حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 4770 - 2015 / 4 / 7 - 15:14
المحور:
المجتمع المدني
وداعا السي "ازم "
تمر علينا في مسيرة الحياة وجوه كثيرة ، نتواصل معها ردحا من الزمن ، ثم لا تلبث تلك العلاقة أن تنقطع تحت تقلبات الزمن، غير أن نمطا من الرجال، أعطاهم الله من فضله ، سجايا ومواهب ومميزات ، فرضت حبهم على الناس ، ولا شك أن فقيدنا الأخ والصديق السي "إزم" -الذي لم أعلم ، مع الأسف الشديد ، بخبر وفاته إلا في وقت متأخر جدا - هو واحد من هؤلاء الذين يموتون ولكنهم لا يرحلون ..
ورغم التسليم بأنها سنة الحياة ، وأنه لا راد لقضاء الله ومشيئته تعالى ، فإن فاجعة رحيل هذا الرجل الفاضل ، قد أصابني بألم شديد وتأثر عميق ، صعب الحديث عن مآثره وخصاله ، وأعجز الكلمات والعبارات عن الإلمام بمبادئه وأخلاقه ، وهو الذي ظل على مدار الأعوام وتغير الأحوال، هو نفسه ، مغربيا صميما، ووطنيا أصيلا ، خلوقا ، متواضعا، عفيفا، لم يفقد لا الجوهر ولا الأصل ولا الانتماء ، تنساب بسمته الدائمة التي لا تفارقه حتى في أصعب الظروف.
تعازينا -رغم التأخير- إلى أنفسنا أولا، لأننا فقدنا أخا عزيزا وصديقا مخلصا، لأن الخسارة لم تكن لعائلة الفقيد الصغيرة، بل هي خسارة لنا جميعا، نحن الذين رافقناه سنوات طويلة ، وتعازينا لأهله وذويه الذين نسأل المولى تعالى أن يربط على قلوبهم بالصبر ويمنحهم عظيم الأجر.
ودعنا أيها الأخ والصديق "إزم"، رحمك الله وغفر لك وطيب ثراك وجعل الجنة مثواك ، أنه سميع مجيب ..
حميد طولست [email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