|
الحية الرقطاء (قاسم سليمانى) مخطط الشر فى المنطقة العربية
حمدى السعيد سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4760 - 2015 / 3 / 27 - 12:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد أن قامت جماعة الحوثي المدعومة من طهران، والتي تلقت التدريب والدعم العسكري والمادي من جمهورية الملالي التي وضعت لها الخطط لتسير وفقاً للنهج المرسوم سلفاً لتكون الجماعة بمثابة جسم غريب داخل الدولة اليمنية يتبع لجهة خارجية هي طهران بعيداً عن الولاء الحقيقي للوطن..... هذه الجماعة الحوثية نسخة عما يسمى حزب الله في لبنان الذي يعرقل الحياة السياسية ويعمل بتوجيهات إيرانية......لقد اتضحت الصورة مباشرة بعد احتلال الحوثيين لصنعاء فقد باشرت إيران أساليبها كي تدعم الحوثيين عسكرياً وسياساً وأيضاً ثقافياً عبر التأثير على ثقافة اليمن والعبث بها..... وحتى مذهبياً هناك 1600 طالب يمني يتلقون تعاليم المذهب الاثني عشري الشيعي في قم الإيرانية....الحوثيون طلبوا في السابق إصدار قرار يقضي بدمج 35 ألفاً منهم في المؤسسة العسكرية و25 ألفاً في المؤسسة الأمنية على أن يخضع هؤلاء لإدارتهم كما هو الحال في الحرس الثوري الإيراني..... وهذه الأساليب القذرة هي محاولة لتفتيت بنية المجتمع اليمني وجيشه... الجماعة الحوثية تحاول السيطرة على مناطق واسعة من اليمن من خلال توسيع شبكة تحالفاتها والعبور إلى تعز التي تشرف على باب المندب، ويبدو أن تحركات الحوثيين تجاه هذه المدينة مشبوهة، خاصة أن تعز تتبلور أهميتها من موقعها الجغرافي، فهي بوابة لدخول الجنوب أو أي عمليات قد تقوم بها الميليشيات الحوثية .....
وربما تترجم أطماع الحوثيين في السيطرة على باب المندب رغبة إيرانية بأن يكون لها ميليشيات تابعة تماماً لإرادة طهران في مناطق حساسة في اليمن، وهو حلم إيراني قديم، تحلم في تحقيقه بعد أن تشظى اليمن وعانى من انقسامات كانت مفرزات لثورة ربيع لم يكتمل، تسلقه الحوثيون ومن معهم، ورغم الصورة السوداء في اليمن إلا أن إرادة الشارع اليمني، سوف تسهم لا شك في بلورة الأوضاع.... الحوثيون ينقلون التجربة الإيرانية إلى اليمن، مع الوضع فى الحسبان أن المليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة وجهان لعملة واحدة..... ولن تثنينا تلك الممارسات المجنونة واللامسؤولة عن تحمل المسؤولية حتى نصل باليمن إلى بر الأمان، ويرتفع علم الجمهورية اليمنية على جبل مران في صعدة بدلاً من العلم الإيراني.... لأني أؤمن أن التجربة الإيرانية التي تم الاتفاق عليها بين الحوثية ومن يساندها لن يقبلها الشعب اليمني..... مما لاشك فيه أن التطرف الشيعي الذي تمثله مليشيات الحوثي المسلحة والتطرف السني الذي تمثله القاعدة كلاهما وجهان لعملة واحدة، لا يريدان الخير والاستقرار لليمن وأبنائها..... وهنا يظهر الدور الإيراني القذر في أكثر من منطقة..... ويبدو أن طهران تريد أن تعقد اتفاقاً نووياً مع الغرب يخرجها من أزمة اقتصادية حادة مرفقة بنقمة شعبية كامنة، علها تستطيع أن تخفف من احتقان الداخل وتقلل المخاطر الدولية المترتبة على تعنتها مع الخارج، خاصة أنها لن تستطيع تحمل أي ضربات عسكرية أو حصار اقتصادي جديد، بالإضافة إلى أن خامنئي السلطان الحقيقي الظاهر في إيران يعاني من المرض، وهنا تبرز مرحلة انتقالية في السلطة في إيران ومخاوف من صراع بين الحرس الثوري ومؤسساته وباقي مؤسسات الدولة أو ما يسمى الجناح المحافظ والجناح الإصلاحي، ورغم أن الجانبين يقبعان تحت سلطة المؤسسة الدينية، إلا أن الجناح المتشدد ممسك بزمام السلطة، ويعمل على ترتيب انتقال السلطة إلى زعيم أكثر تشدداً، وضمن هذا الواقع كله يبدو أن إيران وقبيل اتفاق نووي جديد تريد أن توسع نفوذها الخارجي وتعزز تدخلاتها، لأنها تريد أن تمسك أوراقاً جديدة تفاوض عليها مستقبلاً بعد تسليم ورقة النووي، لذلك نرى طهران أسرعت الخطوات في اليمن بعد أن أمرت ميليشياتها في صنعاء بالتحرك للسيطرة على العاصمة والسلطة هناك.....
