فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 19:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التوقيع على إتفاق لوزان بين إيران ومجموعة 5+1، والذي جاء بعد محادثات ماراثونية تخللتها الکثير من العوائق و المشاکل المختلفة، أثار و يثير الکثير من التساٶ-;-لات و الاستفسارات ولاسيما بشأن إلتزام النظام الديني المتطرف في إيران ببنودها إضافة الى قضايا و مسائل أخرى.
هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد فرض عقوبات مختلفة من جانب الدول الکبرى على إيران ولاسيما في القطاع النفطي، من الواضح جدا أن طهران إضطرت الى توقيعه إضطرارا، لأنه قد تم تضييق الخناق عليها کثيرا بعد أن بدأت تأثيڕ-;-ات و تداعيات و إنعکاسات تلك العقوبات تنعکس بقوة على مختلف الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية في إيران و صارت الاوضاع المعيشية لاتطاق، الى جانب أن الهزائم التي مني بها النظام الايراني في سوريا و العراق و اليمن، کل ذلك لم يدع لطهران من مجال او متسع للمناورة و المراوغة ولذلك فإنها إضطرت لتوقيع إتفاق لوزان والذي هناك الکثير من الغموض و الضبابية بشأنه بعد أن تم طرح تفسيرات و رٶ-;-ى متناقضة بشأن بنودها من قبل الدول الکبرى و إيران.
البرنامج النووي الذي کلف النظام الديني المتطرف في إيران أموالا طائلة و خيالية على حساب الشعب الايراني، عمد إليه النظام من أجل تعزيز و تقوية تدخلاته و مناطق نفوذه في المنطقة خصوصا وانه مستمر على تنفيذ سياسة تصدير التطرف الديني على قدم و ساق و العبث بالسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، هنالك الکثير من الشکوك التي تدور حول الجانب العسکري منه، وان طهران لم تتمکن لحد الان من تبديد تلك الشکوك خصوصا وانها تحيط برنامجها بغطاء من السرية و الغموض المفرطين، وقد تمکنت المقاومة الايرانية خلال الاعوام الماضية و لأکثر من مرة الکشف عن معلومات هامة بشأن المواقع السرية للنظام و تسليط الاضواء على الجانب العسکري من البرنامج، وهو ماجاء مطابقا مع الشکوك و التوجسات المطروحة بشأن هذا البرنامج.
الدول الکبرى وبعد توصلها لهذا الاتفاق، لاتزال تتوجس ريبة من إلتزام النظام الايراني به، ولذلك فإنها ربطت بين الرفع التدريجي للعقوبات و بين تنفيذ الالتزامات المتعلقة ببنود هذا الاتفاق، ويبدو أن هذه النقطة ستصبح مربط الفرس للمرحلة القادمة، مع ملاحظة أن هذا النظام لايمکن أن يوثق به من ناحية تنفيذه للإلتزامات المترتبة عليه بموجب الاتفاقية، خصوصا وان إستمرار تصدير التطرف الديني يعني ان النزعة العدوانية لهذا النظام ستبقى على حالها، ومن هنا، فإن المسعى الدولي في البحث عن بديل للتطرف الديني من داخل هذا النظام سوف لن يکون مجديا کما أکدت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في تصريحات لها بمناسبة إتفاق لوزان و الذي شددت على أن البديل الوحيد هو في إيران ديمقراطية غير نووية.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