الفضائح السياسية كالجليد العائم، ما خفي منه أعظمه
وليس لجرح بميت إيلام!!
قبل كل شيء، نهنّئ الأخوين رئيسي المجلس الأعلى للثورة (اية ثورة) ،،، بمقامهما الجديد – مكتب واشنطن، ولله درها من ساعة تطابق بها قسم الأزلام وزلماي.
وما كان اللبيب بحاجة للإستقسام بأزلام وودع ليعرف أن عبدو وأخيه أمريكيان صحيحان، وليس ملحقين جمعتهما صدفة عابرة بزلماي. فالأمر محسوم منذ تكفيرات ماسون التي أملاها الملحق الأمريكي عبر السيد حسين الصافي عام 1959. وهذا ما يعرفه الجميع وهذا ما يعرفه حتى حكماء صهيون. لكنهم أي حكماء صهيون طماعون يبتزون حتى مريديهم. ولابد أن ما تعهده مجلس الأخوين أخجل اليمين الأمريكي ولوبيات الإبتزلز الصهيونية فلم يعد من مبرر أمام مدراء الحملات الإنتخابية الأمريكية، للتهيب والحرج من وصمة ما على مرشحيهم من التعاون مع جهة إسلامية، وكهذه حصرا.
أما الذين آمنوا بالأخوين فبرروا تعاونهم بكتب صفراء وأقوال منابيذ، فالله وحده يعلم ما يدور بخلد هؤلاء المؤمنين هم ينظرون إلى أنفسهم بالمرآة على خلفية خبر المقام الجديد.
وقد ظهرت إلى العلن أحاديث عن إتهامات للجلس الأعلى ورئيسيه، فتعالت أصوات مخلصة ولاشك تدعو للكف عن إظهار الأخطاء السابقة أما عبر مسلمة (( عفى الله عما سلف )) أو بتبرير حراجة الظرف.
وفي حديث هاتفي له معي، قال الأستاذ علاء اللامي: (( يجب أن لا ننسى مهمتنا الأساس مهما قست الظروف )) وفي مقال سابق له على (كتابات) قال الأستاذ كاظم الشاهري ما مضمونه أن السيد باقر حكيم صار سياسيا بمحض إرادته، ولابد له من قبول التعامل مع بثوبه السياسي وليس المرجعي.
وهنا، فلا شيء أغلى من الحقيقة، ولا مبرر لتظلم فرد تخطى هو بنفسه حدود موقعه الديني فنزل إلى ساحة – كالسياسة، معيارها الأساس الوطنية وسمتها النقد والمكاشفة.
وأنا ممن يرى أن مهمتنا الأساس هي النضال من أجل السلام ومحاربة الظلم والإستغلال، سواءً بشكل النظام الحاكم أو بشكل حزيبات مدكترة لابد وتكبر يوما لنعود نحتاج إلى نضال ثان لا يعلمه إلا الله لإزالتها، ما بالك وقد قدمت ما يجمل صورتها بعين العدو الأكبر للسلام، أمريكا فيجعله يذود عنها بلا تهيب.
والمطبات التي ستواجهنا حتما في هذه المهمة، هي الدعوى التقليدية بأن الوقت لا يسمح بهذا، فنحن على أبواب تغيير يتطلب رص الصفوف وعدم التفرقة ،،الخ من الإسطوانات المشروخة التي بمجرد إستبدال جملة (أبواب التغيير) بإسم (إسرائيل) لندرك أننا نردد جملة رددها أي نطام عربي مهوزم فاشل كان هو وليس غيره أول من ثبت إسرائيل وقوى عودها.
ولقد تسببت فتوى التكفير للمغفور له الحكيم الأب بقتل المئات وتيتيم ألوف الأطفال، ومع ذلك علينا السكوت، لكن وحين ننتقده مجرد إنتقاد ولا أحد هدد حياته بعد، مجرد هذا الإنقاد ينزل منزلة المساس بالتابو.
إن إظهار الحقيقة، وفيما يخص الوطن منها ومصير الشعوب غير مرهون بزمن. ومن الخطأ كله أن نؤيقن بأيدينا أناس بدأت الشهادات العينية ومن ملتهم تظهر ضدهم تباعا. (راجع مقال السيد علي الأشتر على كتابات ليوم 26 الجاري الذي يشهد به على مقتل 15 أسير) مثلما بدأنا نرى أخطاءهم ومسلكهم الميكافيلي رؤيا العين، لذا فمن الخطأ ان نؤيقنهم ونجعلهم فوق النقد والشبهات لمجرد أسماء عوائلهم، أو لشهداء لهم. فسبحان الذي يخرج الخبيث من الطيب ويخرج الطيب من الخبيث، وسبحانه الذي جعل حتى من الوالدين والأقربين أعداءً.
