|
نحو تخطيط التنمية الإستراتيجية المستدامة للاقتصاد الوطني في فلسطن، مشروع اليانصيب الوطني
مصطفى فؤاد عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 12:46
المحور:
الادارة و الاقتصاد
نحو تخطيط التنمية الإستراتيجية المستدامة للاقتصاد الوطني في فلسطين
مشروع اليانصيب الوطني
Towards A Sustainable Strategic Development Planning For The National Economy In Palestine
Project Of National Lottery
إعداد مصطفى فؤاد عبيد إبريل 2015 -;---;-- مقدمة
تعكف الدول المتقدمة على تأسيس البنية التحتية للاقتصاد الوطني بشتى الطرق والوسائل، ويُعتبر اليانصيب الوطني من أهم الأسس التي يستند عليها اقتصاد قوي ومستدام في تلك الدول، ليس فقط لما يوفره من رأس مال ضخم يتدفق أسبوعياً لخزينة الدولة بدون توقف ولكن أيضاً لكونه وسيلة مثلى لخلق المستثمرين الجدد من رابحي الجوائز الأسبوعية الكبرى، إضافة لما له من تأثيرات أخرى تنشيطية على الأسواق المحلية بكافة أشكالها وتوفير وظائف التسويق والبيع بالتجزئة والتشبيك بالطرق الحديثة التي تربط بين مختلف أنواع الأنشطة التسويقية الأخرى بما فيها التنشيط السياحي.
ولا تقتصر فوائد اليانصيب الوطني على المساهمة في بناء الاقتصاد الوطني فقط ولكنه يمكن أن يكون وسيلة للمساهمة في نشر الكثير من الإيجابيات الأخرى التي سوف تعود بالنفع على المجتمع ككل حتى وإن كانت بعيدة عن المسألة الاقتصادية، بحيث يعمل بشكل تكاملي مع أركان المجتمع الذي يسعى لأن يحقق أعلى درجات السلم والاستقرار الاجتماعي، كما أنه سيعمل على الاستفادة من مشكلة الزيادة المطردة في عدد السكان التي تُعاني منها الدولة بكافة مرافقها، لتصبح هذه الكثافة السكانية المتزايدة سنوياً من الأمور الإيجابية الحقيقية بالنسبة للمشروع ويتم استثمارها بالشكل الأمثل.
تهدف هذه الدراسة لشرح فكرة اليانصيب الوطني ومكانته العالمية وأسراره والفوائد والمنافع العديدة المنتظرة منه وجدواه الاقتصادية الكبيرة وأهمية وضرورة وجوده في المجتمع الفلسطيني باعتباره أهم أدوات التنمية العصرية الذاتية ومظهر حضاري من مظاهر التكافل الاجتماعي المستمر بلا انقطاع، ووسيلة مثلى لدعم ميزانية الدولة والتخفيف من الأعباء المالية لصالح دعم وتطوير قطاعات التربية والتعليم والبحث العلمي والصحة والبيئة والثقافة والرياضة والفنون فيها.
تعريف مشروع اليانصيب الوطني
مشروع اليانصيب الوطني National Lottery هو مشروع مسابقة يانصيب كبرى تقوم به وتشرف عليه الدولة مقابل الاحتفاظ بأكثر من نصف ريعه لزيادة الميزانية من أجل دعم قطاع التعليم والصحة والبيئة والفنون والرياضة والبنية التحتية، وذلك وفق قواعد وأصول متعارف عليها في كل الدول المتقدمة التي تنفذ هذا النوع من المسابقات.
وتعتمد فكرة اليانصيب على السحب الأسبوعي لمجموعة من الأرقام ويتم تحديد الفائزين من الجمهور من خلال مدى تطابق الأرقام التي يختارونها مع الأرقام التي تظهر في السحب، وتزداد قيمة الجوائز بزيادة عدد الأرقام المتطابقة وحتى الوصول للجائزة الكبرى عندما تتطابق كل أرقام المتسابق مع جميع الأرقام في السحب في أحد الأسابيع.
ويتميز هذا النوع من المسابقات بأنه ذات جدوى اقتصادية مضمونة للدولة ويؤسس لتدفق نقدي مستمر وبلا انقطاع من خلال مبيعات التذاكر للمتسابقين الذين يأملون بالفوز بالجائزة الكبرى كل أسبوع، علماً بأن هذه الجائزة تتضاعف أسبوعياً في حالة عدم الفوز بها وتتضخم وفق زيادة مبيعات التذاكر بطريقة تجعل من قيمتها المتزايدة وسيلة مثلى للتسويق وبيع تذاكر أكثر في الأسابيع التالية عندما تتضخم الجائزة، والسبب في ذلك يعود لكون احتمال الفوز بالجائزة الكبرى صغير جداً قد يصل إلى 1/150 مليون أو حتى أقل من ذلك في المسابقات الأكثر تعقيداً.
وتقوم بإدارة هذه المسابقة شركات عالمية محترفة ومتخصصة مقابل نظير مادي صغير نسبياً (حوالي 1%) من إجمالي مبيعات التذاكر التي يتم تحقيقها سنوياً، وبالرغم من ذلك فهو يُعتبر مبلغ ضخم جداً عند تحقيق مبيعات كبيرة في السوق الجيد الذي يوجد به عدد كبير من المتسابقين المحتملين.
كما تم إنشاء جمعية اليانصيب العالمية (WLA) تضم في عضويتها كافة شركات منظمي مسابقات اليانصيب في معظم دول العالم ممن يتبعون شروط السلامة والشفافية ويلتزمون بأخلاقيات اللعبة وأهدافها الوطنية تجاه المجتمع، ويشبه عمل الجمعية ما يقوم به الاتحاد العالمي لكرة القدم (FIFA) من حيث رعاية اللعبة وتطويرها وضمان الالتزام بأخلاقيات اللعبة وأهدافها الإنسانية.
-;---;-- اليانصيب الوطني في العالم
معظم دول العالم المتقدمة والغنية لديها يانصيب وطني بلا استثناء والدول التي لا تعتمد هذا اليانصيب تعتبر دول فقيرة، وقد نمت هذه المسابقات في كل الدول وأصبحت المشاركة فيها ثقافة عامة لعموم المواطنين فيها باعتبارها نوع من أنواع التبرع والمساهمة في تنمية المجتمع إضافة لوجود فرصة للفوز بالجائزة الكبرى أو حتى الفوز بجوائز صغيرة نسبياً قد تشكل لمن لا عمل له دخلاً يساهم في تحسين ظروفه المعيشية.
