أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الرقصة الغجرية في حرب نجم والي














المزيد.....

الرقصة الغجرية في حرب نجم والي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4757 - 2015 / 3 / 24 - 20:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




في نشوة الانغماس في شهية الكتابة عن تجربة روائية رائعة لصديق يشاركني بهجة السفر بالمشاحيف ، وأقصد صديقي العالمي ( نجم والي ) الذي عشت معه متعة سفره السريالي في عالمنا المشترك حيث ملائكة الجنوب وهم يتوارثون معنا نواح الحلم والحرب وتذكر اطلال ما تركناه هناك. وحيث يؤسس مع خواطر ( نعيم المندائي ) أطياف متعة تناول سيجارة المارلبورو في مساء بغداد يحذرنا مثل عراف بأن المارينز يقتربون من بوابة عشتار أمام المتحف العراقي في علاوي الحلة.
كتابي عن نجم والي والموسوم ( نجم والي ..حرب المعدان والألمان ) يؤسس لاكتشاف عطرا جديدا لذكرى صباحات السنونو وطيور الحِذاف والخضيري وعصافير حدائق البلدية والمكتبات العامة ، لهذا عليَّ أن أشرك معي رؤية تلك المساءات التي كان شغاتي ينتظر فيها مجيء الغجر السنوي الى القرية ليصلحوا له سنهُ المكسور أثر ارتطام وجهه بمقدمة المشحوف عندما قفزَ هلعا من دوي المدافع النمساوية التي استقرت غير بعيد عن أم شعثه لتعالج اهدافا لمعدان متمردين رفضوا الالتحاق بالخدمة العسكرية والذهاب ليكونوا جنود استمكان كما ابطال رواية نجم والي ( الحرب في حي الطرب )
الأن ونحن ننتظر الغجر الآتين بمشحوف ركابهُ (سلامه الغجرية وزوجها مبخوت ، وأبنتهما نعسه ، واخيها لوركا ) وهو ما اطلقته عليه انا لأنه يشبه لوركا تماما بالرغم من أنه يضحك ويستغرب حين نناديه بهذا الاسم وأسمه الحقيقي ( ريسان ) ، وهو لا يعرف من هو لوركا ، ولو عرفه لأفتخر وهو يدركُ أن ملامحهُ تمت بصلة الشبه لوجه شاعر الغجر الاسباني غارسيا لوركا.
وحين يصل مشحوف سلامه ، تختار لها مكانا في باحة القرية ، فالمعدان لا يدخلون الغجر الى بيوتهم لاعتقاد يقول :انهم اطباء ولصوص وصانعي متعة محرمة للرجال ، لهذا تكتئب النساء حين يجيء الغجر الى أم شعثه ،ليس لإصلاح سن شغاتي المكسور بل لعمل التمائم التي يطلبها منهم الرجال دون علم نساؤهم ، وأيضا لسماع صوت ربابة ( لوركا ) في محاولة منه لدفع المعدان للطلب من اخته نعسه لترقص ، لكن لا احد يطلب منها ذلك.
اجلس الان على ضفاف الرين ، يصلني بعضا من عطر التتن الذي يضعه غونتر غراس في غليونه الجالس ربما في مقهى قريبة من هنا .
أتخيل لحظة قرار أعلان جنود ( نجم والي ) خوض حربهم في مدينة الغجر المسماة ( حي الطرب ) ، حيث تسكنني رغبة بأرسال الرواية الى صديقي الطيب شغاتي عامل الخدمة في مدرستنا ، ليس ليصلح سنهُ المكسور بعد أن حزن كثيرا لأن سلامة لم تعد تزور القرية بعد طعن بطنها خنجر عشيق رفضت أن تعود الى فراشه لعلمها أنه يجامع اخت زوجها ( فهيمه ) ، وحتما سيكتشف في رواية نجم ما اكتشفه في ايثاكا ، ليعرف أن من بعض الوصول الى المدينة الحلم قد يكون رقصة غجرية . وحتما سيصل معي الى قناعة اول قراءتي للرواية عندما تمنحكَ الإحساس الغامض والشهية الممنوعة واقتراب الفجر وتلك الوجوه التي تمسك قناعتها بأن الحرب لم تكن في يوم ما سوى قدر سيء ابتدأه أحد اولاد آدم حين شج رأس أخيه بحجر.
أتخيل واحدا من أبطال الرواية في فصلها الختامي وهو يكاد أن يتقيأ ، الخمر في جوفه ونهدي الغجرية بين شفتيه.
الان المنفى يشج رؤوسنا بحجر الحنين ، ولم يعد الغجر يزورون خيال الذكرى بصوت الربابة ، وشغاتي يسكن القبر الآن ولا ادري أن صار يذهب الى طبيب أسنان بدلا من انتظار الطبيبة الغجرية ( سلامة ) .
الذي افعله واناي في مهجري من أجل استعادة تلك البيئات التي حملت وجه لوركا وموسيقى خصر ( نعسه ) هو أن اعيد قراءة رواية ( الحرب في حي الطرب ) لصديقي ( نجم والي ).القادم من اهوار عماريا.!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدافع نافارون وصرائف أم شعثه ..!
- أيتاليو كالفينو في الكحلاء
- العربانةُ من جلجامش الى هادي ماهود
- الشامُ بعيدةٌ يا سورية دشر...!
- رامبو وزمن العزلة
- الأذربيجاني يشتري الخِشالة
- اليهودي وزورق البازة والشخاط...!
- الأحتفاء بفخذ الثور المجنح
- ماري العاشقة وشبوط المتيم
- رابطة أصدقاء ماركيز في الجبايش ....!
- فوبرتال ومواليد الأمكنة النائية
- حُزنكَ حُزنْ مِعدانْ..!
- موسيقى تقشير الموز
- توابيت السفر الى أبدية القصب
- لا وقت للوقت في نينوى ...!
- بحيرة البجع والبولشوي في الجبايش
- أركاديا ( الخيال بلون القصب )
- خوليو اجليسياس : شكراً عبادي العماري...`
- أحمد الناصري ، شاكر الناصري ، ( أنا ) الناصري
- الميثولوجيا من سنحاريب الى داعش


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الرقصة الغجرية في حرب نجم والي