أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد البابلي - عمر بن الخطاب .. بداية التاريخ العربي الأسود















المزيد.....

عمر بن الخطاب .. بداية التاريخ العربي الأسود


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 1325 - 2005 / 9 / 22 - 10:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تناثري كالورق اليابس يا قبائل العروبة ..
تناثري و اختصمي ..
يا طبعة ثانية من سيرة الأندلس المغلوبة
نزار قباني

أخطر شخصية في التاريخ الإسلامي كان لها الدور الأساسي في بناء القالب الذي انصبت فيه الأفكار الإسلامية فيما بعد في تطوراتها اللاحقة وصولا للدولة العثمانية وحتى الحياة المعاصرة ..شخصية السيد عمر شخصية متناقضة بين يسار متطرف تارة ويمين لا يقل تطرفاً عن اليسار ، فمثلا نسمعه يقول : (لو أن دابة عثرت على الفرات لخشيت أن يسألني الله عنها لماذا لم تمهد لها الطريق )، وفي مقولة الرسول الفارسي الذي وجده نائما تحت شجرة الذي قال : ( عدلت فأمنت فنمت )، قصة أخرى عن ذاك المصري الذي شكا للخليفة من جور أبن عمر بن العاص الذي كان واليا على مصر فأمر بأن يلطم المصري أبن الوالي على خده أمام الناس كما فعل ، تلك القصص من مئات القصص التي ترويها لنا كتب التاريخ عن شخصية الخليفة العادل ( الفاروق ) كما سماها الرسول ،على النقيض من كل هذا تناولت ماكنة التاريخ الشيعية هذه الشخصية بالتنكيل من موقفه المجحف من مسألة حق علي في الخلافة وهناك حكاية شعبية تروى اليوم على أفواه العجائز عن تفاصيل ضرب السيد عمر للسيدة فاطمة الزهراء على بطنها وأجهضت بعد ذلك وفي نفس الوقت وبعد سنين من موت فاطمة يتزوج السيد عمر من أبنه علي أم كلثوم وأنجبت منه زيد الأكبر ورقية ؟؟!! تلك التناقضات بين كتب الشيعة وكتب السنة ليست مدار بحثي هنا ، هناك جوانب مظلمة في شخصية السيد عمر أهملتها كتب التاريخ السني والشيعي وخصوصا ما ورد في تاريخ الطبري وأبن كثير وهذا وما سنحاول التطرق أليه في هذه المقالة .. شخصية هذا الخليفة الغريب الأطوار كان لها الدور الأساسي في صياغة المجتمع العربي فيما بعد وصولاً لحياتنا المعاصرة ..
من هو السيد عمر بن الخطاب ؟؟
البطاقة الشخصية :
الاسم / عمر بن الخطاب بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن زراح بن عدي بن كعب .
تاريخ الميلاد / قبل حرب الفجار بأربعة سنين .
تاريخ إسلامه / في السنة السادسة من النبوة .
توليه للخلافة / سنة 13 للهجرة ولغاية 23 للهجرة .
عدد زوجاته / 9 زوجة .
عمر بن الخطاب كان شخصية بارزة جدا على المسرح الاجتماعي في مكة فقد أن يتسم بدهاء ومقدرة جسدية مكنته في لعب دور أساسي في الحياة السياسية للمسلمين ، السيد عمر كان له بصمة من نوع خاص في خلافته للمسلمين في مركزية مطلقة وعدم الوثوق في أي شخص وأحلامه التوسعية ( الميول القومية ) عبر نشر الجيوش العربية إلى خارج الجزيرة العربية وبهذا بدأ العهد الإمبراطوري للدولة الإسلامية ففي عشرين عاما من حكمه وصلت الجيوش العربية لمدن لم تأتي ولا حتى في أحلام النبي محمد فقد اتسعت الفتوحات العربية لتمتد فيما بين أصفان في شرق إيران إلى طرابلس ليبيا، ففي سنة 14 هجرية كانت فتوحات دمشق وحمص وبعلبك والابلة ، وفي سنة 15 هجرية تمت فتوحات الأردن وانتصر العرب على الروم في إليرموك، وعلى الفرس في القادسية ، وفي سنة 16 هجرية تمت فتوحات الأهواز والمدائن والانتصار في جلولاء وهزيمة الإمبراطور الفارسي يزدجر وهروبه، ثم فتوحات تكريت شمال العراق ، ثم تسلم عمر بن العاص بيت المقدس، وتمت فتوحات قنسرين وحلب وإنطاكية ومنسج وسروج وقريقساء، وفي سنة 18 هجرية تمت فتوحات جندباسبور وجلوان و الرهاد وحران ونصيبين والموصل والجزيرة فيما بين العراق وسوريا، وفي سنة 19 هجرية فتوحات قيسارية، وفي سنة 20 هجرية فتحوا مصر غربا، وتستر في إيران، وفي سنة 21 هجرية فتح الإسكندرية ، ثم في نهاوند في إيران ، وفتح برقة في ليبيا ، وفي سنة 22 هجرية فتح اذريبجان والدنيور والري وعسكر وقومس في أواسط آسيا، وفتح طرابلس الغرب في ليبيا.وهكذا نرى عزيزي القارئ الحدود المفزعة التي وصلت لها الإمبراطورية العربية ومن جانب أخر تدفقت طوال حروب الخليفة عمر إلى المدينة تلال من الذهب والجواري وكان الخليفة يوزع تلك الأموال المسلوبة بالتساوي على أصدقائه وكل من هب ودب ولهذا سمي بالخليفة العادل على العكس من عثمان بن عفان الذي وزع تلك الأموال على أقاربه فقط دون الباقين ولهذا أنتقم منه الناس وكانت نهايته مأساوية بحيث تمزقت جثته بين جموع الثائرين .. وتذكر لنا كتب التاريخ حادثة طريفة حدثت أيام دخول الجيش العربي إلى المدائن عاصمة الفرس فقد جمع هؤلاء البدو أطنانا من عطر الكافور وحسبوه ملحا فخلطوه بالطعام فأصبح شديد المرارة ( تاريخ الطبري الجزء الثالث ص20 ) ، تصرف الجيش العربي الفاتح مع السكان الأصليين بإستراتيجية مضحكة وفريدة من نوعها في تاريخ العصور الوسطى فبعد دخول هذا الجيش لأي مدينة يأخذون كل النساء ويبعثون بخمسها للخليفة والباقي تحت تصرف جنود الجيش ويفرض على الرجال الجزية وهي مقدار مالي محدد يدفع كل سنة مقابل حماية الجيش العربي المسلم لهم؟؟!! كانت تلك الإستراتيجية تشريع شخصي من الخليفة عمر ولم يرد ذكرها لا في القرآن ولا حتى في أحاديث النبي محمد ..
تشريعات عمر بن الخطاب كانت لها دور أساسي في صياغة الإسلام بصورة جديدة .. الصورة الجديدة تتمحور في جعل الإسلام دولة وليس دين وبهذا كان المشرع الأول لقانون طبق في العصور اللاحقة ينص على أن رجل الدين ممكن أن يكون رجل سياسة قبل أن يكون رجل فقه وبدلا من أن يكون مكانه في المساجد ودور العبادة تحول مكانه إلى قصور الرئاسة والمشاركة في العملية السياسية ، كان المستفيد الأول من هذا القانون أحد أكثر صقور قريش براعة هو معاوية بن أبي سفيان ومن جاء من بعده من خلفاء الدولة الأموية ، عثمان بن عفان ذاك العجوز الخرف كان الضحية الأولى لهذا القانون والأمام علي وولديه الحسن والحسين كانوا ضحايا للدين السياسي أو سلطة الدين ، خلال عشرين عاما من حكم عمر بن الخطاب تأرجح هذا الخليفة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار فكان في العشرة سنين الأولى يناصر امتيازات طبقة صقور قريش ( عبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص .. الخ ) التي تحولت من حياة الصعلكة إلى غنى فاحش لا حد له والعشرة سنين الأخيرة ناصر طبقة البروليتاريا المعدمة التي تجمعت حول الأمام الناسك علي بن أبي طالب ، لم يجب أحد من المؤرخين سبب هذا التناقض الغريب وكيف كان يفكر السيد عمر ..عمر بن الخطاب برأي الشخصي كان أكثر شخص فهم النبي محمد وأدرك منذ البداية أن أيدلوجية محمد ليست دين حقيقي بكل معنى الكلمة ولكنها كانت ثورة العبيد والفقراء الذي كان محمد ينتمي لها ضد الطبقة الأرستقراطية في مكة .. ثورة ارتدت ثوب أفكار شبه دينية للقضاء على احتكار قريش لموارد الكعبة ، وبهذا استطاع البعض مثل أبو سفيان وعمر بن الخطاب وغيرهم من تحويل تلك الأيدلوجية لصالحهم الخاص .
حقيقة تاريخنا والجذر الذي بدأ فيه مسلسل الفوضى الطويل كان عند عمر بن الخطاب ، ولكن تفاصيل ما حدث ضاع مع قافلة محملة من السبايا المسكينات من سريان بلاد الرافدين ومصر القبطية كان قد أرسلها أحد ذئاب الصحراء إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ..
شكراً لكم ..
عماد الربيعي