وهذه قائمة الدول التي لديها يانصيب وطني (28 دولة) بعدد إجمالي من المسابقات يقدر بحوالي (85) مسابقة متنوعة، ومتوسط قيمة الجائزة الكبرى الابتدائية لكل سحب أسبوعي (15) مليون دولار تتضاعف أسبوعياً في حالة عدم وجود فائزين وتتضخم طردياً بحسب الزيادة في مبيعات التذاكر، والدول بالترتيب الأبجدي هي:
البرازيل، السويد، المكسيك، النمسا، اليابان، اليونان، ايرلندا، إسرائيل، إيطاليا، أسبانيا، أستراليا، ألمانيا، أمريكا، أوكرانيا، إنجلترا، بلجيكا، بولندا، تركيا، جنوب أفريقيا، روسيا، رومانيا، سويسرا، فرنسا، فنلندا، كندا، ماليزيا، نيوزيلندا، هنجاريا، هونج كونج. يتضح من هذه القائمة أنها تحتوي معظم الدول التي تتمتع باقتصاد قوي وهذا دليل على أن اليانصيب الوطني يُعتبر من الركائز الأساسية لدعم الاقتصاد ومؤشر قوي على مكانة الدولة الاقتصادية في العالم.
اليانصيب الوطني في إنجلترا كنموذج British National Lottery
عدد سكان إنجلترا في بداية سنة 2011م = 62 مليون نسمة متوسط عدد التذاكر المباعة أسبوعياً في إنجلترا = 52 مليون تذكرة نسبة عدد التذاكر المباعة أسبوعياً إلى عدد السكان = 52/62 = حوالي 84%
يُعتبر اليانصيب الوطني في أوروبا عموماً من النماذج المُثلى التي تساهم في بناء الاقتصاد الوطني وبخاصة في إنجلترا، والتي تقدر عائداته السنوية بمئات المليارات من الدولارات، حيث يتم توزيعها على الأفراد الرابحين من سعداء الحظ والقطاعات الخدمية المختلفة للدولة وفق النسب والأرقام التالية:
أولاً : حصة المسئولية الاجتماعية : ( 28 % ) يتم تخصيص ما نسبته 28 ٪-;---;-- من إجمالي الإيرادات لإنفاقها على قطاعات كل من الصحة، التعليم، البيئة، الأعمال الخيرية، الرياضة، الفنون، التراث، وذلك وفق هذه النسب: الصحة، التعليم، البيئة، والأعمال الخيرية : 40 ٪-;---;-- الرياضة : 20 ٪-;---;-- ، الفنون : 20 ٪-;---;-- ، التراث : 20 ٪-;---;--
ثانياً : حصة الجوائز الأسبوعية للجمهور ( 50 % ) يتم تخصيص ما نسبته 50 ٪-;---;-- من إجمالي الإيرادات كقيمة الجوائز الأسبوعية التي يحصل عليها الرابحين من جميع فئات الجوائز بما فيها الجائزة الكبرى.
ثالثاً : حصة الحكومة ( 12 % ) تجني الدولة ما نسبته 12 ٪-;---;-- من إجمالي الإيرادات وتُدفع على هيئة ضرائب للحكومة.
رابعاً : حصة الشركة المنظمة وتجار التجزئة ( 10 % ) 5 ٪-;---;-- من إجمالي الإيرادات تدفع لتجار التجزئة حيث تباع تذاكر اليانصيب 4 ٪-;---;-- من إجمالي الإيرادات تنفق على تكاليف التشغيل 1 % صافي ربح الشركة المنظمة لليانصيب بعد خصم الضرائب
معلومات متفرقة عن اليانصيب الوطني في المجتمع الإنجليزي
تاريخ اليانصيب في إنجلترا
يعود تاريخ بدء اليانصيب في إنجلترا إلى عام 1698، وكان يجري بطرق غير قانونية وبلا ترخيص، وفي عام 1934 و1956 و1976 تم ترخيص بعض مسابقات اليانصيب الصغيرة إلى أن تولت حكومة جون ميجور عام 1993 بترخيص اليانصيب الوطني لصالح المملكة وطرح مناقصة عامة لتنظيمه من قبل شركة خاصة مقابل نسبة من المبيعات وفازت بها مجموعة كاميلوت، وقد أجري السحب الأول يوم 19 نوفمبر 1994 وكان على الهواء مباشرة أمام ملايين المشاهدين وفاز بالجائزة الكبرى سبعة متسابقين تقاسموا مبلغ الجائزة البالغ آنذاك 5,874,778 جنيه إسترليني.
أهلية المتسابقين
تشترط مسابقة اليانصيب الوطني في إنجلترا أن يكون المتسابق بعمر 16 سنة فأكثر، ويمكن شراء وختم التذاكر شخصياً من الأماكن المعتمدة في كل أنحاء البلاد، كما يمكن شراءها من خلال الإنترنت بشرط التواجد داخل المملكة وباستخدام حسابات مصرفية شخصية في البلاد عند إتمام عملية الشراء، كما يُسمح بشراء التذاكر بأسماء المؤسسات والنقابات على أن يكون أعضاءها بعمر 16 عام فأكثر أيضاً.
وتذاكر اليانصيب غير قابلة للتحويل من اسم لآخر، ويمنع إضافة أية رسوم إضافية على تكلفتها الأصلية.
والألعاب المعتمدة حالياً ضمن اليانصيب الوطني في إنجلترا لعبتين أساسيتين وهما:
1 – لعبة اللوتو الأساسية Lotto:
ويقوم اللاعبين بشراء وتعبئة التذكرة بالأرقام التي يختارونها من مجموعة من الأرقام تتراوح بين 1 و 49 ، كما يوجد لهم خيار انتقاء الأرقام التي تتولد بشكل عشوائي أوتوماتيكياً لمن لا يرغبون في الاختيار بأنفسهم.
وفي يوم السحب الأسبوعي، تقوم الماكينة باختيار ست كرات بشكل عشوائي وبدون استبدال مرقمة من 1 إلى 49 بالإضافة لكرة الاحتياط التي لا تهم إلاّ في حالة تطابق 5 أرقام وينقص اللاعب الرقم الأخير ليحقق الفوز بالجائزة الكبرى.
يجري السحب مرتين في الأسبوع مساء السبت والأربعاء، وتمنح الجوائز للاعبين الذين تتطابق أرقامهم مع ثلاثة أرقام من أصل الستة أرقام التي تظهر في السحب، وتزيد مبالغ الجوائز بزيادة عدد الأرقام المطابقة، ويتقاسم الجائزة الكبرى جميع اللاعبين الذين تتطابق أرقامهم الستة مع أرقام السحب بحصص متساوية، وفرصة الفوز بالجائزة الكبرى هي باحتمال 1 إلى 13983816، ويتم تقسيم كافة المبلغ المخصص للجوائز على جميع الفائزين الذين لديهم أربعة أو خمسة أو ستة أرقام متطابقة.
