أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - عن غزوة تشارلي هيبيدو














المزيد.....


عن غزوة تشارلي هيبيدو


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4763 - 2015 / 3 / 30 - 13:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم ترد داعش من هجومها على تشارلي هيبيدو معاقبة رساميها على سخريتهم مما تعتبره مقدسا , بل معاقبة المسلمين الذين يعيشون في الغرب على صمتهم عن فعلة رسامي تشارلي هيبيدو .. رسالة داعش كانت واضحة جدا : حرية الفكر و التعبير ليست جزءا من "هوية" ملايين المسلمين , على العكس , هي جزء من "هوية" حضارة أو شعب كافر , يجب رفضها و محاربتها و قمعها بلا هوادة .. عند داعش مخرج واحد أمام المسلمين , سواء في وجه العنصرية المتصاعدة ضدهم في الغرب أو الكولونيالية الجديدة للنظام الرأسمالي العالمي : أن يصبحوا جزءا من "دار الإسلام" و حربه مع "دار الكفر" , ما تقدمه داعش لملايين المسلمين ليس إلا الشهادة و النعيم في الدار الآخرة عن طريق قتل الآخر و الذات , بما يخدم مشروعها لإقامة رايخها الخاص .. لكن المجزرة صبت أيضا في خدمة الطبقات الحاكمة في الغرب الرأسمالي , التي استخدمت نفس رسالة داعش لتعزز الأفكار المسبقة العنصرية ضد العرب و المسلمين , لتحول مشاعر السخط عند ملايين الأوروبيين من استمرار الأزمة التي أنتجتها تلك الطبقات الحاكمة نفسها , بعيدا عنها ... الأوروبيون البيض وحدهم من يمكنهم فهم و ممارسة حرية التعبير , حتى عندما يتعلق الأمر بانتقاد الخرافات التي تبقي الشرق في جهل و تخلف , هذا ما تلقفه الإعلاميون و المثقفون و السياسيون الذين يعبرون عن , أو يشكلون مركز المؤسسة الحاكمة و الإيديولوجيا السائدة في الغرب الرأسمالي .. تحاول النخبة الحاكمة و المثقفة أن تعيد شيئا من الجدية لمزاعمها التي توشك أن تنهار من أن النظام الرأسمالي الذي ينتج الأزمات و يسلب الناس العاديين صوتهم إنما هو الذي يمنح حرية التعبير أو يشكل ضمانتها .. في الغرب و الشرق تريد داعش و النخبة الرأسمالية المهيمنة أن تعزز مزاعمها بأن نفس منظومة العلاقات و الأفكار التي تقهر الناس و تهمشهم هي التي تشكل "جوهر وجودهم أو هويتهم" .. إن الحرب على الإرهاب و الحرب الصليبية ضد الإسلام هما وجهان لنفس العملة .. ليست مجلة تشارلي هيبيدو جزءا من ماكينة الإعلام السائدة في الغرب ( المسؤولة عن مسخ حرية التعبير و تحويلها إلى مجرد صورة وهمية من صور المشهد السائد ) , و موقفها من الإسلام ليس مجرد تعالي استشراقي , إنه جزء من رفض أوسع لدور الخرافة في الوعي السائد , لصالح الطبقات الحاكمة أساسا .. كان الهدف منتقى بعناية , لتحقيق ما أرادت داعش مهاجمته بالفعل : حرية التعبير , و تحديدا حرية التيارات و النزعات الثقافية الهامشية في انتقاد السائد و تسفيهه و السخرية منه , و من وراء ذلك حرية المهمشين في التعبير عن أحلامهم و مقاومتهم , الأمر الذي تكفره و تسحقه دون رحمة أينما حلت ..
