|
ازدراء اليهودية و المسيحية في القرآن
موريس رمسيس
الحوار المتمدن-العدد: 4765 - 2015 / 4 / 1 - 22:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يستيقظ المسلم يوميا قبل الفجر بقليل لكي يسب و يلعن على اليهود و النصارى (المسحيين) و يدعى عليهما أثناء صلاة الفجر و يتكرر نفس الأمر سبعة عشر مرة يوميا في صلواته الخمس و يتضاعف العدد تقريبا لو أقام المسلم باقية الصلوات من نوافل و سنن و خلافه .. في سورة الفتحة يصلى المسلم إلى ربه لكي لا يكون مصيره مثل مصير - المغضوب عليهم من (اليهود) و لا مثل مصير الضالين من (المسحيين) - و هو في الغالب لا يعلم من هؤلاء إلا أذا كان من أحدى الشيوخ أو من المتدينين أو من الملتزمين المتبحرين .. التفسير السابق و الشائع بين المسلمين يعتبر مسبة و ازدراء و احتقار لكلتا الديانتين و لأتباعهما و يجب تأويله
يؤمن المسيحيون على مدار تاريخهم في الشرق و الغرب منذ مجمع نقية عام 325م و من قبله أيضا بكون - السيد المسيح (100%) إنسان و (100%) إله -في نفس الوقت و هو الإله المتجسد ( أي المتخذ جسد إنساني و أي الظاهر في الجسد ) - و ليس العكس كما يدعى المسلمين يعتبر مجمع نقية أول المجامع المسكونة و قد تم فيه صياغة بنود قانون الأيمان المسيحي (1*) بواسطة أثناسيوس الرسول (المصري) و القانون يعتبر بحق دستور الأيمان و الأساس العقائدي الذي تؤمن بيه جميع الكنائس في العالم و يحفظه كل مسيحي في العالم عن ظهر قلب منذ نعومة أظافرة بالإضافة إلى حفظة للصلاة الربانية (2*) قانون الأيمان و الصلاة الربانية يعتبران ملخص للعقيدة و الأيمان المسيحي من خلال كلمات الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد مثل / الإله الواحد / الوحدانية الجامعة للأقانيم المتساوية / التجسد الإلهي / الصلب / القيامة / الكفارة / الخلاص / المعمودية / المغفرة / المحبة / ...
*** الوحدانية الجامعة تخيل مثلث كبير متساوي الأضلاع تم رسمه على الأرض و لكل ضلع منه لون يختلف عن الأخر ، فعندما تقف بمجازاة أي ضلع باعتباره قاعدة للمثلث ستجد مساحته لا تتغير في الحالتين الأخيرتين - و لكي يستمر المثلث قائم بذاته فلا يمكن إلغاء أي ضلع من أضلاعه الثلاثة و هكذا - الآب و الابن (العقل/الكلمة) و الروح القدس - إله واحد في وحدانية جامعة لأقانيم متساوية في الجوهر
مما سبق أردت التأكيد على كون العقيدة و الإيمان المسيحي يعتبران حاله مستمرة لما كان عليه الأمر منذ عهد المسحيين الأوائل (325 م) و ما قبل هذا التاريخ ، كما أن العقيدة أو الأيمان لم يحدث لهما أو عليهما أي تغير يذكر أتى محمد برسالته بعد ذلك التاريخ بثلاثة قرون ثم أدعى أتباعه من بعده بتحريف الكتاب المقدس دون الإتيان بأي دليل أو بينة لكونهم في الحقيقة أرادوا تفادى الإجابة على الأسئلة الكثيرة الموجهة إليهم من استفسارات خاصة بالنقص و التناقض المتواجد في قصص الأنبياء و في الأحداث التاريخية المنقولة عن الكتاب المقدس ، لذا هم يُعتبرون ازدراء و احتقار اليهودية و المسيحية و معاداة أصحابها حتمي و بمثابة الخط الدفاعي الأول للحفاظ على الإسلام من الانهيار و الخشية من انفضاح الأمر و معرفة أصل الحقيقة المَخفية عن الأحداث التاريخية بالكتاب المقدس
أدعى كاتب القرآن أن اليهود يقولون - عُزير ابن الله - و اختلط عليه الأمر و الأسماء فى سورة التوبة - وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ-;- ذَٰ-;-لِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ-;- يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ-;- قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ-;- أَنَّىٰ-;- يُؤْفَكُونَ (30) .. ليس هناك ما يسمى - عُزير - نهائيا على مدار التاريخ اليهودي القديم و الحديث فهم لا يطلقون على أبنائهم هذا الاسم أبدا ، لكنني لا أجد غير رجل الرب "عذرا" الذي رجع مع الفوج الثاني من اليهود إلى أورشليم من أرض السبي في بابل العراق و أعتبره اليهود حينئذ منقذهم و مخلصهم من السبي و شبهوه (البعض منهم) بموسى النبي
*** صلب المسيح الإنسان و ليس المسيح الإله ساوى المسيح (له المجد) نفسه بالإله الخالق قائلا / أنا في الأب و الأب فيا / من رائني فقد رأى الأب / أنا و الأب واحد / أي معادلا نفسه بالإله الخالق ، عندما فهم اليهود التجديف على الذات الإلهية ، حرضوا عليه أمام الرومان كما طالبوا و وافقوا على صلبه من قِبلهم (الرومان)
الأفعى (الحية) في المسيحية ترمز إلى الشيطان ، عندما وبخ المسيح (له المجد) بعض اليهود قائلا لهم - يا أولاد الأفاعي - فقصد بالقول - يا أبناء الشرير / يا أبناء الشيطان (روحيا) - بسبب أعمالهم الرديئة و خطاياهم الكثيرة و لكون المؤمنون الأتقياء يَدعون - أبناء الرب (روحيا) - و يعتبر ذلك القول من قبيل التوبيخ و ليس من قِبيل الاحتقار و الازدراء
