أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عوني الداوودي - أوجه الشبه بين الشمال والجنوب














المزيد.....

أوجه الشبه بين الشمال والجنوب


عوني الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 352 - 2002 / 12 / 29 - 15:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أنطلق النظام الحالي في حكم العراق، وتعامله مع أبناء الشعب العراقي من منطلق عنصري شوفيني وطائفي، وجاءت ممارساته في كوردستان العراق وفي الجنوب ذات الكثافة الشيعية وخاصة في مناطق الأهوار، بتطبيق سياسة الأرض المحروقة، وكانت حصيلة الدمار الذي لحق بكوردستان، هو تدمير أربعة آلاف قرية، وتجفيف ينابيع المياه الغزيرة في تلك المناطق وردمها بالإسمنت، وحرق الغابات وقطع أشجار الجوز وغيرها، وزرع أكثر من عشرة ملايين لغم عشوائياً، ورفضه تسليم الخرائط للمناطق الملغومة، والتي تحوي على كميات هائلة من الألغام، وقصف مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي التي راح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف كوردي أكثرهم من النساء والأطفال والشيوخ العزل وإصابة ما لا يقل عن 15 ألف مواطن آخر بغازات الخردل والسيانيد، ولا يعرف إلى حد هذه اللحظة مصير 182000 ألف إنسان في مجازر الأنفال المريعة، حيث أعترف النظام على لسان علي كيمياوي قائد تلك العمليات القذرة لوفد الجبهة الكوردستانية في مفاوضات عام 1991 بين الحكومة العراقية والجبهة، ورّد على استفسار الطرف الكوردي بكل وقاحة " أن الرقم مبالغ فيه، أنهم مائة ألف فقط " .

ومنذ عام 1992 شرعت الأحزاب الكوردية والمنظمات الإنسانية العاملة في كوردستان وبمساعدة الأهالي إلى إعادة الحياة إلى الريف الكوردي وبناء القرى التي أزيلت عن الأرض وإزالة الألغام في ظروف بالغة الشدة والتعقيد، مستفيدين من الأموال التي تحصل عليها المنطقة الآمنة ضمن قرار النفط مقابل الغذاء، وعلى مدى العشر سنين المنصرمة والبناء مستمر، ولم ينجز منها إلا الشئ القليل من ما دمره النظام خلال أعوام قليلة . 

لكن الوضع في جنوب العراق وخاصة في مناطق الأهوار مختلف، فقد باشر النظام بعد القمع الوحشي للانتفاضة في آذار عام 1991  والتي راح ضحيتها ما يقارب 300000 إنسان بين قتيل وجريح ومشرد حسب المعلومات المتوفرة لدى المعارضة العراقية، وبتطبيق ذات السياسة التي مارسها في كوردستان من قبل، أي سياسة الأرض المحروقة، فقام بتجفيف الأهوار وشرد أهلها هائمين على وجوههم لا يدرون ما ينتظرهم بعد قتل عشرات الآلاف منهم، كما تشير التقارير الواردة من أن النظام استعمل السلاح الكيمياوي أيضاً ضد عرب الأهوار، كما سمم المياه في المنطقة للقضاء على الحياة فيها، والصور الملتقطة من الأقمار الصناعية لتلك المناطق بعد عمليات التدمير والخراب الذي مارسه يبين بوضوح عدم استحالة العيش ثانية في هذه المناطق التي أصبحت قاحلة، والتي كانت على مدى خمسة آلاف سنة من أجمل المناطق الطبيعية، والتي انطلقت منها أولى الحضارات في العالم حضارة سومر حيث كان "جلجامش وصديقه أنكيدو يطاردون الوحوش والخنازير البرية وينشدون أغنية الخلود في هذا الفردوس في، جنة عدن " لتأتي جحافل الموت والدمار بعد خمسين قرناً حاملة معها تخلف وهمجية الفترات المظلمة على مدى تاريخ البشرية لتفرغ حمولتها هناك على الناس والطيور والأسماك والماء والحيوانات، وعلى الزرع والقصب البردي وعلى كامل ما يمت للحياة بصلة .

لكن السؤال الذي يطرح نفسه عليّ بقوة، ونعرضه على المعنيين والمختصين والعارفين بشؤون المنطقة . هل من الممكن إعادة الحياة إلى هذه المنطقة بعد إزالة وكنس هذا النظام الهمجي إلى مزبلة التاريخ ؟ 

                            

                                                                         

                                                                               

 



#عوني_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحتفاءٍ بمرور سنة على تاسيس الحوار المتمدن
- احترام المعتقدات وممارسة الشعائر الدينية والمذهبية
- عشرة سنوات على مرور التجربة الديمقراطية في كوردستان العراق ...
- نعم ليست الجبال وحدها أصدقاء الكورد
- أهي هواجس؟ ، أم خوف ورعب من الغول الكوردي ؟ !!!!!
- الدكتور جبار قادر - حوار حول العلاقات الكردية ـ التركمانية
- هواجس، في زمن النفاق والرياء
- تهنئة وتبريك
- مستقبل العراق وحوار حول عراق ما بعد صدام حسين مع الدكتور وال ...
- حوار حول العلاقات الكردية ـ التركمانية
- كركوك - المدينة الضاحكة بالنار والنور -


المزيد.....




- ترامب يتعهد بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والك ...
- وسط العواصف الثلجية في تركيا.. حصان يتجمد في منتصف الطريق (ف ...
- -بلومبرغ-: وصول أول دفعة من صواريخ -ستورم شادو- إلى كييف في ...
- -خلّف دمارا هائلا-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهداف قاعدة حيفا ...
- اليابان.. حريق في موقع لإطلاق الصواريخ الفضائية
- تجاعيد الوجه قد تكون أكثر من مجرد علامة على الشيخوخة!
- من يبحث عن الأخبار السيئة؟
- علامات تكشف تعرضك لصدمة في الطفولة!
- الصين تطلق قمرين صناعيين لرصد الأرض
- هل ما زال الصراع في أوكرانيا قابلا للتحكم؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عوني الداوودي - أوجه الشبه بين الشمال والجنوب