نبيل جعفر عبد الرضا و منى جواد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 5 - 22:02
المحور:
الادارة و الاقتصاد
التوزيع الجغرافي والخصائص النوعية لحقول النفط في البصرة .
تستحوذ محافظة البصرة على اكبر ثروة نفطية في العراق ، إذ تشير الإحصائيات إلى أنها تملك (15) حقلا نفطيا منها (10) حقول منتجة ، فضلاًعن امتلاكها خمسة حقول فوق العملاقة من أصل (7) حقول موجودة في العراق يتجاوز احتياطي الحقل الواحد خمسة مليارات برميل، ويبلغ الاحتياطي المؤكد لمجموع حقول البصرة ما يقارب (93,388) مليار برميل عام2010،أي انه شكل مايقارب (65%) من احتياطي نفط العراق البالغ 143 مليار برميل.
تتميز عملية استخراج النفط في محافظة البصرة بتدني كلف الإنتاج إذ تعد الأوطأ على النطاق العالمي ، وذلك لأن حقول النفط والغاز تقع على اليابسة وفي أعماق قريبة جدا من سطح التربة ، ومعظمها ذات جدوى اقتصادية عالية بسبب حجم الاحتياطي الضخم فيها وكبر مساحتها ولا تتضمن تركيبات جيلوجية معقدة، بسبب ضعف الحركات الميكانيكية للصخور خصوصا في المنطقة الجنوبية بسبب انحدار الأراضي نحو الخليج العربي.
ويقدر محللو الصناعة أن إجمالي تكاليف استخراج البرميل النفطي العراقي يتراوح بين (4-6) دولارات للبرميل الواحد ، وهي كلفة متدنية مقارنة بتكاليف استخراجه في دول بحر الشمال والتي تقدر بـ(11-13) دولاراً للبرميل ، وتصل إلى 25 دولاراً للبرميل في أمريكا ، وأن كلفة حفر بئر استكشافية في العراق تتراوح مابين (6-10) ملايين دولار ويحتاج إلى تطويرها (4 -5) ملايين دولار إضافية ، تعد هذه الكلف زهيدة جدا إذا ماقورنت بمواقع أخرى تصل فيها التكاليف إلى عشرات أضعاف هذا المبلغ أما في الأمارات فتقدر تكاليف التشغيل والتكاليف الرأسمالية مجتمعة بنحو (7) دولارات للبرميل . وفي كل من الجزائر، وإيران وليبيا وعمان وقطر فتقدر التكلفة بـ (10-15) دولاراً للبرميل.
وفي دراسة أكاديمية لجامعة البصرة أوضحت أن تكلفة استخراج برميل النفط الخام في حقول البصرة تقدر بنحو (7) دولارات وعلى النحو الآتي :
تكلفة استخراج البرميل الواحد= كلفة حفر البئر الواحد + كلفة حقن الماء + كلفة تهيئة الأرض لعمل جهاز الحفر وكلفة بطانة البئر + كلفة العزل والضخ والنقل + أجور العمال والموظفين + النفقات الرأسمالية + نفقات أخرى (شراء الأرض ورسوم التعاقد وغيرها).
= 3+0,5+0,5 + 1 + 0,5+ 1+0,5=7دولارات .
إن جميع حقول البصرة واقعة في أماكن يسهل الوصول إليها بالنسبة لمرافق التصدير الساحلية ، مما يجعل خطوط الأنابيب الرئيسة قصيرة نسبيا، ويعد هذا القرب من ميناء عالمي اعتبار مهماً ليس فقط من ناحية إيصال النفط الخام إلى السوق ، ولكن أيضا من ناحية جلب المعدات ، وفي هذه الحالة يكون ذلك عبر ممر شط العرب المائي الذي يمتد من الخليج إلى ما بعد مدينة البصرة ، إذ إن هذه السهولة في وصول المعدات الثقيلة في تناقض صارخ مع الصعوبة اللوجستية مع الأجزاء الأخرى في جميع أنحاء العالم ، على سبيل المثال تتمثل هذه الصعوبة في حقول نفط منطقة بحر قزوين ، أو الحقول الموجودة في شمال روسيا.
أولا:- نوعية النفط الخام في حقول نفط البصرة
يصنف النفط الخام بموجب درجات الكثافة (Density) ، والتي تبدأ من (صفر) وتنتهي بـ(65) درجة ، وعدّ على وفق هذا القياس اخف أنواع النفط الأعلى درجة ، وأثقل أنواعه الأدنى درجة ، ويتم تصنيفها وفق مايلي:-
1- نفوط ثقيلة Heavy oil 10°-28° API
2- نفوط متوسطة Medium oil 28°-34° API
3- نفوط خفيفة Light oil اكبر 34° API
وهناك ما يسمى بالنفوط الحلوة (sweet crudes) وهي نفوط ذات محتوى كبيريتي يصل إلى (0,1%)وعندما تحتوي على أكثر من 1% من الكبريت تسمى بالنفوط الحامضية (sourcrudes).
