أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أنس القاضي - هل هُناك فعلاً خطر إيراني مُحدق على الخليج ؟














المزيد.....

هل هُناك فعلاً خطر إيراني مُحدق على الخليج ؟


أنس القاضي

الحوار المتمدن-العدد: 4760 - 2015 / 3 / 27 - 20:52
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أولا لابد أن نُفكر بهذه البديهية : هل يملك الخليج كأُسر حاكمة سيادتهُ (المَلكية) على أراضية حتى يخاف عليها ؟ هل شعوب الخليج ذاتاً في أراضيها ؟ الحقيقة الأولى التي لا يُمكن تجاهلها : أنهُ في الخليج شركات نفطية لـ60%من احتياطِ الطاقة العالمية ، تسيطر عليها قواعد عسكرية أمريكية . والحقيقة الثانية : أنهُ كلما تعرضت أمريكا لازمة مالية فرضت على حُكام الخليج أن يشتروا أسلحتها بمليارات الدولارات ، وهذا السلاح لا يُصبح مِلكاً هذه الممالك ، إنما يذهب لقواعد أمريكا العسكرية لديها . وبهذا المال ينقذوا اقتصاد أمريكا الامبريالي الذي يتعرض لأزمات حادة في بُنية النظام (الرأسمالية) ، وتشتري أمريكا النفط بالمجان .
كيف يُغطى كل هذا النهب وهذهِ التبعية بالنسبة لشعوب هذه الممالك ، وما الذي لا يجعلها لا تثور، هل لأنها تحُب الملكية وتسمية بلدانها باسم ملوكها . هناك عوامل لا تجعل من هذه الشعوب تثور وبالتالي لا تهدد المصالح الأمريكية بحالة تغيير هذهِ الأنظمة . أولاً هو إتخام شعوبهم بالمال المُرافق لثقافة استهلاكية وهذا يمثل عامل كبير رضوخ هذه الشعوب ، مؤخراً هذا الإتخام بدأ يتقلص مع تزايد السُكان ومع السياسات النيولبرالية التي تتبعها ، ولم يعد إتخام الخليجيين عاملا حاسماً في رضوخهم ، كما أن انفتاح السُعودية على الفضائيات والانترنيت يعكس ظواهر اجتماعية ما كانت موجودة سابقاً يَصعب على أنظمة الحُكم أن تتعامل معها بالأساليب القديمة ؛ هذا الوعي الجديد المُتشكل يتناقض مع الأيدلوجية الوهابية السائدة ، وبالتالي يتخلق لدى الشعب حاجات روحية جديدة سواء فلسفية وفي مسألة الحُريات العامة ، وهذه من شأنها أن توفر بيئة لحراك سياسي ديمقراطي لن تكون الجمهورية بعيداً عن مطالبه . وهناك عامل آخر هام يزعزع الجبهة الداخلية لدول الخليج وهوَ صعود طبقة برجوازية خليجية صناعية (كتوكيلات لصناعات غربية ) من غير الأسرة الحاكمة ، لها طموحات رأسمالية تتناقض مع مصالح الأُسر الحاكمة ؛ فهذه الممالك رغم تبعيتها لأمريكا إلا أن لديها مصالحها الخاصة في بقاءها حاكمة ، وبنفس الوقت خادمه للمصالح الأمريكية لهذا شنت هجمة على "الاخوان " خوفاً من تغيرهم لهذه الأنظمة وأدائهم نفس دورها . والعامل الثاني الذي يكبح هذه التناقضات في المُجتمعات الخليجية هو صناعة وحش يجعلها بحالة رُعب ، تقبل بقاء هذهِ الأنظمة العميلة ، وهُناء يأتي (البُعبع الإيراني) لتخويف شعوب هذه الممالك المُعبئة بوعي طائفي ضد إيران باعتبارهم (فرس مجوس روافض ) ، حتى يكون هناك مُبرر لهذا الإنفاق الجنوني على التسليح ، ولبقاء الأنظمة الملكية مُسيطرة بالوسائل القديمة . وحالياً بضرب ثورة الربيع العربي من قبل أمريكا والسعودية ، وجعل هذه الدول تحترق بالإرهاب (داعش) يقولون لشعوبهم أن الثورة تعني الخراب ، وأن عليهم الرضاء بفتات عائدات النفط والتنازل عن الحُرية والسياسة .
* هذه الأنظمة الملكية كانت صديقة حميمة لإيران حين كان يحكمها الشاة ، وكانت فارسية القومية وشيعية المذهب ،والثورة الخُمينية قامت ضد الهيمنة الأمريكية البريطانية في إيران وليس ضد ممالك الخليج . فماذا تغير ! أليست الرؤية الأمريكية . وهذه الممالك على عكس إيران ليست محاصره اقتصاديا وعسكريا ، وبمقدورها أن تنشئ صناعات عسكرية ، وتمتلك المعرفة النووية والفضائية، فما الذي يمنعها من ذالك إن كانت حقاً مُهدده من قبل إيران ، لما لا تتفوق عليها ويصبح هناك ما يُشبه سباق التسلح والمعرفة بينها وبين إيران .الجواب لأن لديها سقف محدد كأُسر حاكمة ،لا تتجوز معه السقف الأمريكي الذي وضع لهم كوكلاء نفطيين ،وبحاله سعوا لتجاوز هذا السقف الأمريكي ، فان أمريكا المُسيطرة عسكريا على الأرض هي مَن ستصنع النظام الجديد لكي يخدمها ، ويمكنها حتى صناعة جمهوريات.

