أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - قدم في القومية واخرى في الاسلام














المزيد.....

قدم في القومية واخرى في الاسلام


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4776 - 2015 / 4 / 13 - 00:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


القومية العربية والاسلام لا يمكن الفصل بينهما حسب ما قاله ميشيل عفلق المنظر الفكري والمؤسس للحزب البعث، الذي حكم العراق وسورية لاكثر من ثلاثة عقود في الاول وما زال يحكم في الثانية لما يقارب من نصف قرن. اي بعبارة اخرى ان العروبة تكون هي اللون السائد عندما يكون الربيع القومي وتكون اي العروبة اسلامية عندما يكون الربيع طائفي. وهكذا خرج عزت الدوري من جلبابه مرة اخرى ليظهر عروبته ولكن هذه المرة بزي قومي عندما اعلن عن تأييده لـ"عاصفة الحزم" وهي عنوان الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن. وقال الدوري "«إيران الصفوية ستنهار ويبعث الفكر العربي التحرري وستتوزع ثورة الأمة العربية، حيث أننا نقاتل المحتل الجديد وندعو جميع الحلفاء لطرد الفرس الصفويين من العراق... وألد أعداء الأمة هم أصحاب الفكر التكفيري لأنهم لا يعترفون بالأمة العربية، وقد كتب لي كثير من الأصدقاء أن نميل لفكر وعقيدة هؤلاء الذين يريدون أن يشيع الفكر الديني الخطير على الشيعة والسنة وقلت لهم لن نميل عن الفكر القومي العربي التقدمي التحرري».
ان القومية كفكر وأيدلوجية وهوية سياسية يعود مصدرها الى الغرب مع بزوغ فجر النظام الرأسمالي، واستطاعت البرجوازية كطبقة سياسية حاكمة ان تصفي حساباتها مع النظام الاقطاعي بكل مخلفاته عن طريق فصل نفسها عن الدين وتكوين دولتها القومية بمؤسساتها الاقتصادية والسياسية والفلسفية والاخلاقية والايديلوجية. اما في الشرق وتحديدا في البلدان الناطقة الاغلبية فيها بالعربية، فشلت البرجوازية القومية العربية عن فصل نفسها عن الدين مثلما حدث في الغرب، بل والاكثر من ذلك لم تستطع ان تبلور هوية سياسية مستقلة، وراحت تشق طريقا خاصا لنفسها عن طريق ادغام الدين بالقومية. لانها كانت تحت نير الاستعمار القومي الغربي، ولا بد لها ان تميز نفسها بهوية جديدة تختلف عن هوية المنبع الاصلي للقومية كي تكون ايديولجية وهوية فكرية وسياسية بأمكانها ان تحرر رأسمالها المحلي من استثمار واستغلال الراسمالي الغربي. ومن جهة اخرى احتاجت القومية العربية الى محرك اجتماعي كي تستند عليه وتجر المجتمع ورائها، فاستعانت بالاسلام لان تاريخه هو تاريخ للغزوات وتأسيس امبراطوريات عظيمة ارضخت نصف العالم لها، في حين رضخت الى سيطرة الاستعمار القومي الغربي. فلذلك كان اختيار الاسلام من قبل المفكرين القوميين العرب الوجه الاخر للقومية العروبية. وبعكس افتراءات وتلفيقات الاسلاميين فلم تكن تلك القومية العربية علمانية على طول خطها ولم تحمل في اي يوم من اجندتها النضال ضد الدين او فصل الدين عن الدولة. وان جميع دساتير تلك البلدان التي حكمت فيها القومية العربية في العراق وسورية ومصر واليمن والجزائر.... ما عدا تونس، فأما "الاسلام" المصدر الوحيد للتشريع او احد مصادر التشريع او المصدر الرئيسي للتشريع.
