أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - المشحوف وحصان دون كيشوت














المزيد.....

المشحوف وحصان دون كيشوت


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4758 - 2015 / 3 / 25 - 21:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




كتب الأسباني ميغيل دي ثيرايانتس روايته دون كيشوت ليثبت لنفسه والذين تصيبهم خيبات الدهر ومفاجآته أن صناعة البطولة الطافحة بخيال المجد ، ممكنة حتى لو مع حصان عليل ونحيف وسيف صدأ وترس مثقوب بسبب طعن لرماح حروب حقيقية وقديمة.
وعندما قرأت لأول مرة الرواية بشكلها المختصر ومعدة للأطفال في مكتبة المدرسة البسيطة في قريتنا ، أدركت أن فهم هكذا روايات خالدة من خلال مختصر لها يجعلها تسكن فيكَ بحواس غريبة حتى قبل أن تقرأها كاملة ، لهذا فالدون القشتالي أو الأشبيلي أو الغرناطي منحني الشعور أن ما ضاع في الأندلس هو ما يستطيع دون كيشوت أن يجلبه لنا من خلال فنتازيا بناء الانتصار القادم حتى حين نحارب طواحين هواء.
المعلمون قرأوا المختصر ، وشغاتي آخر من قرأه ، وحين سألته عن رأيه في ما قرأ وسمع من أراء نتحدث فيها بين فرص الاستراحة .
قال : لا استطيع التفكير جيدا بشيء لا يوجد مثله في قريتنا .
قلت : تعني ان المكان ليس اسبانياً ؟
قال : كلا ، حيث لا يوجد حصان في قريتنا ، والسيوف بديلها بندقيتي ( أم عبيه ) والترس شبيه له غطاء قدر طبخ عاشوراء الكبير ، ولا مقارنه بين الترس وغطاء يطبخ فيه نذر ابي الفضل العباس . ولكن السيف الصدأ موجودا ، ففي مخلفات جدتي نوعه سيف ابيها نحتفظ به ، وطالما اردت بيعه للرجل الأذربيجاني الذي يأتي بمناداته الموسمية ( من عنده خشاله للبيع ) ، لكن ولدي مكسيم يبكي لأنه يريد أن ليمارس فيه مع اولاد القرية تماثيل وتشابيه مقتل الحسين ع في العاشر من محرم . ولهذا أعتقد أن ما يأتي من اجله الاذربيجاني ( علي دنبه ) هو لشراء بضاعة تركها لنا دون كيخوته.
وبعيدا عن اعجابي بذكاء شغاتي وفطرته الحكيمة ، انتبهت الى أمر ما ، فأنا قلما وبصدفه واثناء مروري بالزورق بين قرى الطريق الواصل بين قريتنا وقضاء الجبايش أرى حصانا ، الجواميس فقط من اراها تمارس قيلولتها بكسل ، وحين يكون الوقت صباحا ، هناك ديكة حمر تنتصب فوق سقوف الصرائف وتطلق موسيقاها لأيقاظ شغير الليل وهمسه والدجاج معا.
لا أدري لماذا اصر شغاتي عليَ لجلب الرواية كاملة ، وكأنه يريد أن يكتشف الهاجس كاملا فيما اودعته عنده من رؤيا .
وقد انتبه الى شيء عندما قرأ الرواية كاملة وقال : بالإمكان هنا ان نحول المشحوف الى حصان ، ولكن ليس لدينا خيال لبطولة ضائعة ، الحياة البسيطة هنا لا تحتاج منك أن تبحث فيها عن شيء لتثبت أنكَ معيدي شهم ، عدا شيء واحد يسكنني وهذا لم تفكروا فيه انتم المعلمون عندما قرأتم دون كيخوته .
قلنا بصوت واحد : و ما هو ؟
قال :اعتقد أن جلجامش والذي اصر أن اسميه ( سليل المعدان ) هو دون كيشوت سومري ، فقد ذهب الى المستحيل بعصا وقدم حافية . وكان حصانه امنيته انه سيجد شيئا ، لكنه لم يجده.
أنا نفسي ذهلت من هذا الطرح ...
وقبل ان ينتظر ردود افعالنا ، ضحك وقال : ما دام سيف جدي موجودا سأحمله مع غطاء القِدر ، وسأفترض المشحوف حصانا واذهب الى عمق الاهوار لعلي اجد بطولة حقيقية واجلب لكم حوتا اصطدته ، بالرغم من أن الأهوار ليس فيها حيتان....!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقصة الغجرية في حرب نجم والي
- مدافع نافارون وصرائف أم شعثه ..!
- أيتاليو كالفينو في الكحلاء
- العربانةُ من جلجامش الى هادي ماهود
- الشامُ بعيدةٌ يا سورية دشر...!
- رامبو وزمن العزلة
- الأذربيجاني يشتري الخِشالة
- اليهودي وزورق البازة والشخاط...!
- الأحتفاء بفخذ الثور المجنح
- ماري العاشقة وشبوط المتيم
- رابطة أصدقاء ماركيز في الجبايش ....!
- فوبرتال ومواليد الأمكنة النائية
- حُزنكَ حُزنْ مِعدانْ..!
- موسيقى تقشير الموز
- توابيت السفر الى أبدية القصب
- لا وقت للوقت في نينوى ...!
- بحيرة البجع والبولشوي في الجبايش
- أركاديا ( الخيال بلون القصب )
- خوليو اجليسياس : شكراً عبادي العماري...`
- أحمد الناصري ، شاكر الناصري ، ( أنا ) الناصري


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - المشحوف وحصان دون كيشوت