نعم! لابد من الترحم على الشهداء، ولابد من الدعوة أن اللهم أسكنهم فسيج جناتك وأكرم بك الفصل الحاتم العادل ومن لا يميز بين شهيد من الدهماء وشهيد من الذوات، ولا بين شهيد من هذا الدين عنه من ذاك! ودعوانا الأخرى أن اللهم خلص الشهداء من أيدي أعدائهم - المتاجرين بهم المباهلين بأكفانهم كقميص عثمان، كلما ظهرت معايبهم وكلما قاموا بما لا يرضيك، كلما إستعذروا بموتاهم بقولة حق يراد بها الإبتزاز.
وسابقا كنا تحت رحمة حربة (( معاداة السامية )) فقط والآن تحت رحمة حربة (( معاداة شهداء الحكيم )) أيضا. ويا لنجابة التلمذة!
والحقيقة أنا لا أرد على صديقي الحميم علاء اللامي ولا على الدكتور النعمان ولا على حمزة الحسن الذي يشهد الله إني لازلت أنتظر سماحه لي بالعودة، وأصدقائي في (كتابات) إليه.
نحن وفي هذه الأيام حصرا نرى رؤيا العين أن محمد باقر الحكيم وقع على وثيقة إعدام العراق جملة، فتحصل على حصة الأسد من المقاعد في المؤتمر الأخير.
فما تم خلف الكواليس؟!
يقول (النبي) سليمان بن داود: (( لتفهم معنى المكتوب كاملا، فلابد أن تقرأ سطوره وما بينها أيضا!)) ويوم أمس وصلتني الوثائق الكاملة لمؤتمر سماسرة لندن بما فيها الوثائق المقترحة ووثيقة المناقشات الكاملة التي سبقت المؤتمر. وسأعرض على القارئ الكريم ما إنتبهت له حشريّتي، التي ربما هي دون حشرية اللبيب بكثير.
ووثيقة المناقشات التي سبقت المؤتمر هذه من 327 صفحة، مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية، وتسير حسب التصفيح العربي للنصين العربي والإنجليزي. وتشكل تقارير مجموعة العمل ووثيقتهم النهائية التي قدموها للمؤتمر 134 صفحة، فيما تشكل بقية الصفحات الملاحق والمداخلات المرسلة قبل إنعقاد المؤتمر بشهرين تقريبا.
أولا:
اللجنة التحضيرية وإعداد الوثائق، وتتكون من خمس مجاميع إبتدأت الإجتماعات منذ منتصف الصيف الماضي، وهي:
فريق القضايا الإنتقالية وهم: محمد عبدالجبار، أيهم السامرائي، فيصل أمين الأسترابادي، نوري دوثان مهران، علي بدران، سالم الجلبي، قاسم داود، غالب برادوستي، خليل الخفاجي، ليث كبه، فؤاد معصوم، إنتفاظ (هكذا مكتوب) قنبر، رند رحيم فرنكي، موفق الربيعي، جمال الوكيل.
فريق عمل الحقوق الإنسانية وسيادة القانون وهم: فيصل أمين الأسترابادي، سالم شلبي، منذر الفضل، إيمانوئيل قنبر، خليل الخفاجي، فاروق رضاع
مجموعة المجتمع المدني والحقوق السياسية وهم: أيهم السامرائي، إيمانوئيل كامبر (هكذا مكتوب وليس قنبر) رند رحيم فرانكي، كوباد الطلباني، جمال الوكيل، ألبرت يلدا
مجموعة عمل الفدرالية وهم: محمد عبدالجبار، غالب برادوستي، مهند الأشيقر، منذر الفضل، أورهان كتافة، فؤاد معصوم، دلشاد ميران، حاتم مخلص، ألبرت يلدا،
المنسق العمومي: غسان عطية، كنعان ماكية (هكذا مكتوب)
وواضح أن هذه الأسماء أما عربية أو عراقية ولابدها تجيد العربية كتابة وكلاما. وهذا لابد وينعكس في ما كتبته بعد إجتماعات دامت ثلاثة أشهر تقريبا، وبناءً على إنتهاء عملها وتقديمها الوثائق النهائية، صار عقد المؤتمر أمرا واقعا،، لم يتم في بلجيكا وتم في لندن. المهم أن هؤلاء عرب أو يجيدون العربية لغة وكتابة وترتيب كلمات.
فهل تعكس وثائق المؤتمر التي عكفوا على إعدادها ثلاثة أشهر بكاملها هذه المسلمات؟
لا!
وأنقل بعض النصوص من هذه وثيقة اللجان تلك.
(( ة:إيهام السامرائي، إيمانوئيل كامبر، رحيم فرانكي، كوبادمجموعة عمل المجتمع المدني والحقوق السياسي، الطالباني، جمال الوكيل، ألبرت يلدا )) ص 3
(( الحقوق المجتمعية و او 3,4 و4.2 الوطنية. كما أشير في المقدمة التمهيدية لهذا الفصل فإن الإنتقال إلى الديمقراطية القانون يجب أن يكون في المقام وسيادة الأول إنتقالا تكون فيه حماية حقوق الفرد غالبة على غيرها من الحقوق، ولكن تشكيل المجتمع العراقي هو تشكيل ينتمي فيه عدد لا بأس به من تعداد الشعب العراقي (ما بين 20 و إلى جماعات عرقية او دينية مختلفة (30% لتراث الأليم الذي والأهم من ذلك ونظرا ل خلفته التفرقة القومية والدينية داخل العراق وفي المنطقة فإن الكثير من العراقيين قد إستجابوا بتأكيد هويتهم القومية والعرقية والدينية وبناءً عليه فمن الحقوق التي تحتاج إلى إعتبار خاص في العراق هي تلك الحقوق الجماعية لبعض والقومية والدينية الجماعات العراقية وتشمل هذه الحقوق )) ص 74
(( ثيقة وفي كما ذكر في أماكن أخرى من هذه الو أماكن أخرى كثيرة فإن ممارسات الحكومة البعثية وإلى حداقل منها الحكومات إساءات السابقة لها ) وقد عكست ثلاثة مبادي لحقوق الإنسان الطائفية والشوفينية أي ممارسة التمييز ضد العراقيين غير العرب على مدى الثلاثين عاما الماضية، أصبحت هذه منغرسة في طريقة عمل الحكومة الممارسات العراقية )) ص 77
(( كانت نتيجة ترك أثار عشرات السنين من 8,3,1 من الإساءة في إستعمال الدين الإسلامي على يد السياسيين أنه أدي في نهاية الأمر إلى عرب بالذات الإختباء عن عيون المسلمين ال هذه البقعة الفسيحة من الأرض التي لم تستكشف بعد والتي تكتنز إسهاماتهم العظيمة للحضارة الإنسانية فعندما يقدم صدام حسين التحية للعمليات الإستشهادية التي ينفذها المفجرين الإنتحاريين الفلسطينيين ويقوم بتوزيع مبالغ كبيرة من يستخدم موارد المال لعائلاتهم أو عندما الشعب العراقي لبناء مساجد كحملة دعائية طوال حرب الخليج فإنه يحط من شأن الإسلام بإستخدامه لإنجاح برنامجه السياسي، لقد أخضعت الثقافة وحياة الروح للإعتداء في العراق وعلى المواطنين العراقيين الوقاية من وقوع مثل هذه أن يبتكروا الإساءة مرة ثانية ويجب مفهوما لكيان الدولة الذي يتيح للإسلام وكل الأديان الأخرى في البلد الفرصة للإزدهار مرة أخرى، فللمسيحية واليهودية جذور عميقة جدا في التاريخ العراقي فقد كتب التلمود البابلي في منطقة جنوب بغداد مباشرة كما أن الفروع العديدة تي إزدهرت في العراق للكنيسة الشرقية ال تسبق الإسلام زمنيا وتعتبر من بين أوائل الكنايس الأولى في الديانة المسيحية. )) ص 130
ولابد وينتبه القارئ لخطورة الطرح في الفقرة رغم أعلاط النص.
وكل الـ 134 صفحة من هذه الوثيقة والتي تمثل خطة عمل المؤتمر ووثائقه الأساسية التي يفترض أنها إعتمدت، كل هذه الصفحات كتبت على هذا المنوال، بحيث من المحال قراءة صفحة واحدة منها، والخروج بفهم عم يجري الحديث.
ومعلوم أن الترتيب المغلوط لتتابع الكلمات حدث بسبب البرنامج المستخدم، والذي لا يحتوي على الفقرة العربية مثلما لا يحتوي على أحجام حروف مختلفة ليميز القارئ ما بين الفقرة والشرح. طبعا ناهيك عن سوء الإملاء والأخطاء المطبعية وما إلى ذلك.
ولو حدث وقرأ أحد ما هذا التقرير بعد الإنتهاء من إعداده، لكانت فترة الشهرين – ثلاثة أشهر التي سبقت عقد المؤتمر كافية لتصحيحه.
لكن أحدا لم يصححه! ولم يشر أحد من المؤتمرين، بما فيهم لجان الإعداد أعلاه ذاتها، إلى هذه الأخطاء حتى بعد المؤتمر!
فما الذي يعنيه هذا عدا أن أحدا من المؤتمرين لم يقرأه ولم ينتاوله المؤتمر أساسا، وأن ما نوقش هو برنامج آخر لا علاقة له بعمل اللجان أعلاه،، اللجان التي يفترض أنها ناقشت مستقبل العراق؟؟ وما الذي يعنيه هذا غير أن وافق المؤتمرون على ما أملي عليهم دون أن يروه حتى؟!
ثانيا:
يبدو أن هناك لجنة ما ترسل إليها المقالات أو المداخلات، وهذه اللجنة ليست عربية أصلا، وما فيها من عرب أو عراقيين تفرنجوا.
فالرسالة التي وجهها السيد سيامند عثمان إلى سالم شلبي (ص 319) قالت بالحرف: إلى السيد سام شلبي، عزيزي سام ،،
Dear sam
I recived a reminder from David Porche to the effect that today was the deadline for sending you our written commets ,,,,
وهكذا فالسيد سام هو سكرتير السيد ديفيد بورشه الذي كما يبدو هو رئيس مجموعات العمل وهو الذي يراسل ويستلم الرسائل!! بقي أن يفتينا السيد عبد العزيز حكيم عن دين وجنسية وموقع بوشه هذا.
المهم إن رسالة سيامند عثمان هذه تقول أيضا: (( إن البرنامج يفتقر لمراجع دولية كالمعهادة الدولية لمكافحة الإرهاب، وبرتكولات ICCPR ))
وتقول رسالة من السيد محمد عبدالجبار بالحرف: الأخ سالم الجلبي، فيما يلي ملاحظاتي على مسودة التقرير، وأنا آسف أنها باللغة العربية، إذا وجدت أية صعوبة فيها، أرجوالإتصال بي ،، أنا لا أقر إتفاقية دفاع مشترك مع أمريكا لكن إذا قرر برلمان عراقي منتخب بموجب دستور دائم ذلك فهو حر بذلك )) ص 320
كما كانت رسالة عصام الخفاجي بالإنجليزية وهي على مواد دستور باللغة الإنجليزية، إضافة إلى رسالة من السيد نوري بدران تقول: (( حذف assumptions وإستبدالها بفقرة واحد ،، أقترح حذف فقرة The afganstan model )) ص 289
ورسالة من علي حسن النقيب باللغة الإنجليزية أيضا إلى Lambert Yaeel & sam chalabi
ورسالة من Fred Apreem من كاليفورنيا
ورسالة من محمد الجابري بالإنجليزية أيضا، ومن مهند الإشيقر
ناهيك عن قائمة أسماء الخمسة والستين التي وردت بالأصل باللغة الإنجليزية.
فهذه الرسائل الموجهة باللغة الإنجليزية وهي تشكل أكثر من 60 % من مداخلات عمل اللجان ومن وثيقة المؤتمر النهائية، لابدها وجهت إلى جهة مشرفة، لا تجيد العربية ولا علاقة لها بالأكراد بدليل أن الوثائق التي قدمها الأكراد باللغة العربية.
لقد قدمت الوثائق إلى جهة أمريكية هي المشرفة على المؤتمر وهي الموجهة لبحوثه وأعمال لجانه. وعلى أية حال فقد ورد في الصفحة 109 من كتيب وثائق المؤتمر ما يلي:
To reinforce this process, the department of states office of Northren Gulf Affairs, with inpute from facilitator David L: Phillips of the council on foreign Relations drafted and circulated a questionair on the four focused area ,,, the following summary, prepared by facilitator Phillips, highlits principles on which there appeared to be little or no disagrement among partisopants in the session,, ))
وهكذا فالتص يقول صراحة بأن قسم شمال الخليج بوزارة الخارجية الأمريكية وبواسطة المنسق دافيد فيليب بورشه، موظف أرشيف العلاقات العامة بوزارة الخارجية، هو الذي تولى الإعداد للمؤتمر وهو الذي أرسل مواد البحث لذوي(!) الرأي(!!) العراقيين (!!!) وهو الذي صاغ مواد بحث المؤتمر بحيث، كما يقول النص لم تحدث أية إعتراضات أو خلافات بالرأي.