لن أحلل الموقف اليمنى من زاوية الاطماع الايرانية فالجميع يعلم أن سقوط اليمن فى يد جماعة عبدالملك الحوثى المدعوم إيرانيا هى كارثة جيوسياسية لو أمعنا التفكير قليلا فيما يحدث فى ذلك القطر العربى الشقيق ... مع الوضع فى الحسبان أن الحقيقة التى لا مراء فيها هى ان اليمن مهم جيوسياسيا بالنسبة لمصر اكثر بكثير مما يحدث فى سوريا والعراق .... لكنى سأحلل الموقف السياسى من الناحية الاستنتاجية لمعرفة من الذى يحرك الاحداث من خلف الستار !!.. حتى ندرك حجم المؤامرة !!... بداية المؤامرة تكمن في العراق حيث كانت تلعب إيران من تحت الطاولة، لكن الآن وبحجة وجود تنظيم داعش الإرهابي، وصل رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني إلى عمق العراق وظهر علانية،.... وهذا ترتيب جديد في طريقة اللعبة الإيرانية في المنطقة، لكن وجود داعش كحجة أظهر هذا الجنرال إلى العلن، وليس فقط في العراق بل يبرز التدخل الإيراني في سوريا ولبنان من خلال دعم نظام الأسد والقتال إلى جانبه، وأيضاً من خلال ميليشيات حزب الله المسيطرة على لبنان والتي تمنع حتى انتخاب رئيس جديد للبلاد، وتسيطر على مؤسسات لبنانية، أسوة بتدخلات الحوثيين الذين طبقوا التجربة اللبنانية الإيرانية وربما تجاوزوها.... من الذى يحكم إيران ؟!... من الذى يحرك السياسة الإيرانية ؟!... من هو الرجل الحديدى فى إيران والذى يخشاه الجميع ؟!... خامنئى صورة فقط ورئيس الجمهورية لا قيمة له !!... الرجل الذى يحكم إيران هو (قاسم سليماني) القائد العسكري الإيراني وقائد فيلق القدس الفرقة التابعة لحرس الثورة الإسلامية..... (قاسم سليماني) يصنف من قبل أمريكا كإرهابي خطير جدا....
قاسم سليماني التحق بفيلق الحرس الثوري الإيراني أوائل عام 1980، وشارك في الحرب العراقية الإيرانية ثم تمت ترقيته ليصبح واحدًا من بين عشرة قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود.... في عام 1998 تم تعيينه قائداً لقوة قدس في الحرس الثوري خلفًا لأحمد وحيدي. وفي 24 يناير 2011 تمت ترقيته من رتبة لواء إلى فريق.....(قاسم سليماني) يقال عنه انه قائد فيلق القدس ولكنه ليس قائد فيلق موجود بالاسم ولا مهمات له بل هو مسؤول العلاقات الخارجية السرية لإيران... بمعنى أنه يدير مشروع التمدد الإيراني في العالم بأسره، وليس في المنطقة العربية وحدها....اكتسب الجنرال قاسم سليماني (57 عاما) الذي نادرا ما تلتقط صور له، لقب "أقوى مسؤول أمني" في الشرق الأوسط. وساعد قاسم سليماني في الأعوام الثلاثة الأخيرة الرئيس السوري بشار الأسد على قلب المكاسب التي حققها المعارضون في سورية بعدما بدا ان النظام السوري على وشك الإنهيار، وذلك لأن سورية تشكل نقطة أساسية في محور طهران - بغداد - دمشق - بيروت، في مواجهة نفوذ القوى الغربية في المنطقة.....ولولا مساندة إيران وتواجد قاسم سليماني في العراق, لكانت حكومة حيدر العبادي خارج العراق....لذلك اتهمت أمريكا قاسم سليماني بالتدخل في العراق وزعزعة الأمن فيه لذلك صفته صحيفة واشنطن بوست أنه من أهم صناع القرار في السياسة الخارجية الإيرانية.... مهما قلت لكم لن تتخيلوا أن نفوذ سليماني في العراق كبير إلى درجة ان البغداديين يعتقدون انه هو الذي يحكم العراق سرا....
