أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سيد سعيد - المشاغب - حالات وتجليات استاذ المونتاج احمد متولى














المزيد.....

المشاغب - حالات وتجليات استاذ المونتاج احمد متولى


سيد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4767 - 2015 / 4 / 3 - 22:01
المحور: سيرة ذاتية
    


حسنا ، لدينا صبى سكندرى مات والده وخو فى السادسه ، ولكن حوائط البيته لم تنهار فقد كان هناك الخال الذى حل محل الاب
" ورأى نفسه صبيا فى العاشره يأخذه احد اقاربه ليعمل معه فى الميناء ، وكان الرجل يعمل مستخلصا فى الجمارك ، وفى نهايه وجد نفسه يحصل على اول اجر له من عرق جبينه "
وقام ودخل المطبخ وغسل الاكواب ، ووضع ابريق الشاى على النار ، ثم عاد وهو يحمل صينيه فوقها كميه من اليوسفى والموز ووضعها على المنضده ، وكانت تلك النظره الغامضه لاتزال عالقه بوجهه ، جلس واخرج منديلا من الورق ومسح نظارته الطبيه
" فى هذه المهنه اكتسبت خبرات ، ورأيت الاعيب وطرقا ملتويه ، ورايت رجال شرفاء ورجالا سفله ونصابين ، تعلمت ان اقرأ وجوه الناس ، واعرف فيم يفكرون ، واكتسبت ثقه بنفسى واقرر بنفسى مالذى ينبغى ان افعله ، وكيف اواجه المشكلات "
ودخلت المقهى لأول مره فى حياتى ، وصفقت بكفى كما يفعل الرجال ، صقفه اردت لها ان تكون مسموعه بما يكفى ليأتى الجرسون ، وطلبت بكل ثقه واحد
شاى تقيل ، فقد كنت مطمئنا ان فى جيبى شلنا كامل الاستداره
عرفت بعد ذلك رواد المقهى وعرفونى ، وبدأت اسمع احاديثهم وانصت الى همومهم واتعاطف مع حنينهم الى قراهم البعيده التى تركوا فيها الاهل والصحاب من اجل لقمه العيش ، وعرفت متعه الامساك بكوب الشاى الساخن فى يدى فى برد الشتاء
كانت هذه بدايه خروجى بعيدا عن البيت والمدرسه والحى ، هل تعرف ان الانسان عندما يخرج من البيت فهو يخرج من طفولته ويتخلى عن الامان والدفء والارتباط العضوى بيان يعرفه ويخرج للحياه وفيها المتاح والمرغوب ، والممنوع الممتع وتصبح انت والاخرين وجها لوجه وتفقد شرنقه خصوصيتك وتصبح منظورا اليه باعتبارك هو تنظر اليهم باعتبارهم هم، انهم موضوعات وافعال وحكايات ، وما أنت الا كلمه فى جمله محكوم بقوه خارجيه خارقه ، وما عليك الا ان ....ز
وقام منتفضا " يانهار اسود ، الشاى على النار بقى له ساعتين ، وجرى الى الى المطبخ ، وكانت رائحه احتراق ابريق الشاى تملأ المكان تصاحبها صوت طقطقات انصهار المعدن ، اطفأ البوتاجاز وفتح نافذه المطبخ ليتسرب كل ذلك الى الخارج
قال : دى المره المليون تحصل معايا
وكنت متأكدا من ذلك