والتأكيد على عدم حدوث خلافات، أراه خبرا عن أن المؤتمرين كانوا كالخرفان يقادون ويسيرون، بدليل أن أحدا لم يقرأ النص العربي الذي أعد للمؤتمر وينتبه إلى فضيحة أخطاءه. تلك الفضيحة التي تعني وبلا أدتى ريب أن ترجمة النص الإنجليزي تمت ببرنامج الحاسوب، لعدم الثقة بأي مترجم عراقي، وخوف أن يدس نص خارج مفهوم السيد دافيد ومن خلفه!
فماذا يقول سماحته الآن، هل كانت علاقة المؤتمرين بأمريكا علاقة التابع الخانع أم المحاور السيد؟!
ثالثا: الفدرلة
سمعنا ومللنا السماع من أن شكل العراق السياسي سيقرره الشعب العراقي. وأكثر من ردد هذه الإسطوانة هو المجلس الأعلى، خصوصا حين ينتقد بموضوعة الفدرلة. فإذا كان القرار منوطا بالشعب، فالواجب عدم مناقشة أي موضوع يخص الفدرلة في هذا المؤتمر. ولابد من الإنتظار حتى نجاح الغزو (لاسمح الله) ليطرح الموضوع على الشعب، ليقرر نوع الفدرلة وحدودها السياسية.
لكن لجان المؤتمر ناقشت هذا، وأطرح ملخصا للآراء التي أخذت، أو أدمجت كملحقات إضافية، قد يلجأ إليخا حكام العراق الأمريكيون، إذا ثبت فشل الصيغة الأساسية للفدرلة.
فهناك ورقة (بالإنجليزية) مقدمة من مهند الإشيقر طرح فدراليتين: كردية وعربية، وإقتراح أخر بفدرلة كل محافظة على حدة حسب التقسيم الإداري لعام 1950
ورقة من عصام خفاجي بالإنجليزية عن الفديرالية المحافظية والثنائية أيضا،
وورقة بالعربية من الحزب الآشوري عن الفدرالية
وورقة من منذر الفضل للفدرلة بالعربية والإنجليزية ويقترح ثلاث فدراليات شمالية ويضم إليها كركوك، ووسطية لم يحددها وحنوبية على أساس جغرافي لا طائفي.
وورقة من محمد الجابري بالإنجليزية عن الفدرلة ويقترح خمس فدراليات هي: مركزية من بغداد موصل صلاح الدين، شمالية من أربيل سليمانية دهوك، شرقية من ديالى وكركوك، ووسطى من كربلا كوت نجف أنبار، وجنوبية من الناصرية البصرة العمارة والسماوة.
وورقة من محمد الجابري ومنذر الفضل ونوري الطلباني بالإنجليزية عن الفدرلة، ورقة بالعربية من الديمقراطي الكردستاني عن فدراليتين كردية (كركوك سليمانية أربيل دهوك عقرة شيخان سنجار زمار مندلي خانقين بدرة) والأخرى عربية
وهكذا فقد فدرلوا العراق قبل شعبه، والتصورات مطروحة وما بقي سوى توقيت البدء. أما من منحهم هذا الحق، فلا يهم!
رابعا: الحكومة القادمة ولجنة الضفدع التي كانت 45 عضوا وستصبح 105
خلال إجتماعات قادة الستة مع زلماي، ورد إلى السيد الكلبي خبر يقول: (( إن وزارة الخارجية الأمريكية تدرب الآن 15 شخصا أغلبهم عراقيين على إدارة الحكم في العراق بعد الغزو )) فسأل زلماي عنه، فأكده له، وأضاف (( أنه أمر من إختصاص وزارة الحارجية والرئيس ولا أعرف تفاصيله كاملة ))
ومن هذه اللحظة، بدا وكأن دور الكلبي بدأ يتراجع، ومقابله تألق عبد العزيز حكيم فحصد ما حصد من مقاعد.
