أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام حمدي - سؤال التقدم والتنمية، من يجيب؟














المزيد.....

سؤال التقدم والتنمية، من يجيب؟


هشام حمدي

الحوار المتمدن-العدد: 4761 - 2015 / 3 / 28 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التقدم والتنمية، مجموعة من الأسئلة تشمل العالم العربي الإسلامي برمته، فمن يجيب؟
منذ أكثر من مائة سنة والعرب يفكرون في التقدم والتنمية، يومها كان العالم يولد من محرك بخاري وهاتف لاسلكي "غولييلمو ماركوني صاحب نوبل للفيزياء برفقة كارل فردنان براون عن اختراعهم التلغراف اللاسلكي" وأول فيلم قصير صامت، صار المحرك ذريا والتلفون فضائيا والفيلم ثلاثي الأبعاد ولم يتقدم العرب.
الأسئلة كثيرة لماذا لم يتقدم العرب؟ وهل نتقدم بالدعاء والصلاة وتقديم القرابين؟ هل نتقدم بالذبابة والمدرعة وتكديس لأسلحة؟ هل نتقدم بالهجرة السرية؟ هل نتقدم بقطاع تقديم الخدمات الاستهلاكي؟ هل نتقدم بتغريب اللغة أم بتعريبها أو تشريقها؟ هل نتقدم بالأحزاب السياسية أم بالمجتمع المدني؟ وكيف بإمكاننا فعل ذلك حاليا؟
هناك العديد من المخارج من كل المآزق الإنسانية منها وحتى الحضارية، لكن هل العرب يريدون فعلا الخروج من ذاك الحال وحالتهم تلك، وهل يملكون الإرادة بالتصريح والاعتراف بأن عدم اتفاقهم مشكلة وعقم اتفاقياتهم معضلة.
إن بعض الحكام العرب وبعض منظريهم وغالبية خدمهم من مثقفيهم يرون أنفسهم فوق النجوم وهم جالسون في قصور مكاتبهم تحت مكيفات بريطانية وسقوف من هندسة إيطالية وستائر من خيوط هندية، يسمعون موسيقى ذات ألحان ألمانية ويلبسون سترات آخر موضة بتفصيلة فرنسية ويدخنون سيجارة بنكهة كوبية ويستقلون سيارات من ماركة يابانية ويحملون جوازات ذات جنسية أمريكية ويملكون أرصدة في حسابات بنوك سويسرية، ولهم حصص من أسهم في شركات صينية لإنتاج الملابس الداخلية، هذا هو الحال وحتى الإنسان الغبي لا يقدر على إنكاره.
عندما يصل الغرب وشرق آسيا إلى الفضاء ونحن نفكر بالتقدم والنهوض فهذا معناه أننا متأخرون؛ عندما نجد غزوا لسلع استهلاكية ومنتوجات معلوماتية وتكنولوجيا متطورة ومتحكمة بنسبة كبيرة في تربية أطفالنا وأبنائنا هذا يفسر أننا متأخرون؛ عندما تجد بعض من نخبتنا تفتخر وتفاخر بنيل شهاداتها الجامعية من تلك العاصمة الأوروبية أو الأمريكية أو غيرهما تأكد أننا متأخرون؛ عندما يتم تسخين الرأي العام وتبريده على إيقاع خطبة صلاة جمعة جافة وجوفاء من منبر جامع يعتليه الدهماء من ذوي اللحى الذين لا يعرفون ما يقولون فهذا يشرح أننا مازلنا نراوح في مقامات تراث الأسلاف والأجداد؛ عندما تفرقنا القبيلة والعشيرة والطائفة وتقسمنا المنطقة الجغرافية وتجمعنا اللغة وتوحدنا القصيدة هذا معناه أننا نفتقد وسائل وإمكانات التقدم والتنمية؛ عندما نجد علماءنا مجهولين والجهلة مشهورين هذا يعني رفض للتقدم والرقي؛ عندما يقرأ العربي في السنة صفحة ويقرأ الغربي في اليوم كتابا هذا معناه أننا لا نتملك ولا نملك معرفة التقدم والتنمية؛ عندما تتواجد وتوجد آلاف القنوات الفضائية وتتحكم بنا وتكاد تحكم علينا فضائية واحدة كيف السبيل للتقدم والتنمية؛ عندما تكون حقوق الإنسان والحرية والديموقراطية ومقاومة الصهاينة موقف خلاف بيننا لا ينبغي ولا يجوز التفكير في التقدم والتنمية؛ عندما نكون أبناء وطن عربي يبلغ تعداد سكانه الملايين نسمة ويملك ثروات تقدر بآلاف المليارات ويقتل الفلسطينيون والعراقيون والسوريون واللبنانيون ووو... أمام أعيننا أطفالا ونساء شيبا وشبابا بأسلحة صهيونية ويموت أطفال صوماليون جوعا هذا معناه أننا خارج زمن التقدم والتنمية.