في حال لم يكن هناك فائزين بستة أرقام (الجائزة الكبرى) يتم ترحيل قيمتها للأسبوع التالي وإضافته للمبلغ المخصص للجوائز وتتم هذه العملية بحد أقصى ثلاث مرات (تم تمديده ليصبح أربعة مرات) يتحتم بعدها توزيع قيمة الجائزة الكبرى على الفائزين بخمسة أرقام مع الرقم الإضافي بالتساوي بينهم.
بدأت المسابقة وكانت تكلفة الدخول فيها بتذكرة واحدة بسعر 1 جنيه إسترليني، وقد تم مضاعفة سعرها ليصبح 2 جنيه إسترليني وترتب على ذلك زيادة قيمة الجوائز لكل الفائزين من جميع الفئات، فأصبح يحصل حالياً الفائزون بثلاثة أرقام متطابقة على جائزة بقيمة 25 جنيه إسترليني بدلاً من 10 جنيهات، كما يحصل الفائزون بأربعة أرقام على أربعين جنيهاً إضافياً وفق هذه الزيادة والنسب الشائعة للفوز بهذه الفئة، وتبلغ قيمة الجائزة الكبرى في أول سحب 10 ملايين جنيه إسترليني.
إجمالي مبالغ جميع الجوائز يعادل حوالي 47% من مجموع الإيرادات لكل سحب من السحوبات، يُدفع منهم 25 جنيهاً لكل فائز من الفائزين بثلاثة أرقام، ويتم توزيع المبلغ المتبقي على الفائزين من الفئات الأخرى بالتساوي لكل فئة وفق النسب التالية:
فئة الفوز: نسبة إجمالي جوائز الفئة : احتمالات الفوز بالفئة ثلاثة أرقام: 25 جنيه (مقتطع من الإجمالي) أربعة أرقام: 23.8 % : 1:1031 خمسة أرقام : 4.5 %: 1:55490 خمسة أرقام والرقم الهدية: 5.3 %: 1:2330635 ستة أرقام : 66.4 %: 1:13983815
2 – لعبة الاختيارات الساخنة (هوتبيكز) Hot Picks
تقوم فكرة هذه اللعبة على اختيار اللاعب لعدد معين من الأرقام بحسب رغبته دون التقيد بالستة أرقام، ويمكن أن يكون اختياره رقماً واحداً أو رقمين وحتى خمسة أرقام بحد أقصى، وينتظر السحب الأسبوعي المعتاد لمسابقة اللوتو الأساسية، وفي حال وجود الرقم أو الأرقام التي قام باختيارها ضمن أرقام السحب الأسبوعي يفوز بالجائزة المناظرة لعدد أرقامه، وتزداد الجائزة بزيادة عدد الأرقام التي قام باختيارها.
تكلفة التذكرة هي جنيه إسترليني واحد، وجميع الجوائز محددة القيمة مسبقاً بغض النظر عن إجمالي المبيعات الأسبوعية للسحب، وهي كما يلي:
عدد الأرقام المختارة والمطابقة ، الجائزة، احتمالات الفوز بالفئة رقم واحد، 5 جنيه، 1 : 9 رقمين، 40 جنيه، 1 : 79 ثلاثة أرقام ، 450 جنيه، 1 : 922 أربعة أرقام ، 7000 جنيه، 1 : 14126 خمسة أرقام ، 130000 جنيه، 1 : 317814
وهناك العديد من المسابقات الأخرى التي تعتمد على المسابقة الأساسية أو على مسابقات أوروبية مشتركة بين دول الاتحاد الأوروبي، وقد خضعت جميعها للتطوير والتحديث وفق دراسات تقوم بها الشركة المنظمة بشكل دوري لتحقيق أفضل النتائج بما يتناسب مع حجم الإقبال وميول المواطنين تجاه تلك المسابقات.
وقد قدرت أحدث ا إحصاءات مبيعات مسابقة اللوتو الأساسية الأسبوعية بحوالي 52 مليون تذكرة وهو ما يناظر 84% من السكان البالغ عددهم 62 مليون نسمة عام 2011م.
برنامج تلفزيوني باسم "ما بعد اليانصيب" (Extra Lottery) :
ما بين 10 مارس 2008 و1 فبراير 2010، تم بث برنامج باسم "اليانصيب الوطني إكسترا" على إحدى القنوات التلفزيونية مدته ساعة واحدة في اليوم. وتضمن محتوى البرنامج لقاءات مع الفائزين بالجائزة الكبرى واليانصيب الوطني والتعرف على المشاريع الخيرية التي قاموا بإنشائها في المجتمع الإنجليزي، وكذلك كواليس مسابقة اليانصيب.
جمعية اليانصيب العالمي World Lottery Association (WLA)
جمعية اليانصيب العالمي (WLA) هي منظمة عالمية تضم في عضويتها كل مسابقات اليانصيب الوطنية المرخصة من الدول التي تجري فيها، ومهمتها خدمة مصالح اليانصيب.
وتتلخص رؤية الجمعية باعتبارها سلطة عالمية على أعمال اليانصيب تساهم في تعزيز التمسك بالمبادئ العليا والأخلاقية ودعم ومساندة أعضائها في تحقيق رؤيتهم التنموية لمجتمعاتهم.
وتستند قيم الجمعية على الالتزام بالمعايير العليا لمسؤولية الشركات، بما في ذلك مبادئ ألعاب اليانصيب وإطار عملها، واحترام النظم القانونية التي تحدد أين، وبأي شكل من الأشكال يمكن توفير منتجات ألعاب اليانصيب للمواطنين في أرض جغرافية أو وطنية معينة. وتلتزم الجمعية بتبادل المعارف والخبرات بين أعضائها، وتحسين أعمالهم في مصلحة جميع الأطراف على النحو الذي تحدده السلطات في اختصاص كل منهم.
