أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم الخياط - يا فضائيات هذه بعقوبة الحقيقية














المزيد.....

يا فضائيات هذه بعقوبة الحقيقية


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 1326 - 2005 / 9 / 23 - 08:35
المحور: الصحافة والاعلام
    


هي مشاجرة ، اقل من عادية ، هرعت بعدها شرطة النظام المقبور إلى تفتيش البيوت الحزينة في قرية ( جيزاني الجول ) في أعالي الخالص فعثروا على بندقية غير مرخصة في دار ختيار تعرف القرية اجمعها سيرته البيضاء الا وهو ابو ماجد … أخذوا أبا ماجد مع أداة الجرم إلى سراي الخالص .. أودعوه التوقيف .. حرروا الأوراق التحقيقية بعد استجواب صوري .. أطلقوا سراحه بكفالة شخص ضامن على ان يحضر أمام القاضي بعد أسابيع ثلاثة … حضر ابو ماجد وهو لا يدري بان رهطا من صحبه ومن أكابر عشيرته قد سعوا خيراً له … تكرمة لماضيه النقي ، وحاضره الأنقى ن وعرفانا لصفو العلائق وحميم التآخي ، وتودداً او تحسباً من بعض الساعين ليوم اسود قد يصيبهم ( وأصابهم ـ اللهم لا شماته ) فيجدون في ابي ماجد حمالة لخطاياهم الكثر ـ وحاشاه ـ حضر المحكمة أمام القاضي صائب البياتي وكاتبة تحرير المحكمة ، فإذا بالقاضي يملي عليها بعد ديباجة مكررة معادة معروفة :
…. وحسب كتاب شعبة الخالص لحزب البعث .. المرقم كذا … في كذا … تبين ان البندقية كلاشنكوف نصف أخمص المرقمة ( … ) هي عائدة للشعبة أعلاه ، لذا امرنا نحن قاضي … وقبل ان يكمل عبارته ، قاطعه ابو ماجد بأدب جم ، وبتوازن جميل :
ـ عفواً سيدي القاضي .. لا صحة لما وصلك …
• ماذا ؟
ـ كما أقول لك يا جناب القاضي … لا صحة لما وصلك … فالشعبة الحزبية تكذب … وأنا من أوائل الستينات قد استضافتني سراديب حامية السليمانية ، ونقرة السلمان ، وسجن بعقوبة ، وسجن الكوت ، وسجن الحلة ، ، وأقبية قصر النهاية والأمن العامة ، لست على أيما استعداد ان تقول قريتي المقهورة ان شيخها العتيد قد جبن .
وضع القاضي الحكيم قلمه على الطاولة .. وببطء قاتل سحب نظارته ، واخذ يداعبها ، وهو ينظر ملياً لجبل واقف على قدمين أمامه … أطرق برهة .. تململ .. أرخى عقدة ربطته حتى قال :
• يا عم ..ان كاتبة الضبط هذه ، هي قريبتي .. فلا يساورني خوف لو أشرت عليك بأمر أمامها .. يا عم .. أني أعلن تضامني معك .. ولذا اطلب منك ان تأتيني بأحد أولادك كي احكم عليه بدلاً منك . فهذا أقصى ما اقدر عليه .. وحسبي الله في ما اقضي …
إرتضى البطل الأشيب استشارة القاضي ، فذهب إلى البيت ، وما ان دلفه حتى نادى على ابنه البكر ـ ماجد ـ الذي تعدى عقده الثالث بسنتين .
ـ ماجد
• نعم أبتاه
ـ اذهب بعد غد إلى المحكمة ، وسيصدر عليك حكم بالحبس ، تحملها يا بني … فهذا أهون من أن يقال أن أباك الذي إجترح الرفض الشيوعي منذ عقود سحيقة قد لان عوده .. هيهات ان يقال عن مربيك وأبيك " أبو ماجد صار بعثياً!"
هو مهدي حسين مهدي الربيعي من علّية أهالي ( جيزاني الجول ) وحدث ما حدث عام 1996 والخالص قاطبة تشهد بإكبار على هذه المأثرة التي قلما تُثنّى …
وامتثل الشاب ماجد لتوجيه أبيه او قل مسؤوله ’ ففلح ، وارتكن زاوية في سجن بعقوبة ، السجن نفسه الذي ضم صفوة هم الاكثرون من أبناء شعبنا المكافح الصابر طوال الحقب

السود ، وما أكثرها في تاريخنا ، بقي الشاب ماجد شهوراً ستة في معتقله الذي لم يخل يوماً من مثلائه ، من رفاقه ، بل من قادة حزبه وشعبه ، وها قد ذهب الأسود الشمولي ، وذهب الغراب ، وكيان حركتنا الوطنية بقي نقياً بشهدائه ،بقاماته ، بنسائه ، بأسماء أعضائه وأصدقائه ، وأحبابه ، ومنهم شيخنا الجليل ، ختيار محافظة البرتقال .



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انه اتحاد ادباء العراق
- حتى لا نعيد مأساة عبد الكريم قاسم
- ادباء المنفى بين جريدة الصباح ووزارة الثقافة
- عن الشعر والشيوعية ووزارة الثقافة


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم الخياط - يا فضائيات هذه بعقوبة الحقيقية