أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - لحسن أمقران - المجلس الأعلى للتعليم واللغة الأمازيغية: الإمتحان العسير














المزيد.....

المجلس الأعلى للتعليم واللغة الأمازيغية: الإمتحان العسير


لحسن أمقران

الحوار المتمدن-العدد: 4763 - 2015 / 3 / 30 - 07:45
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


سرّب بعض وسائل الإعلام المغربية من خلال لقاءات المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي وجلساته عزم هذا الأخير اقتراح نقطتين أساسيتين ضمن توصياته التي ينتظر أن يرفعها إلى الجهات المختصة. أولاهما الإبقاء على اللغة الفرنسية "لغة أجنبية أولى"، مع تلقينها للتلاميذ في المدرسة العمومية منذ السنة الأولى، وثانيهما اعتماد تدريس اللغة الأمازيغية كلغة إجبارية في المستوى الابتدائي فقط .
وإذا كنا في هذا المقام سنركز على النقطة الثانية، فإن ذلك لن يثنينا من الإشارة إلى أن تكريس هيمنة اللغة الفرنسية على اللغات الأجنبية يعتبر في تقديرنا اختيارا غير سليم بالنظر إلى موقعها ضمن سلّم اللغات في العالم، في ظل انحسارها ومحدودية ما تتيحه من فرص التواصل والانفتاح على العالم اقتصاديا وثقافيا وتكنولوجيا. فاللغة الفرنسية وبشهادة الفرنسيين أنفسهم أصبحت مهدّدة في عقر دارها، ويبقى من الأجدر بالمجلس المذكور فك التبعية - ولو بشكل جزئي - التي ورثتها الدولة المغربية عن الاستعمار الفرنسي.
إن هذا الاختيار يبقى في نظرنا محاباة لطبقة محدودة في المجتمع المغربي ممن يستفيدون من التبعية المجانية لـ "ماما" فرنسا باسم "النخبة"، ومجاملة للدولة الفرنسية التي تعي جيدا أن الفرنكوفونية أضحت عاجزة عن مواكبة التحديات وتعمل جاهدة للتخفيف من الإخفاقات عبر تكبيل مستعمراتها السابقة التي تريد منها أن تحفظ ماء وجهها.
عودة إلى النقطة الثانية، نقطة اعتماد تدريس اللغة الأمازيغية كلغة إجبارية في المستوى الابتدائي، فلا بد في البداية أن نشير إلى أن "الصوت الأمازيغي" يبقى خافتا إلى درجة كبيرة في تشكيلة المجلس المذكور في ظل غياب ممثل إطار أمازيغي مستقل ضمن ممثلي المجتمع المدني الستة، وهو ما يبعث على التوجس من حسن النوايا وعدم الاطمئنان على توجهات المجلس.
بعد أن تمّ الحديث سلفا عن آراء من داخل المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي تحبذ "جعل" اللغة الأمازيغية لغة اختيارية في المنظومة التربوية، تسرّب عن ذات المجلس "تراجعه" عن هذا الرأي الجائر، و"استقر" رأيه على اقتراح جعلها لغة إجبارية في المستوى الابتدائي فقط، وهو اقتراح يظل دون مستوى التطلعات والانتظارات.
إن المدخل السليم إلى الإدراج الحقيقي للغة الأمازيغية في المنظومة التربوية يجب ألا يخرج عن المبادئ الأربعة التي تمّ بموجبها "الإدماج المجهض" لهذه اللغة في المدرسة المغربية خلال الموسم الدراسي 2003/ 2004، فاللغة الأمازيغية التي ينتظرها المغاربة في مدارسهم هي اللغة الأمازيغية الواحدة الموحَّدة الموحّدِة مع ما يقتضيه ذلك من التدرج عبر السنوات الدراسية الأربع الأولى، لغة أمازيغية تعمم على المستويات الدراسية عموديا وأفقيا مراعاة لمبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين المغاربة وتمتين اللحمة المغربية، لغة أمازيغية إجبارية لكل المتعلمين المغاربة بوصفها لغة الأرض المغربية ورأسمالا وطنيا يشترك فيه كل المغاربة، وأخيرا، لغة أمازيغية تكتب بحرفها الأصيل المتأصل تفاديا للعودة إلى نقطة الصفر في معركة الحرف التي تمّ إطفاؤها وفق مقاربة توفيقية جبرا لخاطر فئة تريد أن نكتب اللغة الأمازيغية بالحرف الآرامي.
إن هذه المبادئ مجتمعة لو تمّ تفعيلها وتنزيلها بشكل مسؤول، لكانت اللغة الأمازيغية اليوم قد استعادت عافيتها، ولفنّدت ادعاءات من يريدون إعدام اللغة الأمازيغية تارة تحت ذريعة عدم "دراية" التلاميذ بحرف تيفيناغ – وكأنهم يلجون المدرسة وهو متمكنون من كتابة الحرفين الآرامي واللاتيني - وتارة بمبررعدم "إثقال" كاهل التلميذ المغربي "بتعلم لغات كثيرة - وكأن القرعة قد وقعت على اللغة الأمازيغية الوطنية لتكون كبش فداء للغات لم تشهد البلاد عقيقتهما على أرضها - وتارة أخرى بعجز اللغة الأمازيغية عن مواكبة التقدم العلمي - وكأن اللغة الرسمية الأخرى قد نطحنا بها علياء العلوم والتكنولوجيا – وهي في حقيقة الأمر ذرائع تجد مبررها في عداء مرضي للغة الأمازيغية وفوبيا بيّنة للتعدد والأصالة المغربية، وإهانة صريحة للدستور الذي يؤكد رسمية اللغة الأمازيغية حتى وإن كبلها بانتظار قانون تنظيمي أملته جهات ذات نوايا مبيتة.
إن المجلس الأعلى المذكور يتحمّل مسؤولية جسيمة وتاريخية، فهو من سيضع بقوته الاقتراحية خارطة الطريق التربوية، وعليه أن يدرك ويقدّر حجم هذه المسؤولية، وينتصر للموضوعية وإنصاف اللغة الأمازيغية، التي تحتاج إلى تمييز إيجابي – في إطار الإنصاف المعنوي لها والمصالحة مع الذات المغربية الجمعية - بالنظر إلى الحرب الشعواء غير المباشرة التي تشنها بعض الإطارات وبعض الأطراف باسم "الدفاع" عن اللغة العربية، هذا دون إغفال ما عانته هذه اللغة المتجذرة في التربة المغربية من الإقبار والطمس طوال ستين سنة، في ظل سياسة يعقوبية تأحيدية تأسست عليها دولة ما بعد الاستقلال.
إن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي مدعو أكثر من أي وقت مضى إلى أن ينأى بنفسه عن هذه الحرب الإيديولوجية التي تشنها بعض الجهات على الأمازيغية، وأن يغلّب صوت العقل على تحرشات واستفزازات من يسمح لنفسه بالاستهزاء بقيم المغاربة وتوافقاتهم، تلك الأصوات النشاز التي يجب أن تدرك أن اللغة الأمازيغية رأسمال مغربي لن يفرّط فيه أبناء هذا الوطن، ويعلموا أنهم يتطاولون على هوية البلاد، وما تشكله مساعيهم من تهديد حقيقي للأمن الهوياتي واللغوي للمغاربة والذي يضمن السلم الاجتماعي للوطن.
في الختام، يبقى على الدولة المغربية وقف هذا العداء المكشوف للغة الأمازيغية، وجعل هذه القضية فوق كل ركوب براغماتي ميكيافيلي، وكل صراع إيديولوجي ضيق، وذلك عبر التفكير في سن نصوص تجرم معاداة اللغتين الرسميتين للمغاربة.