بعد موت الخمينى تحول خامئنى إلى خيال ظل !!...أما رؤساء الجمهوريات المتتابعين فى ايران فهم رؤساء بلديات للحكم المحلى فقط ... والحاكم الفعلى لايران الآن والامبراطور القادم للشرق هو (قاسم سليماني) أو حاجى كما يطلق عليه الامريكان !!...(قاسم سليماني) هو الطموح الايرانى للسيطرة على المنطقة والبلاد العربية .... (قاسم سليماني)أرسل لأمريكا رسالة محددة أن الاتفاق حول البرنامج النووى مع أمريكا والغرب سيكون معه شخصياً ومع الحرس الثورى والجيش الايرانى الذى يقوده.... (قاسم سليماني)هو المحرك الفعلى للسياسة الايرانية وخاصة الخارجية ... فهو الذى يديرالعراق بشكل مباشر ويحتل عاصمته السياسية بغداد وجعلها عاصمته لامبراطوريته المستقبلية .... وهو المسيطر على سوريا حيث حول بشار الأسد وجيشه وحكومته إلى ميليشية صغيرة تدافع فقط عن الطائفة العلوية (12% من الشعب السورى ) ...وترهن البلاد كلها لايران مقابل حمايتهم وضمان استقرارهم ...(قاسم سليماني) هو نفسه الذى يرهن كل لبنان ووضعه فى عهدة حزب الله الذى أنشاءه خصيصاً لهذا الهدف !!...وهو كذلك الذى يتحكم فى غزة عبر حماس ....وأفغانستان عبر طالبان واليمن من خلال الحوثيين ....والبحرين فى الطريق انه يحاصر دول الخليج من الداخل بتأكيد الصراع الطائفى عبر صراع طائفى.......من خلال ألاعيب (قاسم سليماني)السياسية يريد ايصال رسالة حاسمة لأمريكا انه لايوجد خيار أو بديل امامهم غير إيران !! إعطونى توكيلا لمحاربة داعش فى سوريا والعراق لمنع التدد السنى المتطرف عبر اعطاء التوكيل للأقلية الشيعية على المنطقة .... العلوم السياسية تقول أن إيران وأمريكا يفتحون أبواب الجحيم لحرب طائفية كبرى بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية فى كل المنطقة العربية من خلال الهجوم الايرانى على المنطقة العربية بدون توقف!!....
مما لاشك فيه أن إيران قاسم سليمانى أستغلت التردد والمخاوف الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 الكارثية فى أمريكا بتكريس احتلالهم للمنطقة .... العرب أصحاب النظرة الضيقة والقاصرة كانوا يتصورون أن أمريكا وحصار ايران قادرين على تلجيم الطموح الاستعمارى للفرس الجدد وزعيمهم قاسم سليمانى وحرسه الثورى....الأمريكان لا يهمهم من يكون الوكيل بل ظهر أنهم فى بعض الأحيان يرون فى الوكيل الشيعى أنه الأفضل لتلاقى المصالح مع نظرية أوباما وجماعته فى البيت الأبيض والخارجية الأمريكية!!على اعتبار أن العرب السنة هم أول من قادوا هجوماً خارجياً ضد أمريكا داخل أراضيها راح ضحيته ( 3 آلاف أمريكى أو أكثر ) .. ويجب أن يدفع العرب وخاصة السنة ثمن هذه الجريمة النكراء ....لذلك نرى قاسم سليمانى وحرسه الثورى يتمددون ويطورون الاحتلال وهضم المنطقة بالكامل وهو الشىء الأهم الذى يجب أن يدركه العرب اليوم وهم فى الطريق إلى قمتهم الجديدة فى شرم الشيخ....الاحتلال الايرانى للمنطقة يتجاوز الحصار الأمريكى الغربى بتوظيف اموال قطر لتمويل الارهاب والتطرف .. إيران قاسم سليمانى تدفع لتوظيف الأموال العراقية الغنية بعد احتلالها بالكامل والأمثلة عديدة أخرها مادفع العراق البقرة الحلوب بشراء أول دفعة سلاح ايرانى قيمتها 10 مليار دولار .... أنها اشارة علنية بعد ان كانت خفية إلى أن العراق اصبحت توظف لتحقيق اهداف ايران العسكرية فى الشرق الاوسط والعالم العربى وتلك فضيحة كارثية تاريخية لا مثيل لها .. وها هى بغداد العروبة هى نفسها عاصمة امبراطورية قاسم سليمانى تتولى المهمة المخيفة والعرب يشاهدون بغباء منقطع النظير !!...