القيم الأساسية للجمعية 1 - المسؤولية: أعلى معايير مسؤوليات الشركات والاجتماعية 2 - السلامة: الشفافية والمساءلة 3 - الاحتراف: التميز في خدمة أعضاء الجمعية، لجميع أطراف اليانصيب المصلحة وأداء الجمعية 4 - الابتكار والإبداع
أهداف الجمعية من أجل تحقيق رسالة الجمعية ورؤيتها، فإن الأهداف الأساسية لديها هي: 1 - جمع ونشر المعلومات عن أعمال اليانصيب وغيرها من المجالات ذات الصلة. 2 - وضع المعايير المثلى لممارسة ألعاب اليانصيب. 3 - وضع المعايير الأخلاقية. 4 - توفير الخدمات التعليمية والمهنية التنموية (المؤتمرات والحلقات الدراسية) وتقديم الخدمات والمعلومات والمرجعية لأعضائها المعتمدين. 5 - توفير صوت موحد جنبا إلى جنب مع الاتحادات الإقليمية بحيث يكون الأعضاء ذات مرجعية محترمة وموثوقة ومتسقة مع متطلبات السلطات.
دراسة الجدوى الاقتصادية لتطبيق المشروع في فلسطين
عدد السكان: 4 مليون نسمة سعر التذكرة المبدئي المقترح : 5 دولار بحسب دراسات سابقة، فإن النسبة الشائعة لعدد مبيعات التذاكر الأسبوعي = 84 % من عدد السكان، وذلك وفق إحصاءات مبيعات اليانصيب الوطني في إنجلترا، (عدد السكان 62 مليون نسمة وعدد التذاكر المباعة أسبوعياً 52 مليون تذكرة في عام 2011).
فيكون متوسط عدد التذاكر التي يمكن أن تُباع في جميع المحافظات أسبوعياً = 3.5 مليون تذكرة. وإجمالي الإيرادات الأسبوعية المتوقعة يكون : 3.5 مليون * 5 دولار = 17.5 مليون دولار
تفاصيل إجمالي الإيرادات مع سعر التذكرة 5 دولار: 1 – إجمالي الإيرادات الأسبوعية = 17.5 مليون دولار 2 - إجمالي الإيرادات الشهرية = 17.5 * 4 = 70 مليون دولار 3 - إجمالي الإيرادات السنوية = 18.5 * 52 = 910 مليون دولار تفاصيل إجمالي الإيرادات مع سعر التذكرة 10 دولارات: 1 – إجمالي الإيرادات الأسبوعية = 35 مليون دولار 2 - إجمالي الإيرادات الشهرية = 35 * 4 = 140 مليون دولار 3 - إجمالي الإيرادات السنوية = 35* 52 = 1.82 مليار دولار(2 مليار دولار تقريباً)
ملاحظات :
جميع الأرقام الواردة على سبيل المثال، وهي قابلة للزيادة أو النقصان بحسب ما يتم تخطيطه لقيمة الجائزة الكبرى الأسبوعية وسعر التذكرة وأسعار تذاكر المسابقة الأساسية والمسابقات المنبثقة منها وأسعار الحزم التسويقية للتذاكر وبحسب نسبة الإقبال على الشراء في المجتمع، حيث أن هذه النسبة تزداد بزيادة الجائزة الأسبوعية الكبرى عندما لا يربحها أحد وفق الإحصاءات العالمية التي تم دراستها، كما يختلف الدخل الصافي كل أسبوع بحسب أعداد الفائزين في كل الجوائز وعادة ما يكون مجموع قيم تلك الجوائز أقل بكثير من إجمالي قيمة التذاكر المباعة بحسب قوانين الاحتمالات في الرياضيات.
آلية عمل المشروع
يتم الاعتماد عادة على شركات متخصصة ومحترفة لإدارة هذا النوع من المسابقات تكون مهمتها إجراء السحب الأسبوعي على الهواء مباشرة أمام الجمهور حسب الأصول وباستخدام الأدوات والإجراءات الموثوقة والمتعارف عليها عالمياً، وهو أمر مُستحسن، بحيث تكون وسيطاً محايداً بين الجمهور والدولة، وهو أمر مهم لمثل هذه المسابقات الكبرى لتعزيز المصداقية والشفافية، بخاصة وأن الأمور المالية فيها واضحة ومحددة وغير قابلة لأي تلاعب نظراً لأن كل الإيرادات موثقة إليكترونياً ومرتبطة بعدادات مبيعات وختم التذاكر في كافة الأماكن في البلاد من خلال ماكينات مخصصة لختم كل تذكرة ستدخل السحب والتي يتم دفع قيمتها بشكل فوري وتحويل المبالغ المجمعة بشكل آلي لحساب المسابقة في البنوك الوطنية.
يجري السحب الأسبوعي على الهواء مباشرة أمام المشاهدين في الدولة والعالم، ويتم الإعلان عن الكرات الفائزة للجمهور في الصحف والمجلات، وتُعطى مهلة للفائزين للتقدم بطلب الحصول على قيمة الجوائز التي يفوزون بها كل أسبوع، على أن تكون المدة القانونية هي ستة أشهر من تاريخ السحب لا يحق بعدها المطالبة بأية حقوق، والفائز بالجائزة الكبرى هو المتسابق الذي تتطابق جميع أرقامه مع أرقام السحب، الذي يكون عادة عددها 6 أرقام.
يمكن الفوز بجوائز أخرى أقل من الجائزة الكبرى بحيث يحصل صاحب الأرقام المتطابقة مع أرقام السحب على جوائز تختلف قيمتها بحسب عدد تلك الأرقام، والجدول التالي يوضح الجوائز التقريبية لكل حالة:
عدد الأرقام المتطابقة : قيمة الجائزة 6 أرقام كاملة : الجائزة الكبرى 35% من إجمالي مبيعات التذاكر، يخصم منها جميع جوائز الفئات الأخرى، مع وجود حد أدنى في أول أسبوع في حالة تدني نسبة المبيعات 5 أرقام : 50000 دولا تقريباً (عشرة آلاف ضعف قيمة التذكرة)، ويخضع مجموع جوائز الفئة لنسبة محددة من إجمالي الإيرادات كما هو موضح في النموذج الإنجليزي 4 أرقام : 500 دولار (100 ضعف قيمة التذكرة)، ويخضع مجموع جوائز الفئة لنسبة محددة من إجمالي الإيرادات كما هو موضح في النموذج الإنجليزي 3 أرقام : 5 أو 10 أو 20 دولار (أو قيمة التذكرة فقط بحسب إقرارها)
كما يمكن الاستفادة من تجارب الدول الكثيرة في تنظيم الأمور الفنية بشكل أكثر تفصيلاً لتعظيم الاستفادة من هذا النوع من المسابقات، سواء من حيث عدد الكرات المستخدمة أو تعدد أنواع المسابقات المنبثقة من المسابقة الكبرى، وذلك بطرق متنوعة تعتمد جميعها على نظرية الاحتمالات وما يمكن أن يستفاد منها في ضبط الإيرادات وجعل المسابقات ذات جدوى اقتصادية أولاً ومنفعة تعود على جميع المتسابقين مع ضمان عدالة توزيع كل من احتمالات الفوز ونسبة المخاطرة التي تناسب القدرة الشرائية لكل شخص.
