|
أوراقكم مكشوفة أيتها المؤسسات الدينية
احمد عسيلي
الحوار المتمدن-العدد: 4770 - 2015 / 4 / 7 - 15:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بداية و قبل أي كلمة ، و للأمانة العلمية ، أقر أني لست من متابعي الإعلامي المصري اسلام البحيري ، و لست على اطلاع بمضامين برنامجه ، ولذلك لن أناقش الأفكار التي طرحها ، و إنما سأكتفي بطرح العديد من الملاحظات التي تتعلق بشكل المناظرة هذه ، و هي ملاحظات أعتقد أنها جديرة بالنقاش ، يمكن أن أسجلها و بعجالة من خلال النقاط التالية 1 ـ ذكر مقدم البرنامج في بداية الحلقة ، أن اختيار عبدالله رشدي كمتحدث باسم مشيخة الأزهر ، لم يأت من المقدم ، و إنما من اختيار شيخ الأزهر لهذا الشاب الباحث ، و من الملاحظ ان هذا الشاب لا يمت بصلة من ناحية الشكل لما عرف عن الأزهريين ، و لا أسلوب حديثهم ، و إنما اختاروا شاب وسيم ، حاول من خلال لباسه الرسمي إظهار عضلات ساعده و صدره ، ليدلل على أنه (بدي بلدنغ ) ،ذقنه خفيفة ، لكنته مصرية ناعمة . و كأن اختيار هذا الشاب و تعمده لإظهار جمالية جسده ببعض الحركات المكشوفة أحيانا ، إنما هي دعاية و إعلان لمشيخة الأزهر ، و بكل حال هذ التغيير في شكل الشيخ ، ليس جديدا على جماعات الدعوة الإسلامية ، فقد اكتسحت سابقا شهرة الداعية المصري عمرو خالد من خلال نفس الأسلوب ، و اختياره لمجموعة من الشباب ( الكيوت ) كرمز لاتباعه ، من أشهرهم لاحقا كان الفنان أحمد الفيشاوي ، الذي قدم العديد من البرامج الدينية ، و ليصبح هذا الفنان الشخصية المقربة من الداعية عمرو خالد ، قبل أن تنكشف علاقاته الجنسية لاحقا و يقرر أن يتوقف عن هذه التمثيلية . و السؤال : لماذا يعتقد الإسلاميون أن التغيير فقط في الشكل ؟ فهؤلاء الشباب مازالوا يملكون فكرا لا يمانع من زواج البنت و هي قاصر ( لكن يجب تأجيل الدخلة ) ، و كأنه ليس للانثى من قرار في اختيار الطرف الآخر ، ليس لدى هؤلاء ( الكيوت ) مانع من اعتبار الحرق مجرد خطأ بسيط يلام عليه فاعله ، لكن يجب أن نبقي على كل احترامنا له و تقديرنا لسماحته . شباب ليس لديهم مانع من ارتكاب كل الحماقات ، و تبرير كل الجرائم ، لكنهم (كيوت ) !!! و كأنها رسالة من هؤلاء الدعاة ، أن تحسين الشكل و تغيير التسريحة ، هي أقصى ما يمكن فعله من تحديث و إصلاح ( و كم هي كريهة هذه الكلمة ) . 2 ـ أما من ناحية أسلوب الكلام ، فقد تحدث الباحث عبدالله رشدي بكل هدوء و أريحية ، و ببسمة ظاهرة تماما على وجهه ، لتدلل على السماحة و الرضى ، بعكس اسلام البحيري المتوتر دائما ، و الذي فقد شيئا من أعصابه أثناء الحديث ، لكن أليس لهذا سبب ؟ اسلام البحيري خرجت فتوى ضده ، هي أشبه ما تكون بتحليل دمه ، و تجارب هذه الفتاوى التي أودت بحياة فرج فودة ، و كادت أن تقتل نجيب محفوظ ، ما زالت عالقة في وجدان جميع المثقفين في مصر و العالم العربي ، اذن هناك في المناظرة شخصين : شخص مهددة روحه و حريته ، و شخص آخر ( ريلاكس ) ، يعلم أن لا أحد سيقترب منه ، يدرك أن هناك ملايين الأشخاص الذين سيحترمونه مهما بلغت تصرفاته من شناعة ، لأنه ببساطة ينتمي الى مؤسسة دينية مقربة من السلطة ،و تسخر لها الملايين في الإعلام و المساجد ، كيف يمكن لنا أن نتوقع الحالة في مناظرة بهذا الشكل ؟ بل ان عبدالله رشدي هدد اسلام بالقضاء و بكلمة القضاء عدة مرات ، اذن لا خوف على عبدالله من شيئ ، بل ستزداد مكانته عند أساتذته و يحظى بالمزيد من الرضى ، بمقابل مستقبل مجهول بالنسبة الى اسلام البحيري ، هل هذه حالة صحية للنقاش الفكري ؟ هل سنسكت طويلا على الظلم و الإستعلاء التي تمارسه المؤسسات الدينية بحق المفكرين و أصحاب الرأي المحتلف ؟ هل قدرنا أن نبقى مرهونين لإرادة أشخاص قادمين من غياهب التاريخ ، يبررون تصرفات تطابق حاليا تصرفات المتطرفين الذين يغتالون البشر في كل مكان في عالمنا ، باسم القياس و المطابقة لتصرفات تاريخية كان لها ظروف و حيثيات أخرى ؟ 3ـ أصر عبدالله رشدي في حديثه على اعتبار الدين علم ، علم لا يملكه إلا القليل ( و يقصد بها نفسه و مشايخه طبعا ) و لا يجوز الخوض في أحاديث الدين أبدا ، بل علينا السمع و الطاعة فقط ، و كأن مشايخنا خصص لهم صروح فكرية و علمية رهيبة ، كلنا نعرف البئر و غطاه ، فكليات الشريعة في كل البلاد الإسلامية ليست سوى مناهج متهلهلة ، و مشايخنا هم أقل الفئات الإجتماعية ثقافة و قراءة ، يدخلون هذه الكليات ليحفظون غيبا بعض المقررات الفقيرة ،و المتناقضة في كثير من الأحيان ، فأين العلم في الموضوع ؟ السياسة علم ، الفلسفة علم ، لكن لا مانع من وجود سياسيين محترفين و عباقرة ، ليسوا خريجي كليات و لا معاهد . النقد الأدبي علم ، لكن هناك عشرات النقاد الأفذاذ الذين لم يدخلوا هذه الكليات . ما يريده عبدالله رشدي هو ما فعله شيوخ عصر الإنحطاط سابقا ، إغلاق باب الإجتهاد و تحويل البشر الى مجرد أدوات تنفذ ما يخططونه لنا ، يتاجرون بنا في الحروب و السخرة ، و يعطوننا وعدا بالجنة التي يملكون خرائط الطريق الموصلة اليها . لكن يجب علينا بالمقابل أن نصرخ في وجوههم أن هذا الزمن قد ولى . يجب أن نبقي على عقولنا و تفكيرنا ، و نرحب بكل صوت مفكر و مجتهد بالدين مهما كانت وجهة نظره ، بشرط عدم دعوته للعنف و قتل الناس ، و سوى ذلك كله مباح . كفى لهذه المؤسسات تجارة بإنساننا .......كفى لأننا دفعنا الكثير الكثير ضرائبا لتخلف هذه المؤسسات و التلاعب بمستقبل شبابنا . كفى لصوت القتل هذا ، حتى لو حاول هذا الصوت خداعنا ببعض نغمات السبور و البديبلدنغ ، و التسريحات المودرن كفاكم..... سنمزق خرائطكم تلك ، و سنتحرر من قيودكم التي ربطموها في أعناقنا.............
#احمد_عسيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المثقفين السوريين و تحطيم تمثال ابراهيم هنانو
-
أهلا بكم في جمهوريات الكلام
-
التطرف أيضا من مقومات بناء الأمم
-
الإعلام المصري : شر البلية ما يبكي
-
سقوط الإعلام المصري : برنامج المستخبي نموذجا
-
فيلم الفيل الأزرق : أخطاء طبية فادحة و معلومات مضللة
-
للأسف يا سعد الدين ابراهيم
-
لماذا اغتالوا سعادة ؟ قراءة في تاريخ لبنان الحديث
-
أخطاء التمثيل في المعارضة السورية
-
المجتمع السوري و التطرف
-
الثورة : نشوة الجسد و التعري
-
نحن جيل الهزيمة
-
فيلم مترو : الوصول بالسينما إلى الحضيض
-
فيلم الخروج للنهار أناقة السينما المصرية
-
هيا بنا نلعب سياسة
-
الذكاء السياسي لجبهة النصرة
-
عشرة أعوام على الربيع الكردي السوري
-
فيلم أسرار عائلية :حين تنتصر لغة الجهل
-
الذكورة و الأنوثة : تاريخيا و انتروبولوجيا
-
مفاهيم اساسية حول الهوية الجنسية و الجندر
المزيد.....
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|