حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1328 - 2005 / 9 / 25 - 13:45
المحور:
حقوق الانسان
كل إنسان في هذا الكون يحب ويعتز بوطنه ، وغالبا ما يكون على إستعداد للنضال والتضحية من أجله ، ويفضله على كل الغالي والنفيس ، بحيث يصبح الوطن في مقدمة كل القضايا والأشياء في حياته .
ولكن بنفس الوقت ما قيمة وأهمية الوطن ، إذا يفقد فيه الإنسان كرامته وشخصيته وحريته وحتى إنسانيته ، فيتحول الوطن حينها الى مجرد تسمية دون مسمى .. ولا يربطه شيئ بالإنسان .
لأنه لا وجود لوطن بمعناه الحقيقي ، من دون أن يكون للإنسان دور رئيسي ومتميز فيه ، بحيث يمارس حياته بكل حرية وشفافية ، وأن يتمتع بكل حقوقه مقابل ما يترتب عليه من واجبات إتجاه وطنه وشعبه ، وأن يساهم في إختيار طبيعة النظام السياسي الإجتماعي الذي يريده ، من دون أن يفرض عليه من قبل الآخرين بالقوة كما يحصل في الكثير من البلدان ومنها في منطقتنا العربية ، وأن يرسم ويكتب حاضره ومستقبله مثلما يريد ، لأن هو صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير والتجديد .
حيث تجعل بعض الأنظمة من الوطن شعارا مقدسا لها ، ولكن كل هذا يتم على حساب المواطنة الحقيقية ، ويصبح الإنسان في آخر أولويات سلم هذه الأنظمة ، التي لا تؤمن بالديمقراطية والتعددية والإصلاح أصلا ، لذلك تحارب وتقمع كل ما يطمح له المواطن في مسيرة حياته ومستقبله .
فإذن يمكن القول ، أن لا وجود لوطن حقيقي يحبه الإنسان ويدافع عنه ويضحي من أجله ، إذا كان مبدأ المواطنة مغيبا ويصبح الإنسان معرضا في كل لحظة الى الخطف والإغتيال والقتل ، إضافة الى إنتشار الفقر والجوع والحرمان والأمية والبطالة .
ومن هنا تأتي قيمة الوطن وأهميته المادية والروحية ، عندما تحترم فيه المواطنة ، وتصبح هي جوهر الوطن وقيمته ، وليس العكس تماما .
وأن من يريد وطنا موحدا ومتماسكا ، عليه أن يجعل من الإنسان في المقدمة ، لأن لا وطنا من دون المواطن ، ولا حياة من دون الإنسان ، لأنه هو الوحيد القادر على صنع الحضارة والثقافة والتاريخ والعلوم والفنون ... وهو منتجها ومبدعها الأول عبر التاريخ .
فلتكن المواطنة هي شعارنا الأول والأخير .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