تصور مقترح لتوزيع إيرادات المسابقة عند التنفيذ
يمكن الاستفادة من إيرادات المسابقة لتحسين دخل الدولة والتخفيف من الأعباء التي ترهقها نتيجة التضخم السكاني، وذلك بتخصيص تلك العائدات لصالح دعم قطاعات مهمة في المجتمع، كالتعليم والصحة والرياضة والثقافة والفنون والبيئة والأعمال الخيرية، بحيث يكون توزيع الإيرادات وفق النسب التالية:
أولاً : نسبة 40 % يتم تخصيصها لخزينة الدولة لتعزيز قطاعات الصحة والتعليم والبحث العلمي والبيئة والرياضة والفنون والثقافة والتراث والدعم والخدمات الأساسية بما فيها البنية التحتية والأعمال الخيرية.
ثانياً : نسبة 15% من الإيرادات يتم دفعها على هيئة ضرائب لخزينة الدولة
ثالثاً : نسبة 35% من إجمالي الإيرادات تُدفع كجوائز نقدية فورية للفائزين بكل الجوائز بما فيها الجائزة الكبرى إن تم الفوز بها، بحيث يتم ترحيلها للأسبوع التالي في حال لم يفز بها أحد.
رابعاً : نسبة 5 ٪-;---;-- من إجمالي الإيرادات تدفع مقابل أعمال التسويق وبيع تذاكر اليانصيب، يستفيد منها تجار التجزئة والبائعين المتجولين في الشوارع والميادين والحدائق العامة للمساهمة في الحد من ظاهرة التسول.
خامساً : نسبة 4 ٪-;---;-- من إجمالي الإيرادات تنفق على تكاليف التشغيل الخاصة بماكينات ختم التذاكر في كل أنحاء الدولة، وهي ماكينة شبيهة بعمل ماكينة الصراف الآلي تقوم بختم التذكرة للمتسابق بعد اختياره للأرقام التي يريدها أو أنها تقوم بالاختيار نيابة عنه من خلال الاختيار العشوائي عند ختم التذكرة ودفع قيمتها. ويتم توزيع هذه المكائن على تجار التجزئة في أماكنهم وتنظيم عمليات التحصيل.
سادساً : نسبة 1 % من إجمالي الإيرادات يخصص كأرباح للشركة المنظمة لليانصيب بعد خصم الضرائب
ملاحظة :
جميع النسب الواردة هنا على سبيل المثال فقط وهي تشبه إلى حد كبير النسب المعمول بها في اليانصيب الوطني في إنجلترا، كما تم توضيحها سابقاً كنموذج، وتهدف لشرح فكرة المشروع وأهدافه والوصف الدقيق لفوائده المنتظرة وتوزيع إيراداته السنوية، وفي كل الأحوال فإنه يُستحسن إجراء البحوث والدراسات اللازمة ومن ثم التطبيق باستخدام النسب التي تتلاءم مع احتياجات المجتمع ووفق ما يتوفر من دراسات موثقة يمكن الاستفادة منها في توقع حجم الإقبال والإيرادات المنتظرة، كما ويمكن تطوير المسابقة تدريجياً وحتى الوصول لما يتلاءم مع طبيعة واحتياجات المجتمع ومدى إقباله على كل نوعية من المسابقات وجوائزها المختلفة.
الأهداف والفوائد المنتظرة من مشروع اليانصيب الوطني
إن أهداف تأسيس اليانصيب الوطني يمكن أن تتنوع ما بين الأهداف الاقتصادية وغير الاقتصادية التي من شأنها أن تساهم في دعم الاقتصاد بشكل مباشر أو غير مباشر، أو حتى يمكن أن يكون لها الأثر الإيجابي في المجتمع بشكل عام، ويمكن تلخيص هذه الأهداف والفوائد المنتظرة من هذا المشروع في النقاط التالية:
1 - جمع التبرعات من المواطنين بشكل كبير ومستمر وبلا انقطاع : طالما أن أكثر من 50% من قيمة مبيعات تذاكر المسابقة ستدخل خزينة الدولة كنوع من الدعم لميزانيتها فإن المسابقة سوف تكون وكأنها عملية جمع للتبرعات، والإقبال عليها سوف يكون بقدر أكبر وبشكل متكرر وبلا انقطاع بحكم أن هناك ميزة إضافية وهي إمكانية الفوز بإحدى الجوائز أو حتى الجائزة الكبرى كل أسبوع، كما سوف يساعد هذا الأمر على توحيد منظومة جمع التبرعات لتصب في جهة واحدة لصالح المجتمع.
2 – استحداث مستثمرين محليين جدد برؤوس أموال كبرى : إن الفوز بالجائزة الكبرى سيجعل من أحد الأشخاص المحظوظين مليونيراً جديداً، وبذلك يصبح هذا الشخص مستثمراً جديداً قد يبدأ مشروعه الخاص أو حتى عدة مشاريع متنوعة لخدمة وطنه، وبالتأكيد سوف يساهم ذلك في توفير عدد من الوظائف الجديدة لكثير من العاطلين عن العمل ويؤثر في نشاط السوق في مجال تخصصه، أو ربما يقوم بأعمال خيرية كإنشاء مركز طبي أو مدرسة أو دار للمسنين في قريته الأصلية أو في الأرياف أو دعم الحي الذي يسكنه، وهي ثقافة منتشرة في أوساط الرابحين في كل العالم وفق الإحصائيات التاريخية السابقة. ومهما تعددت نوعيات وميول الأشخاص الذين يمكن أن يحالفهم الحظ بالفوز بالجائزة الكبرى إلاّ أن العامل المشترك بينهم جميعاً أنهم سيصبحون من أصحاب رؤوس الأموال الكبرى وسيساهمون بشكل تراكمي في تنشيط السوق بكافة أنواعه وتشعباته، وستستفيد البلاد من وجودهم حتى في أسوأ الأحوال عند إيداع أموالهم في البنوك الوطنية إذا كانت طبيعتهم لا تميل للاستثمار.