على الجميع أن يعلم أن قاسم سليماني تسلم قيادة فيلق القدس قبل خمسة عشر عاماً، وخلال هذه الفترة سعى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط لما يلائم مصالح ايران.... بصفته حكما ما بين القوى السياسية وكذلك حسم أمور القوة العسكرية، بإغتيال المنافسين، وتسليح الجيوش، ولمدة تزيد على عقد من الزمن، توجيه شبكة من الجماعات المسلحة التي قتلت المئات من الجنود الامريكان في العراق.... لذلك قامت وزارة المالية الامريكية بإدراج اسم قاسم سليماني في قائمة الحظر على ضوء دوره في دعم نظام الأسد ولمساندتة القوية للإرهاب.... ولكن بالرغم من ذلك لا يزال مخفيا عن اعين غالبية العالم الخارجي، حتى عندما يدير عملائه ويوجهم الى تنفيذ العمليات.... سليماني هو اقوى عنصر امني في الشرق الأوسط اليوم !!...عندما يظهر قاسم سليماني امام الملأ، وغالبا ما يكون ذلك في مناسبات المحاربين القدامى او في لقاءاته مع خامنئي، فهو لا يحاول ابراز نفسه، ولا يعلي من صوته، فهو قصير القامة، ولكن لديه حضور، سيكون هناك عشرة اشخاص في الغرفة، وعندما يدخل قاسم سليماني فهو لا يجلس معك.... سيجلس في نهاية الصالة، بمفرده، بطريقة صامتة جدا.... لا يتكلم، لا يعلق، مجرد يجلس ويستمع. وبالطبع الكل بالهم مشغول به !!...الأشهر الأولى من سنة 2013 كانت سيئة بالنسبة للتدخل الإيراني في سوريا... وشهدت تراجعا كبيرا للأسد على الأرض في مقابل الثوار السنة “خصوم ايران”.... لو سقط الأسد فسيفقد الإيرانيون صلتهم بحزب الله الذي يعتبر قاعدتهم المتقدمة في مواجهة اسرائيل....لو خسروا سوريا، فلن يستطيعوا الحفاظ على طهران !!...لذلك فعلى الرغم من الأثر الشديد للعقوبات الاقتصادية الامريكية لمنع النظام الايراني من تطوير سلاح نووي، إلا أن الإيرانيين استمروا في جهودكم المستميتة في سبيل انقاذ بشارالأسد... ومن هذا الباب، قدموا اليه قرضا بـ 7 مليارات دولار لرفع وإنقاذ الاقتصاد السوري... فهم لا يفكرون بحسابات الدولار عندما يدعمون بشار الأسد، إنهم يرون خسارته خطرا وجوديا على بقائهم.... اما بالنسبة لقاسم سليماني فإن انقاذ الاسد يبدوا كمسألة كرامة !!...
