قبيلة النقابات

رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4776 - 2015 / 4 / 13 - 23:53
المحور: المجتمع المدني
    

قبيلة النقابات
لكي لا نكون ممن يتكلم بالعموميات، ويكل التهم هكذا جزافا، سنحاول تقديم أمثلة حية عن انجازات القبلية/النقابات لأعضائها، فهي تعتبر أحدى أهم المؤسسات (المدنية) الفاعلية في الوطن، فمن المظاهر الحية التي تمارسها قبيلة النقابات الدفاع عن أعضائها والحفاظ على مصالحهم، فمصلحة القبيلة فوق كل مصلحة، حتى لو تعارضت مع مصالح الشعب/الوطن، فهي فوق الجميع.
في الآونة الأخيرة قام السلطة بتخفيض أسعار المحروقات، وعلى إثرها أصدرت وزارة النقل والمواصلات قرار بتعديل أسعار/ أجرة النقل، لكننا وجدنا القبيلة تقف بشراسة أمام هذا القرار، ويضرب أعضاءها احتجاجا على هذا القرار، وهكذا تم العمل بالتسعيرة القديمة رغم أنف الوزارة، ورغم احتجاج بعض المواطنين على عدم تطبيق القرار الصادر من الوزارة.
في إحدى المستشفيات تم (القتل بالخطأ) لثلاث حوامل خلال ثلاثة أشهر، وبعد أن أنتشر الخبر ووضح حجم الإهمال الحاصل في المستشفى، تدخلت نقابة القبيلة وحلت الأمور بدون أي مشاكل، وكان الله بالسر عليم!.
وعندما قام احد المحامين بجرم بحق المحامين أنفسهم من خلال تجاوزات لا يمكن أن يقبلها احد، ومن ثم تم اعتقاله من قبل رجال الأمن، قامت النقابة ولم تقعد حتى تم تحقيق مطالبها بإطلاق سرح المحامي بن القبيلة البار.
المعلمون أيضا لهم حصة من نظام القبيلة، وحصة الأسد مما يجري على الساحة، رغم تعاطفنا معهم واعتقادنا بأنهم من المظلومين في ظل الفساد الحاصل، إلا أنهم الأكثر تمسكا وإثارةً للنظام القبلي، فرغم علم شيوخ قبيلتهم بحقيقة الوضع المالي للسلطة، حيث أن حكومة الاحتلال تعمل على الضغط عليها وذلك لإبقائها مشلولة وغير قادرة على الحركة، نجد القبيلة كل شهر أو شهرين على الأكثر تدعوا إلى إضراب ورفع رواتب موظفيها، علما بان المتضرر الأكبر هم الطلاب، المستفيد الوحيد من الإضراب هم أعضاء القبيلة الذين يقومون بإعطاء دروس خصوصية للطلاب تعويضا عما فاتهم من حصص دراسية.
ومن خلال هذه قبائل سنبني دولة، وليست دولة عادية بل ديمقراطية!
رائد الحواري

#رائد_الحواري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات