|
يالمصيبة بعض أعراب هذا الزمن.!
جعفر المهاجر
الحوار المتمدن-العدد: 4769 - 2015 / 4 / 6 - 13:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كشفت الحملة العسكرية السعودية الظالمة وحليفاتها على اليمن والتي أطلق عليها (عاصفة الحزم ) تيمنا بعاصفة الصحراء التي دمرت العراق الوجه الطائفي القبيح لبعض الأعراب الذين لاهم يؤرقهم في حياتهم مثلما يؤرقهم (التمدد الشيعي ) الموهوم ومقولات : (العدو الفارسي الصفوي) و(الهلال الشيعي ) و (المجوس الجدد الذين يقودهم قاسم سليماني) و(سقوط العراق تحت الهيمنة الفارسية.) و( جيش الميليشيات الصفوية ) وغيرها من الأقاويل الخاوية التي تعشعش في هذه الأذهان المتحجرة المريضة بفيروس الطائفية والتعصب القومي الأعمى والذي لاينتج إلا ضياع الثروات، وتعطيل عمليات التنمية نتيجة الصراعات التي يدفع ثمنها فقراء هذه الأمة الذين يحصلون على لقمة العيش بشق الأنفس . إن التعصب القومي هو من مخلفات الجاهلية التي كان يدعو لها أبو لهب وزبانيته ومن يسيرعلى خطاه اليوم. والقومية العربية هي قومية إنسانية غير إستعلائيه تتفاعل مع القوميات الأخرى ، وتزخر بالعطاء والقيم العليا التي بشر بها رسول الإنسانية محمد ص من خلال قوله الكريم : ( لافضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.) لكن هذه النفوس التي أصيبت بالتعصب والطائفية العمياء من نعومة أظفارها من خلال المناهج المنحرفة والمعادية لكل من لايسير وفق رؤيتها الضيقة. ركبت رؤوسها وراحت تروج لبضاعتها الكريهة على مدار الساعة لخلق الأحقاد والعداوات بين الطوائف والقوميات التي أوجدها الخالق على سطح هذه الكرة الأرضية ،وجعل المقياس الحقيقي بين البشر ( خير الناس من نفع الناس). لكن مصيبة هذه النفوس المشحونة بالحقد الطائفي والقومي والملوثة بهما إختارت هذا الطريق المظلم وتعتقد إنها على صواب . ولا يمكنها أن تتخلص من أدرانها لأن الطائفية سرت في دمائها وآختلطت بأعصابها ولحومها وشحومها وصار مثلها كمثل داء البطن بكسر الباء أي الشراهة في الأكل حيث قال الشاعر: وبعض خلائق الأقوام داء ... كداء البطن ليس له دواء. وحين يرفض إنسان هذه الأفكار الظلامية ، ويدعو إلى نبذها تنهال عليه الكلمات النارية ويُتهم بأنه ( صفوي فارسي مرتد) وهذه أقل الإتهامات الباطلة حدة. فأصبح حالها كحال الميت الذي لايشعر بوجود الشمس من حوله وكما قال الشاعر: لقد أسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لاحياة لمن تنادي. لقد جلب هؤلاء المصابون بهذا الداء الوبيل المزيد من النكسات للأمة التي كرمها الله بقرآنها الكريم ورسولها الأمين ومن المؤسف والمؤلم إن معظم حكام الوطن العربي هم من هذا النوع وجميع أفعالهم تدل على ذلك وإن أنكروا. ومنذ انطلاق هذه الحملة الهستيرية الدموية الباغية على شعب اليمن شنت المحطات الفضائية الخليجية وعلى رأسها الجزيرة حملة إعلامية طائفية ضارية ، وصبت الزيت على النار التي لايروق لها أن تخمد وحتى يشتد سعيرها وتكون نتيجتها إلتهام المزيد من الأبرياء في العراق واليمن وسوريا . حيث سخرت هذه الفضائيات الطائفية معظم برامجها لإبراز(عظمة )عاصفة الحزم التي أشعل فتيلها (المبارك ) ملك العروبة والإسلام وخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز، وخطها تأريخ العرب الجديد (بحروف من نور)وبدأ الوعاظ في مساجد آل سعود بالدعاء للملك المفدى ، وتضرعوا إلى الله بأن ينصر (جيش الإسلام) على أعدائه الحوثيين. وأكتمل المشهد المأساوي حين حضر في قصره بعض وعاظه ، وقدم شيخهم الكبير الولاء المطلق ل( جلالة الملك وعاصفته ألمباركة) وأصدر فتواه الباهرة