عماد عامل
الحوار المتمدن-العدد: 4758 - 2015 / 3 / 25 - 21:43
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
الديمقراطية := حكم الشعب نفسه بنفسه ؟!
يعتبر هذا التعريف للديمقراطية، مركزا للمعنى فيها، حيث يصعب رد قوة هذا المطلب، كمطلب اجتماعي ملح في البنيات العربية الاسلامية. ما ان نبحثه بتحري مطالبه حتى نجد ان الديمقراطي يقوم بعملية خطابية لا ترتد في سياقها الى وعي تام بتبعات هذا المطلب، اي نقد هذا المفهوم، الذي تحول في هذا الزحام اللغوي الى خطابة رديئة.
ماذا يعني حكم الشعب نفسه بنفسه؟!، اهم من هذا السؤال، سؤال: ما القواعد التي سنبني عليها امكانية منطقية تاريخية، لهذا الحكم؟!، مما يعني، اذا كان المطلب ملحا، وهو بالفعل ملح لما تعيشه المنطقة العربية الاسلامية، فكيف سنستدعي جماهيرا للادلاء برايها في مواضيع لا تعلم عنها اي شئ، مثلا، طلب في سياق هذا الفهم، ان يدلوا بصوتهم او رايهم، هل علينا اتباع اقتصاد، ينبني على الاشتراكية في قطاعات معينة ام اشتراكية عامة، اذا كان يجب السير في طريق راسمالي متحرر ام مقيد من الدولة بطريقة او اخرى، او اي نهج اقتصادي اخر ممكن؟!. فعلى هذه الجماهير المستدعاة ان تكون ملمة بالاقتصاد او على الاقل باحد فروعه. حتى يتسنى لها الادلاء براي نام عن معرفة بالموضوع. فاذا غاب هذا الشرط، وهو للاسف غائب، فما مصير الديمقراطية ؟!
تسقط الديمقراطية، وتتحول ضديا الى طوباوية، والطوباوية ليست مشكلا، بل ضرورية للتفكير. في كلتا الحالتين، لا يمكن تطبيقها الا عورا. وهذا نشاهده عندما يلجا لحل ممثلين عن الشعوب في داخل مؤسسات دولة. اذ ان هذا التفويت لا يزيد الطين الا بلة، حيث ان الاشكال الاساسي لا يحل، نترك جانبا التناقضات المتعلقة بالاقتراع من حيث انه اشكال تاريخي لمفهوم الديمقراطية اليوم نعيش تبعاته فيما يسمى الاغلبية والاقلية، ونركز على اشكال انه حتى عندما يختار ممثلين في مؤسسات دولة، اذا اساؤوا التدبير، فليس عند الشعب اي معرفة بان يقول ان هذا التدبير في هذا الشان المحدد تدبير خاطئ. لغياب المعرفة عند الشعب، كل الشعب.
اذا ببساطة شديدة، وعجالة حول مفهوم خرافي يتداول بشدة عندنا، ودون ان ادخل في تاريخه الذي بدون شك يستحق دراسات مستفيضة، المفهوم يتبدى اسطوريا بل خرافيا، لكن فعله في المجتمع يصىر بالضبط، الشكل الذي من خلاله تمارس علينا الديكتاتورية.
#عماد_عامل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