرقاوي" فاقلب الصفحة بسرعة دون ان اقرأ كلمة واحدة من الخب!. نعم, استغرب ان ما زال "الزرقاوي" حياً في اذهان ما يكفي من الناس لكي يستمر منتجي هذه المسلسلة في انتاج حلقاتها حتى اليوم.

استطيع بأمكاناتي المتواضعة ان ادبلج فلماً يلقي بها جورج بوش محاضرة في نظرية النسبية, واضعه في شريط فيديو موقع بإسم بوش, خاصة ان لم يكلف احد نفسه بفحص التوقيع في مختبر موثوق. وربما استطعت انتاج فلم يقوم به كلينتون بذبح رجل ما, على الاقل ان لم تعترضوا على تغطية وجه الجزار بقناع اسود. اما وضع "اعترافات" لبلير تقول بانه مسؤول عن تفجيرات لندن ومدريد او بيان تدعو فيه كونداليزا رايس الهندوس الى الجهاد لتحرير موزمبيق من براثن الهنود الحمر على موقع على الانترنيت, فاستطيع ان اكلف به طفل من هواة الكومبيوتر بثقة!

فهل يستند المؤمنون بوجود الزرقاوي ونشر اخباره على مصادر اكثر مصداقية من تلك؟

*********

من المنطقي ان يجري الانسان الرشيد بعض الفحوصات قبل تصديق خبر ما, ومن الطبيعي ان تتناسب شدة وصرامة تلك الفحوصات مع كل من اهمية الموضوع اولاً, وغرابة الخبر, اي درجة لا معقوليته ثانياً, وانخفاض مصداقية مصدره ثالثاً.

اما بالنسبة لاهمية موضوع الزرقاوي فلا اظن اننا نختلف على ذلك, لكني أشير للاحتياط الى ان مجلة التايم اختارته (الزرقاوي) مع بوش في نيسان الماضي في قائمة من مائة شخصية اعتبرتها الأكثر نفوذا في العالم!

واما عن غرابة وصعوبة تصديق اخباره الخارقة فحدث ولا حرج. فقد افلت المرة تلو المرة رغم محاصرته. وحين قصفه الامريكان بقنابل بزنة 500 رطل, بعد رصده من قبل طائرات تجسس دون طيار, تحطمت الفلوجة وقضى على الكثير من سكانها, لكنه هرب بعد ان زج به بسرعة في سيارة, حسب الرواية الامريكية. بعد ذلك استأنف نشاطه الاعجازي حتى انه كاد ذات مرة ان "يطوق" بغداد من جهة المدائن! كل هذا وهو لم يكمل دراسته الثانوية, فكيف لو اتم الجامعة؟

واما مصادر اخباره فليس غير تصريحات الوزراء العراقيين والجيش الامريكي وقناة الجزيرة, عن افلام فيديو ونصوص على الانترنيت ومثلها, ولكم ان تثقوا بهم ان شئتم.

فلم اذن تصدق روايات وافلام الزرقاوي بهذه السهولة حتى لدى من يفاخر بعلمية تحليله؟ ان تطبيق المنطق العلمي الحرفي على حالة واحدة هي الله, لايجعل من الفرد علمانياً علمي التفكير.

*********

لا يصدق قصص الزرقاوي كل الناس, وخاصة العراقيون منهم. فـ "الشرق الاوسط" نشرت مقالة في 27 حزيران 2004 تبين فيها ان العراقيون يشككون في وجود الزرقاوي ويعتبرونه «وهما من صنع المخابرات الأميركية»

كذلك اسمته هيئة علماء المسلمين «أسطورة اميركية», ولم يختلف عنها الشريف علي بن الحسين حين قال " إن شخصية الزرقاوي وهمية ويبدو لا وجود لها"

رغم ذلك طلب علاوي من قادة الفلوجة تسليم الزرقاوي او مواجهة هجوم كبير! ومثلما تعلمون فضل اهالي الفلوجة مواجهة هجوم علاوي الكبير, لانه اسهل عليهم من القبض على الاشباح.

*******

ولكن اليس ابو مصعب الزرقاوي شخصية حقيقية؟ بلى, واسم الزرقاوي الحقيقي هو أحمد فضيل نزال الخلايلة، وقد درس حتي الصف الثاني الثانوي، ولم يكمل السنة الاخيرة للحصول شهادة الثانوية العامة. وكان قد عمل مدة شهر في قسم الصيانة في بلدية مدينة الزرقاء. لكن الفرق بين الشخصية الحقيقية والخيال الخارق الذي اعطي له يشابه الفرق بين الصدق والكذب! صحيح انه متهم بقضية "ارهابية" لكن ليس هناك ما يدفعنا لتصديق قدرته الخارقة على تنظيم جيش من الارهابيين والهرب من محاصرات الجيش الامريكي وقصفه الشديد وطائراته التجسسية ومخابراته.