#لحسن_أمقران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغربنا الكبير الذي يعرّبه الإعلام...
- في عيدك الأممي …عفوا أيّتها المرأة
- من -خلّصنا- من المستعمر الغاشم؟؟
- تاباعمرانت: البرج العالي الذي يرميه الصغار بالحجارة
- النسب الشريف...عودة على بدء
- قانون -ألقاب التمييز- و-الأسماء الأمازيغية- أو عندما تغيّب ا ...
- الأمازيغ والكورد... معا من أجل التحرر
- حزب الميزان وتخليد السنة الأمازيغية
- الأماكنية المغربية أو الهوية الأمازيغية التي لا تبلى
- إلى رئيس الحكومة المغربية...سنة أمازيغية سعيدة
- إلى مجنون الأمازيغ
- الأمازيغية أسمى من الحياة الشخصية للأفراد ...
- رسالة الى عميد الإيركام
- نعم، نحن الأمازيغ في حاجة إلى السلاح
- إلى من يسيء إلى نساء ورجال التعليم...
- شذرات من المشروع الأمازيغي
- بين الأغلبية والمعارضة...تتيه الأمازيغية
- اللًّهُمًّ إِنًّا نًسْألك الأمن كله في وطننا...
- الأمازيغية بعد 13 سنة من تأسيس المعهد الملكي: الواقع المر وا ...
- إلى -الأمازيغ-: إنها آخر السطور...


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - لحسن أمقران - المجلس الأعلى للتعليم واللغة الأمازيغية: الإمتحان العسير