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي ملاك ثمل .. قصائد
- النبي إبراهيم .. تحليل نفسي ورؤية جديدة
- فلسفة نانسي عجرم .. الحتمية تنهض من جديد
- الشبح ؟؟.. تعريف باراسيكولوجي
- نحو دين جديد .. أفكار وخواطر لمثقف مرهق
- عالم ليس لنا .. عالم تسكنه البقر
- جبرائيل ونبي وهلوسة
- عن الماركسية العراقية وأشياء أخرى .. تحليل أنثربولوجي بسيط
- دفاع عن السيد ابليس
- باراسيكولوجية الحيوانات .. مدخل
- عن اللاشعور الجمعي العربي/ مواصفات الشخصية العربية
- رسالة من الأميرة ضبأ إلى جرذان الدين السياسي
- نيتشه ومختارات من كتاب هكذا تكلم زارادشت
- رسالة من نزار قباني للمرأة العربية
- الشرنقة .. ماهو الموت ؟؟؟
- بحث حول الغريزة
- يوميات مثقف عراقي .. الجزء الثاني .. المرأة العراقية والوهم ...
- الأليات الدفاعية النفسية .. مدخل
- يوميات مثقف عراقي / الحلقة الأولى .. سوريالية أم عراقية
- السريان .. حكاية حزن لاتنتهي


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد البابلي - عمر بن الخطاب .. بداية التاريخ العربي الأسود