أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيثم القيّم - موجزحول أشكاليّة العلاقة بين العَلمانية و الألحاد














المزيد.....


موجزحول أشكاليّة العلاقة بين العَلمانية و الألحاد


هيثم القيّم

الحوار المتمدن-العدد: 4770 - 2015 / 4 / 7 - 23:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


موجزحول أشكاليـّة العلاقـة بين الـعَـلمانية و الألحاد

يحصل خلط كبير بين الـعلمانية و الألحاد ، عند غالبيّة مُعارضي الـعَـلمانية .. وعند الكثير من أنصار و دُعاة العلمانيـّة أيضاً .. و هؤلاء الأنصار و الدُعاة هم أكثر أساءة للعلمانية من مُعارضيها .. بسبب قصور معرفي في فهم المنهج العلماني و حيثـيّـاته .. و بسبب أن مِن بين الـعلمانيين من هو يـتـبنـّى الألحاد كمنهج فكري خاص بـهِ .. وهو شئ طبيعي ضمن حريـة العقيدة و الفكر في النظام العلماني .. و غالباً ما يكون هو المُـتصدّي للدفاع عن العلمانية .. فينعكس ألـحادهُ على مفهوم الـعلمانية .. ليُـعطي سلاحاً مجانياً بيد مُعارضيها .. للطعن فيها و تـثـقيف أتباعهم بذلك .. حيث يترسّخ في ذهن المـُـتلـقـي أقـتران مفردة الألحاد مع مفردة العلمانية .. و بالتالـي تخسر الـعَلمانية مساحات غير مُبـرّرة من حجمها المتنامي في أوساط المجتمع الطامح للتغيير و الطامح للحياة الكريمة مثل باقي البشر ..!
-
الـعَـلمانية ليست مُـلحدة ولا مُـتـديـّـنة .. و ليست مُسلمة و لا بوذيـّة .. لأنها ببساطة ليست عقيدة في مواجهة باقـي الـعقائد .. و ليست دين جديد في مواجهة باقـي الأديان ...!
الـعلمانية منهج للحياة .. و طريـقة لتنظيم الحياة وفق متطلـبات البشر الدنيوية في العيش بسلام و حرية و كرامة و أمان و سعادة ...! و العلمانية تستقي منهجها و قوانينها و تشريعاتها من واقع الحياة و أحتياجات الفرد و المجتمع و الدولة .. مستندة على العـِلم و ما يفرزهُ العقل البشري من أبداعات .. و بذلك تتميّز تلك القوانين و التشريعات بمرونة كافية تسمح بتغييرها أو أعادة صياغتها وفق تطوّر الحياة و متطلـّباتها ..! فليس من مهام العلمانية أيصال الناس للـجـنّة في ألآخـرة .. بل العمل على أن يعيشوا جـنـّـة الأرض ..! فتلك مُهمة الأديان في تهيئة الفرد و أعدادهِ لدخول الجـنـّـة السماوية ... لذلك العلمانية غير معنـيّة بما تؤمن و تعتنق طالما لا يتعارض مع القانون و مع الحريات العامة المكفولة للجميع ..!
بناءاً علـيه فالـعلمانية تحتضن جميع الأديان و العقائد و الأفكار تحت سقفها .. لأن هذا الأعـتناق يدخل في صُلب الحريـّة الشخصية للمواطن و المحميّة بالقانون ..! لأنها تفصل بين الحياة الخاصة للمواطن و بين حياتهِ العامة .. واجبات العلمانية أن تهتم بالحياة العامة للمواطن من توفير الأمن الى الخدمات الى سبل العيش الكريم الى تهيئة الأجواء و الفرص لجميع المواطنين باستغلال عقولهم و كفاءاتهم و أبداعهم بما يخدم الفرد و عائلتهِ و بما يخدم المجتمع و الدولة .
-
لـذا يمكنك أن تكون مسلم / علماني ، و مسيحي / علماني ، و بوذي / علماني ، و ملحد / علماني .. بمعنى أن تعتنق ما تشاء من عقائد و أفكار و تمارس طقوسك الدينية و متطلـّبات عبادتك بكل حريـّة .. بشرط عدم أكراه الآخرين على تــبنـّي ما تعتنق بالقوة أو بالتعسّف ..! و تعيش في المجتمع العلماني كـفرد مُنتج و متفاعل مع الأخرين مُتـمتـّـعاً بكل حقوق المواطن على دولتهِ و مجتمعه ، و خاضع للقوانين المُنظـّمة لحركة المجتمع في نفس الوقت ...!
-
و نكرّر القول هنا أن النظام الـعلماني يمنحك الفرصة ( بالأخص المسلمين ) لكسب الحياة الدنيا و الحياة الآخرة معاً ..!
فأنت تعيش في مجتمع مُتصالح مع نفسه ، ولا مجال اطلاقاً لصراعات طائفية أو دينية أو عرقية .. تعيش بسلام و كرامة و تعمل و تـُبدع و توفـّر السعادة لنفسك و عائلتك و تستمع بحياتك .. و في نفس الوقت تمارس طقوسك الدينية وعباداتك وبذلك تــُرضي ربك .. فـتكسب الدنيا و الآخرة ... و هناك ملايين المسلمين يعيشون في دول عـَلمانية ، ربحوا حياتهم و لم يخسروا دينهم ...!!
أخيراً أود التذكير بأن العلماني / الملحد .. عندما يطرح ألحادهُ ، فهو يمـثـّل ما يعـتـنقـهُ هو شخصياً من فكر .. ولا يـُمثل العلمانية كنظام و منهج ... مثلما يطرح العلماني / المسلم ما يعتـنقهُ هو شخصياً من عقيدة دينيّة أيضاً .. دون أن يمـثـل العلمانية ...!!



#هيثم_القيّم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية لأحداث اليمن
- المختصر المفيد في موضوعة الدولة العلمانية و الدولة الدينية
- أما آن الأوان ...
- لماذا الدولة العَلمانية هي الحل
- كلام لابد أن يُقال ... في ذكرى أربعينيّة الأمام الحسين
- مشكلة الوزارتين ( المُقدّستين ) ..!
- هل لازال شعار ( الأسلام هو الحل ) صالحاً ..؟
- النظام العلماني .. هو الحل
- نظام الكوتا النسائية .. و نتائج الأنتخابات
- متى تنتهي مظلومية الشيعة أذن
- مناقشة قانون التقاعد الموحد الجديد - 2 -
- مناقشة قانون التقاعد الموحد الجديد
- ستة أجراءات كفيلة بالقضاء على الفساد
- لن ينصلح حال البلد .. مالم ينصلح حال البرلمان
- ثقافة التصفيق
- كل طائفي مُتعصّب هو مجرم .. بالنتيجة ..!
- تظاهرات السنة والشيعة .. وضحكات أردوغان - نجاد - حمَد .. علي ...
- ما هي قصة حقوق الأنسان ..؟
- هل كان الربيع العربي ... مقدمة للخريف الأسلامي -2-
- هل كان الربيع العربي ... مقدمة للخريف الأسلامي


المزيد.....




- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيثم القيّم - موجزحول أشكاليّة العلاقة بين العَلمانية و الألحاد