عاد بن ثمود
الحوار المتمدن-العدد: 4769 - 2015 / 4 / 6 - 22:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل الله يتخيّل ؟
هذه النقطة كانت مصدر جدل في المناظرة الأخيرة التي جمعت إسلام بحيري بعبد الله رشدي من الأزهر.
و قد حاول الشيخ أن يُفحم إسلام بحيري لأنه قال (ما معناه) إن الله لم يكن يتخيل ما يحدث الآن من أحداث رهيبة.
فهل الله يتخيّل؟
الجواب المنطقي عن هذا السؤال هو الله أعلم (هذا إذا كان الله موجوداً)، فلا يمكن للإنسان العاقل إثبات أو نفي ما ليس له به علم من أمور تتعلق بالخالق.
لكن صاحبنا من الأزهر، مصرّ على أنه يعرف طبائع الله أكثر من مُحاوره، و يبدو متأكداً من أن الله لا يتخيل لأنه عليم بكل شيء حتى قبل حدوث الشيء.
منتهى التنطع و العجرفة المتهافتة.
أعيد و أكرر أن الإنسان العاقل لا يمكنه إثبات أو نفي أن الله يتخيّل، لأن عقل الإنسان قاصر عن إدراك ماهية الله و طبائعه (إن كان هنالك إله).
لكن، هنالك تساؤل يفرض نفسه:
لماذا يغضب الله؟
و هل يليق الغضب بذاته الإلهية ؟
لماذا يغضب من الذين يخالفون مشيئته أو إرادته أو أوامره؟
إذا كان الله على علم مسبق بأن بعض الأقوام سيخالفون مشيئته فلِماذا يغضب إذن منهم بعد ذلك إن لم يكن قد أحس بالإحباط، مثله في ذلك مثل باقي البشر؟.
و إذا كان الله يغضب لأنه أحس بالإحباط، فلأنه لم يكن يتوقع ذلك الأمر.
و إذا لم يكن يتوقع ذلك الأمر فهذا راجع إلى أنه كان يتخيّل و يتوقّع أمراً غيره. و إذا كان يتوقع أمراً فيحدث غيره فهذا ينفي عنه صفة العلم المسبق بكل شيء، و إذا إنتفت صفة العلم المسبق بكل شيء سقطت عنه صفة الألوهية كذلك.
و لاّ إيه يا سيدنا الشيخ الجهبذ؟
الدين الإسلامي غابة من المتناقضات يضرب بعضها بعضاً، و يعطي صورة مشوهة عن الله العلي القدير السميع العليم.
#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