3 – توفير دخل إضافي لمحدودي الدخل عشوائياً وبشكل دوري : بحسب نظام المسابقة فإنه سيكون هناك العديد من الفائزين أسبوعياً بجوائز متعددة ممن لم يحالفهم الحظ بالفوز بالجائزة الكبرى، وتتدرج هذه الجوائز بدءاً من جائزة الترضية الرمزية الصغرى التي يستعيد بها المتسابق رأس المال المستثمر بمقدار قيمة التذكرة الفعلية عند تطابق الحد الأدنى المطلوب من الأرقام والتي عادة يفوز بها عشرات الآلاف من المتسابقين، وترتفع تدريجياً بحسب زيادة الأرقام المتطابقة حتى تصل إلى أفضل جائزة أقل من الكبرى لتكون ذات قيمة جيدة قد تكفي لتكاليف شراء شقة أو للزواج أو بدء مشروع خاص صغير، وعادة يفوز بمثل تلك الجوائز عدد كبير من المتسابقين يساهم في التسويق للمسابقة، كما أن ذلك يساهم في تحقيق طموحات الكثير منهم لبدء حياة جديدة بما يتوفر لهم من رأس مال متوسط، الأمر الذي من شأنه التخفيف على الدولة الكثير من الأعباء بتراكم الفائزين من هذه الفئة بمرور السنوات المتتالية.
4 - استحداث ملايين الوظائف الجديدة والحد من ظاهرة التسول : إضافة للوظائف الشاغرة التي يمكن أن تنشأ نتيجة استثمارات ومشروعات المستثمرين الجدد الفائزين بالجائزة الكبرى أسبوعياً أو حتى الجوائز المتوسطة نسبياً، سيكون بالإمكان أيضاً استحداث ملايين الوظائف الجديدة في سوق العمل التابع لمشروع اليانصيب نفسه، وذلك من خلال تشغيل وكلاء مبيعات ومسوقين وبائعين متجولين للتذاكر مقابل نسبة معينة من قيمة المبيعات، وحيث أن الكثير من المبيعات يمكن أن تكون في الشوارع والميادين العامة فإن هذا المشروع يمكن أن يكون وسيلة مثلى لتشغيل المتسولين تحديداً وجعلهم يكسبون يوميتهم من خلال توزيع التذاكر بدلاً من التسول وهو ما سوف يساهم في حل مشكلة المشردين في الشوارع والمتسولين عند إلحاقهم للعمل في المشروع بمقابل مادي وبحسب نسبة مبيعات كل منهم.
5 – استحداث بنك وطني وانتشار شركات ومكاتب متخصصة في تقديم الاستشارات : يؤسس المشروع لإنشاء بنك وطني لإدارة حسابات المسابقة بالكامل واستثمار أموالها وتوزيع أوجه الصرف على الخدمات المتنوعة في المجتمع، كما سوف تساهم المسابقة في زيادة الإقبال على إنشاء شركات الاستشارات المتخصصة في تقديم المشورة والتوصيات للمستثمرين الجدد من غير ذوي الخبرة في عالم الأعمال من الفائزين بالجوائز الكبرى وسوف تكثر هذه المكاتب وتزداد انتشاراً لتقديم الخدمات المتنوعة للمستثمرين الجدد الذين يزدادون سنوياً وتؤثر إيجاباً في السوق المحلي، كما أنه من الممكن قيام العديد من الفائزين بتشغيل مكاتب من هذا النوع لحسابه المباشر ليكون تحت رعايته من أجل تقديم الاستشارات لكل مشروعاته المستقبلية وبذلك يكون قد خلق فرص عمل دائمة لأصحاب المكاتب.
6 - تنشيط السوق من خلال مشروعات جديدة ومهن وحرف يتقنها المواطن : إن تدفق الفائزين الجدد بشكل متكرر ومستمر سيعمل على دفع عجلة السوق وتنشيطه من خلال الاستثمارات والمشروعات الجديدة التي سيقومون بها، وسيعمل ذلك على خلق أسواق جديدة بتخصصات متنوعة وفق ميول ورغبات وتخصصات الفائزين، كما أنهم سيتميزون بأن لديهم ميل للمغامرة والاستثمار أكثر من غيرهم من المستثمرين القدماء الذين قد يخشون دخول السوق وفق ما لديهم من خبرات سلبية سابقة نتيجة مشاريع لم تلق النجاح المرغوب، وكذلك وفقاً لمفهوم الربح في اليانصيب الذي يشتهر بإقبال الفائزين به على الاستثمار بنسبة أعلى من غيرهم بحسب الدراسات والإحصاءات التاريخية.
7 – زيادة الودائع في البنوك الوطنية في حالة تقسيط الجائزة على دفعات سنوية : وفق قواعد هذا النوع من المسابقات، فإن الفائز بالجائزة الكبرى يكون مخيراً بين استلام قيمة الجائزة نقداً أو على شكل دفعات شهرية مدى الحياة، والفرق بين الخيارين أن قيمة الجائزة نقداً عادة تكون أقل بكثير من قيمتها على دفعات وقد تصل إلى 60% منها فقط، ما يعني أن الدولة سوف تستفيد في كلا الحالتين بطرق متنوعة، ففي الحالة الأولى التي يستلم فيها الفائز جائزته نقداً ستستفيد الدولة من فرق القيمة الحالية لها إضافة لاستفادتها من قيام الفائز بالاستثمار في مشروعاته الخاصة، وفي الحالة الثانية ستستفيد الدولة من إيداع قيمة الجائزة في البنك الوطني الجديد، الذي سيتم تأسيسه بالتزامن مع إطلاق المسابقة، لمدة طويلة قد تصل إلى ثلاثين عاماً مقابل تسليمه دفعات نقدية بسيطة سنوياً في حالة الفائزين الذين قد لا يميلون للمغامرة بالاستثمار المباشر.
8 – زيادة الأعمال الخيرية والتبرعات وإمكانية دمجها وإدارتها ضمن إيرادات المسابقة : الفائزون بهذا النوع من المسابقات عادة ما يكونوا أكثرهم مشاركة في الأعمال الخيرية، حتى وإن كانوا من الفائزين بالجوائز الصغيرة والمتوسطة، وغالباً ما يقومون بإنشاء المراكز الطبية أو المدارس الخاصة ومراكز الشباب الرياضية ودور المسنين والجوامع بالإضافة للقيام بالتبرعات وغيرها من الأعمال الخيرية المتنوعة بحسب الاهتمام، وبذلك تتراكم هذه الأعمال بشكل متكرر من قبل الفائزين بالجوائز الكبرى وقد تمتد لتصل الفائدة من هذه الأعمال للمدن والأحياء التي نشئوا فيها أو القرى والأرياف التي يعود أصلهم لها. كما يمكن للدولة استثمار المسابقة في إدارة وتنظيم حملات التبرعات لصالح مؤسسات معينة وذلك بإضافة مبلغ رمزي على قيمة التذكرة مع توضيح أن الفرق يذهب كتبرعات لتلك المؤسسة وتحت إشراف الدولة.
