أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - بلاط صاحبة الجلالة فى انتظار الفارس الجديد















المزيد.....

بلاط صاحبة الجلالة فى انتظار الفارس الجديد


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1325 - 2005 / 9 / 22 - 11:28
المحور: الصحافة والاعلام
    


بعد أيام.. يتوجه الصحفيون المصريون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب نقيبهم .
وقد يبدو هذا أمراًَ عادياً.. لكن مما يعطى لهذه الانتخابات الوشيكة أهمية استثنائية عدداً من العوامل .
أولها ان هذه أول انتخابات تجرى بعد تغيير القيادات الصحفية فى المؤسسات "القومية" ، وهو التغيير الذى تأخر كثيراً حتى تخيل الكثيرون أنه اصبح من رابع المستحيلات. لكن ما كان يبدو سراباً حدث بالفعل وتركت القيادات القديمة مقاعدها التى ظلت جالسة عليها قرابة ربع قرن، فى سابقة لم تحدث فى تاريخ الصحافة المصرية، وبالمخالفة السافرة للقانون.
ورغم أن معظم أسماء القيادات الصحفية الجديدة، وربما باستثناء اسمين أو ثلاثة على الأكثر، تعتبر امتداداً للقيادات القديمة الراحلة ، فان هذا التغيير-غير الجذرى – كشف النقاب عن أوضاع مرعبة فى بعض كبريات المؤسسات الصحفية القومية، وبدأت تتناثر حكايات مخيفة عن فساد مالى بأرقام فلكية ، واستغلال واسع للنفوذ، ونهب للمال العام، وفوضى عارمة فى الإدارة، وغياب كامل للرقابة والمحاسبة والشفافية ، ومعايير مختلة تبدو معها بعض هذه المؤسسات العربية مجرد "عزب" و "تكايا" يغرف الاتباع والمحاسيب خيراتها بدون حساب بينما الغالبية الساحقة المسحوقة من الصحفيين الكادحين والعاملين والعمال المتفانين فى عملهم لا يحصلون إلا على الفتات المصحوب بالمنى والأذى!
وبما أن هذه المؤسسات الصحفية القومية تمثل اكثر من ثمانين فى المائة من الجسم الصحفى المصرى ، فان ما كشفته هذه الوقائع المروعة كان أشبه بالزلزال الذى تطرح تداعياته المباشرة وتوابعه غير المباشرة تحديات خطيرة على الجماعة الصحفية ونقابة الصحفيين والنقيب المقبل .
والعامل الثانى الذى يعطى للانتخابات المقبلة أهمية استثنائية هو انها أول انتخابات تجرى فى نقابة الصحفيين بعد الانتخابات الرئاسية ، والتى هى بدورها أول انتخابات تعددية تجرى فى مصر على منصب الرئاسة . وهذه الانتخابات الرئاسية- ورغم ما شابها من تجاوزات ومخالفات كثيرة ليس هذا مجال الحديث عنها- نقلت ملف "الإصلاح" فى مصر إلى آفاق غير مسبوقة، حيث اصبح مطروحا على جدول الأعمال قضايا كانت حتى وقت قريب فى عداد " المحرمات "، بما فى ذلك قضايا الإصلاح السياسى والدستوري ، وعلى رأسها صلاحيات رئيس الجمهورية ، والتوازن بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ، وتغول السلطة التنفيذية على السلطات الأخرى، واستقلال القضاء ، وحالة الطوارئ ، بل وأيضا المادة الثانية من الدستور التى تنص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية مصدر رئيسى للتشريع.
كل هذه المسائل، وغيرها، أصبحت مثار جدل واسع النطاق، من اجل تعديلها، بل وتعديل التعديل الذى تم إدخاله على المادة 76 من الدستور والتى أتاحت الانتقال من نظام اختيار رئيس الجمهورية عن طريق الاستفتاء على مرشح وحيد، إلى نظام الانتخابات التعددية بين اكثر من مرشح، خاصة بعد ان أثبتت تجربة انتخابات السابع من سبتمبر أن الشروط التى تم إحاطة تعديل هذه المادة بها خلقت مشاكل كثيرة يصعب ، بل يستحيل ، حلها دون تعديل هذا التعديل المشوه.
