بذور الامبراطور قصة وعبرة للمعارضة العراقية

عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 351 - 2002 / 12 / 28 - 14:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

يحكى ان امبراطورا في احد دول الشرق الادنى قد  ادرك ان الوقت قد حان لاختيار وريثاً له  وبدلا من اختيار احد مساعديه او اولاده  قرر ان يفعل شيئاً مختلفاً تماماً فقد دعى كل شباب امبراطوريته في يوم معين وقال لهم:
لقد حان الوقت الذي ينبغي على ان اجلس جانبا لذا قررت ان اختار احدكم بديلا عني وحين دهش الشباب قال لهم :-
اني ساعطي كل منكم بذرة واحدة اريدكم ان تزرعوها وتسقوها على ان تعودوني بعد سنة بما اثمرت  لاحكم على نتاج ثماركم واختار احدكم ليكون من بعدى امبراطورا على هذه البلاد.
وكان هناك شابا اسمه  " لنك "  قد استلم هو ايضا بذرة من حاجب الامبراطور وعاد الى داره ليخبر امه بالقصة كلها فساعدته على اختيار وعاءا وتربة لغرس تلك البذرة والاعتناء بسقيها.
وبعد اربعة اسابيع تناهى الى سمعه من الشباب الاخرين ان بذورهم بدات بالنمو  على خلاف بذرته التى لم يظهر منها اى شئ ابدا ومما اشعره بخيبة بالغة هو استمرار الحال على ما هو عليه سته اشهر اخرى في حين اصبح لدى الاخرين من اقرانه شجرا واضحا لكنه لم يخبر اى احد منهم عن  بذرته منتظرا نموها عبثا .
وبعد سنة تسابق الشباب كل يحمل شجرته الى قصر الامبراطور الا " لنك" الذى شعر بالالم يعتصر داخله وهو يخبر امه عن نيته عدم الذهاب الى القصر حاملا وعاء بذرته لكنها شجعته على المضي الى القصر مع الوعاء مخبرا الامبراطور بصدق عما حدث له مع تلك البذرة فحمل وعائه الفارغ وذهب. وحينما وضع وعائه ضحك اقرانه منه واشفقوا عليه وقالوا يواسونه " لاباس انها محاولة ".
وحين حضر الامبراطور وحياهم حاول  " لنك "  اخفاء وعائه الفارغ عن عيون الامبراطور الذى قال للجميع ما هذه الاشجار والزهور؟ اليوم سيكون احدكم امبراطورا لهذه المملكة.
وعلى حين بغتة من الجميع نادى الامبراطور بان " لنك " هو الشاب الذي اختاره ولم يصدق " لنك " ماسمعه من نداء الا بعد ان قال الامبراطور مخاطبا الجميع:-
في مثل هذا اليوم من سنة مضت اعطيت كل واحد منكم بذرة ليغرسها ويعتني بها ويجلبها اليوم لكي اراها لكني اعطيتكم بذورا لا تنمو  وكلكم جلبتم لى زهورا واشجارا  اذ عندما وجدتم ان بذوركم لم تنمو قمتم باستبدالها ببذور اخرى  الا  هذا الشاب  " لنك "  الذى كان مخلصا وشجاعا وامينا  على العودة الى هنا مع البذرة التي اعطيته اياها.
الا يستحق ان يكون امبراطورا من بعدى؟  نعم انه يستحق.
اتمنى لن يفهم كل زعيم من زعماء المعارضة مهما كان حجمه او دوره  وعلى اختلافهم واينما كانوا المغزى من هذه القصة  فليس مطلوبا منهم ان يستبدلوا بذور الوطنية الصادقة ببذور سريعة النمو  فالشعب يعلم جيدا انه لم يعطي البعض منهم بذورها بل كل ما يحلم به ان يكونوا صادقين ومخلصين مع انفسهم ومع شعبهم او عليهم ان يتذكروا ان اهالى بغداد ازاحوا واليهم "احمد باشا" بثلاث كلمات اطلقوها عليه وهم الذين  توقعوا منه الكثير بعد انحطاط حال المدينة قبل وصوله اليها.
 فبعد جولة له في اسواق المدينة اصدر فرمانه بتغطية الشياه المسلوخة في محلات القصابة بقماش شفاف لحمايتها من الذباب فتندروا عليه ولقبوه ب" احمد ابو خركة"!! فعاد بعد اسابيع معدودة من حيث اتى.
خركة: قصاصة من اى  قماش 

 

 

#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات