أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسماعيل الفلالي - نهاية التقليد:صورة محمد عبده في فكر عبد الله العروي















المزيد.....

نهاية التقليد:صورة محمد عبده في فكر عبد الله العروي


اسماعيل الفلالي

الحوار المتمدن-العدد: 4761 - 2015 / 3 / 28 - 06:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نها ية التقليد
صورة محمد عبده في فكر العروي

إن الناظر في فكر الأستاذ عبد اله العروي، لا يسعه إلا أن يشيد بانجازات هذا الباحث الفكرية المتمثلة أساسا في كتابه متعدد الفصول عن الحداثة ( " إن ماكتبته إلى الان يمثل فصولا من مؤلف واحد حول الحداثة مفهوم العقل ص 14 " ) و بخطابه النقدي للتراث ، و يرد على المتشككين في قدرة الأستاذ على قراءة التراث العربي الإسلامي قراءة علمية تكاملية .
يصير كل حديث عن ضعف ارتباط الأستاذ بالتراث حديثا غير ذي معنى ، بالنظر إلى غزارة و عمق ماكتبه حول التراث ( مفهوم العقل _ مفهوم الحرية _ مفهوم الدولة _ العرب و الفكر التاريخي _ ثقافتنا في ضوء التاريخ _ مفهوم التاريخ ... و بالنظر إلى كثرة المؤلفات التي طالعها حول التراث ( انظر فهرسة مفهوم العقل ) ، وبالنظر إلى عمق الخلاصات التي توصل اليها في كتابه مفهوم العقل.
لكن اذا قارنا بين مكتسبات الأستاذ من الفكر الاروبي الحديث و الفكر العربي الإسلامي ، وجدنا أن الفكر الغربي يحوز كثيرا من اهتماماته ، حتى قال عنه المستشرق الفرنسي مكسيم رودنسون " لقد استوعب العروي منطق الفكر الحديث " ويصر الأستاذ مسعود ظاهر على ان العروي " مفكر عميق الانتماء إلى عالم الحداثة "( مجلة الطريق عدد 3/2003 )، و بلا شك فان مكتسباته من الفكر الاوروبي الحديث او الثقافة العالمية ، وما يسميه بالمتاح للبشرية جمعاء ، اسعفته على قراءة التراث العربي الاسلامي، يحذوه في ذلك هم تحديث الفكر و المجتمع العربيين " و الهدف من كل هذا العمل الذي قد تتعدد الوانه و اشكاله تحديث المجتمع " العرب و الفكر التاريخي ص 226 ) ، وقد جاء مفهوم العقل مرافعة في ضرورة القطيعة مع مضمون التراث على حد تعبير كمال عبد الطيف ، قام فيها الأستاذ بتقديم قراءة نسقية للعلوم الاسلامية التي نعتبرها مادة التراث العربي الاسلامي ( علم الكلام _ المنطق و الفلسفة العربيين _ التصوف ...).
قدم الأستاذ في كتاب الايديولوجيا العربية المعاصرة قراءة في فكر النهضة العربية الاسلامية الذي مثل الشيخ السلفي ( محمد عبده ) اهم رموزه ، ولعله لم يحد عن هذا الخط في كتابه مفهوم العقل ، اذ نجد حضورا بينا للشيخ السلفي مع اختلاف بسيط يتجلى في كون الشيخ محمد عبده يمثل فكرا اكثر غزارة و انتاجا في مفهوم العقل ، لان المادة التراثية التي عقلها العروي في هذا الكتاب اوسع من المادة التراثية التي انكب على دراستها في الايديولوجية العربية المعاصرة ( فكر النهضة العربية ق 19 و 20 م ) . وقام الأستاذ بمحاولة تاصيل النتائج التي توصل اليها في الايديولوجية العربية المعاصرة ، و