أين إيران المُحاصرة جزء من حلف عالمي مناهضة للاحتكارات تمثل خطر ضد أمريكا ، لا دول الخليج ، وإيران مصالحها في المنطقة لا تتجاوز مصالح نفس الأنظمة العربية المنتهكة من هذه الاحتكارات الامبريالية أنها مصالح مشتركة تحررية ندية تكسر الحصار الاقتصادي والاحتكارات الغربية وليست استعمارية ، وإيران جزء من محور المقاومة ولا احد يستطيع نفي أن حركات المقاومة دأعمها الرئيسي إيران ، ومن الطبيعي أن تكون مع خلاف مع ممالك الخليج التي تدعم الكيان الصهيوني ، كما أن الشعب الفلسطيني واللبناني مع خلاف مع هذه الأنظمة الخليجية ،وخلاف إيران لا يتجاوزه إلى أن يُصبح خطر مُحدق على أنظمة لا تملك سيادتها وذاتها أصلاً ، فحتى اليوم لم تقم إيران بأي عدوان على دول الخليج ، والشيعة في السعودية والبحرين جزء من شعوب هذه الممالك وليسوا إيرانيين ، ومشاكلهم الداخلية مع هذه الأنظمة طبيعية كجزء من الشعب الخليجي الذي لديه نفس المشاكل ، عدم وجود الديمقراطية في هذه الأنظمة وتعاملها مع شعوبها طائفياً هي المُشكلة الرئيسية ، ووجود علاقات إيرانية مذهبية مع هذه الطوائف في هذه البلدان هوَ التالي وهي علاقات أيدلوجية لم تصل إلى حد دعمهم لقلب الأنظمة فالثورة البحرينية من 2011 ما زالت حتى اليوم سلمية وكان بمقدور إيران دعمها عسكريا ، كما فعلت أنظمة الخليج حين دعمت الجماعات الإرهابية في سوريا . فالحقيقة هي أن دول الخليج كقواعد عسكرية أمريكية من تمثل خطراً على إيران وعلى كل دول المنطقة ،فهي من تشن العدوان العسكري وبشكل مباشر وفاضح على سوريا ، ومن شنته على العراق وليبيا ، ومن تشنه اليوم على اليمن .



#أنس_القاضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة (وضع اللثام )للمرأة وسُبل معالجتها إجتماعياً
- الحرب على الإرهاب نضالٌ أُممي
- أنصار الله.. السلاح والديمقراطية
- المرأة بين تناقضات الواقع المادي وإشكالية النص القانوني
- نضال النقابات العُمالية السورية
- براعم الإنتصار
- منظمات المُجتمع المدني (كمنضمات إستخبارية )
- محمود عباس وصناعه نموذج (سادات)فلسطيني
- (صنعائي) لناديه الكوكباني
- العنف التربوي (فرض الحجاب)
- ما أقسى على العاشق أَن يكون شاعراً !
- رابعة- قِصَةُ مُلصق
- زواج القاصرات عقود رأس ماليه دينية ،وغياب الدولة المدنية..
- الحزب (اللا اشتراكي) اليمني...!
- الاستبداد البريطركي
- انتفاضة البحرين و الكيل بمكيالين
- سوريا -سيناريو العراق ،والبعد الديالكتي
- سجل أنا شيوعي
- ماذا بعد رسالتان لم تَرُدي عليهما...!
- أنا وأبو الكوك وقناة spacetoon.


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أنس القاضي - هل هُناك فعلاً خطر إيراني مُحدق على الخليج ؟