بدأ قاسم سليماني يسافر بشكل دوري إلى دمشق كي يتبوأ بشكل شخصي إدارة المعركة بنفسه.... حيث يقال أنه يدير المعركة من مقر محصن بشدة يقع في مبنى لا يبدو عليه انه موقع رسمي، حيث جمع عددا من القادة متعددي الجنسيات الذين يديرون الحرب، بينهم قادة الجيش السوري، وقائد من حزب الله، ومنسق للميليشيات الشيعية في العراق التي حركها قاسم سليماني واستقدمها للقتال.... وإن لم يستطع قاسم سليماني أن يحضر الباسيج الى المعركة، فقد أحضر ثاني أفضل خيار بالنسبة له، وهو اللواء حسين حميداني، نائب القائد السابق للباسيج، رفيق السلاح السابق أثناء حرب العراق وإيران، والذي يُعد خبيرا في إدارة الميليشيات غير النظامية كمثل تلك التي شكلتها إيران لحماية الأسد من السقوط....لاحظ المسؤولون الغربيون في السنة الماضية ارتفاعاً حاداّ في عدد شحنات الامدادات الجوية الايرانية الواصلة لمطار دمشق، حيث ارتفع عددها بحسب مسؤول امني شرق اوسطي من بضعة رحلات اسبوعياً الى ان اصبحت تهبط بشكل يومي محملةً “بأطنان من السلاح والذخيرة” بالاضافة الى ضباط من فيلق القدس..... كما ان هذا الفيلق قد قام حسب رواية المسؤولين الامريكان بتنسيق الهجمات، وتدريب الميليشيات و نصب جهاز انصات يستطيع من خلاله أن يراقب اتصالات المعارضة السورية ... بل واستطاع أن ينسق بين الأجهزة الأمنية في نظام الأسد التي صُممت لتتجسس على بعضها بحيث تعمل سوية، يقول نفس المسؤول الامني أن عدد أفراد فيلق القدس، بالإضافة لأفراد الميليشيات الشيعية العراقية التي جلبوهم معهم، يتجاوزون الآلاف ينتشرون في كل أنحاء البلاد....
على الرغم من تورط قاسم سليماني في اعمل قاسية فإن صورته بين مؤيديه في ايران لاتشوبها شائبة حيث يعتبر من ابطالهم المحاربين القدامى في الحرب العراقية الايرانية التي اصبح اثناءها قائد فرقة وهو في عشرينيات العمر.... يظهر “قاسم سليماني” في المناسبات العامة متواضعاً بطريقة اقرب ماتكون الى التصنع..... وصف نفسه في ظهور حديث له بانه “اصغر جندي” وقام بحسب وكالات الاخبار الايرانية بمنع من حاولوا تقبيل يده.... ترجع اغلب قوة “ قاسم سليماني” الى علاقته القوية بـالمرشد الروحي الاعلى للمجتمع الايراني “خامنئي” الذي غالباً ما يوفر المديح للقتلى من جنوده، لكنه وصف سليماني قائلاً: “انه الشهيد الحي للثورة”......يعتبر” قاسم سليماني من المدافعين بقوة والمحافظين على وجود النظام السلطوي الإيراني، ففي 1999 وفي ذروة المظاهرات الطلابية في إيران، أرسل قاسم سليماني مع عدد آخر من قيادات الحرس الثوري رسالة موقعة بأسماءهم إلى الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي يحذرونه من احتمالية الإطاحة به في حالة عدم تمكنه من قمع التظاهرات، قالوا في رسالتهم “صبرنا نفد بالفعل”.... وقامت الشرطة بقمع المحتجين حينها وكررت هذا القمع بعد عشر سنوات عند تجدد الاحتجاجات....الحكومة الايرانية تتسم بالتعقيد الشديد و يلعب الكثير من المحيطين بخامنئي دوراً في تشكيل السياسة الخارجية ، ومن هؤلاء قادة الحرس الثوري وكبار رجال الدين و مسؤولي وزارة الخارجية..... لكن الحرية المطلقة في التصرف منحت لـ”قاسم سليماني” في تطبيق رؤية خامنئي.... ”قاسم سليماني” له روابط بكل زوايا النظام وهو ما اصفه بالذكي سياسيا، فلديه علاقات مع الجميع.... وفي الوقت الذي كدس الكثير من كبار ضباط الحرس الثوري ثروات عن طريق تحكمهم بمفاصل الصناعة الرئيسة في الدولة، فإن “قاسم سليماني” قد تمت العناية به من قبل “خامنئي” مباشرة حيث وفر له ثروة شخصية، هو شخص معتنى به بشكل جيد....
