أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فخر الدين فياض - بغداد 2005 لحمي على الحيطان لحمك ..ياابن أمي














المزيد.....

بغداد 2005 لحمي على الحيطان لحمك ..ياابن أمي


فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 1326 - 2005 / 9 / 23 - 08:54
المحور: حقوق الانسان
    


بيروت 1975
ميليشيا وشعارات ورصاص..
يتناول الأطفال (سندويشة) الزعتر مغمسة برعب اللحظات الآتية.. أصوات الـ(بي سفن) والدوشكا تدمي القلب.. فينكفىء داخل الصدر حزيناً..
طوائف خرجت من كهوفها تبحث عن فرائسها.. هراوات وسيوف صدئة.. تعبث بجسد (غريب).
حواجز تصطاد (هويات) الأشخاص.. تبحث في خانة (المذهب) أو (الدين).. ليمضي الخنجر عميقاً داخل لحم الرقبة.. وتمضي الروح سوداء صارخة نحو خالقها!!
ميليشيا وشعارات ورصاص..
ترفع لواء (الوطن) ضد الآخر، وتمضي (مجاهدة) نحو (تطهير) الجغرافيا والتاريخ.. والقذيفة لا تميز بين المقاتل والسنبلة، ولا تميز بين المتراس والمرأة التي تحضن رضيعها.. ولا تميز بين ناقلة جنود و(بوسطة) رياض الأطفال.
يجلس قناصان خلف ثقب في الجدار ويتراهنان على تلك (الحبلى): في رحمها ذكر أم أنثى؟!!..
وحدها حربة الكلاشنكوف كانت تعرف جنس المولود!! لا شيء يذكر، إنها نصرانية أو سنية أو شيعية.. أو ما شئت!!. ليست منا!!
(نيوجرسي) ترمي قذائفها على زهرة نرجس قدمها صبي عاشق إلى مراهقة.. والطائرات تخترق الجسد بحثاً عن رغبة حب مختبئة بين الضلوع.. المارينز يفتش النوافذ وأصص النباتات وعرائش العنب.. بحثاً عن صوت فيروز الآتي مع الغيوم الهابطة من الجبال نحو البحر.. أميركا تبحث عن آخر مخابىء الأنبياء.. لتزيل عنهم أردية البساطة والحب.. وتدرّعهم بقاذفات الصواريخ!!
طوائف خرجت من كهوفها.. اغتالت الأشجار والأحلام وعصافير النوافذ الخشبية.. ودقت الأسافين في جسد الوطن..
بغداد 2005
نصحو في الصباح لنبحث عن مياه الشرب وحليب الأطفال.. نبحث في أجسادنا: هل فقدنا شيئاً منها.. عيناً، يداً، قدماً... وهل ما زال القلب في مكانه؟!!
(كم كان عدد القتلى البارحة؟!).
ـ لم يتجاوز المئة!!
(حمداً لله.. مضى نهار آخر).
طوائف خرجت من كهوفها.. تبحث في عتمة الجاهلية عن (الآخر).. وأميركا تقدم (هداياها) للشوارع التي امتلأت بالأشلاء: مارينز وأباتشي وقذائف (ذكية) تعرف طريقها نحو القلب..
أغنية كربلائية تنبعث من منزل قريب.. ونخيل المساجد اتشح بعصابة سوداء..
وعلى إيقاعات (شيكاغو) تنفجر المدن والمدن المضادة!! قتيل هنا وقتيل هناك.. إرهاب ينبعث من عمق آبار التكفير..
وإرهاب دولة ينبعث من عمق آبار النفط.. التي تمتد من بغداد.. إلى تكساس!!.
(يبذل الرؤساء جهداً عند أميركا لتفرج عن مياه الشرب
ـ كيف سنغسل الموتى؟
ويسأل صاحبي.. وإذا استجابت للضغوط فهل سيسفر موتنا عن: دولة.. أم خيمة؟!)
وهل سيدعمنا الجوار.. أو الأمم المتحدة.. أو أميركا؟!!
سنظل وحدنا.. غنيمة لكل هؤلاء!!
لأن أميركا قررت أن بغداد ميؤوس من طاعونها.. فأغلقت الأبواب.. وبدأت المحرقة.
(وحدنا نصغي لما في الروح من عبث ومن جدوى
وأمريكا على الأسوار تهدي كل طفل لعبة للموت عنقودية
يا هيروشيما العاشق العربي.. أمريكا هي الطاعون، والطاعون أمريكا).
لا تصدق أن بغداد أو البصرة أو الموصل أرادت ذات يوم أن تشوه العراق ببدعة الطوائف أو التقسيم أو الفيدرالية!! لا تصدق.. وحدها أميركا لا تريدنا وطناً!!
وحدها أميركا فتحت نفقاً في عتمة التاريخ وأخرجت (الخلايا النائمة) من عمق سحيق لتتحدث بلغة طائفية!!
لا تصدق.. (لحمي على الحيطان لحمك.. يا ابن أمي!!)
لا تصدق.. ما زلنا ندفن موتانا سوية، ونبكي فراق الأحبة معاً!!
بيروت (2005) تبكي بيروت (1975)... تبكي ضحايا الطوائف وضحايا إسرائيل وضحايا أميركا..
وبغداد هل تحتاج إلى (عدّاد) للقتلى.. وسيل من دماء أبنائها .. لتبكي نفسها ثانية وثالثة ..وللمرة الألف، وتعلن توبتها عن (الطوائف) وتعود إلى الوطن كما هي عودة الابن الضال؟!!...



#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)       Fayad_Fakheraldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاكرة ...قصة قصيرة
- فرسان الطاولة المستديرة ..والفيدرالية
- حوار مع حسن عبد العظيم الناطق باسم التجمع الوطني الديموقراطي ...
- الإصلاح التاريخي ..سوريا إلى أين؟
- !!( الديموقراطية أولا وإلا ..(كش مات
- اللهم أنقذنا من (إنسانية) جورج بوش !!
- النافذة قصة قصيرة
- نحن محكومون بالحرية
- شآم نزار قباني ..والورثة
- المثقف الديموقراطي بين جورج بوش ..والحجاج بن يوسف الثقفي
- !!كيسنجر ..وعرب 2005
- الأيديولوجية تغتال الفكرة رد على الردعلى_ لاتنتقدوا النظام ا ...
- مورفين الخوف
- امرأتان.. في ظل النظام العالمي الجديد
- لا تنتقدوا النظام السوري في لبنان حتى لا يغتالكم - الشرق الأ ...
- مصباح -علي بابا-.. والديموقراطية!!
- فيدرالية.. ومن بعدي الشيطان!!


المزيد.....




- شتاء الخيام فصل يفاقم مأساة النازحين في غزة
- رئيس هيئة الوقاية من التعذيب في تونس ينتقد تدهور الوضع في ال ...
- هكذا تتعمد قوات الاحتلال إعدام الأطفال.. بلدة يعبد نموذجا!
- المكتب الحكومي يطلق نداء استغاثة لإنقاذ النازحين في غزة
- خامنئي: أمر الاعتقال بحق نتنياهو لا يكفي ويجب الحكم بالإعدام ...
- سجون إسرائيل.. أمراض جلدية تصيب الأسرى
- قصف وموت ودمار في غزة وشتاء على الأبواب.. ماذا سيحل بالنازحي ...
- هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم ...
- الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف ...
- وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فخر الدين فياض - بغداد 2005 لحمي على الحيطان لحمك ..ياابن أمي