أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - كيف يُساء فَهْم -السفر في الزمن-!














المزيد.....

كيف يُساء فَهْم -السفر في الزمن-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4759 - 2015 / 3 / 26 - 12:59
المحور: الطب , والعلوم
    


جواد البشيتي
أنا لا أُقَلِّل من حجم الصعوبة التي يواجهها المرء، ولو كان على مستوى جيِّد من الثقافة الفيزيائية، في سعيه إلى فَهْم وتَمَثُّل كثيرٍ من المفاهيم والأفكار التي تَضَمَنَتْها "النسبية (الخاصة والعامة)" لآينشتاين؛ لكن، وعلى ما قال آينشتاين نفسه، ذات مرَّة، لا يحق للشخص أنْ يَزْعُم أنَّه فَهِمَ وتَمَثَّل نظرية فيزيائية (أو كوزمولوجية) معقَّدة إذا لم يستطع هو شَرْحَها وبَسْطَها لطفلٍ عمره ست سنوات.
سوء الفهم لفكرة "السَّفَر في (عَبْر) الزمن"، والتي هي من أهم الأفكار التي تَضَمَنَتْها "النسبية العامة"، على وجه الخصوص، نَقِف عليه في منشور فيزيائي عربي جاء فيه: إذا كان السفر عَبْر الزمن ممكناً، وإذا ما قرَّر شخص ما السفر إلى الماضي، عائداً إلى زمن هتلر، وقَتْلِه من أجل أنْ يَمْنَع نشوب الحرب العالمية الثانية، فإنَّه لن يستطيع لسبب منطقي، على الأقل؛ فهو لو استطاع السفر إلى الماضي، وقَتَل هتلر، ومَنَع، من ثمَّ، وقوع كارثة الحرب العالمية الثانية، لاختفى "السبب" الذي حَمَلَه على هذا السفر إلى الماضي.
كلاَّ، الأمر ليس هكذا؛ وهذا المثال يَصْلُح دليلاً على ما يمكن أنْ يفضي إليه سوء الفَهْم لفكرة "السفر في الزمن".
إنَّ "السفر في الزمن"، وإذا ما كان معناه "السفر إلى المستقبل (لا إلى الماضي)"، هو فكرة فيزيائية صحيحة، مُثْبَتة ومؤكَّدة في تجارب عملية عدة.
لقد اعتاد الإنسان (أو الذهن البشري) فكرة "السفر في المكان"؛ فالإنسان ينتقل من موضع (مكان) إلى موضع (مكان) في زمن يطول، أو يقصر، تَبِعاً لـ "سرعة سيره"، والتي تتحدَّد بـ "وسيلة انتقاله (مشياً أو ركضاً أو بركوب حصان أو سيَّارة..). في "السفر في المكان"، لا تتغيَّر "المسافة"، زيادةً أو نقصاناً؛ لكن "الزمن (الذي يستغرقه الانتقال)" يتغيَّر، زيادةً أو نقصاناً، بـ "الوسيلة المستعملة".
"السفر في (أو عَبْر) الزمن" هو مسألة مختلفة تماماً؛ إنَّه أوَّلاً، سفرٌ إلى المستقبل لا إلى الماضي؛ وهذا السفر هو النتاج الحتمي لـ "تمدُّد (أو تباطؤ، أو انحناء) الزمن". والزمن يتمدَّد إمَّا بـ "تسارع" الشخص، وصولاً إلى سيره في سرعة تُقارِب (لا تَعْدِل، ولا تتجاوز) سرعة الضوء، والتي هي 300 ألف كيلومتر في الثانية تقريباً، وإمَّا بخضوعه لجاذبية شديدة جدَّاً.
هذا الشخص، أو المراقِب، يظلُّ (أكان في تلك الحالة من السرعة أم في هذه الحالة من الجاذبية) يعيش ويتطوَّر وِفْقاً للزمن الخاص به، أيْ وِفْقاً لـ "الزمكان (Spacetime)" الخاص به.
لو كان هذا الشخص في مركبة فضائية تسارعت حتى قاربت سرعتها سرعة الضوء، وهي السرعة القصوى في الكون، فإنَّ الدقيقة الواحدة عنده تصبح تَعْدِل (مثلاً) آلاف السنين الأرضية؛ فلو نَظَرَ مراقِب أرضي إلى ساعة هذا المسافر لوَجَد أنَّ كل دقيقة في ساعته تَعْدِل زمناً أرضياً أطول بكثير (عدة ساعات أرضية أو عدة أيام أو عدة سنوات..). المسافِر نفسه لا يرى، ولا يُدْرِك، أي تغيُّر في الزمن لديه؛ فكل شيء عنده (في مركبته، في عالمه أو كونه الصغير هذا) يحدث كالمعتاد؛ فإنَّ قلبه ما زال ينبض نحو 70 نبضة في الدقيقة الواحدة، بحسب ساعته هو؛ وإنَّه يقطع المسافة نفسها (مشياً على قدميه) في مركبته في خمس دقائق، بحسب ساعته هو، أي كالمعتاد؛ وإنَّ إعداده لفنجان القهوة ظل يستغرق الوقت نفسه، وهو 10 دقائق مثلاً (بحسب ساعته هو). اختصاراً، لا شيء في داخل عالمه هذا يَدُلُّ على أنَّ الزمن لديه قد اعتراه أي تغيير؛ فكل شيء عنده يحدث كالمعتاد، ويستغرق حدوثه الزمن نفسه، وكأنَّه في بيته على الأرض.
