أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمد فوراتي - الهجرة السرية أصبحت رغم مخاطرها حلما لقطاع واسع من الشباب تعكس الصعوبات التي يعيشها الاقتصاد التونسي وترسم صورة لنقمة المهاجرين















المزيد.....

الهجرة السرية أصبحت رغم مخاطرها حلما لقطاع واسع من الشباب تعكس الصعوبات التي يعيشها الاقتصاد التونسي وترسم صورة لنقمة المهاجرين


محمد فوراتي

الحوار المتمدن-العدد: 352 - 2002 / 12 / 29 - 15:02
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



 
تونس: دراسة سوسيولوجية تبحث في أبعاد الهجرة السرية وتصور معاناة أصحابها
 
 
تونس - خدمة قدس برس
(محمد فوراتي)
 
قال باحث تونسي مختص في علم الاجتماع إن ظاهرة الهجرة السرية، أو ما يطلق عليه باللهجة التونسية "الحرقان"، وهي اللفظة الأكثر بلاغة في التعبير على الظاهرة، بحسب الباحث، تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ومرت بمراحل وتحولات عديدة، حتى صارت تمثل خطورة غير مسبوقة.
 
وأكد الباحث مهدي مبروك المختص في علم الاجتماع في الجامعة التونسية في دراسة بعنوان "الهجرة السرية والشباب التونسي" أن ظاهرة "الحرقان" ستتواصل بكثافة، لأن أسبابها متواصلة ومرتبطة بالتحولات والصعوبات التي يعيشها المجتمع التونسي.
 
وكانت حادثة غرق 14 تونسيا قرب السواحل الإيطالية قد أسابيع أثارت عدة ردود فعل في الساحتين السياسية والفكرية التونسية، أجمعت على خطورة تطور هذه الظاهرة، التي أصبحت تأكل من أقوى رأسمال للبلاد، ألا وهو شبابها، الذي يمثل أكثر من 50 في المائة من مجمل السكان.
 
ويقول الباحث التونسي الذي يعد أطروحة دكتوراه حول نفس الموضوع لـ"قدس برس" إن الدراسة ما زالت بكرا، ولم يسبقه إلا الأستاذ علي لبيب، الذي ركز على ملامح الطابع الاجتماعي للمجتمع التونسي، والهجرة بعد الاستقلال.
 
وقال الباحث مبروك إن دراسته العلمية بدأت منذ 1993، وأنه خير انتقاء 300 عينة من الشبان "الحارقين"، ومعايشتهم، والاستماع إلى قصص حياتهم، قبل وبعد عملية الهجرة غير القانونية.
 
وقد اعتمد في دراسته على وصف الظاهرة، والوقوف على الخصائص الديموغرافية والاجتماعية للشبان "الحارقين"، والقيام بوصف كمي وكيفي للهجرة السرية، التي لها خصوصياتها المختلفة، وأثرها على الهجرة القانونية. كما اعتمد الباحث على تقنية تتبع التراث الشفوي، من خلال أغاني "الحارقين" وأناشيدهم خلال عملية الخروج عبر البحر إلى بلد الاستقبال.
 
وتقول الدراسة إن "الحارق" التونسي هو بالأساس ذكر، ولكن مع تسجيل دخول العنصر النسائي في الأعوام الأخيرة. كما أن "الحارق" عازب حتى سنة 1997 وبعدها تنامت هجرة المتزوجين والآباء (خمسة أطفال أحيانا).
 
كما سجلت الدراسة نسبة كبيرة من "الحارقين" الأطفال أقل من 18 عشر عاما (ويمثلون خمس العينة التي اعتمدها الباحث)، مع أن الشريحة العمرية الغالبة على الشبان المعنيين بالهجرة السرية تراوحت بين 20 و35 عاما، مع تسجيل حالات ما بعد الأربعين في السنتين الأخيرتين.
 
 
 
وأكد الباحث في دراسته السوسيولوجية، التي لقيت اهتماما كبيرا في تونس، على غلبة العنصر القروي الريفي على عناصر الهجرة السرية. كما أن البلد المقصود بالهجرة قد تحول منذ سنة 1981 من فرنسا إلى إيطاليا أساسا ثم كندا وألمانيا وأمريكا.
 
أما أماكن العمل المقصودة فتنحصر في الوسط الفلاحي، ثم قطاع النسيج. ويشتغل أغلب "الحارقين"، الذين وصلوا التراب الإيطالي، في قطاعات فلاحية (قطف العنب والطماطم والقوارص).
 
أما المستوى التعليمي الذي ميز الهجرة السرية منذ بداية التسعينات إلى عام 1997 فهو المرحلة الأولى من التعليم الثانوي، ثم بدأ المستوى يرتفع إلى المرحلة الثانية من التعليم الثانوي. ومنذ سنتين تم العثور على أعداد متزايدة من أصحاب الشهادات في التعليم العالي.
 
وفسر الباحث هذا التطور بارتفاع نسبة التعلم، والأعداد المتزايدة من خريجي الجامعة (28 ألف خريج عام 2001) مع وجود أزمة تشغيل أصحاب الشهادات، التي تصل في بعض الحالات إلى (10 أعوام كاملة من البطالة).
 
