مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 4766 - 2015 / 4 / 2 - 09:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بالأمس قتل شفق يايلا و هو يحاول أن يقتص من قاتل بيركين إيلفان , قتلتهما نفس الرصاصات .. ليس وجه شفق البريء فقط , بل "جريمته" نفسها , فعلته "الإرهابية" , بريئة جدا , مثل ضحكة بيركين الطفولية .. وراء كم الهراء عن المؤامرات الذي تلوكه اليوم الصحافة التركية "الوطنية" , تتهرب كلها من السؤال فيم إذا كان بمقدور شرطة إردوغان إنهاء احتجاز شفق و رفيقه للقاضي كيراز دون الحاجة لكي تقتل الجميع , لتصدر و تنفذ حكم الإعدام مرة أخرى ببيركين إيلفان .. في الكلام عن العنف دائما شيء غير إنساني , بالنسبة للضحية على الأقل , و ظاهريا على الأقل .. لا يكفي أن القاضي كيراز حصل على جنازة رسمية , و أن رجل دين مهم ألقى العظة الأخيرة عند جثمانه الممدد , و لا أن أردوغان ينوي تعزية أسرته بنفسه .. و لا تكفي أيضا مزاعم الصحافة المناوئة لإردوغان أنه ربما كان ينوي توجيه الاتهام للشرطيين الذين قتلا بيركين بالفعل .. لا يمكن هنا إلا أن نسجل أن أسوأ أنواع العنف هو العنف المؤسسي , المنظم , الممنهج , و "القانوني" , للدولة .. فالقاضي كيراز , ضحية شفق المفترضة , لم يرتكب أي "ذنب" , أو "جريمة" , كل رجال القانون و كل رجال الدين على هذه الأرض سيقسمون بأغلظ آلهتهم و دساتيرهم و قوانينهم على ذلك .. لم يكن القاضي في نهاية المطاف إلا رجلا مهمته تطبيق مواد القانون الذي يحفظه , و التي تبرأ قاتل بيركين الحقيقي , التي تعني شيئا واحدا أن بيركين ( و الملايين أمثاله ) لم يكن يستحق الحياة في تركيا إردوغان و الجنرالات و فتح الله غولن و الكماليين و الجندرمة الخ الخ .. إن عنف شفق بالأمس ليس إلا رد فعل على عنف السلطة التي قتلت بيركين , على "عدالتها" , على عدالة أرض و سماء السادة و كلابهم .. دعا إردوغان بيركين ذا الخمسة عشر عاما , الذي قضى العام الماضي بعد غيبوبة استمرت تسع شهور : "إرهابيا" , في الوقت الذي يجب أن يطلق هذا الوصف على القاتل الحقيقي .. مجرد نبوءة : هذا "الإرهاب" سيستمر , سيستمر في ملاحقة قاتل بيركين , ما استمر دم بيركين يبحث عن قاتله
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