البحث عن العلة ووراء فشل فكرة التحديث في مشروع الشيخ السلفي ، المتمثلة اساسا في الذهنية الكلامية او مفارقة العقل الكلامي "، فالشيخ عند العروي هو الذي لاينفك يرى التناقض بين الشرق و الغرب في اطاره التقليدي : اي كنزاع بين النصرانية و الإسلام . و يوضح هذا الصراع الذي شكل الخيط الناظم لفكر الشيخ محمد عبده النهضوي : موقف الشيخ من الاسلام و النصرانية ، حيث قرن محمد عبده الاسلام بالعقلانية و الحداثة ، في مقابل وصفه المسيحية بدين اللاعقل و الدعوة إلى الزهد و الايمان بالخوارق و الكرامات ، هذا التصنيف وضع الشيخ امام تناقض كبير بالنظر إلى الواقع المعاش، ففي مقابل الأمة الإسلامية التي تعيش في معظمها التاخر و التخلف ، تقدم الغرب النصراني و تطور ، لتتكشف المفارقة التي يعتبر الاستاذ العروي ان مدار فكر محمد عبده الإجابة عنها و حلها :.كيف يمكن الجمع بين دعوة الدين الإسلامي إلى العقل و الحرية وواقع التاخر لدى المسلمين ، في مقابل دعوة الدين المسيحي إلى الزهد و التواكل ونبذ حرية التفكير وواقع الحداثة والتقدم لدى الأوروبيين؟.
كان الهم الإصلاحي لمحمد عبده ( إصلاح أحوال المسلمين و اعتبار جمود المسلمين علة تزول ) حلا في نظره للمفارقة البادية لكل دارس، حيث ذهب الشيخ إلى القول بعدم جواز الربط بين تأخر المسلمين و العقيدة الاسلامية ، و ذلك في سياق جداله المستمر مع رجال الدين المسيحيين و ضد اكتساح الفكر الغربي و ممثليه ( فرح انطون وشبلي الشميل ...). لقد اتخذ الشيخ عدوا غير فاعل في حركة التاريخ الأوروبي، ودخل معه في جدال عقيم حاد بفكر النهضة عن تأدية دور التنوير و التحديث و استيعاب العلم الحديث ، ولعل السبب متجدر في الذهنية العربية، فعلى الرغم من ان محمد عبده اتخذ موقفا سلبيا من علم الكلام ( اذ نقد الشيخ محمد عبده علم الكلام على غرار ما فعل ابن رشد و ابن خلدون ، فاعتبر الكلام علما زائفا ضره اوضح من نفعه لا يقنع الخاصة و يشوش على العامة " الا ان العروي لا يخرج محمد عبده من دائرة المتكلمين ، فهو متكلم من نوع جديد ، لانه اعتقد ان تغيير مضمون المقالات الكلامية و الابقاء على الذهنية الكلامية كفيل بإخراج المسلمين من تأخرهم و اصلاح احوالهم و النهوض بحضارتهم ، لقد نقد الكلام بذهنية كلامية ، حدد العقل بالمعقول ، والمعقول بعلم سابق على العقل(....) فمفارقة عبده ذاتية قبل ان تكون موضوعية ،ناتجة عن عجزه مبدئيا عن تصور اي علم سوى علم مطلق " مفهوم العقل ص 104 ). استمرت الذهنية الكلامية تحبل فكر محمد عبده ،وتشكل مناخا خصبا يستقي منه مفاهيمه القديمة ، فما يهم الشيخ هو بطلان مقالات خصومه ( اعداء الاسلام ) و درء النقص و الخلل عن الاسلام ، محتجا بكون جمود المسلمين علة تزول .