الجاهزة: (أن كل جندي سعودي يُقتل في هذه المعركة يُعتبرشهيدا!!!) فسارت الحملتان في مسار واحد ليبزغ فجر جديد في تأريخ الأمة العربية بعد ظلام طويل. ورحم الذي قال: إلى الله أشكو عصبةً تُسفٍكُ الدما- وعالِمُ سوءٍ ليس فيه رشادُ. لقد أخذ بعض زبائن هذه الفضائيات من بياعي بضاعة الطائفية الفاسدة يصرحون على رؤوس الأشهاد بأن (جيش التحرير العربي ) الذي أفرزته قمة العرب الكبرى في شرم الشيخ لابد أن يزحف على العراق الجريح بعد (تحرير) اليمن من الحوثيين لتخليص بلاد الرافدين من (الإحتلال الفارسي الصفوي) حتى تشرق عليه شمس العروبة من جديد.!!! . وبهذا الأسلوب الطائفي البشع تحاول الأبواق الطائفية تشويه الحقائق من ألفها إلى يائها. لقد صرفت الأنظمة الاستبدادية الفردية الظلامية عشرات المليارات من الدولارات على هذه الفضائيات من أموال شعوبها العربية المنكوبة والتي يعاني أكثر من 50% من شبابها من الأمية والبطالة والضياع لتكون عامل هدم في بث أحقادها الطائفية والعنصرية البغيضة. ولا يخفى على المتابع الذكي المحايد مدى الخيبة المريرة التي أصيبت بها هذه المحطات الطائفية حين هب العراقيون عن بكرة أبيهم لتخليص وطنهم العراق من رجس الغزو الداعشي البربري فراحت تخترع الأكاذيب والأراجيف عن (القتل الممنهج) لأهل السنة و(حرق ) بيوتهم و( سلب ) ممتلكاتهم من قبل (الميليشيات الشيعية). وأخيرا طلعت علينا بخبر يقول (إن كتابات فارسية ظهرت على جدران البنايات في تكريت) وربما سيقولون بعد أيام إن التعامل في تكريت صار بالتومان الإيراني .وإذا كنت لاتستحي فقل أو إفعل ماشئت. إن المروجين لهذه الأكاذيب الرخيصة تدل على الإفلاس السياسي والأخلاقي الذي وصل إليه هؤلاء الأعراب.فهم لايريدون أن يشاهدوا ضوء الشمس حين يرون بأم أعينهم الحكومات المحلية المنتخبة في مناطقها ونواب البرلمان والعشائر العربية في تلك المناطق يقفون جنبا إلى جنب في خندق واحد مع إخوانهم في العيش المشترك في معركة الشرف والكرامة والمصير لينقذوا وطنهم من هذا الوباء الخطير ويعود المهجرون إلى مدنهم وبيوتهم التي دنستها العصابات الداعشية القذرة .ويظهر محافظ المدينة الدكتور رائد الجبوري على شاشات الفضائيات وهو يفند هذه الأكاذيب ويذكر أن حوادث فردية قد وقعت وتم تطويقها وآعتقال مرتكبيها. لكن أصحاب المحطات الطائفية ومن يوجههم يتعامون عن هذا تماما ،ويصرون على نهجهم ، ويوغلون في طائفيتهم أكثر فأكثر كلما حقق العراقيون الشرفاء نصرا على الدواعش الأشرار. وكان أثر وقع عملية تحرير محافظة تكريت العزيزة وعودتها إلى حضن الأمة العراقية كالصاعقة على رؤوسهم فأخذوا يستضيفون بعض الرؤوس الطائفية القابعة في عمان وأبو ظبي وأربيل. أو أشخاص قابعون في المنطقة الخضراء وهم جزء من الحكومة، أو أعضاء في مجلس النواب ويغرفون من ملايين العراق ولم يزوروا يوما ساحات المعارك ليبثوا سمومهم الطائفية الحاقدة منها، ويذرفوا دموع التماسيح على أبناء السنة الشرفاء الذين كشفوا نواياهم الخبيثة فنبذوهم نبذ النواة. ولم يبق في جعبتهم شيئ إلا النعيق في هذه المحطات المشروخة التي ترحب بهم في كل حين إنطلاقا من بيت الشعر للمتنبي : وشبه الشيئ منجذب إليه ... وأشبهنا بدنيانا الطغامُ . ومصيبة إحدى هذه المحطات إنها ترفع شعار(مع الإنسان) على شاشتها كل ساعة وتُظهر أحد إرهابيي القاعدة في غوانتنامو لتقول عنه في إسلوب حزين مؤثر لخداع المشاهد ( لقد خلقهم الله ولكن كُتب عليهم أن لايكونوا.!!! ) ولكن حين يُقتل ويُجرح أكثر من ألف إنسان بريئ في اليمن بحمم طائرات آل سعود البغاة، وتقصف مخيمات اللاجئين، وتنهارالمعامل والمنشآت والبيوت على رؤوس