إن القيمة الاقتصادية للنفظ تحددها الكثافة (density) والمحتوى الكبريتي (sulfur contant) للنفط الخام وهذه العوامل قد تنعكس على التركيب الكمي والنوعي للمنتجات المكررة(). وتتفاوت نوعية النفط العراقي من حيث كثافته إذ تتراوح الكثافة النوعية مابين (22)درجة الثقيل إلى (35) درجة متوسط الخفيف حسب مقياس معهد البترول الأمريكي(API) .
و يعود معظم مايصدره العراق من النفط الخام إلى الحقلين الكبيرين الرميلة وكركوك().بالنسبة لحقل الرميلة الذي سيأتي (تفصيله لاحقا) ، تحتوي طبقاته على أجودأنواع النفط ، إذ ينتج ثلاثة أنواع من النفط وهي نفط البصرة الخفيف (34درجةAPI) والبصرة المتوسط(30 درجة (API ويحتوي على(2,6)% كبريت ، والبصرة الثقيل يتراوح بين (22-24) درجة API و (3,4)% كبريت().هذا وقد تهبط نوعية النفط الخام نتيجة التعامل السيئ مع الاحتياطي إذ قد تزداد لزوجة النفط ، مما يجعل استخراجه أكثر صعوبة وأغلى كلفة نتيجة الضخ المفرط خاصة عند استخدام طريقة الحقن بالماء أوإعادة حقن النفط أو الوقود الزائد او مخلفات المصافي أو النفط المنزوع الغاز.وفي البصرة توجد ثلاثة مكامن نفطية رئيسة في الحقول النفطية وهي من الأعلى إلى الأسفل:-
1. تكوين الفتحة (المايوسين الأوسط) ويمثل العطاء الأول .
2. تكوين المشرف (السينومانيان) ويمثل العطاء الثاني.
3.تكوين الزبير (الأبيتان) ويمثل العطاء الثالث.
يمتاز العمود الطباقي الجنوبي في العراق بوجود ترسبات سميكة للعصر الطباشيري ذات التجمعات النفطية المهمة ، إذ يمثل تكوينا المشرف والزبير المكامن النفطية الأكثر عطاء ولاسيما في حقلي الزبير والرميلة, ويعزا ذلك إلى تماثل أصل هذين الحقلين و كونهما ناتجين من صخور مصدرية مولدة للهيدروكاربونات واحدة وهي إما تكوين الساركلو (الجوراسي الاوسط) او المركمير (الجوراسي الاعلى)إذ يعد النفط المنتج من مكامن العصر الطباشيري من أجود أنواع النفوط المستخرجة في العراق.
ثانيا:- التوزيع الجغرافي لحقول النفط في البصرة.
تمتلك محافظة البصرة مجموعة من الحقول النفطية التي تتمثل بكل من :
1. الرميلة الشمالي
2.الرميلة الجنوبي 7. الزبير 12.راجي
3. ابن عمر 8. اللحيس 13.حقل صفوان
4. مجنون 9.صبة 14. جرشيان
5. ارطاوي 10. السيبة
6. الطوبة 11. غرب ألقرنة(2،1)
وفيمايلي استعراض لأهم وابرز الحقول النفطية في المحافظة والتي تسمى بالحقول فوق العملاقة .
1. حقل الرميلة :-
يقع حقل الرميلة في محافظة البصرة جنوب العراق ، حوالي 20ميلا من الحدود الكويتية ، وتم اكتشافه عام 1953، من قبل بعثة البترول البريطانية ، يقدر الاحتياطي النفطي للحقل حوالي (17,7) مليار برميل ، أماالإنتاج النفطي فيقدر بحوالي (1,3) مليون برميل يوميا ، إذ يشكل الحقل 40% من إنتاج البلاد النفطي عام2011.
ويتألف الحقل من قبتين ، قبة الرميلة الجنوبي وقبة الرميلة الشمالي ويمتد الأنحدار الجنوبي للتركيب عبر الحدود العراقية الكويتية ويبلغ طول الحقل الكلي (85) كم وتختلف الرقعة النفطية لتكوينات المشرف واليمامة حيث أنها تتحسن في الرميلة الشمالية عنها في الجنوبية.
ويمتد حقل الرميلة الشمالي من غرب مدينة القرنة نحو الجنوب حتى غرب مدينة البصرة وقد بدأ إنتاج الحقل في أواخر عام 1970 ، ولم يتجاوز عدد آباره المنتجة العشرين بئرا ، لكنها بلغت الآن أكثر من (663) بئرا منتجا ، تتولى شركة نفط الجنوب العمليات الإنتاجية فيه.
2. حقل غرب القرنة :-
يقع حقل غرب القرنة النفطي فوق العملاق في جنوب العراق في محافظة البصرة ، ويتألف الحقل من منطقتي تراخيص منفصلة ، المرحلة الأولى(غرب القرنة 1) والمرحلة الثانية (غرب القرنة2) والتي يحددها نهر الفرات الذي يمتد من الغرب إلى الشرق عبر وسط الحقل ، يتداخل حقل غرب القرنة مع الطرف الشمالي لحقل الرميلة ، إذ يمكن اعتبار غرب القرنة امتدادا جيلوجيا لشمال الرميلة ، ولكن تم تحديده كحقل منفصل لأسباب معينة.
