أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كامل السعدون - الذي شهد المجزرة














المزيد.....

الذي شهد المجزرة


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 352 - 2002 / 12 / 29 - 15:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

قصة قصيرة


يا لشجاعة هذا المذيع…. قالت زوجتي التي كانت تتابع برنامجٍ إخباريٍ عن ثورة ال ….. المباركة ، أنظر كم هو شجاعٌ إذ يطارد بكاميرته الحدث وسط النار والدخان والحجارة ، وهؤلاء الأجلاف الذين يدفعونه بغلظةٍ ، فيزاحمهم المسكين بسلاحه البريء الذي ليس إلا فوهة كاميرا…

رفعت بصري عن الصحيفة ، بعد أن قاومت الاستثارة التي بثتها كلمات رفيقتي فيّ برهةٍ ، ثم استسلمت …

ولحسن حظي ، رأيته … رأيته فتياً يقاوم غلظة الجنود المدججين بالأسلحة ..!

يدفعهم ويدفعونهم … يزاحمهم بمنكبٍ عربيٍ أشم ..! وليس لهم إلا أن يستسلموا لصوت الحق ، فيتركوه يصور الأحداث …حية… نابضة …!

ينقل لنا مشاهد الحجارة وهي تنهال على الجنود …. تسجل كأميرته لنا وللتاريخ مشهد جنديٍ مثقل بالسلاح يفر من حجر ..!

ينقل لنا صورة مركبةٍ … بل رتل مركبات مجنزرةٍ نفر من حجر …!

قهقهت بقوة …. وقهقهة شريكتي بقوةٍ أكبر … لمحت في طرف عينها دمعة تعاطف مع أولئك الصبية الحفاة الذين يلاحقون الجنود بالحجر …!

قهقهت … ولم تلحظ صاحبتي ، كم الانكسار الذي تملكني تلك اللحظة … إذ طار مني الفكر ليعتلي جبال " كردمند الأبية " وقرى " حلبجة " التي عشت فيها أجمل أيام العمر ، إبان فتوتي الباكرة ، وإذ عشت هناك أول حًب في حياتي ، وأرق حب …كتبت عليه الهزيمة باكراً…!

تداعت في خاطري ذكريات الحب ، الذي قهره سريعاً … إله الحرب ..!

كنت بوارد أخذ أبي وأمي معي إلى هناك لأخطبها …

كنا نتهيأ للسفر ، حين زف الخبر التعيس ..!

ما زفته وكالات للأنباء ، ولا صورته كاميرات المصورين ، بل تناقلته القلوب والحناجر سراً ، وما أسرع ما طرق السر بابي …

قال قائلٌ شهد المجزرة … كانت البطون تنتفخ … وتنتفخ و…

كان الصبية الحفاة العراة الجياع ينتفخون بأحضان أمهاتهم … كانت الأثداء تنز سماً … حتى الكلاب والقطط لم تنجو من المجزرة …

كنت أبكي … وأبكي … وأبكي وأنا أتخيلها تختنق … تختنق … تتوسل قطرة هواء من قومي ، فلا تمتد لها رئةٍ بهواءٍ نقي…

ذات الليلة … ذات الليلة التي كان فيها الموت ضيفاً غير عزيز على جبال كردستان ومراعيها …خرج علينا المذيع بهياً ، ليكذب ما ورد من أخبار …

كان يتجول بين الخضرة وينابيع الماء المثلج ، أنيقاً فتياً ، يمتد إصبعه المحلى بخاتمٍ جميل النقش ، ليشير إلى جبالٍ خضراء ، تتسامق على سفوحها أشجار اللوز والكستناء ، وصوته يردد بحماسٍ ، هذه هي جبال كردستان شامخةٍ … لا حرب هنا ، الناس يزرعون ويحصدون ، وليس لهم من همٍ إلا هم الدعاء لولي النعمة بدوام العز …!

- نعم يا حبيبتي … إنه شجاع … شجاعٌ هذا الذي ، كان ذاته من نقل لنا صور جبالٍ ليست جبالنا …وقال زوراً … هذا …….ينقل لكم صور جمال كردستان … !!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطبة جمعة على التايمز
- لا تنسوا غداً أن تشكروا…بن لادن
- بعد تحرير العراق …لن تكون خيارات الفاشست هي ذاتها خياراتنا
- تهنئة لموقعنا الرائع بمناسبة سنويته الأولى
- نعوش ….ونعوش أخرى
- خريطة المنطقة العربية بعد سقوط صدام حسين
- الفتى الذي حارب الكفار وحده…!!
- على خلفية النشيد …
- استنساخ
- بحر ايجة
- كوابيس سلطانية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كامل السعدون - الذي شهد المجزرة