|
سمات التفكير العلمى #1 /التراكمية
البدراوى ثروت عبدالنبى
الحوار المتمدن-العدد: 4770 - 2015 / 4 / 7 - 20:04
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
قراءة بكتاب التفكير العلمى لدكتور فؤاد زكريا و سمات التفكير العلمى.
ليس التفكير العلمى هو تفكير العلماء بالضرورة ، فالعالم يفكر فى مشكلة متخصصة هى فى أغلب الأحيان منتمية الى ميدان لا يستطيع غير المتخصص أن يخوضه بل تجد أن هناك من لا يعرف فى بعض الأحيان انه موجود بالأساس ،و هو يستخدم لغة متخصصة فى التعبير عنه .
_ أما التفكير العلمى الذى نقصده هنا : هو النوع من التفكير المنظم الذى يمكن أن نستخدمه فى شئون حياتنا اليومبة أو فى النشاط الذى نبذله حين نمارس أعمالنا المعتادة أو فى علاقتنا مع الناس و العالم المحيط بنا . _اذن فيشترط هنا : 1/ أن يكون التفكير منظم 2/أن يبنى على مجموعة من المبادئ التى نتطبقها فى كل لحظة دون أن نشعر بها.
_التفكير العلمى ليس حيث المعلومات العلمية أو معرفة طرائق البحث فى ميدان معين من ميادين العلم و انما هو طريقة فى النظر إلى الأمور تعتمدد أساسا الى البرهان المقنع بالتجربة والدليل و العقل .
_الأسلوب العلمى فى التفكير لم يكتسب سماته المميزة التى أتاحت له بلوغ نتائجه النظرية و التطبيقية الباهرة إلا بعد تطور طويل و بعد التغلب على عقبات كثيرة و مع التطور البشرى بدأ يتكون مفهوم عن الاساسيات للتفكير العلمى ومحددة تطورت مع قدرة الإنسان على فهم نفسه والعالم المحيط به .
_قبل معرفة السمات الأساسية للتفكير العلمى فأحب أن أنوه أن التفكير العلمى لم يكتسب اليمات المميزة التى أتاحت له بلوغ نتائجه النظريه و التطبيقية الباهرة اﻻ-;- بعد تطور طويل و بعد التغلب على عقبات كثيرة ، و خلال هذا التطور كان الناس يفكرون على أنحاء متباينه يتصورون أنها كلها تهديهم إلى الحقيقة و لكن كثيرا من هذه الأساليب فى التفكير أتضح خطؤها فأسقطها العقل البشرى خلال رحلته الطويلة.
_ الأسباب التى ساعدت على العلو ببناء المعرفة وزيادة قدرة الإنسان على فهم نفسه و العالم المحيط به وهذه هى السمات الرئيسية التى حاولت تلخيصها من كتاب التفكير العلمى للدكتور فؤاد زكريا . 1-التراكمية 2-التنظيم 3-البحث عن الأسباب 4-الشمولية و اليقين 5-الدقة والتجريد
_أولا التراكمية العلم معرفة تراكمية و لفظ "التراكمية" هذا بصف الطريقة التى يتطور بها العلم و التى يعلو بها صرحة . المعرفة العلمية أشبه بالبناء الذى يشيد طابقا فوق طابق ، مع فارق أساسى هو أن سكان هذا البناء ينتقلون دوما الى الطابق الأعلى ، أى أنهم كلما شيدوا طابقا جديد أنتقلوا إليه و تركوا الطوابق السفلى لتكون مجرد أساس يرتكز عليه البناء .
_قد يبدوا هذا الوصف أمر طبيعيا بالنسبة إلى أى نوع من النشاط العقلى أو الروحى للإنسان ، لكن قليلا من التفكير يقنعنا بأن الأمر ليس كذلك بالنسبة إلى أنواع متعددة من هذا النشاط. *تاريخيا فقد عرف الإنسان منذ العصور القديمة نوعا من النشاط العقلى قد يبدو متشابها للمعرفة العلمية إلى حد بعيد ( المعرفة الفلسفية) و لكن هذه المعرفة الفلسفية لم تكن تراكمية بمعنى أن كل مذهب جديد يظهر فى الفلسفة لم يكن يبدأ من جيث أنتهت المذاهب السابقة ، لم يكن مكملا لها بل كان ينتقد ما سبقه و يتخذ لنفسه نقطة بداية جديدة ...ومن هنا فإننا لو إستخدمنا التشبيه السابق فى وسعنا أن نقول إن البناؤ الفلسفى لا يرتفع إلى أعلى ، بل أنه بمتد إمتدادا أفقيا ، فضلا عن ذلك فان سكان هذا البناء لا يتركون طوابقه القديمه ، بل يظلون مقيمين فيها مهما ظهرت له طوابق جديدة وذلك لأن إفتقار المعرفة ، فى ميدان الفلسفة إلى الصفة التراكمية يجعل المشتغليين بالفلسفة يجدون فى تياراتهم القديمة أهمية لا تقل عن أهمية التيارات الحديثة و منها تظل دائما موضوع لدراستهم .
_كذلك ما يقال عن الفن فالفن ينمو أفقيا دائما هناك جديد يظهر ليحل محل القديم .
_أما فة حالة المعرفة العلمية ، فإن الأمر يختلف اذ أن كل نظرية علمي جديدة تحل محل النظرية القديمة ، الوضع الذى يقبله العلماء فى أى عصر هو الوضع الذى يمثل حالة العلم فى ذلك العصر بعينه لا فى أى عصر سابق . النظرية العلمية السابقة تصبح بمجرد ظهور الجديد شيئا "تاريخيا " أى أنها تهم مؤرخ العلم لا العالم نفسه ، من هنا فإن سكان البناء العلمى كما قلنا من قبل ، همفى حالة تنقل مستمر ، ومقرهم هو أعلى الطوابق فى بناء لا بكف لحظة واحدة عن الإرتفاع . _تكشف لنا سمة "التراكمية " هذه عن خاصية أساسية للحقيقة العلمية ، هى أنها نسبية . الحقيقة العلمية لا تكف عت التطور ، مهما بدا فى اى وقت أن العلم قد وصل فى موضوع الى رأى نهائى مستقر فإن التطور سرعان ما يتجاوز هذا الرأى ويستعيض عنه برأى جديد .
*مثال مهم
بدا للناس فى وقت معين ، أن "فيزياء نيوتن " هى الكلمة الأخيرة فى ميدانها ، وأنها تعتبر "حقيقة مطلقة" و دام هذا الاعتقاد ما يقرب من قرنيين من الزمان ثم جاءت أينشتين فابتلعت فيزياء نيوتن فى داخلها ،و تجاوزتها و أثبتت أن ما كان يعد حقيقة مطلقة ليس فى الواقع الا حقيقة نسبية او فى حالة من حالات نظرية أوسع منها و أعم .
يتبع بالمقال الثانى
#البدراوى_ثروت_عبدالنبى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رأسمالية المحسوبية
-
سبت الساحرات قصة قصيرة
-
وجود أم عدم
-
خواطر سريرية ...قصة قصيرة
-
القيم والاخلاق داخل المجتمع المصرى -1-
-
هل هناك قابلية لتغيير المجتمع 1
-
فأر الصحراء تحت السجادة
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|