|
شجون الفوات!!!(4)
ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 5 - 18:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"لايمكن ان تزرع شيئا وتحصد شيئا اخر.مثلما تكون البذور يكون النبات". -حكمة هندية قديمة-
ا ثارت جرأة لينين على ازاحة زاسوليتش، و اكسلرود ، من هيئة التحرير صدمة لدى قادة " الاقلية" المناشفة فأعلنوا مقاطعة الايسكرا ، واللجنة المركزية المنتخبة حديثا ثم استقال مارتوف من هيئة التحرير . الامر الذي اثار احتجاج لينين عادا سلوكا مثل هذا نوعا من الفوضوية و غير المقبول ابدا . فلينين كان عازما على تقوية وتمتين الاجهزة الوليدة والمنتخبة حديثا . فأعلن باصرار :" مع انه تم انتخاب هذه الاجهزة بأغلبية ضعيفة وانها تشكل مع ذلك القيادة الشرعية ، وفي اي منظمة ديموقراطية ، تكون الاكثرية مهما كانت ضعيفة اساس السلطة الدستورية " وانتهى المؤتمر بصخب ولغط . ورغم الانقسام العرضي في مظهره ، الا انه كان الاصل في سيرورة طويلة من التباعد والتمايز والفرقة ، واتساع شقة الخلاف بأتجاه اللاعودة بعد عقد من الزمن . هذه كانت البداية التاريخية لما اصطلح عليه ب " البلشفية" والذي اخذ يزداد تشابكا وتعقيدا ، وحسب الظروف السياسية المضطربة والمستجدة ، و مواقف كلا المجموعتين ( البلاشفة- المناشفة) منها. ..أثناء الحرب الروسية اليابانية عام ١-;-٩-;-٠-;-٤-;- كانت روسيا تغلي بارهاصات الثورة من اضطرابات عمالية و طلابية و تظاهرات ، ولكن ذلك لم يعجب البرجوازيين الليبراليين. فشنوا هجوما من خلال "الزيمستفوات" والتي كانت تشكل القاعدة السياسية لنفوذهم . فوقف المناشفة الى جانبهم و طالبوا بدعمهم ، في حين كان البلاشفة قد وقفوا جذريا ضد اي تقارب مع الليبراليين . لكن مع ذلك خاض البلاشفة والمناشفة النضال سوية وجنبا الى جنب و تحت نفس الشعارات ، واندمجت لجان الحزب تلقائيا اثناء ثورة ١-;-٩-;-٠-;-٥-;- الفاشلة . وبعد هزيمة الثورة كان لينين كمارتوف يعتقدان معا ، ان خصوماتهم ثانوية ولاتعدو مجرد زوابع في فناجين شاي الهجرة-على حد وصف ستالين-. وكانت النقاشات حول صلاحية اللجنة المركزية ، وشروط الانتساب للحزب مبررة جدا بالنسبة لمنظمة سرية نامية فعندما خرج الحزب الى العلنية و للمرة الاولى أثناء ثورة ١-;-٩-;-٠-;-٥-;- كان في وسع اعضاءه ان يصوتوا و ينتخبوا اجهزتهم القيادية دون خوف من الاوخرانا !. و كان لينين شأنه شأن مارتوف لا يرغب الا ان تنتخب القيادة اللجان لا أن تعين من فوق . وكان البلاشفة يعتقدون أن البرجوازية عاجزة عن قيادة الثورة في مرحلتها الديموقراطية البرجوازية وأن على البروليتاريا الصناعية أن تضطلع بهذا الدور لانجاز تلك الثورة . في حين كان المناشفة على خلاف ذلك ، يزعمون ان روسيا المتخلفة " غير ناضجة" للاشتراكية ، وان على الطبقة العاملة الاكتفاء بمساعدة البرجوازية ، ودعمها لاستلام السلطة . في أيار ١-;-٩-;-٠-;-٧-;- انعقد المؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الديموقراطي الروسي - والحزب البولوني والليتواني اللذان عادا الى الحزب الام . وكان لينين على رأس المجموعة البلشفية الثورية ، في حين كان مارتوف يقود مجموعته المنشفية الاصلاحية . خلقت ردة ستولبين عام1907 صعوبات قاهرة امام الحركة الثورية في روسيا،وفاقمت من الخلافات في صفوف الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي ،فقد انحسر النشاط الشرعي للحزب من خلال ما اسماه لينين(قانون الانتخابات الاكثر رجعية في اوربا) لذا اصبحت اساليب العمل السري هي الوحيدة المتاحة والممكنة والمهمة للتعويض عن النشاط العلني،بسبب القيود المفروضة من النظام القيصري القمعي.لكن الجناح المنشفي كان يميل للتكيف مع مطالب الردة الرجعية،وتجنب النشاط السري لصالح العمل البرلماني الاكثر جاذبية وخنوعا.وفي عام1909 عرض لينين تحالفا مع كتلة بليخانوف والمناشفة"المؤيدين للحزب" دون جدوى فقد رفضوا العرض..