وما يهمنا من توابع هذه الانتخابات الرئاسية أنها خلقت مناخاً جديدا فى المجتمع بأسره. وهذا المناخ يضع منظمات المجتمع المدنى بالذات على أعتاب مرحلة جديدة، تخلق من الفرص بقدر ما تجلب من التحديات. وليست نقابة الصحفيين استثناء من ذلك. بل لعلها فى مقدمة المنظمات الأهلية الأكثر حساسية لهذه التحولات ، باعتبارها نقابة مهنية أعضاؤها هم أحد صناع الرأى العام.
والعامل الثالث الذى يعطى لانتخابات نقيب الصحفيين المقبلة أهمية استثنائية كذلك أنها تجرى فى أعقاب ظهور الدور المتعاظم الذى بدأت تلعبه الصحافة المستقلة على الساحة المصرية . وهذه الظاهرة جديدة سواء على صعيد خريطة قراءة وتوزيع الصحف ، أو على صعيد خريطة توزيع الصحفيين المصريين .
وبالطبع فان هذا الظهور غير المألوف سابقا للصحافة الخاصة المسماة بالمستقلة مرتبط بظاهرة عالمية أوسع مدى هى الثورة المعلوماتية، ثالث ثورة تعرفها البشرية بعد الثورة الزراعية والثورة الصناعية . وعلى الأرجح أن تأثيرات هذه الثورة الثالثة ستكون اكثر عمقاً من كل تأثيرات الثورتين الأولى والثانية .
***
فى ظل هذه المستجدات الثلاثة الرئيسية سنتوجه نحن الصحفيين المصريين إلى صناديق الاقتراع ، بعد أيام ، لاختيار نقيبنا.
فما الذى نريده من النقيب القادم؟
نريد منه أن يبنى على الإنجازات التى حققتها النقابة فى الماضى، فى ظل نقباء عظام ، وبفضل نضالات أجيال متعاقبة من الصحفيين دافعوا عن المهنة وتقاليدها .
نريد منه أن يتعهد بقيادة نقابة الصحفيين لانتزاع حق الأفراد والجماعات فى إصدار صحفهم المستقلة .
نريد منه ان يتعهد بقيادة نقابة الصحفيين لوضع حد لمراوغات البيروقراطية التى نجحت فى تعطيل الوعد الرئاسى بإلغاء التشريعات التى تجيز حبس الصحفيين ، وغير الصحفيين، فى قضايا النشر.
نريد منه ان يتعهد بقيادة نقابة الصحفيين لتفعيل مثياق الشرف الصحفى، بما يتضمنه من تفعيل الجزاءات التأديبية – بما فى ذلك الشطب من جداول النقابة – وتطبيقها على الصحفيين الذين ينتهكون التقاليد المهنية، بشرط أن يتم ذلك بعد إلغاء حبس الصحفيين فى قضايا النشر. فمن غير المعقول ان يكون الصحفى عرضة للعقاب المزدوج .
نريد منه ان يتعهد بقيادة نقابة الصحفيين لتطوير المهنة تطويراً جذرياً يتناسب مع التطورات المذهلة الناجمة عن الثورة المعلوماتية ودخول البشرية إلى مجتمع المعرفة، بما يستلزمه ذلك من الضغط من اجل صدور تشريعات تقنن وصول الصحفى إلى المعلومات وتجرم حجبها وتعاقب المسئول الذى يتعمد إخفائها أو إعاقة الوصول إليها.
نريد منه أن يتعهد بقيادة نقابة الصحفيين لتطوير مهارات الصحفيين الذين كانوا روادا للصحافة والتنوير فى العالم العربى ثم تراجع إشعاعهم ودورهم عاما بعد آخر. وهو ما يستلزم إعادة الاعتبار للتقاليد المهنية الرفيعة والنزيهة .