9 – تنشيط السياحة والسياحة الداخلية واستثمار تواجد السياح في البلاد : يمكن أن يساهم اليانصيب الوطني في تنشيط السياحة والسياحة الداخلية بحيث يعمل على جذب الأجانب والسياح العرب للمشاركة بالمسابقة أثناء تواجدهم في البلاد بخاصة السياح الذين قد لا تتوفر مثل هذه المسابقات في بلدانهم بحيث تكون البلاد سبّاقة لمثل هذا النوع من المسابقات في المنطقة، وكذلك سيكون للمغتربين دور مهم في المشاركة سواء كان من خلال أقاربهم المتواجدين في البلاد أو أثناء وجودهم في الأجازات الصيفية والمواسم والأعياد التي يكثر فيها الإقبال على المسابقة. كما يمكن استثمار أوقات بث السحب الأسبوعي على الهواء مباشرة في التلفزيون الرسمي من خلال شاشات عرض مخصصة في الساحات والفنادق والمطاعم والكافيتريات والأماكن السياحية وما يترتب على ذلك من نشاط تسويقي للمسابقة نفسها وأية أنشطة أخرى بشكل تكاملي.
10 – بث روح الأمل لدى المواطنين وتعزيز السلم والاستقرار الاجتماعي : في ظل العدد الهائل من الفائزين بالجوائز الصغيرة والمتوسطة أسبوعياً فإن هذا النوع من المسابقات يمكن أن يكون من أهم المفاتيح الأساسية لبث روح الأمل لدى الجمهور، وخاصة المواطن البسيط ومحدودي الدخل والكادحين، وهو ما يمكن أن يكون له الأثر الأكبر في تعزيز السلم الاجتماعي والاستقرار بشكل عام في المجتمع ومنع الاندفاع نحو أية أعمال غير قانونية من ذوي القدرات المحدودة نتيجة ضغوط الحياة، كما يمكن أن يساهم في ابتعاد الشباب عن الأمور السلبية كالانحراف والانجراف للأعمال والعادات السيئة بشكل عام أو حتى العدائية الناتجة عن ضغوط الحياة واليأس وفقدان الأمل، وفي ذلك عمل عظيم تجاه المجتمع يعزز من روح الصبر والسعي والمثابرة التي تصب جميعها في صالح الخير للمجتمع بشكل عام وبخاصة ممن يؤمنون بالنصيب وإرادة الله في توزيع الأرزاق ولا تتوفر لهم الطرق التي يوفرون بها تكاليف احتياجاتهم واحتياجات أطفالهم.
-;---;-- مسألة الحلال والحرام
إن المنطق الذي ينبغي الاستناد إليه لتصنيف مثل هذه المسابقات من باب الحلال والحرام هو مدى الفائدة المنتظرة منها للمجتمع ككل وليس لأفراد أو شركات محددة، إضافة للدقة والشفافية من حيث كل من الإيرادات الذي يتم تحقيقها وقيمة الجوائز المقررة وفق هذه الإيرادات، وكذلك مصداقية وحياد القائمين على المسابقة في توزيع تلك الجوائز على الفائزين.
ففي مسابقة اليانصيب الوطني تحديداً كل هذه الأمور تكون محققة بشكل مثالي، فالفائدة تعود على المجتمع ككل والإيرادات واضحة ومحددة بدقة عالية وذلك من خلال مؤشر مبيعات التذاكر التي تُباع كل لحظة في جميع أرجاء البلاد، والمصداقية تتجسد في إجراء السحب المبني على الاحتمالات وعلى الهواء مباشرة، وهو ما لا يتوفر في كثير من المسابقات في العديد من الدول الإسلامية والعربية والتي تقوم بجمع مليارات الدولارات من خلال مسابقات ركيكة بلا أية تكلفة أحياناً وبلا رقابة وبدون ذكر أية تفاصيل تتعلق بمقدار الإيرادات ونسبة الجوائز منها وحتى بدون مصداقية في توزيع تلك الجوائز حتى وإن كانت تُبث على الهواء مباشرة فهي لا تخضع لقوانين الاحتمالات الرياضية مثل سحب الكرات في اليانصيب الذي يتم على الهواء مباشرة وأمام المشاهدين.
وبذلك قد تكون هذه النوعية من المسابقات هي الأولى بأن تكون حلال طالما تتوفر فيها هذه الفوائد وتلك الخصائص التي ترفع من قيمتها لدى الجمهور وتحقق التدفق النقدي للدولة بشكل مستمر وبلا توقف ولصالح المجتمع ككل، ويمن اعتبارها بكل المقاييس مثلها مثل أي عملية جمع للتبرعات من أجل حل مشكلات المجتمع وبشكل مثالي مستمر إضافة لكونها تنشر الفرح والأمل لدى المواطنين.
إن هذا النوع من اليانصيب يتميز بالانتماء الوطني وهو يختلف عن مسابقات الفضائيات والشركات المتنوعة التي تجمع أرباح بالمليارات بدون رقابة على حجم الإيرادات التي تتدفق من خلال الرسائل النصية والاتصالات الهاتفية وبنفس الوقت تخصص جوائز ضئيلة نسبياً ومحددة مسبقاً للجمهور مقارنة بما يتم جمعه من أرباح، وربما تكون وهمية أحياناً، كما أنها لا تقدم أي مشاركة في بناء اقتصاد الدولة ولا تتحمل أية مسئولية اجتماعية، إضافة لكونها تعتمد فكرة الربح المقترنة بالاحتمالات والحظ أيضاً ولكنها لا تتمتع بالشفافية مثل اليانصيب ويجري السحب فيها بطرق غير منصفة وغير مقنعة، وتستغل في ذلك إقبال المواطنين الكثيف وبذل الغالي والنفيس من أجل الحصول على أية فرصة في الحياة.
كما أن أسباب تحريم الميسر بحسب ما جاء في القرآن الكريم هو الحرص على عدم نشر البغضاء بين الناس وهو ما كان يحدث عند وقوع خسارة لطرف أمام طرف آخر عند لعبهم الميسر بشكل مباشرة فيما بينهم على طاولة المراهنات، ويتضح ذلك من قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ-;---;-- فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ" المائدة 91، وهذا لا يحدث في مسابقات اليانصيب التي بُنيت فكرتها على مبدأ التكافل الاجتماعي الشامل إضافة لما تساهم به من نشر الفرح والأمل بين الناس بشكل متواصل ربما أكثر من أي شيء آخر، والله تعالى أعلم.
