أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الكائنات العلائقية














المزيد.....

الكائنات العلائقية


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4764 - 2015 / 3 / 31 - 21:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في أبسط معانيها، الكائنات العلائقية هي تلك ’المُعلقة‘ كينونتها ذاتها على سواها من كائنات أخرى ذات كينونة مكتفية بذاتها نسبياً، قادرة بذاتها على الإتيان بالفعل ورد الفعل، أو الحركة عبر المكان والزمان. فالكائنات العلائقية هي- بحد ذاتها- والعدم سواء، لكن في علاقتها مع الكائنات المحسوسة المكتفية بذاتها نسبياً تصبح ذات حضور طاغي وكيان عملاق قد يتجاوز في قوته مجموع القوى الفردية لجميع تلك الكائنات المكتفية بذاتها نسبياً المنتظمة معها في علاقة. فيما يلي مثالين اثنين فقط لمثل هذه الكائنات العلائقية التي رغم كونها غير قادرة بذاتها على الوجود والاكتفاء النسبي، لكن بمجرد أن توجد من مخاض تنظيم علائقي ما فيما بين كائنات مكتفية بذاتها نسبياً تتحول إلى مارد عملاق قادر على أن يتمثل في جوفه جميع تلك الكائنات نفسها التي قد وهبته وجوده وكينونته.

الدولة. بغير علاقة تنظيمية دولاتية مبنية على أسس وقواعد محددة تلبي الحد الأدنى المطلوب لقيام مثل هذه العلاقة بالذات، لا يتبقى مكان جميع الدول القائمة حالياً والمعترف بها من الأمم المتحدة سوى أرض ممتدة بلا حدود، وأفراد أو جماعات كل منهم يتدبر قوته وحاله بساعديه. لن تكون ثمة كيانات تدعى دول مثل الولايات المتحدة أو روسيا أو اليابان أو السعودية أو مصر أو حتى دولة جنوب السودان. فمثل هذه الكائنات غير موجودة بذاتها، إنما وجودها مرهون على وجود كائنات مكتفية بذاتها نسبياً (بشر) أولاً، ثم تطور علاقة تنظيمية فيما بينهم بهذا الاتجاه ثانياً. وفقط بعد قيام مثل هذا الكيان العلائقي/التنظيمي الدولاتي، مثل جمهورية مصر العربية، يمكن الحديث عن مثل المصريين؛ قبل ذلك ليس ثمة وجود لمثل هذه الكائنات (المصرية) على الإطلاق.

لو لم يوجد أفراد أو مجموعات من البشر ليطوروا فيما بينهم علاقة تنظيمية معينة تفضي عند عتبة ما إلى نشأة كيان جديد يدعى ’مصر‘، لما ظهرت إلى الوجود أبداً كيانات تنعت ’مصرية‘ ولبقيت على حالها كما كانت لسنين طويلة قبل اكتمال هذا التطور، مجرد ’أفراد أو مجموعات‘ بشرية تحيا حياة بدائية أقرب لأفراد وقطعان الحيوانات في البراري المفتوحة حتى اليوم.

الله. مثل الدولة، الله هو أيضاً كيان علائقي بامتياز. فلولا تطور علاقة تنظيمية بهذا الاتجاه فيما بين الكائنات المكتفية بذاتها نسبياً (البشر) أفضت عند عتبة ما إلى نشأة مثل هذا الكيان العلائقي، لما كان أي من البشر قد سمع أو عرف عن مثل هذا الكيان أي شيء على الإطلاق، حتى لو كان موجوداً بالفعل في مكان ما عبر الفضاء الشاسع سواء في وجود كامل مكتفي بذاته بالمطلق أو ناقص مكتفي بذاته نسبياً أسوة بالبشر. فالله ذاته هو مخلوق ’العلاقة التنظيمية الدينية‘ فيما بين أفراد أو جماعات البشر أنفسهم، وليس هو الخالق لها.

ثمة صفة جوهرية نستطيع أن نعرف بها الكائنات العلائقية- القدرة على التطور البنيوي التاريخي، أو طواعيتها للتفكيك ثم إعادة التركيب في أشكال بنيوية (كينونية) جديدة ومبتكرة. فلا أحد يستطيع أن ينكر أن الكيان الدولاتي قد مر بمراحل وأشكال تطورية بنيوية عديدة، عبر عملية من التفكيك ثم إعادة التركيب، حتى بلغ كيانه البنيوي الحالي؛ وحتى في كيانه الحالي، لا يمكن أبداً المساواة في درجة التطور البنيوي الدولاتي، مثلاً، بين الدولة الإثيوبية ودولة النرويج؛ كذلك لا يمكن أبداً لعاقل أن يجزم بأن الشكل البنيوي الدولاتي الحالي هو نهاية رحلة الارتقاء والتطور الدولي، أو أنه سيبقى ثابتاً على حاله بالضبط بعد مرور مائة أو خمسين أو حتى عشر سنوات من الآن.

بالمثل لا يستطيع أي مؤمن بإلهه مهما تطرف به إيمانه بهذا الإله أن يدحض حقيقة أن إلهه نفسه- وكتبه ورسله ومقدساته وثوابته- هو وريث لإله قد سبقه مباشرة، الذي كان بدوره وريث لإله- أو آلهة- سابقة عليه هو الآخر، عبر رحلة ارتجاعية متصلة حتى بداية نشأة معرفة (علاقة) الإنسان بالإنسان، ومن ثم تطور معرفة (علاقة) الإنسان بالآلهة كما لا تزال تبرزها نحتاً وتصويراً آثار الإنسان القديم المتناثرة حول المعمورة، بخلاف ما لا يحصى عدداً من بقايا هياكل المعابد والأضرحة والأهرامات والمقابر.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكائن العلائقي
- المكتفي بذاته النسبي
- المكتفي بذاته المطلق
- الكلمة الناقصة
- إنها يد الله أيضاً
- ماذا أنت فاعل بنا؟!
- ارسم إلهك بنفسك
- الفاشية الدينية والفاشية العلمانية لا تستويان
- حرية التعبير لمحمد وتشارلي
- الإسلام الأزلي وإشكالية الصراع المحتوم
- عرض العصبجية العربية
- وهل فعلاً ثورة 23 يوليو أقامت عدالة اجتماعية؟
- اللادولاتيون العرب
- ماذا يريد الفلسطينيون؟
- علوم الإنسان والأديان
- تبضيع الأنثى
- لعبة الثعبان والفأر
- سويسرا الشرق؟!
- جمهورية كردستان الديمقراطية
- آفاق الديمقراطية في البيئة الصراعية العربية


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الكائنات العلائقية