نريد منه أن يتعهد بقيادة نقابة الصحفيين لاستعادة مكانة أعضائها فى المجتمع. ولن يتحقق ذلك بالشعارات ، وإنما بالكثير من التحركات الإيجابية وفى المقدمة منها إعادة النظر فى جداول المرتبات والمكافآت وشروط العمل بكافة جوانبها ، ووضع حدود فاصلة لا يمكن عبورها بين التحرير والإعلان، وبين الخبر والرأى ، وبين الصحفى ومصادره وذلك من أجل التخلص من ظاهرة "النوم فى سرير الحكومة" أو ما شابهها.
نريد منه ان يتعهد بقيادة نقابة الصحفيين من اجل تحقيق اكبر قدر من الاستقلال المالى، من خلال المبادرات والدراسات الموجودة بالفعل ، والتى لا تحتاج الى ما هو اكثر من ان توضع على جدول الأعمال وان توضع لها خطة عملية وتفصيلية لتحويلها إلى واقع ملموس . فهذا الاستقلال المالى مطلوب فى ذاته ، فضلا عن انه هو أحد ضمانات استقلال القرار النقابى عموما.
وعندما نطالب نقيبنا القادم بهذا – وغيره الكثير – فأننا لا نستهدف فقط تحقيق مكاسب مهنية او نقابية لعدد يقل عن خمسة آلاف صحفى ، وإنما نستهدف أيضا الحفاظ على إحدى القلاع الوطنية التى يتأثر المجتمع بأسره إيجابيا إذا كانت قوية ويتأثر سلبيا إذا أصابها الوهن، فقد كانت نقابة الصحفيين المصريين دائماً وأبداً فى طليعة القوى الوطنية والديمقراطية التى دافعت عن الاستقلال الوطنى والدستور والحريات والتنوير .. وهو دور تتزايد أهميته اليوم فى ظل التطورات الدراماتيكية التى تشهدها مصر والمنطقة ، فضلا عن تحديات العولمة والتحولات المذهلة فى المعادلة الدولية .
ونقيب الصحفيين الذى نريده.. يجب ان يكون فى مستوى هذه المستجدات والتحديات.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ! البقية في حياتكم
- لغز وزير الثقافة وأنصاره
- لماذا حصل -الاستبداد- على تأشيرة -إقامة- في أرض الكنانة؟
- محرقة بنى سويف: الجريمة والعقاب
- الدين والسياسة: سؤال قديم وإجابات معاصرة
- من هنا نبدأ
- بعد انقشاع غبار الانتخابات : صورتنا بدون رتوش
- محور الشر.. كاترينا وبوش
- بناء الثقة .. اليوم وليس غداً
- -الجمهورية- تستعيد ذاكرتها.. ودورها التنويرى
- قطار الديمقراطية الذي تلكأ كثيرًا قبل دخول محطة مصر
- الدين لله والوطن للجميع.. أمس واليوم وغدًا
- المبادرة الغائبة
- المنافقون.. اخطر أعداء مبارك
- استنساخ الكهنة!
- تراجيديا الكولونيل والشيخ
- دموع في عيون استعمارية
- (1-2) الدين.. والسياسة : سؤال وقديم إجابات معاصرة
- واقع الحال في مصر.. دون مساحيق تجميل
- الأسلحة الفاسدة


المزيد.....




- أمسكت مضرب بيسبول واندفعت لإنقاذه.. كاميرا ترصد ردة فعل طفلة ...
- إسرائيل ترسل عسكريين كبار ورؤساء أجهزة الاستخبارات لمحادثات ...
- الدفاع الروسية تنشر لقطات لعملية أسر عسكريين من -لواء النخبة ...
- فيروس جدري القرود -الإمبوكس-: حالة طوارئ صحية في أفريقيا ودع ...
- بشير الحجيمي.. المحلل السياسي العراقي أمام القضاء بسبب كلامه ...
- عاملُ نظافة جزائري يُشعل المنصات ووسائلَ الإعلام بعد عثوره ع ...
- رافضة المساس بوضع الأماكن المقدسة.. برلين تدين زيارة بن غفير ...
- رباعية دفع روسية جديدة تظهر في منتدى -الجيش-2024-
- بيلاوسوف يبحث مع وزير دفاع بوركينا فاسو آفاق التعاون العسكري ...
- بالفيديو.. لحظة قصف الجيش الإسرائيلي شبانا في مدينة طوباس


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - بلاط صاحبة الجلالة فى انتظار الفارس الجديد