أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير البياتي - الأخلاق بين السماء والأرض














المزيد.....


الأخلاق بين السماء والأرض


أمير البياتي
(Ameer Albayaty)


الحوار المتمدن-العدد: 4770 - 2015 / 4 / 7 - 08:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد يكون من الصعب تعريف الأخلاق بشكل دقيق الا أن وصف الاخلاق بأنها منظومة قيم جالبة للخير وطاردة للشر,او انها الطريق الافظل للعيش والتعايش كما تصفها فلسفة الاخلاق يمكن اعتباره التعريف الأعم والأفضل, دون التطرق الى مصدر الأخلاق.
مما لا شك فيه أن هناك علاقة وطيدة بين الاخلاق والمعتقدات وفي الوقت نفسه هناك تباين واضح في الأخلاق بين هذه المعتقدات. ومن هنا أطرح سؤالي وهو هل مصدر الأخلاق هو السماء أم الأرض؟ وهل فرضت الأخلاق على الانسان أم انها جزء من وعيه وادراكه ؟
قبل أن نتسرع في الاجابة لنأخذ مثال: الكثير من الناس وبمختلف معتقداتهم وأديانهم يستهجنون وبشدة المثلية الجنسية ويعتبرونها انحلال اخلاقي مع أن مجتمعاتهم ذاتها لا تخلو من هذه الظاهرة بل أن الاشخاص المثليين أنفسهم يعيشون في حالة من الصراع بين واقعهم الاجتماعي وميولهم الجنسية ويعانون من الشعور بالذنب قد يقودهم الى مشاكل نفسية أخرى. وعلى الجانب الاخر نجد مجتمعات تتقبل هذه الظاهرة ولا تعتبرها حالة من تردي الاخلاق بل تتقبل هؤلاء الاشخاص وان أعلنوا عن ميولهم وتعتبرها حرية شخصية لا يحق لأحد تقييدها, من هنا نجد ان المعيار الأخلاقي قد تغير من معيار يدافع عن صورة المجتمع والأخلاقيات العامة الى معيار يدافع عن حقوق و حرية الفرد, مع ان المعتقدات والأديان وعلى الاغلب في كلا الحالتين هي ضد هذه الظاهرة. هذا المثال يقودني الى سؤال وهو هل ممكن ان تكون الأخلاق تطورية؟ واذا كانت كذلك ما هي العوامل التي تؤثر على تطور الاخلاق؟ قد يكون عامل التجربة والخطأ هو المرشح الأقوى حسب مثالنا السابق فعلى مر التأريخ والجغرافية لم تنجح تلك المعتقدات في القضاء على هذه الظاهرة, أي أنها أمر واقع لا بد من الاعتراف بوجوده والتعايش معه ويدعم ذلك الرأي العلمي بخصوص هذا الموضوع.
سأنتقل الى مثال اخر في نفس السياق وهو زنا المحارم وهي ظاهرة اخرى مثيرة للجدل موجودة في اغلب المجتمعات باختلاف معتقداتها الدينية وتوجهاتها الفكرية وهناك شواهد تاريخية على شكل ملاحم او اساطير تدل على قدمها بل ان بعض الاديان القديمة كانت تبيحها بهدف الحفاظ على نقاء دم السلالة وغير ذلك, مع هذا بقيت هذه الظاهرة مستهجنة من قبل الجميع وان كانت هناك دول رفعت او تحاول رفع العقوبات عن هذه الحالات بشرط البلوغ والرضا بين الطرفين الا انها لا تبيحها كعلاقة سليمة, السؤال هنا من أين جاء هذا الاستهجان هل هو نوع من الفروض والواجبات الدينية ام انه نابع من داخل الانسان وادراكه فاذا كانت معتقداته الدينية هي سبب كرهه لها فهل يا ترى سيحبها اذا كان دينه يبيحها ؟ باعتقادي لا, اذا كان نفس الشخص, لا ننسى ان الرأي العلمي بخصوص المثال الثاني هو سلبي تجاه هذا النوع من العلاقات لانها قد تؤدي الى ظهور أمراض الوراثية في حال حدث حمل نتيجة هذه العلاقات.
بعد هذين المثالين نرجع الى سؤالنا ما هو مصدر الاخلاق ؟ اذا كانت السماء فيفترض ان تكون مظلة مثالية متكاملة لكل البشر وغير قابلة للتغيير لأنها خارجة عن ارادته.
اما اذا كانت الأرض واقصد بالأرض الانسان فيمكن ان تخضع الى عوامل التجربة والخطأ والخبرة التراكمية, وللحفاظ عليها عكسها على معتقداته الدينية كنوع من أنواع التقنين لهذه الاخلاق لضمان تطبيقها.
ليس هدفي تحديد الاجابة لكن اضفاء نكهة القدسية على منضومة اخلاقية معينة باعتبارها الوصفه المثلى لحياة البشر يجعلنا نأخذها برمتها ولا يترك لنا فرصة اختيار الجيد من السيء قد يعترض علي احد اذا قلت السيء منها وأقصد هنا ما لم يعد صالحا حتى وان كان صالحا في زمن ما. اما اذا اتفقنا على ان مصدر الاخلاق هو الانسان فهذا يجعلها مرنة اكثر ومتغيرة بما يلائم مصلحة الانسان في كل زمن.



#أمير_البياتي (هاشتاغ)       Ameer_Albayaty#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرب وين و طنبورة وين !!!
- الارهاب دين له
- الحياد الجبري
- العلم يكذب الدين
- شعب بلا هوية
- مكانة العرب
- خلف قضبان الحقيقة المطلقة
- هل يوجد شخص علماني ...وهل توجد دولة اسلامية
- الدعوة الى القراءة
- الاسلام في ظل دولة مدنية
- ماذا لو كان العراق ...
- سيد القمني ... نموذجا
- مطبعة الطوائف
- أصبحتم عبئا على العالم
- نقحوا كتبكم
- بين العلم والايمان
- أفيقوا
- أبرز التعارضات بين الدولة الأسلامية والاعلان العالمي لحقوق ا ...
- المليار ونصف المليار توحدنا
- وراثة الدين


المزيد.....




- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير البياتي - الأخلاق بين السماء والأرض