قاسم سليمانى داهية ومفكر إستراتيجي مخيف.... وتشمل أدواته التي يستخدمها رشاوى للسياسيين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والترهيب عند الحاجة إليه والاغتيالات كملاذ أخير.... بنى فيلق القدس شبكة عالمية من العناصر العاملة له، بعضها جندها من الشتات الإيراني خارج البلاد، الذين يمكن استدعاءهم لدعم بعض المهمات..... فيلق القدس وحزب الله قد باشرا بحملة جديدة في العام 2012 موجهه ضد اهداف امريكية واسرائيلية كرد فعل إنتقامي على الجهود السرية الساعية لإبطاء البرنامج النووي الايراني، التي شملت هجمات الكترونية واغتيالات لمجموعة من علماء الذرة الايرانيين...ومنذ ذلك الحين، أدار قاسم سليماني عمليات في أماكن مترامية مثل تايلاند، نيودلهي، لاجوس ونيروبي، ما لايقل عن ثلاثين عملية أكثرها جرأة كانت عملية فاشلة في واشنطن سنة 2011، عندما حاول فيلق القدس اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة عن طريق شبكة تهريب مخدرات مكسيكية، وكان من المفترض انه ينفذ العملية في مطعم يبعد بضعة اميال عن البيت الأبيض..... اتضح لاحقا أن هذا الشخص الذي اعتمده قاسم سليماني عميلا كان يعمل في الحقيقة لجهاز مكافحة المخدرات الامريكية.... على صعيد أخر يبدو ان فيلق القدس اكثر فاعلية عندما ينفذ عملياته قريباً من ايران حيث ان العديد من خططه المنفذة في اماكن بعيدة قد بائت بالفشل.....في خطاب القاه عام 1990، قال خامنئي بأن مهمة فيلق القدس هو “لتأسيس خلايا شعبوية لحزب الله في ارجاء العالم”..... وبالرغم من ان هذا الهدف لم يتحقق، فإن حزب الله اصبح اهم قوة في لبنان ...قوة عسكرية وحزب سياسي يكاد يتفوق على الدولة.... بعض الخبراء يعتقدون بانه لم يعد بنفس التبعية لإيران من بعد نضوجه عبر السنين.... ولكن، وعلى مأدبة عشاء في بيروت تذمر وليد جنبلاط، السياسي اللبناني، من ان قادة حزب الله لا يزالون تابعين لطهران. “تجلس وتتكلم معهم ولكن ما بوسعك قوله؟” حسبما قال : “هم لا يقررون خامنئي وسليماني هم الذين يقرران”....
في 22 ديسمبر 2010 ، أصدر جيمس جيفري، السفير الأميركي في العراق، والجنرال لويد أوستن، القائد الاعلى للقوات الأمريكية في العراق, مذكرة تهنئة الى الشعب العراقي على تشكيل حكومة جديدة بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي .... كانت البلاد من دون حكومة لمدة تسعة أشهر بعد انتهت نتائج الانتخابات النيابية الى طريق مسدود..... كان تشكيل الحكومة مهما و حرجا، ففي تلك الاثناء, كان لا يزال هناك ما يقرب من مائة ألف جندي أمريكي في البلاد، و كان القادة الامريكيون يأملون في ترك وحدة امريكية عند مغادرتهم للبلاد.... واضاف الرجلان في مذكرتهما “اننا نتطلع إلى العمل مع الحكومة الائتلافية الجديدة في تعزيز رؤيتنا المشتركة لعراق ديمقراطي “....ما لم يقله جيفري و أوستن هو أن الصفقة الحاسمة التي أتت بالحكومة العراقية لم تكن مقترحة من قبلهم بل من قبل قاسم سليماني .... فوفقا لعدة مسؤولين عراقيين وغربيين, قام قاسم سليماني, في الأشهر التي سبقت تشكيل الحكومة، بدعوة كبار الزعماء الأكراد والشيعة في لقائه في طهران و مدينة قم و انتزع منهم تعهدا بدعم المالكي كالمرشح المفضل لديه..... جلب الاتفاق مجموعة معقدة من التجاذبات..... فالمالكي و الأسد يكرهان بعضهما البعض؛ جمعهما قاسم سليماني معا باغرائهما باتفاقية لانشاء خط انابيب نفط مربح من العراق الى الحدود السورية.... و من أجل كسب مقتدى الصدر رجل الدين الى جانبه، وافق قاسم سليماني على اعطاء الوزارات الخدمية العراقية لرجال الصدر ....و كان ابرز ما جلبه هذا الاتفاق, وفقا لمسؤولين عراقيين وغربيين ، شرطان املاهما قاسم سليماني على العراقيين : كان الشرط الأول أن يصبح جلال طالباني ، وهو صديق قديم للنظام الإيراني, رئيسا للبلاد.... و الشرط الثاني ان يصر المالكي و حلفائه في الائتلاف المشكل على مغادرة القوات الامريكية للبلاد. قال سليماني “لا امريكيين!” حسب قائد عراقي سابق “وبذلك علاقة عشر سنوات مع الامريكان ذهبت سدى”....الامريكان, في وقت إعلان جيفري ، علموا أن قاسم سليماني قد دفعهم الى الخروج من البلاد لكنهم محرجون جدا من البوح بذلك.... “كنا نضحك على الأمريكان”, قال القائد العراقي السابق ، وتزايد غضبه وهو يتذكر الموقف “تبا تبا! لقد هزمهم سليماني تماما، في حين كانوا يهنئون انفسهم على الملأ على تشكيل الحكومة!”انه الرجل الأقوى في العراق ، دون منازع.....