فالخبر الذي أكده زلماي، لا يعني سوى أن اللجنة التي تعارك عليها الجميع ما هي سوى نسخة طبق الأصل من مؤتمر بون الذي لم يول من ممثلي مجتمعيه سوى ثلاثة فقط (دفاع، داخلية، خارجية) وعلى أية حال فوثائق مؤتمر لندن العراقي هذا يتضمن وثقية تنص على النموذج الأفغاني، ولا غرابة. وربما، وحيث هو ليس بالسياسي البليد، ترك الكلبي عبدالعزيز حكيم يحصد المكاسب، ليحرقه هو وما تبقى من مجلسه. ولابده إتبع طريقة السيد فخري كريم، الذي سجل المآخذ على رفاق دربة حتى لحظة كشفها أو هدد بكشفها فأزاحهم عن طريقه كالقش. وهذه الطريقة إستعملها رئيس النظام الحالي، وهي طريقة معروفة للجميع. ولابد أن الكلبي سجل جميع التنازلات التي قدمها الحكيم (مقابل المقاعد) حتى لحظة الجد.
ولحظة الجد هي تلك التي سيتقرر بها إختيار ثلاثة أشخاص للواجهة من لجنة 65 – 105. وأقول ثلاثة أشخاص للواجهة، لأن خبر الخمسة عشر الذين تدربهم أمريكا لرئاسة العراق موثوق وحقيقة واقعة، وستناط بأحد هؤلاء وزارة الدفاع أيضا. والثلاثة وحسب النموذج الأفغاني هم وزراء خارجية وداخلية وإقتصاد أو تعليم.
والشروط التي سيتم بموجبها إختيار الثلاثة سهلة جدا، وهي أن يكون أحدهم كرديا والثاني شيعيا والثالث سنيا.
فمن هو الكردي، طلباني أم برزاني؟! ومن منهم سيقدم الآخر؟
ومع ذلك فتمثيل الأكراد أسهل من تمثيل الشيعة. فأياد شيعي والكلبي شيعي والحكيم شيعي والمليك شيعي، وكل واحد منهم خدم وأخلص لأمريكا. فمن منهم سينال الحضوة؟!
أياد علاوي؟ لا، لأن حزبه صغير، لكنه شديد البأس بإنتمائه إلى المخابرات المركزية الأمريكية.
الحكيم؟ لا أيضا، لأنه بالأساس مشروع طائفي محصور بجزء صغير من الشيعة، لا ولن يتعامى موزع المناصب الأمريكي عن حقيقة أن للشيعة مراجع أعلى وأقوى شكيمة منه.
المليك؟ لا ثم لا! لأنه حجر على الهامش، يستجدي عطف الآخرين عليه. ولو أريد له الدخول بالمعمعة لما جيئ بالحسن فأحرق كل ما صرفه على شركات الدعاية لتلميع صورته.
الكلبي؟ لا + نعم! لا لو كان غبيا وبقى يقامر فقط على علاقته باللوبي الصهيوني. ونعم، لو نفذ ما برأسه بعد أن برّز حكيم للواجهة. فإن حرقه كما خطط له، فسيحرق المليك معه، ليرفع أياد يديه مستسلما.
بقي المقعد السني!
هذا المقعد إنحسم، وكأقوى ما يمكن. وصاحبه هو حزب البعث العربي الإشتراكي بجناحيه المدني والإمني. والمدني هو تنظيم الحزب في العراق الذي يناهر المليون شخص. والأمني هو الجيش والشرطة والمخابرات والأمن والإستخبارات والمنظمات السرية والحرس الجمهوري ،،، وكل ما يرد برأس القارئ من منظمات مسلحة سرية وعلنية أسسها النظام خلال فترة حكمه!
لا تسألوا كيف! فهو تحصيل حاصل رغم أنف مجموعة الستة!
فأمريكا والمعارضة وحين وضعت كل حزب البعث في زاوية الإتهام والمحاسبة المحتومة حال نجاح العزو، وحين أدخلت مشعان إلى لجنة القرار ومنحته الشرعية السياسية، فهي عمليا دعت البعث جملة للإستجارة به، مثلما دعت كل المراتب الأمنية للإستجارة بوفيق. وبالتالي فوفيق ومشعان هما ومنذ اللحظة أقوي شخصيتين سواءً بين الستة أو في حكم الإنتداب الأمريكي القادم. ومن هنا أيضا، فكل ما قرره الستة، وكل ما نادت به المعارضة سابقا أو تأففت منه، كل هذا ذهب أدراج الرياح!
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