وتؤكد الدراسة كذلك على أن السمة الغالبة على وضع الشبان "الحارقين" هو الانتماء إلى شرائح فقيرة، وليست معدمة، لأن تمويل الهجرة في السوق التونسية يتراوح بين800  و1200 دينار (الدولار يعادل 1.4 دينارا)، تخضع لتخفيضات وتقسيط مريح أحيانا، وتساهم فيها أطراف عائلية مختلفة كالأخ والأب والأم والأقارب. كما أن أغلب الشبان يشتغلون في المواسم بحظائر البناء والفلاحة، ويستعملون شواطئ صفاقس والمهدية وقليبية والمنستير، وهي الأماكن الأكثر استعمالا من قبل "الحارقين".
 
ويؤكد الباحث مهدي مبروك على توفر عنصر الجرأة والشجاعة والإقدام لدى الشبان "الحارقين"، حتى إن بعضهم فشل ثلاث مرات ومات في المرة الرابعة، قبل أن يتخلى عن حلمه بالهجرة.
 
كما أكد على وجود عنصر القرابة في تنظيم عمليات الهجرة التي تصل أحيانا إلى مشاركة خمسة أفراد من عائلة واحدة. وهناك قرية واحدة بجهة المهدية بالوسط التونسي، وهي موطن الباحث مبروك، شهدت اختفاء 15 شابا خلال خمسة أعوام بسبب الهجرة السرية.
 
وسجلت الدراسة من خلال أغاني "الحارقين" ارتفاع درجة النقمة، التي يحس بها الشبان على البلاد، وتمثل ذلك في الكمية الكبيرة من ألفاظ الشتم واللعن الموجهة للوطن والسلطة والبوليس، وهو ما يعكس حالة الإحباط لدى "الحارقين"، الذين فشلوا في التأقلم مع الظروف القاسية، التي يعيشونها، ومن خلال الشعارات المكتوبة على بعض المراكب، أو من خلال القصائد، التي تغنيها مجموعات المهاجرين يظهر بوضوح حجم النقمة، التي يصحبها حلم بعالم أفضل، وعالم محكي وخيالي.
 
ماشي يمّة والـغُـربة راهي دُمّار
قلبو معبّي ناوي الحرقان
البلاد تسكّرت  .. حافُـو عليها الصّـحـاح
تونس يا حبيبتي .......
 
ترجمة للمعنى:
مسافر يا أمي والغربة مُدمّـرة
فاض كأسي وأنا أنوي أن أهاجر بشكل سري
البلاد تحطمت.. سرقها أصحاب الجاه والسلطة
تونس يا حبيبتي..
 
ومع أن هذه المجموعات من القصائد باللهجة العامية، تحتوى معجما مغرقا في الألفاظ النابية والعبارات الجنسية، وهو ما يعكس حسب الباحث الحالة الاجتماعية والاقتصادية "للحارقين"، وحجم معاناتهم في قراهم وأريافهم.
 
وأشار الباحث مهدي مبروك إلى أن الشريحة الغالبة على "الحارقين" هدفها البحث عن وضع اقتصادي أفضل، مع تسجيل نسبة قليلة سجلت في النصف الأول من هذه العشرية، هاجروا هروبا من قضايا أمنية وسياسية.
 
ولاحظت الدراسة الأولى من نوعها أن عملية "الحرقان"، التي أصبحت ظاهرة شعبية، وحلما لدى قطاع واسع من الشباب، قد صارت معقدة، ولها مراحل وميكانزمات متشعبة.
 
ويكفي أن نذكر أطراف عملية التهجير لإدراك ذلك، فأي عملية تهريب تضم "الجلاب"، وهو الوسيط الذي يأخذ ثلث الأرباح، و"النقال"، الذي ينقل "الحارقين" إلى المركب، و"المؤوي"، الذي يستعمل الغابات والضياع لإخفاء الشبان "الحارقين" ثم "الحارس"، الذي يسهر على أمن المجموعة، و"الرايس" وهو ربان السفينة، وكذلك صاحب المركب، الذي يستحوذ على الغنيمة الكبرى.
 
وقد بينت الدراسة أن60 في المائة من مراكب جهة قليبية (الساحل الشرقي التونسي) وقع تجديدها من مبالغ الهجرة السرية.
 
ولم يخف الباحث التونسي الذي أعد الدراسة وجود صعوبات جمة خلال العمل على جمع المعلومات، بسبب غياب إحصائيات رسمية، وامتناع الوزارات المعنية عن السماح بالاطلاع على الأرقام الحقيقية لجريمة اجتياز الحدود خلسة، التي يعاقب عليها القانون التونسي، غير أن جمعيات حقوقية قالت إن المحاكم نظرت في الأسابيع الأخيرة في قضايا أكثر من 300 شاب فشلوا في اجتياز الحدود، ووصلت الأحكام في هذه القضايا إلى حدود 8 أعوام سجنا.
 
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 22 ديسمبر 2002)
 

 



#محمد_فوراتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمد فوراتي - الهجرة السرية أصبحت رغم مخاطرها حلما لقطاع واسع من الشباب تعكس الصعوبات التي يعيشها الاقتصاد التونسي وترسم صورة لنقمة المهاجرين