أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماري اسكندر عيسى - عائلات عراقية إلى أين؟














المزيد.....

عائلات عراقية إلى أين؟


ماري اسكندر عيسى
(Mary Iskander Isaa)


الحوار المتمدن-العدد: 4771 - 2015 / 4 / 8 - 15:46
المحور: المجتمع المدني
    


عائلات عراقية إلى أين؟
دهوك- ماري اسكندر عيسى
ينجو البعض من موت محتم، من هول ما تعيشه اليوم منطقتنا في الشرق الاوسط لاسيما سورية والعراق، ليمسوا جرحى أو معاقين أو متسولين، أو لاجئين في أحسن الأحوال. ويبقى على الناجي أن يلاطم الحياة ومتاعبها، وان يتحلى بصبر أيوب ليواجه الواقع الجديد، ولا تقنعه كثيراً عبارة" الحمد لله ع السلامة"، فنسمع البعض يقول:"نيال يلي مات ارتاح".
ماذا بعد؟ ماذا نقول لهم بعد أن تحولوا من ملاك لبيوت وعمل، إلى باحثين عن سقف يؤويهم من البرد والحر والتسول والحاجة. فكثير منهم لم يهرب من الموت نفسه، فالموت حق، لكنهم هربوا خوفاً على نسائهم وعرضهم وشرفهم وأطفالهم، هربوا من غول هذا العصر داعش.
تتفاوت بلا شك حجم مأساة كل عائلة، لكن يبقى لكل منهم قصته الحزينة، وكأنه محكوم على العراقيين أن لا يهنأوا باستقرار ورغد العيش، فأغلبهم تهجر مرتين أو أكثر. وحدها ضحكة أطفالهم وصخبهم يبقى الباعث على الامل، وما يستحق العيش من أجله.
تقول أم نور:
هربت من بغداد أنا وزوجي وابنتي نور وسارة ، وولدي ابنتي نور، ايفان ويوسف. بعد أن توترت الاوضاع بين السنة والشيعة، وبعد أن أعلن زوج ابنتي إسلامه، وصار يهدد بأخذ الطفلين، وحدث أن خطفهما، واستطعنا بصعوبة إرجاعهما لامهما ابنتي نور، فهم من حقها، لأنهم في فترة الحضانة القانونية.
بعنا بيتنا في بغداد، واشترينا بتاريخ 29-11 2013 بيتاً ومحل نوفوتيه كنا نعتاش منه، فزوجي كان أسيراً في إيران لتسع سنوات، وهو لا يقوى على أي عمل آخر. وحين سقطت الموصل وتل اسقف وعدد من القرى المسيحية والايزيدية بيد داعش في 6-8-2014 ، كان علينا أن نهرب خوفاً من الوقوع بيد هم، فهربنا آخر الناس مع عائلة أخرى بسيارتهم على الطريق الترابي لمدة يوم كامل حتى وصلنا إلى الدهوك.
بقينا عدة أيام بلا مأوى، نمنا في باحة إحدى الكنائس، وفي الشوارع، حتى جاء أحد ملاك بناء لم يكتمل بعد وسمح لنا بالعيش فيه، وهو الحج عادل الذي استقبل إحدى عشر عائلة أخرى ماتزال موجودة حتى الآن.
سجلنا بسجلات النازحين، وأعطتنا الكنيسة صكوكاً بقيمة مالية تؤمن لنا شراء احتياجاتنا الاساسية، ووعدونا بتعويض مليون دينار عراقي، لم يصلنا شيء حتى الآن.
عملت فقط لمدة ثلاث اشهر محاولة أن أعيل أسرتي، لكني الان لا اعرف كيف أجد عملا بهذه الظروف المادية الصعبة التي يمر بها الاقليم. نعيش اليوم على أمل أن الله لن يتركنا فقد عملت خيراً كثيراً مع غيري، ومازلت، فكل ما يأتيني من مساعدات أتقاسمه مع عائلة يزيدية. واذكر انه حين بدأت الاحداث في الموصل أتتنا عائلة نازحة هاربة من الوضع هناك، كانت السيدة تنزف وكانوا يبحثون عن معقمات وشاش لتضميد الجرح، استقبلتهم أنا وساعدتهم وأعطيتهم شراشف ومناشف ومخدات، ورفضت أن آخذ ثمنها منهم لأنهم نازحون، قلت لهم لا نعرف ماذا تخبئ لنا الأيام، وفعلا أصبحنا اليوم نازحين.
وعن التفكير بالسفر: ضحكت أم نور بمرارة، وقالت: إذا كان وطننا ضاق بنا ، فكيف سيستقبلنا البلد الغريب. طلب الهجرة يحتاج للسفر للبنان أو الأردن وهذا مكلف جداً ليس بمقدورنا. بعض الاشخاص الذين ذهبوا للاردن دفعوا لهم هناك 350 دينار أردني بما يعادل 500 دولار فقط ، وأعادوهم للعراق.
المشكلة اليوم أننا مهددون بالترحيل من جديد، فصاحب المجمع السكني طلب منا إخلاء المكان في منتصف الشهر الجاري.
ولأم آية وزوجها حكاية أخرى، فهم يعتبران أن وضعهما أفضل من غيرهم، لأنهما لم يرزقا بأطفال، لكي لا يعيش أطفالهم هذه المعاناة.
تقول أم آية: زوجي من البصرة، نزحنا مرتين، أول مرة إلى تل اسقف المدينة التي احتضنت الكثير من المسيحيين في العام 2011، بعد حادثة سيدة النجاة.
نعيش في غرفة في فندق آجارها 500 دولار ندفعها من تقاعد زوجي، ونعيش على الاعانات. ويضيف أبو آية بقهر: اعتقد أن الفكرة التي لم يتجرأ أحد على قولها، وهي أن تهجير المسيحيين والسنة هو رغبة إيران لتفرغ بغداد وتبقيها عاصمة لها.
ويبقى السؤال المحير مسيحيو وشعب العراق إلى أين؟.



#ماري_اسكندر_عيسى (هاشتاغ)       Mary_Iskander_Isaa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعايش السلمي في المجتمع ودور الاهل والمدرسة:
- دورة الدعم النفسي في مخيم شارية
- دور الدعم النفسي للمعنفات في معاودة الاندماج بالمجتمع:
- جنود مجهولون في المركز الثقافي والفني محمد شيخو
- متطوعون سوريون يحملون راية العلم والثقافة في المركز الثقافي ...
- لاجئات سوريات في دورة لتطوير مهارتهن
- حوار مع الأب يوسف بنيامين راعي كنيسة مارت شموني للمشرق الآشو ...
- البوعزيزي في ادب فاضل السباعي
- راهبات دير معلولا إلى لبنان
- رسالة إلى الروائي والقاص فاضل السباعي
- الراهبات السوريات المحررات وجبهة النصرة
- تنتصر حقوق المراة حين تنتصر الثورات
- حقوق المرأة تنتصر بانتصار الثورات
- سوريا في عصر الجحيم
- العام الجديد والتحديات أمام الثورة السورية
- رسالة إلى الاهالي في مخيمات اللجوء
- طعام صلاة حب..التصالح مع الذات طريق النجاح والسلام
- قراءة في رواية مديح الكراهية للكاتب السوري خالد خليفة
- عيون إنانا - قراءة في كتاب
- داعش غريبة عن الثورة السورية


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماري اسكندر عيسى - عائلات عراقية إلى أين؟