أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - الجزائر: الخطاب الأخير















المزيد.....

الجزائر: الخطاب الأخير


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 4761 - 2015 / 3 / 28 - 20:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


في الذكرى الأخيرة ليوم النصر، خرج رئيس الجمهورية إلى الشعب في خطاب أثار الكثير من الجدل، لقد خرج في الخطاب ولم يخرج به، فالرئيس أو ما تبقى منه بات يمارس حكمه بما يتمتع به من "النية" التي يتم إخضاعها إلى ترجمة عبر خطاب نصي أو عبر صورة تلفزية.

لا يحتاج الأمر إلى جهد، حتى يدرك المستمع إلى الخطاب أو قارؤه أن فقرات النص وعباراته متفاوتة من حيث بلاغتها ومعجمها وأسلوبها إلى درجة الاختلال؛ ولأن الأسلوب "معطى فيزيقي" يعكس حقيقة صاحبه، من منطلق أن "الأسلوب هو الإنسان"، كما شاع عند الدارسين والنقاد، فإن أسلوب الخطاب يعكس اختلالا فادحا في واقع البلاد وواقع السلطة وخاصة واقع الذين التفوا حول صياغة الخطاب بعد أن التفوا على مصير الشعب.

غير أن الاختلال السافر هو انعدام التطابق في المضامين بين النسختين العربية والفرنسية، وعبر هذا الاختلال عن نفسه ودافع عن وجوده باستماتة كبيرة حين حاول تفسير وتبرير هذا الاختلال.

وما يلفت الانتباه في الخطاب هو "معجمه وأسلوبه"، وقد استعانت المخيلة التي أنتجته بلحظات موغلة في تاريخ الاستبداد العربي، استعانت بها كما استعادتها بشكل كاركاتوري يرشح بالرداءة والجهالة، حيث حاول الخطاب أن يحاكي معجم الحجاج بن يوسف وأسلوبه.

وقد أجهد مبدع الخطاب نفسه في البحث عن كلمات بائدة تكاد تكون مهجورة في قاموس التداول العربي على غرار "حناديس، جم، الأشاوس، المغاوير، مهج،.."؛ كما أجهد نفسه في زخرفة بعض الفقرات بالسجع الكهنوتي متوهما أنه بهذا التزويق سيقنع أهل الجنوب بما فاض عن الرئيس من ذكاء خارق.

وقد ترامى منتج الخطاب على أملاك غيره، حيث قرصن المعجم الثوري والإنساني، متهما الاحتلال الفرنسي بأشنع الأوصاف متغافلا أنه وريثه الذي فاقه في الفظاعات.

ولأن خطاب 19 مارس 2015 هو باناشي من السفاسف والترهات، ولأن "اللسان ما فيه عظم" على حد تعبير المثل الشعبي، فقد أوغل الخطاب في بطولات لا وجود لها سوى في "صحفه" التي خطها عباقرته، وسرد كعادته فتوحاته من تونس إلى مالي ومن مالي إلى ليبيا، ولو لم نكن من شهود هذا الزمن لتخيلنا واقعا آخر تماما، ويحار المرء في هذه "الفصيلة" من الناس التي تبتلع الكذب ثم تجتره على مرأى من العالم.

مقتطفات من ردود الفعل إزاء الخطاب:

* مرّ الشاذلي بن جديد ومحمد بوضياف وعلي كافي واليمين زروال الذين تعاقبوا على حكم الجزائر، منذ التعددية، بظروف سياسية وأمنية واقتصادية أصعب وأعقد مما واجهه عبد العزيز بوتفليقة، ولكن لا أحد منهم شبّه المعارضة والصحافة بالاستعمار.. ولا أحد منهم حرّض الجزائريين عليهما بألفاظ أقرب إلى تعليمات حرب ضد عدوّ خطير.( حميد يس)

* قلنا إن إعلام السلطة في الجزائر يعاني من هملة تجاوزت حدود الرداءة وقلة المهنية إلى الجريمة في حق الدولة والمجتمع، وقضية نشر نصين مختلفين لرسالة الرئيس بوتفليقة، بمناسبة 19 مارس، دليل على هذه “الهملة الجريمة”ǃ-;---;--

أولا: كيف مرّ هذا الخطأ الفادح على أجهزة الإعلام في الرئاسة وفي الوزارة وفي وكالة الأنباء، دون أن ينتبه إليه أي واحد من جيش الموظفين الذين يمارسون وظيفة “إعلامي سامي في الرداءة” معيّن بمرسوم رئاسي؟ǃ-;---;--

رابعا: الطريف في الموضوع أن الوزير بعد هذه الفضيحة الإعلامية عمد إلى إطلاق حملة “علاقات عامة” مع بعض الصحافيين والإعلاميين لشرح ملابسات الخطأ، والهدف هو تبرير مالا يبرر.. وواضح أن الأمر لا يمكن علاجه بحملة “علاقات عامة” حتى ولو قام بها الوزير نفسه.. فالأمر يتعلق بعملية إصلاح حقيقي لواقع هملة الإعلام السلطوي، وليس إقناع الناس بأن الأمر مجرد خطأ بسيط يمكن تجاوزه.. لأن هذا الخطأ الفادح لم يكن الأول ولن يكون الأخير، ما دامت نفس الرداءة هي التي تسيّر الإعلام الرئاسي.( سعد بوعقبة)