أصحابها في هذا البلد الفقير، ويحرق الأطفال بقنابل النابالم المحرمة دوليا يتم التطبيل لها من قبل هذه الفضائيه وكأنها آنتصار ساحق لدعاة الحرية والتحرر على أعداء الإنسانية .!!! ورحم الله الشاعر الذي قال: قتل امرئ فى غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظــر. وفي حلقة (30/3/2015) من برنامج (في العمق) الذي يديره الطائفي القطري علي الظفيري إستضاف شخصا أطلق عليه صفات : (الكاتب والمفكر عبد الله النفيسي) فأطلق هذا (الكاتب والمفكر ) كلمات نابية عن الحشد الشعبي ووصف قائدها العراقي البطل هادي العامري ب ( المجرم ). وبارك للأمة الإسلامية (نهوضها) الذي تجسد في عاصفة الحسم وما ستتركه من آثار سياسية تتعدى الإقليم إلى مجمل الوطن العربي.وتحدث كثيرا عن (التغول الإيراني على المنطقة .) ومضى يقول: (إن العملية المباركة انتشلت العرب من (الإحباط) إلى (الأمل) ولم نكن نصدق أننا نتحرك وتحركنا ولم نكن نصدق أننا نضرب فضربنا وأوجعنا.!!!). حقا ضربتم وأوجعتم أيها الشيخ الطائفي القابع في عاصمة الخلافة العثمانية المحبة للعرب كثيرا. لقد دمرتم بلدا عربيا فقيرا، وضربتم الأطفال والشيوخ والنساء فيه، ودفنت جثثهم تحت الأنقاض ، وصعدت أرواحهم إلى عنان السماء تشكو ظلم أبطال القومية العربية الجدد الذين يقودهم ملك العرب سلمان فهنيئا لكم ولضرباتكم التي باركتها واشنطن وتل أبيب. لقد تحدثتم كثيرا عن (الخطر الفارسي ) وطلبتم أن تشتد نار الحروب الطائفية في المنطقة العربية لأنها (الطريق الوحيد) لإيقاف (عدو الأمة عند حده.) وطالما إن هذا العدو اليوم ( متعب ومنهك ) فلابد أن ( تشتد الضربات على رأسه).ولا أدري ماهو نوع هذه الضربات اليعربية الأصيلة ، وكيف يبقى (العدو الفارسي) ساكتا وخانعا لهذه الضربات اليعربية القاصمة.؟ والعلم عند النفيسي جهين العروبة ومفكرها الألمعي. بهذا الحقد الطائفي الذي يتأجج في هذه الأدمغة العفنة يتم (طريق الخلاص ) و( وتتحرر) جيوش الفقراء والعاطلين والمشردين في هذا الوطن المنكوب. ومن حقك يانفيسي أن لاتذكر على شفتيك المتهالكتين اللتين لم يبق بينهما وبين القبر إلا القليل حرفا واحدا عن الخطر الصهيوني عدو الأمة العربية الحقيقي أو الداعشي الذي شرد أكثرمن مليوني إنسان في العراق، وآرتكب من الجرائم مايندى لها جبين الإنسانية خجلا. وربما سنرى الكونفدرالية التي دعوت لها بين الأقطاب الثلاثة نتنياهو الصهيوني وأردغان العثماني وسلمان اليعربي ليبزغ من خلال هذه الكونفدرالية العظيمة التي دعوت لها فجر العروبة الأعظم. فياقادة عاصفة الحزم العظمى سارعوا إلى (أخذ الشور من راس الثور ) قبل أن يغادركم إلى العالم الآخر.فيالمصيبة بعض أعراب هذا الزمن.! جعفرالمهاجر/ السويد. 5/4/2015م
#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فصلٌ من جرائمٍ البعث الصدامي.
-
إشراقاتُ الوجع الفيلي.
-
قممٌ هُتكتْ فيها الحُرُماتْ
-
من عاصفة الصحراء إلى عاصفة الحزم.
-
اليمن لن يكون لقمة سائغة لأنظمة الإستبداد.
-
كلمات ٌخجلى إلى نبع الحنان الأزلي.
-
نتنياهو وأباطرة البترول والسيدة الكبرى.
-
ماهكذا تُطلق الإتهامات يافضيلة شيخ الأزهر.
-
العراق ومعركة المصير والإعلام الطائفي.
-
أيام لاتُنسى في بعقوبه.
-
مَعين الأجيال.
-
هولاكو يعود مع أحفاده.
-
متى يُراجع الطائفيون أنفسهم.؟
-
وعاظ السلاطين وفتاوى الجهاد.
-
نظرة موضوعية للعلاقات العراقية الإيرانية.
-
أيها القوم كلكم أبرياءُ.!
-
قلبي على وطني.
-
الإرهاب الصهيوني ، والعواقب الوخيمة.
-
مابين المحبة والبغضاء.
-
توقٌ إلى مدن الخراب.
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|