قام كاتب القرآن بازدراء اليهودية و المسيحية كعقائد دينية مختلفة و احتقار أتباعهما عندما شبههما في سورة المائدة بقوله - قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰ-;-لِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ-;- مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ-;- أُولَٰ-;-ئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ (60) - كما ذاد من سخطه على اليهود بسخطِهم و نسخِهم إلى قردة في سورة الأعراف بقوله - فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) و فى سورة البقرة بقوله - وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65)
أدعى كاتب القرآن مرات عدة في القرآن أن اليهود و المسيحيين كفرة و مشركين مثلما في سورة المائدة بقوله - لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۚ-;- قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ۗ-;- وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۚ-;- يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ-;- وَاللَّهُ عَلَىٰ-;- كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) .. يترتب على تلك التهمة و المسبة أن تُهان الكرامة الإنسانية و تُحلل / الأموال / النساء / الأولاد / سفك الدماء / القتل / .. يعرف الطفل المسلم منذ نعومة أظافره أن تكفيره للأخر يعتبر مسبة و تحرض ضمني على قتله و سفك دمه
أدعى كاتب القرآن ضمنيا أن ، اليهود و المسيحيون - أنجاس - لكونهما كفرة و مشركون و يعتبر الوصف اشد قسوة و ازدراء من كلمة - أوساخ - و تناسى أن الكاتب أن والديه يُعتبران أيضا - أنجاس أوساخ - بالتبعية لكونهما كفرة مشركين كما هو الحال في سورة التوبة - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰ-;-ذَا ۚ-;- وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ-;- إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28)
أدعى كاتب القرآن أن ، المسيحيون يعتبرون - اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ - قاصدا بذلك - الله والمسيح و مريم – و مدعيا زورا أن ، المسيحيون يعبدون ثلاثة إلهه مختلفة على الرغم من عدم وجود هذا الفكر بين جميع الهرطقات و الخرافات المسيحية التي كانت منتشرة في الشرق وقته و يندرج هذا الإدعاء الكاذب أيضا تحت مسمى ازدراء و احتقار المسيحية و المسيحيين
أدعى كاتب القرآن أن اليهود اعتبروا العدرا مريم زانية و قام بتشويه قصة ولادة المسيح ، كما وصل بيه الخيال بإدعائه بلا أدب و لا احترام أن - الله نفخ في فرجها - لكي تلد لنا السيد المسيح (له المجد) و يندرج هذا الإدعاء أيضا تحت مسمى ازدراء المسيحية في سورة مريم
أدعى محمد في قرآنه أن اليهود لا يفهمون التوراة و لا يعملون بما فيها و سبهم في سورة الجمعة بقوله - مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ-;- بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ-;- وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)
لا يكف المسلمون طوال تاريخهم عن التحريض على اليهود و المسيحيين من خلال شيوخهم و من الترديد المستمر لما سبق ذكره في المساجد و المدارس و المحافل و المنابر الإعلامية المختلفة و تعمد ازدراء و احتقار اليهودية و المسيحية - لكنى أرى نهاية الظلم قد حانت و اقتربت في الأفق
مرفقات ـــــــــــــــــــــــــــ (1*) قانون الأيمان المسيحي - http://st-takla.org/Prayers-Slawat/Pray-Archive-11-20/Coptic-Prayer-14-Coptic-Faith-Canon_.html - كتاب قانون الإيمان لقداسة البابا شنودة الثالث - http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/35-Kanoun-El-Iman/Christian-Faith__00-index.html (2*) كلمات الصلاة الربانية من الإنجيل المقدس - http://st-takla.org/Prayers-Slawat/Pray-Archive-01-10/Coptic-Prayer-01-The-Lords-Prayer_.html
#موريس_رمسيس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصادر التطرف و الإرهاب في القرآن
-
شادى فى الجنة - قصة صغيرة
-
حبيبة فى الجنة - قصة صغيرة
-
القرآن المبسط (الطبعة الثانية)
-
انا الفرعون
-
الهروب إلى النار - قصة قصيرة
-
الفوضى و الأضعاف و التفكيك مشروع إنسانى
-
لعبة الجن و العفريت - قصة قصيرة
-
مؤامرات الربيع العربى
-
غزوة السجون و الأقسام
-
فوضى الهوية و الحرب الأهلية
-
نعتوا ناعوت
-
الله أكبر الرجيم
-
أنا الفاعل
-
أمة
-
أبو خارى
-
داعش الإيمان
-
عار عليك
-
بَدَور عليه – (ترنيمة)
-
ما المقصود ب فرج الله؟
المزيد.....
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|