أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالله عقروق . فلوريدا - السيدة زوجتي ، وسيجاري الكوبي














المزيد.....

السيدة زوجتي ، وسيجاري الكوبي


عبدالله عقروق . فلوريدا

الحوار المتمدن-العدد: 1325 - 2005 / 9 / 22 - 09:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


اثناء تحصني في بيتي بقرب بحيرة صغيرة من صنع الأنسان ، تحسبا للأعصار الثامن عشر،
ريتا ، الذي يجتاح ولاية فلوريدا ، خطر على بالي أن اغامر وأجلس قرب الشاطيء الأطلسي
لأسمع هدير الأمواج ، وصخبها من شدة الرياح التي أوشكت سرعتها الى مئة ميل في الساعة.
الشاطيء لا يبعد عن بيتي أكثر من عشر دقائق بالسيارة . والذهاب هنالك لا يشكل مشكلة،
رغم أن هنالك بعض المخاطر والمحاذيرمن الأقتراب. ولكن بعدنا عن عين الأعصار ، بأكثر من
تسعين ميلا يخفف من وطأة الخطر . فالرياح التي تصلنا قوية ، ولكنها ليست في درجة الخطر .
كانت السيدة زوجتي سهام لا تزال نائمة ، وكان أمامي فرصة ذهبية للتسلل دون أن تشعر بخروجي .
حلقت ذقني وأخذت حماما بسرعة البرق ، وحاولت جاهدا الأ أعمل صوتا ، وتفيق زوجتي .
كنت أسير على رؤوس اصابعي . جهزت قهوتي الصباحية ، وأبتلعت موزة بسرعة ، وشربت كوبا
من الحليب باردأ ، وصببت القهوة في الوعاء الخاص ، وتسللت الى الكراج بخفي حنين .
وحمدت المولى أن زوجتي لم تنزعج من الأصوات التي عملتها . ففي الكراج فتحت خزانة صغيرة
مفتاحها معي دائما ، أضع بها بعض الأشياء الخاصة ، ومنها السيجار الكوبي ، الذي أدخنه عندما أذهب
الى الشاطيئ دون علم السيدة زوجتي . زوجتي تمنعني من التدخين حرصا على صحتي التي ابتلاها الله
بمرض القلب . وعندما أعارض أوامر وزيرة الداخلية تجيبني ، "أنا أعمل ذلك لصحتك " فكيف يمكنني بأن اواجه
مثل هذا القول . كنت سعيدا ومهيئا نفسيا ومعنويا للذهاب الى الشاطيء الثائر لأنعم بأمواجه التي تلاطم الشاطيء
بشراسة قاسية ،والتي تذكرني بدون كشوط وهو يحارب طاحونة الهواء، والأستمتاع بسيجاري الكوبي ، وقهوتي
العربية بالبهارات المقدسية.
فتحت باب سيارتي بكل حذر ، وأدرت موتور السيارة ، وقلبي يدق خوفا من أن تسمع زوجتي محرك السيارة.
انتظرت دقبقتين ، ولم يحدث شيئا . فحمدت الله على كل شيئ ، واستعديت لرحلتي المشوقة . فأخذت ريموت الكراج لأفتحه
حتى انطلق لمغامرتي . وبعد أن دست على الجهاز ارتفع باب الكراج ، وعمل صوتا يفيق سابع جار . وقبل أن أغادر
وجدت زوجتي تفتح الباب المطل على الكراج ، وتأمرني بالنزول حالا حاولت أن استجديها واتوسل اليها ، ولكن
من دون جدوى . وبصوت عال صرخت في وجهي ، وقالت ، "لقد بقيت حتى الساعة الرابعة صباحا ، وأنا اتابع أعصار
ريتا على التلفزيون ، وقد أمرت سلطات الأمن بعدم الخروج من المنازل ، وبدأت بعملية أخلاء منازل سكان الشواطيء.
طأطأت رأسي ، وأخرست موتور السيارة ، ولكنني لم أتمكن من اخفاء السيجار الكوبي . أخذته زوجتي وقطعته أمامي مئة قطعة ، وقلبي يتألم من الدلخل . دخلت مقهورا الى البيت ، ومعي كوب القهوة ، استلته من يدي ، وقالت ، حتى سأمنعك من شرب
قهوتك اللذيذه . بل سأشربها أنا قصاصا لك .
ذهبت الى مكتبي ، واتصلت مع محامي ، وطلبت منه بأن يرسل باقة ورد لزوجتي ، مع كتاب اعتذار شديد اللهجة




#عبدالله_عقروق_._فلوريدا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سوريا.. نفل سفيري دمشق في السعودية وروسيا إلى -الإدارة المرك ...
- طبيبة: أمعاء الإنسان تمتص الحديد من المصادر الحيوانية بسهولة ...
- دراسة أمريكية: السمنة ترتبط بـ16 مرضا مزمنا
- إسرائيل تبرر قتل 15 مسعفا في رفح بـ-الشعور بالتهديد-
- -تايمز أوف إسرائيل-: نتنياهو يغادر واشنطن بخيبة أمل
- ترامب لأردوغان: لقد فعلت ما عجز عنه الآخرون على مدى ألفي عام ...
- العلماء الروس يعتزمون إنشاء نموذج رقمي يحاكي -معبد المرجان- ...
- طريقة بسيطة للسفر عبر الزمن!
- العلماء يؤكدون إمكانية تصنيع ألواح شمسية من الغبار القمري
- أطعمة على العشاء تسرّع خسارة الوزن وحرق الدهون


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالله عقروق . فلوريدا - السيدة زوجتي ، وسيجاري الكوبي