تقول زوجة الزرقاوي: "زوجي لا يمكن ان يكون ارهابيا وهو رجل ودود وطيب". لكن من حقنا تماماً ان لانعتمد على كلامها, فلها مصلحة في الموضوع, ونحن لا نعرفها لكي نثق بها. ولكن الا ينطبق هذا ان لم يكن اكثر منه, على الجانب الاخر من رواة القصة؟ اقرأوا مايلي:

أحد الضباط الكبار في الاستخبارات الأميركية لصحيفة ــ ديلي تلغراف ــ في 4/10/2004 ان ليس من وجود للزرقاوي "فماهو إلا شخصا وهميا. وفي واشنطن استقبلت هذه المواد استقبالا حافلا وشكلت قاعدة لاتخاذ القرارات السياسية"

ومن الصحافيين كتب كورت نيمو في اكتوبر 2004: "اصبح الان واضحا ان الولايات المتحدة ستستمر في استعمال ابو مصعب الزرقاوي حيا او ميتا او خيالا كحجة لضرب الفلوجة."

وكتب ادريان بلومفيلد (Adrian Blomfield(: "عدة مصادر موثقه أكدت إن أهمية ألزرقاوي, قد بولغ بها بخطأ متعمد من قبل المخابرات والإدارة الأمريكية رغبتا منهم لإيجاد (شخصية شريرة) بعد الغزو وانتشار الفوضى, لكي يمكن إلقاء اللوم عليه جراء العديد من الهجمات العنيفة بل الأعمال الأشد عنفا في العراق.

**********

يقول جومسكي في هذا الصدد ما معناه : "كل كذبة, مهما بلغت من وقاحتها, لابد ان تعتمد على حقيقة صغيرة لا اهمية لها." وليس وجود الزرقاوي الحقيقي, إلا حقيقة صغيرة لا اهمية لها قياساً بالكذبة الكبيرة.

لقد اعطي الزرقاوي حجماً غير حقيقي. وكل حقيقة لاتعطى حجمها الحقيقي لاتعود حقيقة!

********

يحضرني وأنا اكتب كل ذلك قول نيتشة: "الم يطل الوقوف عند مثل هذه الامور؟"

ان كنتم سئمتم من القصة, وتنتظرون نهايتها مثلي, اسمعوا هذه الفكرة, فقد تساعد على تسريع "القبض على الزرقاوي". لنتوقف عن الكتابة المصدقة للزرقاوي ولنقلب الصفحات التي تكتب عنه بلا اهتمام او على الاقل ان لا نرسلها لاصحابنا, ونطلب منهم ان لايرسلوها الينا, وسيفهم مخرج الفلم ان فلمه انتهى, والمخرج من الاشارة يفهم, وسيلقي القبض على الزرقاوي خلال شهر من ذلك!


ملاحظة: فيما استعد لارسال هذا الموضوع للنشر, علمت ان الشارع البصري انضم الى "الكافرين" بوجود الزرقاوي بعد القاء القبض على عسكريين بريطانيين متنكرين بأزياء السادة كانا يعتزمان تفجير الزوار عند خطوة الامام علي من اجل اذكاء حرب طائفية حسب رأي الناس, رافضين تفسيرات الجيش البريطاني بانهما كانا في مهمة استطلاعية حيث كانا مزودين باسلحة من ضمنها جهاز تفجير عن بعد. مبعوث مقتدى الصدر للتحقيق في الحادث قال : قال «ان هذه الفضيحة تؤكد ان لا وجود للزرقاوي أو الحمراوي في العراق».

للكاتب حول الموضوع : " بياع الخواتم وصحبه الكرام"
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=35635



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراقيوا الخارج خارج الدستور
- تعديلات الدستور تزيده اعوجاجاً: الغاء مادة حقوق الانسان الدو ...
- تأجيل الدستور لتعديلات طفيفة لاقناع اليسار العراقي للتصويت ع ...
- رغم مصائبه, ليس العراقي معفياً من فهم العالم: الارهاب, اميرك ...
- في الدستور تنازلات بلهاء عن حق العراق في التكنولوجيا
- ما موقف الشيوعيين من المادة 110 ثانياً؟
- الارهاب المبدع
- لنهنئ انفسنا أن وصل بعض صوتنا الى الدستور
- لماذا ظهر الدستور كعروس منفوشة الشعر؟
- اعتراضاتي على نقاط الدستور
- حديث دكتاتور اعتيادي الى شعبه الاعتيادي
- علي فردان ودفع الشيعة العراقيين باتجاه الطائفية
- دولة الكمان العراقية: دولة -علي- بابا والاربعين حرامي
- العلمانيون والإسلام: مقالة ليست ممتعة علمانيا
- ديمقراطيينا بين ولاية الفقيه وولاية السفير
- اليسار والاسلام: فرصة للتعاون في الوقت الصعب
- اصل الانسان مرجوحة
- امنيات دستورية
- تصميم العلم العراقي الجديد
- مناقشة مذكرة المثقفين العراقيين حول الدستور


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - إيمان العلمانيين بالزرقاوي!