ما اوردناه هو من اجل الكشف على ان عزت الدوري القومي العروبي اليوم هو وراء تشكيل جبهة الجهاد والتوحيد لقتال الاحتلال الامريكي وحلفائه، وكان احد اعمدة الحملة الايمانية التي اعلنها صدام حسين عندما برز شبح الفاقه والعوز في كل شوارع وازقة العراق في التسعينات، واطر جميع البيانات العسكرية مع تذليها بالايات القرآنية، واشرف على تشييد كبريات الجوامع في الوقت الذي كانت الجماهير تلف الاحزمة على بطونها لتقليل آلام الجوع بسبب الحصار الاقتصادي الوحشي على العراق. اما اليوم فعاد الدوري من حضن الاسلام الى الاحضان القومية ليعزف على اوتار تهرأت ولم يبق منها الا نتف قليل. وان نفس تحالف حملة "عاصفة الحزم" حمل الشعار الاسلامي بلون طائفي وضم اليه او ايد حملته من عرف بالاسلام السني مثل تركيا وباكستان بينما استبعدت اوتوماتيكا زعامات القومية والامة العربية واحدها هو بشار الاسد.
ان الحرب الدائرة في اليمن ليس لها اية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالامة العربية ولا القومية العربية، بل انها حرب اقليمية تقودها السعودها لكسر شوكة جمهورية ملالي طهران في المنطقة وتقف ورائها الاقطاب الدولية مثل الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والصين. ان الصراع في اليمن يرتدي اليوم زيا طائفيا الا ان الدوري وحزبه البعث يحاول تلبيس الصراع بأنه صراع بين الصفوية الفارسية وعروبة الامة. فأذا نجح البعث بالباس الحرب العراقية - الايرانية بأيدلوجية قومية من طرفه، وان يصور البوابة الشرقية هي مدخل للعروبة والقومية العربية، فأن الحرب الدائرة اليوم في اليمن هي حرب فات الاوان في الباسها الزي القومي، ولا اليمن نفسها تمتلك اي بوابة من الجهات الاربعة حتى ولو بعث صدام حسين مبتكر فكرة الحرب على ايران من جديد.
ان المنطقة جربت القومية خلال نصف قرن من الزمان وجربت الاسلام السياسي منذ اكثر من عقد من الزمان، فلا القومية العربية المطعمة بالاسلام نجحت في ان تكون بعيدة عن القمع الاستبداد وافقار المجتمع، ولا الاسلام السياسي الذي يحوي على 100% اسلام خالص ونقي بشقيه الشيعي والسني نجح ان تكون صورته افضل من القومية العربية اذا لم نقل نسخة اسوء بكثير.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة العمال فوق كل شيء
- حقوق العمال والحرب على دولة الخلافة الإسلامية
- تحريرالموصل بين داعش والميليشيات الشيعية
- الكرامة المخدوشة.. انكم لا تصلحوا حتى ان تكونوا قوميين
- القانون الجعفري والقانون الداعشي.. وجهان لعدو واحد
- عمال وزراة الصناعة.. تأريخ المرجعية يعيد نفسه
- التقويم السنوي الجديد.. الرصاصة الاخيرة في نعش حكومة العبادي
- مليشيات الدولة ودولة المليشيات
- الحقوق تنتزع ولا تمنح!
- -العراق الجديد-: لا فرق بين رئيس وزراء ورئيس للميليشيا
- رسالة الى لجنة منتسبي شركة نفط الجنوب
- الطبقة العاملة واسعار النفط
- -الربيع العربي- بين باريس وسوريا وليبيا ومصر...
- الجغرافية واللغة..ما بعد -شارلي إيبدو-
- الحرس الوطني والرصاصة الاخيرة
- في العام الجديد، الامنيات والتمنيات
- من صاحب المصلحة في سحق دولة الخلافة الإسلامية؟
- الاسلام السياسي والفساد
- لماذا يتحمل المواطن السياسة التقشفية ايها اللصوص!
- العبادي ووهم القضاء على الفساد


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - قدم في القومية واخرى في الاسلام