*من خلال الرسالة الأخيرة الموجّهة للشعب بمناسبة ما يسمى عيد النصر، نستشف أن النظام يعمل على الانتقال إلى مرحلة أخرى من كفاحه ضد إيجاد حلول معقولة للانتقال الديمقراطي السلمي. فالتصعيد الذي شاب الرسالة والاتهامات المبذورة بسخاء على المعارضة، والازدواجية في الخطاب بين النخبة والشعب، كل ذلك يدل على أن كاتب الرسالة، مهما كانت الجهة الفاعلة، يبحث عن شرعية ما لتكميم الأفواه وتهميش الفاعلين السياسيين، والانتقال بالجزائر إلى كسر عظم جديد، وبالتالي مغامرة غير محسوبة العواقب. نحن نتفهم عدم اعتراف النظام بفشله، هذا إحساس بشري عادي، ولكن عندما ينعكس ذلك على مصير أمة، يصبح عدم الاعتراف تجبرا وعنادا، وهي صفات غير سياسية وتبعاتها مؤلمة لجميع الناس. ولكن.. السؤال الذي لا يكف الجميع عن طرحه: ما الحل؟( عبد العزيز غرمـول)

* تفاعلت منظمة “مراسلون بلا حدود” مع الرسالة الأخيرة للرئيس بوتفليقة، بمناسبة عيد النصر يوم 19 مارس الجاري، وذكرت أن “تصريحات رئيس الدولة فيها تحامل على الصحافة، وهذه المحاولة الجديدة لتخويف وسائل الإعلام القريبة من المعارضة، تصنف في خانة “المناخ الصعب” الذي تمارس فيه الصحافة، منذ إعادة انتخاب بوتفليقة في أفريل 2014”.

اقتطعت “مراسلون بلا حدود” بباريس من رسالة بوتفليقة، في نسختها الفرنسية، العبارة التالية: “إنني أرى جموعا من أدعياء السياسة، تدعمهم صحافة لا تهمها أخلاقيات المهنة، تعمد، صباح مساء، إلى بث الخوف والإحباط في نفوس أبناء هذا الشعب وبناته، وإلى هدم ثقتهم في الحاضر والـمستقبل. إلا أن أراجيفهم لـم تـنطل، ولن تـنطلي، على هذا الشعب”. وعلقت المنظمة على هذا المقطع، في بيان أمس، قائلة: “هذا التصريح الذي ورد حصريا في النسخة الفرنسية من خطاب الرئيس، والذي تم إعادة تصحيحه بواسطة برقية حكومية، فترك المجال للتفكير بأن النص لم يحرره الرئيس بنفسه، ولكن أضيفت (عبارة الصحافة) من طرف أشخاص قريبين من مصدر القرار".

* اعتبر رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الرسالة التي وجهها الرئيس بوتفليقة للجزائريين، بمناسبة عيد النصر، والتي تضمنت تهديدات للمعارضة، مظهرا من مظاهر صراع الأجنحة في قمة هرم السلطة، وجدد الدعوة لانتقال ديمقراطي يجنب البلد المخاطر التي تتهدده.

وقال مقري: "ما تضمنته رسالة الرئيس يعتبر مظهرا من مظاهر صراع العصب في قمة هرم السلطة"، وقدر بأن الرسالة "موجهة لأطراف وأجنحة داخل النظام ومؤسسات الدولة عبر المعارضة"،

* وزير الشؤون الدينية والأوقاف السابق، بوعبد الله غلام الله، اجتهد ليخفي ما يتعذر إخفاؤه، والغريب في الأمر أنه يستعمل كلمات ثقيلة على غرار النضج الفكري والالتزام الوطني. يقول: "أعتقد أن رئيس الجمهورية لاحظ بأن هناك محاولات لقلقلة الوضع، والجزائر في الحقيقة في محيط كله مضطرب، لكن إثارة القلاقل فيما يتعلق بالأمن الذي حصل عليه الجزائريون بمشقة وصعوبات وتضحيات كبيرة جدا، كان سببا لتوجه الرئيس إلى المجتمع، بعد حدوث تدخلات من أشخاص يريدون أن يجدوا لأنفسهم جمهورا لدى الشباب المنتفض، وجاءتهم فرصة لركوب الموجة، وهذا لا يدل على تخطيط ونضج فكري وسياسي، نحن نتمنى الناس الذين يتدخلون في الشأن العام، يكون لديهم إحساسا بالالتزام الوطني".



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبيا: صراع الأجندات
- غيتوهات تندوف: الذهول عن المقاصد
- الجهوية الموسعة أساس الاتحاد المغاربي
- هل سيشهد المغرب نمطا جديدا من الاحتجاج؟
- الإسلام في غمار الصراعات الأيديولوجية: محاولة للفهم
- شذرات على هامش الثورة
- الهجرة السرية: من أجل بدائل لا تتعارض مع المبادئ الإنسانية: ...
- مهاجر يدعى -أبو-: من مملكة بنوي بنجيريا إلى مخيم بنوي بوجدة
- الهجرة اليوم: هل هي ظاهرة أم عرض؟
- حول استحقاقات 2012: السلطة الفعلية في الجزائر تعيد سيناريو 1 ...
- الحراك السياسي ومعالم النظام المغاربي الجديد
- الإرهاب: خبراء يزيفون الحقائق ويضللون الرأي العام الغربي
- المغرب ومحيطه: الشروط المؤسسة لمنطقة آمنة*
- النظام الجزائري: أسطرة التاريخ وعسكرة الجغرافيا
- الأساطير المؤسسة للنظام الجزائري، هل تصمد أمام الأحداث؟
- الراهن الليبي، النظام الجزائري وأفريكوم: أي مصير مغاربي؟
- النظام الجزائري وموقفه من الثورة الليبية
- المغرب ومحيطه العربي: الحتميات التارخية وحرب الاختيارات
- من جزائر 5 أكتوبر إلى جزائر 12 فبراير: من يصنع الأحداث؟ (3)
- ما هي مواصفات الدولة الحديثة؟ موضوع للنقاش


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - الجزائر: الخطاب الأخير