التقدم والتنمية يحتاج أمرين لا ثالث لهما: المعرفة والقوة، ولكل منهما مكوناته وعناصره وفروعه، هذه الثنائية تستوجب أن نكون عارفين كيف نصبح أقوياء وأن نكون أقوياء فنعرف كيف نحمي ونصون معرفتنا ومعارفنا، نعم التقدم والتنمية بحاجة لعقول علمية وتقنية وليس لعقول بيانية كما يقول محمد عابد الجابري في كتابه المعنون العقل العربي، فالمعرفة التقنية يحتكرها الغرب ولا يريد اقتسامها ويرفض تعميمها وملف إيران النووي خير برهان، كما يحتاجان لتطوير وسائل وآليات الإنتاج الكلاسيكية، كما بحاجة ماسة للحرية السياسية من أبوابها المتسعة ونوافذها الواسعة، وبحاجة لاحترام الدستور وسيادة القانون ومبدأ المواطنة، وأيضا بحاجة لإعادة لقراءة العلاقة مع الدين وتحديد دوره في المجتمع، بحاجة لفهمنا لمعاني العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية بغية تحقيقها على أرض الواقع، بحاجة لنظرة مختلفة تماما للمرأة وإعطائها حقوقها كاملة لا نقصان فيها، بحاجة لحرية التفكير والتعبير والتطوير والتنوير وإن لزم الأمر التثوير لإنتاج بنك من أفكار مستجدة وجديدة بدل استيراد أفكار الآخرين.
التقدم والتنمية يوجب: أن نكون مشاركين في الاستقرار لا في الاضطراب، أن نكون مناضلين مبالين لا مستسلمين هاملين، أن نكون معتدلين محاورين متحاورين لا مكرِهِين متعصبين متطرفين، أن نكون قارئين متعلمين قابلين للثقافة لا جاهلين أميين مقلدين، أن نكون تكنولوجيين ودعاة سلم وسلام ووحدويين واستقلاليين في آن واحد حتى لا تفرقنا التحزبات وتقسمنا الخيارات.
أخيرا يجب أن نعلم أننا لن نتقدم بالخطابات والمؤتمرات والمؤامرات، ولن تتحقق التنمية بالإرهاب ونشر ثقافة الخوف وانعدام الأمن والأمان ولا بالضعف والتشرذم والشتات، لن نتقدم بالرجوع للسلف ولبس جلباب الماضي ولا بتقليد الغرب واستيراد منتوجاتهم وآليات إنتاجهم، فكل هذا لا يجدي نفعا. فليكن الإنجاز هو الحكم ومدى تحقيق التقدم والتنمية هو الأهم، ولأن الوقت لم يعد يسمح بمزيد من التجريب فإن الجواب الوحيد على أسئلة تحقيق التقدم والتنمية يبقى هو المعرفة والقوة شريطة عدم الخلاف والاختلاف على الترتيب، فهل نقبل ونوافق ونتوافق بتقدم وتنمية قائمان على التعددية، سؤال برسم وحجم عالم عربي.



#هشام_حمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية الرأي في التعبير
- فساد أم إفساد الدولة
- الإعلام الافتراضي ومواطنو التواصل الاجتماعي
- الاستهلاك حرب إيديولوجية جديدة
- الإساءة للرسول وأنموذج شارلي إبدو
- إنسانية الإنسان بين مطرقة التدمير وسندان التعمير
- متلازمة فلسطين..... (غزة) و الهوان
- التراث الفكري الإسلامي القديم بين تنقيح وتصحيح أم تجديد! ؟
- أنا أعتذر، إذن أنا موجود
- القوة الناعمة....الجيل الرابع من الحروب
- أنفاق حماس...معابر غزة... حدود فلسطين


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام حمدي - سؤال التقدم والتنمية، من يجيب؟