وكان صباحا جديدا بالنسبه لى ، كان للضوء زهوه فى شتاء فبراير، ايقظنى صوته وهو يعنف حارس البيت لأنه لم يهتم باطعام الكلب ، قمت وفتحت النافذه والتى من خلالها يمكن رؤيه مشروع استوديو الاسكندريه الذى يقوم احمد متولى بتأسيسه شراكه مع المخرج كريم جمال الدين
هبطت الدرج الى حديقه البيت ، كان متولى يروى الزرع ، وكلبه يحوم حوالليه ، وتسربت الى انفى رائحه اشجار اليوسفى والبرتقال والموز والليمون ،مختلطه برائحه البحر ، وعندما رآنى قال الفطار جاهز ، خلال الافطار تذكرت ذلك الييوومها منذ اكثر من عشر سنوات ، ليشترى قطعه الارض هذه من البدو ، يومها قلت لنفسى هذا الشخص مجنون ، ارض جرداء قاحله وموحشه تنمو فيها حشائش العلكه والحلفا وتسعى فيها الافاعى ، الان ارى امامى احواض النباتات التى تحيط بالمبنى والتى تتجه باوراقها الخضراء صوب الشمس وتتلهف للاحتفال بالكمال ، انها تعطى نكهه للمكان وتجعله يضج بالحياه ، الان بدأت الخضره اليافعه تتماوج مع الرياح السكندريه وتغزو الفراغات الداكنه بالالوان
اشار بيده قال هنا ستكون البلاتوهات ، واحد على اليمين وآخر على اليسار ، وفى الدور الاول ، وهنا ، واشار الى موقع قريب ، ساقيم معهد للسينما ، قلت ولماذا معهد للسينما ولدينا فى القاهره واحد من اعرق معاهد السينما فى الشرق الاوسط، قال " بلد فى حجم مصر لايكقيها معهد واحد لتغطيه واحتواءالراغبين فى تعلم السينما ، كما ان له شروط مقيده مرتبطه بنظام التعليم الجامعى لذلك فهو يقبل اعداد محدوده جدا
كان يتحدث بنبره من الفوران العاطفى ، فاراه شخصا مختلفا ، شخص اكثر مرحا واكثر حيويه ، يصنع من الخضره لغه تتجدى البوار

سالته ونحن نتجول داخا مشروع استوديو اسكندريه ، هل تعتقد انك تخوض معركه يائسه ؟ ، قال تعال وشاهد بنفسك قبل ان تتحدث عن اليأس ، كان احد عمال البناء معلقا فوق سقاله ، وقوم بعمله وهو يرقص ، وبجواره جهاز كاسيت كبير مربوطه اجزاؤه بعضها البعض بشرائط سلوتيب ، ويبدو انه تم تجميعه من عده اجهزه ، والغريب ان صوته كان واضحا ومجلجلا بصوت احدى مطربات الفيديو كليب
وصاح متولى فى العامل مازحا ، ايه ياد اللى انت بتسمعه ده ؟ وتوقف العامل وقال بنبره اندهاش : ايه يابيه ؟ انت ماتعرفهاش ، دى نانسى الننوسه ، وقال احمد : لايسيدى ماأعرفهاش ، وصاح العامل محتجا .. لا يابيه شفها بقى وانت هاتغير رايك ، دى لهطه قشطه ، وقال متولى ، اصل دقه قديمه انا بتاع ام كلثوم ، وقال العامل : طيب خليك انت مع ام كلثوم ، وخلينا احنا مع لهطه القشطه
وذهبنا الى الجانب الاخر من البناء عبر ممرات طويله مسقفه بقباب على طريقه " الفولت " ، قال ان هذا المكان قد تحدث فيه اشياء لاتخطر لك على بال ، انا استطيع ان ارى الكاميرا تمرح بداخله كطائر افلت من قفصه ، ليكتب حرا صورا للسينما ويتصيد فراشات الجمال
"استطيع ان ارسمه فوق كفى مزدانا باضواء النجوم ، سوف انجح فى ان اجعله يملأ فراغ الروح ويلتقط الصدى من تاريخ استوديو مصر ، فى صباح قريب سارى الخضره حولى واستطيع ان امد يدى لألتقط ازهارا لاتنبت فى اى مكان
توقف فجأه وسألنى
هل تعتقد ان عبد الناصر كان يتحدث عن بحيره ، ويوهمنا انه يتحدث عن بحر ؟

صديقى الغالى احمد متولى
لقد عشنا حكايات كثيره ، وخضنا معارك صغيره وكبيره ، وعملنا معا ونحن على وفاق ، ونحن على خلاف ، ، ولكن ماتبقى لنا الآن هو قدرتنا على تجاوز كل شئ ، والتمسك بكل مابقى لنا من قوه الاصرار لمواصله معركه الحياه مابقيت فينا روح
... من اجلك ومن اجل الاصدقاء المعدودين الشغوفين بالانصات لحكايتك - حكايتنا ، سوف اواصل بعضا منها وهى نقاط من بحر ، لعل دعواتهم لك بالشفاء تكون مستجابه ولعل ذلك يخفف ماتعانيه من الم ........ سيد سعيد



#سيد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجرد انطباع من عابر سبيل
- سؤال عن النخب
- كان اسمه شادى
- بحر لملئ عينى
- أبعاد ومعضلات التنمية الثقافية
- عن فنان المونتاج : احمد متولى


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سيد سعيد - المشاغب - حالات وتجليات استاذ المونتاج احمد متولى