تبلغ أبعاده(50)كم طولا, (12) كم عرضا وقد أظهرت نتائج الحفر وجود تجمعات نفطية جيدة في تكوينات (السعدي والخصيب و المشرف والزبير)، ويبلغ عدد المكامن النفطية (3) هي المشرف والزبير والسعدي().أما بالنسبة لأحتياطي الحقل النفطي المؤكد فيبلغ (43)مليار برميل حتى نهاية عام 2011(), وتبلغ الكميات المنتجة من حقل (غرب القرنة1 ) مايقارب (350,000) برميل يوميا حتى عام 2011.
أما حقل (غرب القرنة2) فقد أعلنت إدارة شركة لوك اويل الروسية (الشريك الرئيس المسؤول عن تطوير الحقل النفطي) ، ان الإنتاج النفطي للحقل سيبدأ عام 2014 ومن المرجح وصول ذروة الإنتاج النفطي في الموقع إلى (43,98) ملايين برميل سنويا.
3- حقل مجنون:-
يقع حقل مجنون شمال محافظة البصرة قرب الحدود مع إيران ، وسمي حقل مجنون بهذا الاسم ، لتوافر احتياطيات مؤكدة ضخمة فيه ، وهو من الحقول الخمسة فوق العملاقة في البصرة().يقدر الاحتياطي النفطي المؤكد للحقل حتى نهاية عام 2011 بحوالي(12) مليار برميل. ويتدفق النفط بشكل ذاتي بقوة الغاز المصاحب الأمر الذي يقلل من تكاليف الإنتاج ، وتم اكتشافه عام 1976من قبل (بتروبراس البرازيلية) (Petrobras)، ووصل إنتاج أول بئر استكشف فيه إلى نحو(4) آلاف برميل يوميا،وحفر فيه بحدود(24) بئرا ، ولكن توقف الإنتاج بعد الحرب العراقية الإيرانية في عام 1980، وتم غلق هذه الآبار بسدادات من الأسمنت بشكل مؤقت للحفاظ عليها(),أماإنتاج الحقل فبلغ(75,000) برميل/يوم عام2011.
4.حقل الزبير:-
ويصنف كحقل فوق العملاق ،ويعد احد الأستكشافات الرئيسة في المنطقة ، يمتلك احتياطي نفطي يقدر بـ (8) مليارات برميل حتى نهاية عام 2011.يبلغ إنتاج الحقل النفطي ما يقارب(300,000) برميل يوميا للعام نفسه.يشغل الحقل مسافة (525 ) كم2 ، بطول (35كم) وعرض(15كم) يبلغ عدد آباره(137) بئرا ، يوجد في حقل الزبير ثلاثة خزانات تم تطويرها والإنتاج منها ، وهي تشكيل مشرف ووحدات الزبير العليا والسفلى، والقبة الجنوبية من صفوان تمتد إلى ما بعد حدود العراق داخل الأراضي الكويتية إذ تعرف بحقل العبدلي.
5. حقل نهر عمر :-
يقع حقل نهر عمر ويسمى (ابن عمر أيضا) جنوبي العراق ، بالقرب من نهر عمر على ضفاف شط العرب ، عند تقاطع خط طول (45-47°)مع دائرة عرض(45-35°) يمتد الحقل بطول أكثر من (40)كم وعرض (25)كم ، هو قبة محدبة جيلوجيا (حيث تقبع الصخور الأقدم بالقرب من المركز مايشكل نسبة مثالية لأستخرج النفط والغاز) وقد تم حفره للمرة الأولى عام 1948 بعد عدة مسوحات زلزالية في أوائل عقد الأربعينات.
وفي بداية الثمانينات تم تصميم خطة أمدها 15عاما ، لتطوير هذا الحقل العملاق لإنتاج مامجموعه (437833)برميل/ يوم من مكامن (اليمامة والزبير ومشرف) يرافقه (11223) مليون قدم مكعب من الغاز يوميا ، ومع ذلك وحتى الآن لم يتم تنفيذ هذه الخطة.
أما بالنسبة لنوعية النفط لهذا الحقل فتعد من أفضل أنواع النفوط في العالم ، إذ تصل درجة كثافة (API) إلى 50° درجة ، والغاز الطبيعي الموجود معه هو من النوع الجاف ، هو غاز المثيان وتصل طاقة الحقل حتى عام 2013 إلى (27,000)برميل/يوم، أما الخطط المستقبلية لشركة نفط الجنوب فيمكن أن يصل إلى (200) ألف برميل/يوم.علما بان احتياطي الحقل النفطي حتى عام 2011 يبلغ 6مليار برميل
#نبيل_جعفر_عبد_الرضا_و_منى_جواد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