القاضي منير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 4760 - 2015 / 3 / 27 - 20:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
ولد الشهيد صلاح حسن عبد محمد الربيعي، العام 1955، في "بلد" التابعة لمحافظة سامراء.. نشأ وترعرع في جو مفعم بالايمان؛ إذ كان من سدنة السيد محمد بن الامام علي الهادي عليهما السلام.
مرهف الذائقة، وثيق عرى التقوى؛ لأن عمله الدؤوب، في ضريح "أبو زهية" يطل به تجاه فلاة تنفتح مشرعة الشروق والغروب على فضاء مطلق.. سماء صافية معظم فصول السنة، وبساتين نخل لا نهائية المدى...
لذا عاش وإستشهد رزن الشخصية رصين الوعي هادئ الانفعالات.. قوي.. حازم ردود الفعل، متدرجا في التعلم من المدارس المنهجية الى جامعة الحياة الكبرى، إذ أكمل الإبتدائية والمتوسطة في مدارس "بلد" متجهاً للأعمال الحرة؛ حريصا على الإلتزام الديني والاخلاقي، برغم ما تتطلبه التجارة ومضاربات السوق، من مراوغة على حافة أكثر من مناورة.
إلا ان همه الوطني عصم تدينه عن الزلل؛ فهو يحلم بالخلاص من الجبابرة والطغاة والمتسلطين على رقاب الشعب، يؤدي دورا مهما في بث الفكر الديني الأصيل، بين أوساط الشباب، عاقدا إجتماعات في المدينة، مؤديا الصلاة مع رفاق دربه في مرقد السيد محمد.. عليه السلام.
عمق وعيه في تأليب الشباب، ضد الطاغية المقبور صدام حسين؛ جعل أزلام السلطة ووكلائهم المنتشرون، في كل مكان؛ يراقبون تحركاته ومن معه.
بدأت موجة إعتقالات واسعة في العام 1981، طوت شبابا كالزهور.. شكلا وجوهرا؛ إذ طالت أمن سامراء إثنين من جماعته المقربين، هما الشهيدان نعمة موسى عمران وشاكر لفتة عبد الحسين، وفي اليوم الثاني، قدمت مفرزة من جلاوزة النظام، الى محل عمله.. عصبوا عينيه وقيدوا كفيه، وألقوه على قاع سيارة نقل ركاب مألوفة ذاهبين به الى حتفه البهيج.. شهيدا.
إقتادوه الى مكتب أمن "بلد" وغابت اخباره منذ ذاك اليوم، حتى سقوط الطاغية المقبور صدام حسين، ليعثر ذووه على وثيقة صادرة من محكمة الثورة الملغاة، تبين فيها صدور حكم الاعدام بحقه وإعدامه العام 1982 ولم يعثر على رفاته وبقي قبره مجهولا ليومنا هذا.
#القاضي_منير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