لقد كانت حكومة المالكي تتولى ادارة عددا من المشاريع الوهمية بمئات الملايين من الدولارات سنويا ، لمساعدة النظام الإيراني في مخادعة العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة عليه .... اذ يوجد عملاء مدعومون من ايران ما فتأوا في استخدام النظام المصرفي العراقي بانتظام لإجراء التحويلات الوهمية التي تسمح لهم ببيع العملة العراقية في أرباح ضخمة، و إذا رفضت البنوك ، فانه يتم اغلاقها من قبل الحكومة....المصدر الرئيس الآخر للدخل بالنسبة للايرانيين هو النفط.... حكومة المالكي كانت تخصص ما يعادل مائتي ألف برميل من النفط يوميا، أي حوالي عشرين مليون دولار تستحق في أسعار النفط الحالية ويرسل هذا المال إلى قاسم سليماني.... بهذه الطريقة، حصّن فيلق القدس نفسه من الضغوط الاقتصادية الناجمة من العقوبات الغربية... انه برنامج سري للتمويل الذاتي! قاسم سليماني لا يحتاج حتى لميزانية الدولة الايرانية لتمويل عملياته!... هل عرفتم الأن يا عرب من عدوكم انه قاسم سليمانى !!!..اوقفوا هذا الرجل الاخطبوط من خلال وقف التدفق الايرانى فى المنطقة العربية ..... وأن تتحول استراتيجية العرب الدفاعية عن المنطقة إلى الهجوم فى الداخل الايرانى .... دافعوا عن العرب الايرانيين .. بل دافعوا عن الشيعة العرب ككل ..... فالتحولات فى الداخل الايرانى أسقطت نظرية الخمينى وخامئنى بل أسقطت نظرية ولاية الفقيه الشيعية ..... والوجه الايرانى القبيح بارز وعلنى ....انه وجه عنصرى قومى امبراطورى استعمارى عنصرى فارسى صفوى قبيح للمنطقة العربية ....أنظروا للعنصرية الجديدة الأتراك يرون أن مصالحهم مع ايران القوية أفضل من العرب .. والاسرائيليين ينتظرون ويتفرجون بل ويرهنون سقوط الخومينية مع سيطرة قاسم سليمانى ويسقط التناقض مع اسرائيل والعرب دائما هم الضحية ....الموقف جد لا هزل فيه ...وخلط الأوراق بين الدينى والقومى والطائفى والعنصرية البغيضة .... حقيقة لا تخويف فيها ولا تتبسط بل أنها واضحة مثل الشمس .. انتبهوا قبل السقوط الكبير فقاسم سليمانى يتقدم للسيطرة على أكتاف الطائفية المخيفة وبمساعدة من الخونة والمتربصين والعرب المتخاذلين وما اليمن إلا بداية للمخطط الايرانى الصفوى التوسعى ....
حمدى السعيد سالم صحافى ومحلل سياسى واستراتيجى
#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العاهرة الاخوانية والقواد الايرانى
-
الفريضة الغائبة
-
نتنياهو وسياسة وضع العربة أمام الحصان
-
ثقافة البناء
-
امك قرعة يا اوردوغان
-
المرشد الايرانى المريض ومستقبل إيران المتشددة
-
الزواج السرى بين الإخوان وبريطانيا
-
الكيانات الحزبية الدينية اللقيطة
-
التكنولوجيا هى الحل الأمثل لكل مشاكل مصر المستعصية
-
إلا أمننا القومى يا وزيرة التعاون الدولى
-
ولكم فى التجربة الصينية حياة يا أولى الالباب
-
عليك ان تختار
-
احزاب ورقية يجب حلها
-
لو كانت الفهلوة رجلاً لقتلته
-
اصفع الاخوانى على قفاه يحترمك مدى الحياة
-
خصخصة القطاع العام وبيعه خرب البلد
-
ماذا يحدث تحديدا؟
-
فتش عن المستفيد تعرف من الجانى
-
الجشع والجوع السياسى
-
لا تصالح معهم افرضوا القانون
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|