وقد شكل هذا الهاجس الاصلاحي حدا جعل اجابات الشيخ عن اسئلة الحاضر غير معاصرة ، و قلل من اهمية مساهمته في تغيير واقع التأخر ، اذ يروج لمفاهيم قديمة بأساليب معاصرة . ولم يزل الشيخ واقفا على عتبات العصر الحديث ، لايقبل مفاهيمه الحديثة، لانه لا يعي حقيقة التأخر التاريخي الذي يستوجب تغيير الذهنية و استيعاب الفكر و المفاهيم الحديثة ( العقل ، الايديولوجية ، الحرية ، الدولة ، العقلانية ، النسبية ....) و التي يعتقد العروي انها لم تكتمل في الترات العربي الاسلامي ، بل اكتملت في المشروع الحداثي الغربي ، مما يفرض استلهام النمودج الغربي ، اعتمادا على استيعاب حقيقي لواقع التأخر و بناء سياسات قومية تستفيد من مكتسبات الثقافة العالمية / المتاح للبشرية جمعاء.
يصر العروي على ان محمد عبده متكلم من نوع جديد يرفض نتائج الكلام القديم فقط ، لا اصوله البديهية، و لعل من اهم مميزات الذهنية الكلامية " انها لا تكتفي بتحديد العقل بالمعقول بل تجعل الثاني سابقا على الاول ، و هذا المعقول السابق على العقل الذي يحل فيه و لا يتولد عنه هو العلم بالمعنى المطلق " ( مجلة فكر و نقد ع 1 شتنبر 1997 ) . ان الحصر سمة الذهنية الكلامية ، و النصوص الاسلامية محصورة بمطابقة الحق و خلق الطمانينة في النفس و العقل الذي تدعو اليه الثقافة الاسلامية يختلف عن عقل المجتمع المعاصر.
يمثل الشيخ السلفي في فكر العروي ، المثقف التقليدي الذي يستلهم اجاباته عن اسئلة الحاضر من التراث ، لكن ألا يبدوا السؤال الاتي مشروعا :كيف يمكن اعتبار مشاريع التحديث المستلهمة من التراث العربي الاسلامي حديثة ؟.
يذهب العروي في دراسته إلى القول بعدم قدرة التراث على تحديث الفكر و المجتمع العربيين ، لان البحث عن المفاهيم الحديثة مجرد وهم ، و ما دامت النسبية لم تترسخ بعد و تتجدر في الفكر العربي الاسلامي ، كما لا يستفيد الباحث من الحرية الفكرية تحت ضغط التقليد، و سعيه نحو الطمانينة و السكينة ، فلا مناص من تحديث الذهنية بالاستفادة من العلم التجريبي الذي يستدعي حصول قطيعة معرفية مع مضمون التراث، و هي قطيعة قد حدثت بالفعل في الممارسة اليومية ، هذه اقطيعة المادية تحتاج إلى فكر يقطع مع التراث و التقليد ( " المشكل الذي نواجهه هنا هو هل يضع الدارس نفسه قبل او بعد هذه القطيعة مع التراث ، و هي قطيعة قد حصلت و تكرست " مفهوم العقل ص 14 )، وتصير مهمة المفكر الحداثي ابتداء مرحلة النقد الايديولوجي لتصفية العقل التراثي ، و انماط الوعي الزائف غير التاريخي الذي لا يراهن على المستقبل و تجاوز اشكالية محمد عبده ،فالمثقف هو الوحيد القادر على مقارعة الايديولوجيات التي تكرس التقليد و التبعية و الهيمنة على المجال الثقافي ، ولا يمكن بحال الكلام عن مجتمع حديث دون وجود فكر حديث ، مهمة المثقفين العرب اليوم ليست في ( الاستيلاء على السلطة ، وانما في السيطرة على المجال الثقافي ، الذي اهمل منذ عقود و ترك بين ايدي السلفيين ، وان اضمن سبيل للاخفاق السياسي هو اهمال المعركة الايديولوجية " العرب و الفكر التاريخي ص 72 ).
اسماعيل الفلالي



#اسماعيل_الفلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسماعيل الفلالي - نهاية التقليد:صورة محمد عبده في فكر عبد الله العروي