أهمية المشروع والخلاصة
يتضح من جميع ما سبق أن اليانصيب الوطني يُعتبر من الركائز الأساسية لاقتصاد الدول المتقدمة، وحتى العظمى منها، نظراً لما يقدمه من دعم كبير للاقتصاد الوطني المؤدي تدريجياً للاكتفاء الذاتي والتخفيف من أعباء الدولة في مسيرة التنمية، بحيث أنه يخصص نسبة كبيرة من إجمالي الإيرادات لصالح المجتمع والخدمات المتنوعة التي تقدمها الدولة، إضافة للاستفادة غير المباشرة من خلال استحداث مستثمرين كبار جدد من الرابحين أسبوعياً أو حتى أصحاب المشروعات الصغيرة من الرابحين بالجوائز المتوسطة والذين سيستثمرون بالطبع في نفس البلد بعد أن أصبحوا من أصحاب رؤوس الأموال وهذا بحد ذاته يعتبر إنجاز تنموي إستراتيجي مستدام يجعلنا نستغني عن البحث عن المستثمرين الأجانب.
ومن الأمور المهمة التي ينبغي الالتفات لها أن هذه المسابقة ستجعل منظومة الاستثمار نابعة من داخل الوطن وتنمو بحسب ميول واتجاهات واهتمامات المواطنين الرابحين أنفسهم وفق نظرية توزيع الاحتمالات العشوائية رياضياً، وهو ما يؤدي بالنهاية لنمو استراتيجي يتناسب مع خصائص المجتمع على المدى البعيد، أي أن نسبة الفلاحين المتوقع فوزهم بالمسابقة سوف تكون معبرة عن نفس نسبة الفلاحين الموجودين بالبلاد بالفعل، وبالمثل فإن نسبة العمال المتوقع فوزهم فيها ستكون نفس نسبة العمال في البلاد، وهكذا لكل مهنة أو حرفة أو حتى فئة عمرية يفوز صاحبها بجائزة كبرى سيبدأ بعدها بالاستثمار في مجال تخصصه وما يستهويه من أعمال، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالتوزيع الجغرافي، فنسبة الفائزين من أي محافظة سوف يكون ممثلاً لنسبة سكانها أيضاً من إجمالي السكان، بحيث يؤدي الأمر بالنهاية إلى توزيع عادل لهيكلية الاستثمار وبنيته في البلاد بين التخصصات والمهن المختلفة من جهة والتوزيع الجغرافي للسكان وفئاتهم العمرية من جهة أخرى، ويُصبح النمو يسير باتجاه صحيح وفق أسس رياضية علمية وبحسب نسبة ما هو متوفر في البلاد من تخصصات ومهن وحرف وفئات عمرية وبحسب التوزيع الجغرافي للسكان، وهذا الأمر يُعتبر من أهم ركائز تقوية البنية الاقتصادية للبلاد بطريقة عنقودية تصاعدية تتناسب مع طبيعة وخصائص المجتمع ثقافياً واقتصادياً ومهنياً وجغرافياً.
كذلك ينبغي الإشارة إلى أن هذه المسابقة تُبقي كل من رأس المال الأصلي الممثل بالجوائز النقدية والأرباح التي ستنتج عن استثمارها من قبل الفائزين في البلاد، وربما تتم إعادة استثمار الأرباح في مشاريع أخرى جديدة أيضاً، على عكس الاستثمار الأجنبي الذي قد لا يتماشى مع خصائص واحتياجات وميول المجتمع وتوزيعه الجغرافي ويبحث فقط عن الأرباح التي يقوم بتصديرها أولاً بأول للخارج على هيئة عملة صعبة.
إعداد / مصطفى فؤاد عبيد بكالوريوس علوم/ رياضيات وكمبيوتر، جامعة عين شمس، 1991 ماجستير ودكتوراه استخبارات الاستثمار والأعمال، 2013 E-Mail: [email protected]
إبريل 2015
#مصطفى_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حواء العصر الحديث
-
نظريات العقد الاجتماعي الحديثة-5، العقد الديني الاجتماعي
-
نحو التطوير الإستراتيجي للنظم القانونية(1) القوانين الدينامي
...
-
المسألة الاقتصادية الحديثة(1) مفهوم الاقتصاد
-
الحلول الإستراتيجية للصراعات المستعصية(1) نحو تطوير وإرساء م
...
-
نحو التطوير الاستراتيجي لمنظومة الصحة(1) التأمين الصحي الذكي
-
نحو التطوير الاستراتيجي لمنظومة الاقتصاد(3) الاستثمارات التس
...
-
نظريات الإدارة الأمنية الإستراتيجية(2) اللامركزية -المركزية-
-
نحو التطوير الإستراتيجي لنظم القيادة والإدارة العليا(1) ميكن
...
-
أين تذهب عائدات اليانصيب الوطني في أوروبا ؟
-
نحو تطوير أنظمة المنافسات الرياضية العالمية وأهدافها الإسترا
...
-
نحو إصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي (2) استحداث هو
...
-
نحو التطوير الاستراتيجي لمنظومة الاقتصاد(1) استحداث دوائر ال
...
-
نحو إصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي (1) تطوير الإش
...
-
نظريات الإدارة الأمنية الإستراتيجية (1) النظرية النسبية -الأ
...
-
نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (3) إدارة الو
...
-
نظريات القيادة الاصطناعية .. الركيكة !!
-
الحلول الإبداعية للأزمات الاقتصادية (1) هندسة الاستثمارات ال
...
-
نحو تأسيس نظريات العقد الاجتماعي الحديثة (2) نظرية وحدة المج
...
-
نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (2) الفنون وا
...
المزيد.....
-
استطلاع: تزايد شعور الألمان بالقلق وعدم اليقين حيال المستقبل
...
-
مصر تصدر قرارا رسميا بتسديد قيمة استهلاك الغاز بالدولار لفئا
...
-
انخفاض أسهم الشركات الكورية الجنوبية بشكل حاد في التعاملات ا
...
-
الصين تحظر تصدير مواد للصناعات العسكرية إلى أميركا
-
فايننشال تايمز: هل بدأت روسيا بدفع فاتورة الحرب؟
-
الوون الكوري الجنوبي يهوي عقب إعلان الأحكام العرفية
-
مصر تكشف عن موعد استحقاق ودائع سعودية بقيمة 5.3 مليار دولار
...
-
تونس.. عائدات السياحة تتجاوز 2.2 مليار دولار وسط توقعات قياس
...
-
وزير مالية إسرائيل: البرلمان سيصوت الأحد على موازنة 2025
-
قرار صادم.. رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية بالبلاد
...
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|