سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4765 - 2015 / 4 / 1 - 07:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من المحزن ان تاريخ البشريه فى اغلبه تاريخ ظلم و قهر.و فى التاريخ الالاف الامثال من كل مكان على الظلم الذى لحق بعامة الناس من قبل الحكام.و قد وصل الامر الى مراحل جنونيه حين احرق نيرون روما ليستمتع برؤيه المدينة و هى تحترق.
لكن مع اشتداد الظلم و شعر الانسان بالعجز امامه يزداد الخيال الشعبى الذى يبدا بانتاج خرافات تساعده على تحمل الظلم .
ليفى ستراوس الانثروبولوجى الفرنسى كان اول من حلل بنيان الخرافات التى وصلتنا عن الشعوب القديمه ووجد انها سعى للتكيف مع الظروف.
و بالفعل كما اشار مايكوفسكى و هو انثرولولوجى اخر فان الخرافه تزداد بازدياد مستوىات الخطوره .درس مايكوفسكى حكايات صيادى الاسماك لدى الشعوب الاصليه فى المحيط الهندى فوجد صلة بين نوع الخرافات بين الصيادين الذين يصطادون على الشاطىء حيث الامان النسبى و الصيادين الذى يصطادون فى عمق البحر حيث تزداد المخاطر .و ووجد ان الخرافات و الخيال الخصب اكثر عند الذين يصطادون فى عمق البحر حيث يتم انتاج خرافات عن حيوانات بحريه خرافيه.
و كلما يزداد الظلم و قسوة الظروف تزداد الحاجة الى مسكنات دينيه و شبه دينيه لاجل مساعدة الانسان على التحمل . هذه ليست ظاهره مرتبطه فقط بالشرق الاوسط عن عوده اشخاص منتظرين لاجل الخلاص و اصلاح الكون و اقامة العدل الخ
بل نجدها ايضا فى اساطير الشعوب الاصليه فى امريكا الجنوبيه . على سبيل المثال قصة الطوفان موجوده ايضا فى امريكا الجنوبيه و هى تحمل نفس فكرة الطوفان البابلى حيث يحصل تدخل الهى على نحو خاص على ضوء اتشار الفساد و يتم انتقاء اشخاص معينين و اغراق الكون كله .
و طبعا كلما كان المجتمع غارقا فى الجهل و كلما غابت التفسيرات العلميه و تزداد الخرافات و الاساطير كونها التعزيه الوحيده لللانسان التىى تقدم له نوع من التعويض عن الظلم الذى يتعرض لها .و لذا من سمات هذه المجتمعات هو انتشار ظاهرة القضاء و القدر و بهذا يصبح الظلم امرا قدريا و ليس صناعه بشر يمكن تغييره .و بهذا يتم تفسير كل شىء من الظلم حتى فى الامور العاديه . و حتى حادث السير ان حصل بسبب ضعف الاضاءه فى الشارع مثلا يتم التركيز على القضاء و القدر و ليس على السبب الحقيقى الذى ادى الى الحادث.
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