وفي عام ١-;-٩-;-١-;-٠-;- أجتمع في باريس قادة الكتلتين في مؤتمر تداولي ، وحاولوا فيه و للمرة الاخيرة تجاوز الخلافات و من الجانبين كان هناك من يدفع بأتجاه القطيعة ، ويعمل على تعميق الفجوة بين الجناحين . ولكن المعتدلين من كلا الطرفين - البلاشفة والمناشفة- هم من انتصر في البداية . وكان رجال الوفاق من البلاشفة هم: ريكوف وسوكولينكوف و لوزوفسكي و كامينيف. ومن الجانب الاخر جعل تروتسكي من نفسه رجل الوحدة والوفاق - وافشل مارتوف . و وافق التكتلان على حل منظمتيهما والاندماج ليتخلص كل طرف من متطرفيه ، المناشفة من تصفويهم ، والمناشفة من مقاطعيهم . ولكن سرعان ما فشلت تلك المصالحة نتيجة للتصلب المنشفي ، ورفضهم لحلهم كتلتهم ، اما لينين من جانبه فقد وفى بالتزامه و طرد المقاطعين الرئيسيين: بوغدانوف ، و لوناتشارسكي . فالمناشفة وجدوا ان طرد الذين وقفوا بوجه النضال السري ، كان يعني القضاء على نفوذهم و لان الغالبية المنشفية منهم كانت تصفوية ! فبدت المسألة على النحو التالي : من عارضوا العمل السري لامكان لهم في الحزب ، والذي يتوقف مستقبله على هذا الشكل الفعال من النضال والعمل الحزبي . هذا ما قاله البلاشفة . اما المناشفة على الاقل الذين كانوا مناهضين للتصفوية ، فكانوا يقولون بأنه على الحزب ان يسمح ببقاء اختلافات في الرأي داخله . لكن لينين المتقبل من حيث المبدأ بوجود معاضة داخل الحزب رفض التساهل بشأن هذا الخلاف الخاص ولان معارضي العمل السري لايمكن ان يكونوا مناضلين سريين جيدين . في الواقع ، كان هذا الامر صراعا مكشوفا بين انصار الانضباط والمركزية و المدافعين عن حق المعارضة والاختلاف . - وهذا الامر الذي سيتطور فيما بعد وفي الحقبة البيروقراطية الى سيف مصلت على رقاب ادنى اختلاف او معارضة داخل الحزب !- . وقد انحاز تروتسكي -مخطئا- ضد الاولين ، وكان هذا هو اللامنطقي في موقفه ، ففي الوقت الذي كان يسعى من اجل الوحدة! زاد موقفه هذا من حدة الانقسام ، والذي يتحمل المناشفة بالكامل تبعته ، ومسؤوليتهم عن الانشقاق القادم . فقد كان المناشفة ينادون بالتحالف مع الليبراليين ضد المعارضين لمثل هذا النوع من التحالف . نظر البلاشفة الى تروتسكي كأكثر من معارض ، بل عدوا غير شريف ، وايضا اعتبره المناشفة حليفا غير موثوق به ، وقريبا جدا من البلاشفة!. شن تروتسكي اثر ذلك حملة في الصحافة الالمانية الاشتراكية ، مؤكدا : أنه ما من احد من المهاجرين يمثل حقا وحدة الحركة الثورية الروسية ، والتي كانت ترغب وبالحاح من اجل وحدة الحزب . ويؤلمها كثيرا خصومات القادة في المنفى . كان هذا هو الرأي السائد لدى المناضلين السريين داخل روسيا ، فحتى ستالين كان يحمل توجها شبيها بذلك و ، يروج له في القوقاز . كانت النقطة الرئيسية لخلاف لينين مع المناشفة، وبعد المؤتمر التوحيدي في ستوكهولم و طوال الفترة التي سبقت ثورة شباط ١-;-٩-;-١-;-٧-;- هو ضرورة التمسك بالحركة العمالية الثورية بعيدا عن أي تحالف مع البرجوازية واحزابها . وقد انتقد لينين مرارا المناشفة على اصرارهم الاحمق بالتمسك بالشرعية البرلمانية و توهمهم بامكانية استفادة الماركسيين من البرلمان ، وقد وجه لينين نقدا مريرا وعاب على بليخانوف رفضه الجبان و خوفه من الكفاح المسلح . هذا ما وسع الهوة بين البلاشفة و المناشفة .فقد كانت الخلافات تتضخم ككرة الثلج التي ستشطر الحزب الى حزبين!!.. ................ يتبع...
وعلى الاخاء نلتقي...
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شجون الفوات!!!(3)
-
شجون الفوات!!!(2)
-
شجون الفوات!!!(1)
-
ايتها المضطهدات...ليكن يومكن المجيد كل الايام..
-
رد على تعليق السيد النمري!.(5-الاخير)
-
رد على تعليق السيد النمري!.(4)
-
رد على تعليق السيد النمري!.(3)
-
رد على تعليق السيد النمري!.(2)
-
رد لاطم على تعليق واهم للسيد فؤاد النمري!!!.
-
في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(الاخير)
-
في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(27)
-
في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(26)
-
روزا لوكسمبورغ/سنديانة الماركسية الحمراء....
-
في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(25)
-
في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(24)
-
في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(23)
-
في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(22)
-
في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(21)
-
في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(20)
-
في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(19)
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|