الحقيقة أنه لا يمكن فهم الخلط بين ضرورة مواجهة العنصرية المقرفة ضد المسلمين في الغرب و بين الإصرار على أن ما جاء به محمد قبل ألف و أبعمائة عام هو "إنساني" , "قابل للحياة اليوم" , و "لا يتناقض مع قيم الحداثة و الديمقراطية" .. هذا ضروري فقط لكل من هو منخرط حتى أذنيه في شبكة علاقات الهيمنة المسماة بالنظام العالمي القائم , الذي يدعي أنه يقوم على قيم "الحداثة و الديمقراطية" .. أتفهم أن يحاول أمير قطر مثلا إثبات ذلك , و أي من "أشقائه" الملوك و الرؤوساء , من أنقرة إلى الرياض , أيضا الملا روحاني , و الملا نصر الله , و سياسيو - رجال بزنس الإخوان الذين يستثمرون المليارات في هذا النظام الدولي , انتهاءا بأي مثقف سلطوي يحلم بدور ما في سلطة ما على هذه "الجماهير" أو "الشعوب" , كل هؤلاء يحتاجون بالفعل إلى "اكتشاف" التوافق بين "قيم الحداثة" و بين "الهوية" الإسلامية .. هذه اللعبة ضرورية بالنسبة لهم .. إنهم يحتاجون هذه "الهوية" جدا , ليس لهم , بل لمن يستعبدونهم .. إن "إيمان" الملوك و الأمراء و الرؤوساء , كل السادة , بالهوية و الدين و الوطن الخ الخ , ليس بأكثر من "إيمان" العدميين و الملحدين بها , كما أن الأخيرون لا يؤمنون بأي شيء إلا أنفسهم فإن الأولون لا يؤمنون إلا بمصالحهم .. "الشعوب" , "الطوائف" "الإثنيات" "الأعراق" الخ وحدها هي التي "تؤمن" بهذه الأمور , لأنها لا تؤمن بنفسها بعد .. أيضا المثقفون و السياسيون الذين تتحدد وظيفتهم في التلاعب بهذه الجماهير و توجيهها و خداعها لحساب السادة : منع الجماهير من "الإيمان" بنفسها , بالتخلي عن كل الخرافات التي تمنعها من ذلك ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البغدادي و الإيغوكرات
- التهليل لمذبحة الفقراء
- على أبواب الذكرى الرابعة للثورة السورية و الربيع العربي
- التعايش السلمي و تأبيد حالة الاستثناء
- عن قيام داعش بإعدام امرأة بتهمة -الزنا- .....
- ترجمة المنشور رقم واحد للمجموعة الألمانية المعادية للنازية , ...
- عن الفردية و التمرد للأناركي الفرداني الإيطالي رينزو نوفارتي
- أناركيون
- لا تقتل لليو تولستوي
- رسالة إلى الخليفة البغدادي
- تعليق على مقال الدكتور عصام الخفاجي جهاديو الحركة الشيوعية و ...
- موقف منظمة أهدوت ( الوحدة ) الأناركية الشيوعية الإسرائيلية م ...
- في نقد الحالة السورية
- في البحث عن -حقيقة-
- سنوات الستينيات و السبعينيات اللاهبة
- العنصرية المعادية للسوريين , و العنصرية المضادة , و موت الأو ...
- رسالة إلى الرفاق الأناركيين الكرد
- زوال أوهامي عن روسيا , لإيما غولدمان
- عن المجموعة الأناركية كرايم ثينك crimethinc
- الدين , و الثورة .. بين التاريخ و الحاضر


المزيد.....




- ماما جابت بيبي..استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل ...
- رئيس بلدية رفح يناشد الدول العربية والاسلامية إغاثة المنكوبي ...
- وزير الدفاع الأسبق: يكشف العقيدة الدفاعية للجمهورية الاسلامي ...
- -ترامب سينقذ العالم من الإسلام المتطرف- – جيروزاليم بوست
- قائد الثورة الاسلامية في تغريدة: كل فلسطين من النهر الى البح ...
- الآغا خان الرابع زعيم قاد الطائفة الإسماعيلية النزارية 68 عا ...
- إيهود باراك: خطة ترامب بشأن غزة -خيال-
- كلمة الرئيس الايراني بزشكيان امام سفراء الدول الاسلامية في ط ...
- الاحتلال يحتجز مركبة ويستولي على كاميرات مراقبة في جنين وسلف ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - عن غزوة تشارلي هيبيدو