والآن، أين "السفر إلى المستقبل"؟
إذا عاد هذا المسافر إلى كوكب الأرض، بعد رحلة استغرقت ذهاباً وإياباً سنة واحدة، مثلاً، بحسب ساعته هو، فسوف يتأكَّد أنَّ الأرض قد مَرَّ عليها 100 ألف سنة، مثلاً؛ وبهذا المعنى يكون قد سافر إلى المستقبل، زائراً كوكب الأرض بعد 100 ألف سنة (أرضية) من انطلاقه في رحلته الفضائية. لقد زاد عُمْرُه سنة واحدة فقط؛ أمَّا عُمْر كوكب الأرض فزاد 100 ألف سنة.
هل "يستطيع السفر إلى الماضي"؟
كلا، لا يستطيع، ولن يستطيع أبداً، ليس لسبب منطقي؛ وإنَّما لسبب فيزيائي صرف؛ فالزمن (أو "سهم الزمن") لا يعود (أو لا يرتد) إلى الوراء. وثمَّة آراء هي من نَسْج الخيال العلمي يقول إصحابها فيها إنَّ السير بسرعة تفوق سرعة الضوء يَنْقُل السائر إلى الماضي (إلى ماضي كوكب الأرض مثلاً). ونحن نعلم أنْ لا شيء في الكون يمكن أنْ يسير بسرعة تفوق سرعة الضوء.
وفي المنطق، نقول، أيضاً، إنَّه لا يستطيع؛ فتخيَّلوا أنَّ هذا الشخص قد سافر إلى الماضي، وزار أُمِّه قبل ولادتها له بشهرٍ مثلاً؛ ثمَّ ارتكب جريمة "قَتْل أُمِّه"؛ فكيف له (في المنطق) عندئذٍ أنْ يأتي إلى الحياة (ويسافر إلى الماضي)؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لهذه الأسباب يَفْشَل المؤوِّلون في إثبات كروية الأرض في القر ...
- جَدَل -الحقيقة-
- بأيِّ معنى يتوقَّف الزمن؟
- الدكتور النجار يَعْثُر على نظرية -النسبية- في القرآن!
- لعبة -الأَسْلَمَة-.. أما حان لها أنْ تنتهي؟!
- رِبا إسلامي يسمَّى -المرابَحَة-!
- مصطفى محمود في حواره المُبْتَذَل مع صديقه الملحد!
- كيف غرسوا فكرة -فناء المادة- في تربة الفيزياء!
- لو أُغْلِق المسار التفاوضي بين واشنطن وطهران!
- موطن الاستعصاء في -المفاوضات النووية- بين طهران وواشنطن!
- -السياسة- بين -المثالي- و-الواقعي-
- -الآلة- من وجهة نظر سوسيولوجية
- في نسبية -الآن-
- عندما يصبح اللجوء إلى المجتمع الدولي إرهاباً!
- هكذا تكلَّم أوباما!
- هل تورَّط الأردن؟
- سياسة بعيون ميثولوجية!
- انتهازية أخلاقية!
- -يهودية الدولة-.. مشروع نتنياهو الانتخابي!
- نهاية ثورة!


المزيد.....




- الأعراض الأولى لسرطان القصبة الهوائية والوقاية منه
- أطعمة ومشروبات تجنبها عند تناول المضادات الحيوية
- الضغوط تتزايد على عمالقة التكنولوجيا.. ماذا يعني قانون الأسو ...
- الحكومة الأميركية تطلب من القضاء إجبار غوغل على بيع -كروم-
- ” سجل الآن من هنا “.. التسجيل في مسابقة الشبه الطبي في الجزا ...
- مخدر الاغتصاب GHB .. مراحل تأثيره السلبى على الجسم وكيف يحدث ...
- وكالة الفضاء الأوروبية تمول شركات صناعات الفضاء الخاصة بملاي ...
- نوع من الفطر قد يبطئ نمو الورم السرطاني ويطيل العمر
- للمرة الأولى.. اصطفاف مجرتين بشكل مثالي يساعد على رؤية الكون ...
- أوبئة عادت لتهدد العالم فى 2024.. فيديوجراف


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - كيف يُساء فَهْم -السفر في الزمن-!